شعار قسم ميدان

محاكمة الساحرات.. كيف جاء الشيطان إلى مدينة سايلَم؟

midan - whiches
مقدمة المترجم
من منا ينسى المسلسل الأميركي الكوميدي "سابرينا"؟ وهي الساحرة الصغيرة التي عاشت مع عمتيها في مدينة سايلم، والتي كانت في المسلسل مدينة تأوي إليها الساحرات، لقد ظهرت مدينة سايلم في الفنون الشعبية الأميركية بوصفها مرتعا للسحرة في العديد من الروايات والمسلسلات الأخرى، فما قصة هذه المدينة بالتحديد؟

 

نص المقال
بدأت الحكاية بين طفلتين في منزل زعيم القرية، حيث زحفت اثنتان من الفتيات الصغيرات تحت الأثاث، وشرعتا في إصدار أصوات سخيفة، ومدتا أيديهما خارجا كما الأجنحة وحاولتا الطيران. وما يدفع للاستغراب هو أن ذلك بحد ذاته كان أمرا غريبا في ذلك  الوقت، غير أن معايير السلوك للفتيات الصغيرات كانت أكثر صرامة في القرن السابع عشر في نيو إنغلاند مما هي عليه اليوم، تقف  المصادر الأولية وتحار حول هذه القصة، فقد كانت كل من بيتي بريس ابنة القس ذات التسع سنوات وابنة عمها ذات الأحد عشر عاما أبيغيل ويليامز دائما طفلتين نموذجيتين "حظيتا بتعليم جيد وعرفتا بالتصرفات الحسنة"، ولكن سرعان ما انتشر الأمر في كل أنحاء سايلَم: "لقد سُحرتا"، وحضر رجال الدين، ثم جاء الجنود.
 

حدث ذلك في شهري (يناير/كانون الثاني) و(فبراير/شباط) عام 1692، وبحلول الخريف، كان الأمر قد تطور لشيء كبير جدا، عشرون رجلا وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 20 و80 عاما أُعدِموا جميعهم تحت أعين كبار المسؤولين في ماساتشوستس (على النقيض من الذاكرة الشعبية، لم يُحرق أحد على قيد الحياة، فقد شنق تسعة عشر شخصا، وتم الضغط بحجارة كبيرة على رجل واحد حتى الموت في محاولة فاشلة لاستخراج اعتراف).

 

مشعوذون صغار الحجم، وقطط تتحدث، وعلامات لدغة دموية، ومعارك خارقة للطبيعة بين الفصائل المتنافسة من الفتيان، نستحضر كل ذلك من قراءة كتابات جي كي رولينغ (هاري بوتر)

اتهم حوالي 165 آخرين في اثنتي عشرة قرية ومدينة بممارسة السحر بداية من عبد هندي أميركي وصولا إلى واحد من أغنى التجار في المستعمرة، ثم فجأة، عندما جاء عام 1693، فتوقفت عمليات الإعدام، وصمتت الاتهامات وفرغت السجون. لم تعد زوجات المزارعين تثرثرن وتنتفضن ولم تعد سماء نيو إنغلاند ملبدة ليلا بحركة المرور الجوي للسحرة والشياطين، وعلى مدى ثلاثمئة عام تالية ويزيد تُرك الناس يتساءلون بالضبط عما حدث.

ولئن كانت تفسيرات القرن السابع عشر للأحداث في سايلَم تبدو ملتوية ومتناقضة، ومغمّاة بانشغالات عصرهم، فكذلك تبدو الكثير من التفسيرات اللاحقة، بطبيعة الحال كانت هناك التفسيرات النسوية، والماركسية، والفرودية منها. فقد وصف آرثر ميلر -في الصفحات الافتتاحية لكتابه "البوتقة" (1953)- "رهبة الساحرات" بأنه "نوع من التشنج السياسي الرجعي استجابة للظروف المتغيرة لأميركا الحديثة، بالإضافة لكونه مظهرا ضارا للذعر الذي غُرس بين جميع الطبقات عندما بدأ التوازن يتجه نحو مزيد من الحرية الفردية".

 
وفي السبعينيات، اقترح عالم نفس سلوكي أن صياح وهلوسة قرويي سايلَم كانا بسبب نوع من الفطر المسبب للهلوسة المتكون على خبز الردة المتعفن -وأن ماساتشوستس الاستعمارية كانت -في الواقع- تمر بعثرة سيئة للغاية. لذا ربما يكون ذلك انعكاس ثقافتنا اللحظية كون ملحمة سايلَم القديمة تفسر الآن باقتناع أكبر باعتبارها النسخة الحقيقة من خيال الشباب، لا سيما في الرواية الجديدة لستايسي شيف (الروائية الفائزة بجائزة بولتيزر الأدبية) "الساحرات.. عن سايلم" 1692.

 
مشعوذون صغار الحجم، وقطط تتحدث، وعلامات لدغة دموية، ومعارك خارقة للطبيعة بين الفصائل المتنافسة من الفتيان، نستحضر كل ذلك من قراءة كتابات جي كي رولينغ (هاري بوتر) أو سلسلة الشفق "توايلايت". فنادرا ما كان للأطفال الدور الأهم في الروايات التاريخية، في الواقع قد قلل المؤرخون من الأجيال السابقة من هذا العنصر في كتابات دراما السحر، فعلى سبيل المثال رفع ميلر سنّ أبيغيل ويليامز من 11 إلى 17 عاما، بينما في كتاب "الساحرات" نجد مشهدا مثل ذلك الذي في مقر اجتماعات مدينة سايلَم في 11 (أبريل/نيسان) 1692، عندما واجهت اثنتان من النساء في منتصف العمر (سارة كلويس وإليزابيث بروكتر) جوقة من الفتيات الصغيرات يوجهن الاتهامات لهن.

  

لقطة من فيلم توايلايت (مواقع التواصل)
لقطة من فيلم توايلايت (مواقع التواصل)

  
وحكت الفتاة أبيغيل عن رؤيتها لكلويس تقود احتفالية سبت شيطانية وراء بيت الكاهن، حيث شربت 40 ساحرة من كأس من الدماء، وعندما اعتلت إليزابيث المنصة، مدت أبيغيل يدها لضربها على وجهها، لكن قبضة يدها تعلقت بفعل السحر في الهواء بمجرد لمس أصابعها لغطاء رأس السيدة الأكبر سنا وعوت أبيجيل من الألم كما لو كانت تحترق، فلم يكن أقوى دليل في قاعة محكمة سايلَم في ذلك اليوم شفهيا بل مرئيا، حيث شاهد القرويون السذج ورجال الدين المرتعبون الساحرات يقمن بسحرهن أمام أعينهم أو رأوا الآثار الفظيعة التي تركها السحر الأسود -على ما يبدو- على الطفلة أبيغيل والطفلة آن بوتنام البالغة من العمر 12 عاما وهي تتراقص في نوبة من الألم والتشنجات، وفتاة تشير للأخرى هاتفة "انظروا لها! ستصاب بنوبة" فتبدأ الأخيرة على الفور بالانتفاض.

 
كتبت شيف: "وفي مرات أخرى كن يحذرن قائلات "سنسقط جميعا!" فتنهار سبع أو ثماني فتيات على الأرض في نوبة من الهذيان، وسرعان ما أطلق عليهم "الفتيات المستبصرات". كان رئيس تلك المحكمة الهزلية في ذلك اليوم هو توماس دانفورث ذو الشخصية الخبيثة المتناقضة، نائب حاكم ولاية ماساتشوستس وأمين صندوق هارفارد منذ فترة طويلة، وهو أحد كبار المسؤولين الاستعماريين الذين يطغون على القضاة المحليين بسرعة.

 

لا يزال يعرف أي شخص كان يوما ما في سن الحادية عشرة كيف يكون شعور أن يسكن في عالم يقلب فيه اللعب العادي إلى السادية، حيث بنيت إمبراطوريات كاملة من الخيال وسط أحداث كل يوم، وحيث تمتلئ الزوايا المظلمة في المنزل بأشباح محتملين، وتكون الجائزة في نهاية المطاف هي غرفة مزدحمة بالكبار يولون لك كل الاهتمام. وفتاة مثل أبيغيل في سن الصبا لا تدرك كثيرا عواقب الأمور على نفسها ولا على غيرها، ناهيك عن قرية أو مقاطعة بأكملها، ومع ذلك، فإن ما تفعله هو النضال من أجل السلطة، وفي كثير من الأحيان، مهارة ممتعة في التلاعب بأولئك الذين يملكون السلطة.

 
وقد تشابه عصر كوتون ماثر (وزير لكنيسة بوسطن الشمالية وأشد المؤمنين بالسحر) كثيرا مع فترة أدب هاري بوتر أكثر مما قد يظهر في البداية، "فإذا كنا نبحث عن عصر يتطابق فيه مستوى قلق الوالدين بشأن الأطفال كما كان عليه الأمر في أوائل القرن الحادي والعشرين فهو ربما  ما سنجده  بين البروتستانتيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر" وفقا للمؤرخ البريطاني هيو كانينغهام.

   

نادرا ما كان للأطفال الدور الأهم في الروايات التاريخية، في الواقع قد قلل المؤرخون من الأجيال السابقة من هذا العنصر في كتابات دراما السحر
نادرا ما كان للأطفال الدور الأهم في الروايات التاريخية، في الواقع قد قلل المؤرخون من الأجيال السابقة من هذا العنصر في كتابات دراما السحر
  

وبالنسبة لهم كانت روح الرضيع صغيرة جدا لتصبح ساحة قتال بين النور والظلام، فدفعت المطابع البروتستانتية في إنكلترا أول تدفق لأدب الأطفال على الإطلاق، فكان كاتبهم الأعظم جيمس جانواي صاحب كتب مثل عربون للأطفال، والحياة المقدسة المثالية، والموت المبهج، للعديد من الأطفال الصغار (1671) التي كانت بنفس البهجة والمرح الذي توحيه العناوين، ولخص فيها ما يجب على جميع الآباء والأمهات تعليم أطفالهم، بينما كان أحد البروتستانتيين الأوائل أكثر إيجازا حيث كتب: "تعلم أن تموت".

بالنظر لكون الأطفال على الحدود الأميركية قد نشأوا -أكثر من أبناء عمومتهم الإنجليز- وسط بانوراما غنية عن الموت فلا عجب أن تبدو الشياطين حقيقية، وأن الجحيم قد ينتظر وراء أي باب. وتقول الكاتبة شيف: "كان الجميع يعرف قصة ما عن التمزيق أو الاختطاف، وكان ذلك حقيقا بشكل خاص لفتيات سايلَم "المنتفضات" ونصفهن كن على الأقل لاجئات أو يتامى نتيجة (الحرب الهندية الأخيرة)".

 
وإذا نظرنا هنا نجد أنه ربما كان ليبقى السحر في سايلَم مجرد كابوس كبير لولا تفضُّل البالغين بالتدخل، ففي لحظة ما كانت طفلتان تلعبان ببساطة، وفي اليوم التالي، تعرض الأجداد  للتعذيب علنا ​​حتى الموت. وكان الرابط الأساسي هنا هو السيد دانفورث المحترم وأمثاله، وهذا هو الغموض الأكبر: كيف سحب هؤلاء الأطفال واسعي المخيلة بسهولة الآلاف من البالغين إلى خزانتهم المسحورة خروجا من الجانب الآخر؟ هذا هو ما يحقق فيه كتاب شيف نجاحا خاصا. وقد هاجمت العديد من الروايات الشائعة عن محاكمات سايلَم في القرن التاسع عشر والعشرين جهل القضاة وإيمانهم بالخرافات، كما لو كانت هستيريا عام 1692 ظلا للقرون الوسطى في فجر عصر التنوير، قد ظهر كتاب جون لوك "رسالة للتسامح" رغم كل شيء قبل ثلاث سنوات من معضلة كوتن ماثر مع السحر والساحرات.  

 

بيد أن شيف تشير إلى أن ماثر ودانفورث وزملاءهم كانوا -إن وجدوا- مستنيرين، على الأقل بمعايير عصرهم كما لو أنهم "يسبحون في المعلومات". وقد ساعدت البنية الأساسية العلمية الكاملة -من الكتب والجامعات والمجتمعات المتعلمة- في القرن السابع عشر على نشر روايات السحر ومخاطره للأطراف البعيدة من العالم المسيحي، وكان القضاة في ماساتشوستس -وربما أيضا وجهوا الاتهامات- قد تأثروا  بعمق بحالات تفشي السحر في السويد البعيدة قبل ذلك بضع سنوات.

  

ما زال الكثيرون يعتقدون أن
ما زال الكثيرون يعتقدون أن "أتباع الشيطان" كان لهم وجود في ماساتشوستس (رويترز)

 
حينها كان السحر هو العلم، والعلم هو السحر، وكذلك آمن لوك ومثله فعل روبرت بويل وإسحاق نيوتن، حتى بعد هدوء وتراجع قصة سايلَم، فعدد قليل جدا فقط من أهل نيو إنغلاند على أي مستوى اجتماعي هو من رفض وجود السحر، وما زال  الكثيرون يعتقدون أن "أتباع الشيطان" كان لهم وجود في ماساتشوستس، فقط بين من وجهوا الاتهام وليس المتهمين!

 

ربما كانوا على حق، لم يكن الشيطان ليخطط للأمور بشكل أكثر دقة، خاصة وأن المزيد والمزيد من البالغين انضموا إلى صفوف أصحاب الاتهامات "فمن لم يكن يريد أن ينتقم من أحد الجيران؟" كما تكتب شيف. وأضافت: "كان هناك العديد من الأسباب لاتهام شخص بممارسة السحر في 1692 أكثر مما كان هناك للإبلاغ عنه تحت الاحتلال النازي لفرنسا، أسباب مثل الحسد، وانعدام الأمن، والعداء السياسي، والحب بلا استجابة وقصص الحب المنتهية".  

 
وقد خدم السحر بالتأكيد احتياجات زعماء الاستعمار مثل ماثر ودانفورث إلى أن انتهى دوره، فقد كانت التطورات السياسية الأخيرة على جانبي المحيط الأطلسي تضعف السلطة الروحية والدنيوية للآباء البروتستانتيين، ولا يمكن العثور على وقت أفضل لوضع لمسة من السحر الأسود. وللقارئ الحديث تبدو "رهبة السحر" كما لو أنها فورة مفاجئة مزعجة من الخوارق في الحياة اليومية، ربما كذلك شعر الكثيرون في سايلَم أيضا، ولكن في الوقت نفسه كان ذلك أيضا جزءا من الطحن اليومي لرحى التزمت البروتستانتي، وتذكير بهجمات الشيطان المستمرة.

 
لم تكن نخبة نيو إنغلاند الذين حولوا أعمال الشيطان إلى أغراضهم الخاصة هم من يرأسون المحاكمات والصلاة فحسب، فبمجرد أن حاز موجهي الاتهام في سايلَم على المصداقية كان من السهل عليهم توجيه أصابعهم إلى رجل غني بنفس سهولة توجيهه إلى رجل فقير.

 
ومن أعظم اللحظات في المحكمة في رواية "الساحرات" هو عندما  تدور الفتيات المسحورات وتطوّقن جون ألدن الابن الأكبر لزعيم الكهنة الشهير لاتهامه بكل شيء، بدءا من ممارسة السحر إلى ممارسة الجنس مع النساء الهنديات (دوافعهن غير واضحة، لكن لفتت أولئك الفتيات الانتباه إلى القيل والقال من كبار السن). ذلك المشهد عندما يقف القبطان البحري القوي والتاجر محاط بهن -مرخي اليدين منزوع السيف- تحت رحمة فتيات أطفال من القرية لم يسبق له أن رآهن من قبل في حياته. يفسَّر المشهد على أنه ثورة أميركية من نوع ما، وفي الواقع، إن ما أنهى في نهاية المطاف لوائح الاتهام بالسحر قد يكون الخوف المتنامي من أن أي شخص قد يكون عليه الدور للتعرض للاتهام.

  

عندما كانت فترة
عندما كانت فترة "ممارسة السحر" في أوجها، لم يكن هناك أي قطعة خردة من الأدلة أو أي مقتطف من محادثة أصغر من أن يجري حفظه
  

تتسم كتابات شيف بحساسية مختلفة تماما عن كتابات المتزمتين البروتستانت، فكتابتها لطيفة وساخرة ومتعاطفة على نطاق واسع، مع عين حريصة على الفكاهة والفروق الدقيقة والتفاصيل. ولا توجد شياطين حقيقية في حكايتها بأي حال من الأحوال، ليست حتى على شكل بشري، فحتى القضاة هم مجرد رجال مضطربين يتعثرون في أوقات صعبة، ويأخذنا تفسيرها إلى عمق المؤامرات السياسية لنخبة ماساتشوستس التي تكافح من أجل استعادة قدمها بعد أن ألغت الأنظمة الجديدة في بريطانيا الميثاق التأسيسي للمستعمرة، ثم حلت محله وفرضت -في جملة أمور أخرى- درجة من التعددية الدينية على البروتستانتية الثيوقراطية".

 
 كتبت شيف: "أخرج السحر بفاعلية جيل مرتكن متخاذل وإن لم يكن كما كان يتوقعه رجال الدين، فعندما انتهت اللعنة كنس فيضان تبادل الاتهامات معه جزءا عظيما من الإيمان والتدين"، وفي أعقاب ذلك، أحرقت الخطب والرسائل، ومزقت مقاطع كاملة من سجلات القرية، وربما اختفت السجلات الرسمية لمحكمة السحر في مكان ما في إطار فوضى قانون الطوابع عام 1765، عندما اقتحم غوغاء بوسطن منزل الحاكم الملكي الأخير لماساتشوستس. بيد أن البروتستانت الذين كانوا كما المحققين المهووسين بالتسجيل والتدوين قد تركوا كنزا غنيا من التفاصيل المسجلة.

 
عندما كانت فترة "ممارسة السحر" في أوجها، لم يكن هناك أي قطعة خردة من الأدلة أو أي مقتطف من محادثة أصغر من أن يجري حفظه، وبفضل ذلك -بالإضافة لهدايا شيف من الروايات والسرديات- فإن القارئ الحالي يتنقل فوق مداخن نيو إنغلاند التي ينبعث منها الدخان وأسطح المنازل المصنوعة من القش، ويجتاح المكاتب المغلقة للقضاة ورجال الدين، ويتابع  الغيرة والخصومات بين مدبري المكائد بالقرية، ويمكنه حتى أن يسكن لفترة وجيزة في أعمق أفكار تلاميذ المدارس الذين لقوا حتفهم منذ ثلاثة قرون مضت، إنه نوع من السحر استطاع في غمضة عين أن يجعل عالما كاملا مرسوما أمام أعيننا بشكل عجيب.

المصدر : الجزيرة