جعفر النميري

Sudan President Gaafar al-Nimeiry gives a press conference, on November 16, 1983 at the Hotel Crillon, in Paris, during his official visit in Paris.

عسكري سوداني حكم البلاد 16 سنة، وانفجرت في عهده الحرب بين الشمال والجنوب، ثم لم يمنعه إعلان تطبيق الشريعة الإسلامية من غضب شعبي عارم أطاح به وبناظمه.

المولد والنشأة
ولد جعفر محمد النميري يوم 1 يناير/كانون الثاني 1930 في ود نوباوي بأم درمان لأسرة من قبيلة الدناقلة (دناقلة الشمال).

الدراسة والتكوين
بعد إنهاء دراسته في مراحلها الأولى بالخرطوم التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1952، ثم حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من الولايات المتحدة.

الوظائف والمسؤوليات
عمل ضابطا في الجيش السوداني قبل أن يصبح رئيسا لمجلس ثورة مايو 1969 التي أطاحت بالحكم الديمقراطي.

التجربة السياسية
تميزت فترة حكم النميري بتفجر الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه، وعرفت هذه القضية مرحلتين مهمتين، كانت أولاهما التفاوض والاتفاق الذي جسدته اتفاقية أديس أبابا أوائل السبعينيات، والثانية الاختلاف والمواجهات الدامية حينما جمد النميري تلك الاتفاقية.

وقام النميري عام 1983 بتقسيم الجنوب الذي كان ولاية واحدة إلى ثلاث ولايات: أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائية، تلبية لرغبة بعض الجنوبيين خاصة جوزيف لاغو الذي كان يخشى من سيطرة قبيلة الدينكا على مقاليد الأمور في الجنوب، وكان أبيل ألير نائب الرئيس النميري من قبيلة الدينكا، وكان مسيطرا على جميع أمور الجنوب.

وتنص اتفاقية أديس أبابا على جعل الجنوب ولاية واحدة، ولهذا اعتبر البعض تصرف النميري بمثابة إلغاء لاتفاقية أديس أبابا.

وتعقّد الصراع أكثر بين الشمال والجنوب حينما بدأت بوادر النفط تظهر في جنوب السودان أوائل الثمانينيات.

وفي منتصف عام 1983 اتهمت حكومة الرئيس النميري الرائد كاربينو كوانين قائد الكتيبة ‏105‏ في منطقة بور جنوب السودان باختلاس أموال، وحاولت التحقيق معه فأعلن تمرده، فشنت القوات الحكومية هجوما على الكتيبة، مما أدى إلى هروبها إلى الأدغال الاستوائية لتصبح في ما بعد نواة الجيش الشعبي.

كلفت حكومة الخرطوم العقيد جون قرنق بتأديب تلك الكتيبة وقائدها، إلا أنه أعلن انضمامه إلى المتمردين مؤسسا الحركة الشعبية لتحرير السودان وجناحها العسكري الجيش الشعبي.

وقد كان في إعلان النميري تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في سبتمبر/أيلول 1983 مدعاة لنفور الجنوبيين أكثر من حكومة الخرطوم. ورفع المتمردون شعارات يسارية، ووجدوا في الرئيس الإثيوبي مانغستو هيلا ماريام سندا قويا وقاعدة خلفية، واشتدت حربهم على الحكومة.

ومع أن عهد النميري -الذي دام 16 سنة- عرف أطول هدنة بين المتمردين والحكومة (دامت 11 عاما) فإنه عرف أيضا ظهور الحركة الشعبية وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان، كما عرف بروز جون قرنق أبرز زعماء المتمردين، وشهدت الحرب الأهلية في عهده فصولا دامية.

الوفاة
توفي جعفر محمد النميري يوم 30 مايو/أيار 2009 بعد معاناة طويلة مع المرض، وأقيمت له جنازة رسمية ودفن في أم درمان.

المصدر : الجزيرة