بوديموس.. استلهام إسباني للربيع العربي

شعار بوديموس وهو حزب إسباني - الموسوعة

حركة سياسية إسبانية يسارية نشأت تحت تأثير احتجاجات الغاضبين في ثورات الربيع العربي  عام 2011، وتحولت إلى حزب سياسي عام 2014 استطاع الحصول على المركز الثالث في الانتخابات التشريعية الإسبانية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2015 ليكسر بذلك ثلاثة عقود من هيمنة الحزب الشعبي اليميني المحافظ والحزب الاشتراكي العمالي على الحياة السياسية في البلاد.

النشأة
تعني كلمة "بوديموس" الإسبانية "نستطيع" أو "قادرون" ، وهو ما يُحيل على فكرة التغيير التي جاءت بها الحركة التي وُلدت من رحم حركة الغاضبين الشهيرة التي تظاهرت ربيع وصيف 2011، في مدريد ومدن اسبانية وأوروبية ضد التقشف وفشل النخب السياسية في تفادي الأزمة المالية ثم عجزها (يمينا ويسارا) عن تقديم حلول.

وتعتبر بوديموس النخب السياسية والاقتصادية التقليدية جزءا من أزمة أوروبا المالية الطاحنة، وتستشهد على ذلك بأنَّ رؤساء وأطر المقاولات ورجال الأعمال هم من تسبب في الأزمة الاقتصادية في حين كان على الأقل دخلا دفع ثمنها من أجورهم ومناصب عملهم. كما تعتبر أنَّ سياسات الإصلاح المالي التي عالجت الأزمة كانت كلها ثمرة تحالفٍ عضوي بين قطاع الأعمال والساسة.

البذرة
كانت حركة الغاضبين سباقة إلى انتقاد الهياكل السياسية التمثيلية في إسبانيا وأوروبا معتبرة أنَّها جزء من المشكلة وبالتالي لا يمكنها تقديم الحلول، وتقترح الحركة  بدلا من ذلك نوعا من المشاركة السياسية يتجاوز الأطر التمثيلية ويُمكن البسطاء من مشاركة أكبر في تدبير الشأن العام والمحلي والإسهام في القرارات الكبرى، حتى أنَّ بوديموس يَقترح في تقريره المذهبي إخضاع كل القرارات الهامة لاستفتاءٍ شعبي.

من حركة إلى حزب
شهدت الحركة دفعا قويا مع انضمام نحو 30 شخصية، بينهم أساتذة جامعيون وصحفيون ومثقفون، إليها بعد أنْ ظلت في أشهرها الأولى حركة شبابية خالصة وكان أفقُ استثمارِ الزخم التعبوي وتحويله من كم بشرى غاضب إلى نوع سياسي واعي ومنهجي.

وقع المنضمون عريضة سموها (لنأخذ الأمور بأيدينا من أجل تحويل الغضب إلى تغيير سياسي) نُشرت في 13 يناير/كانون الثاني 2014 فاتحة الطريق أمام انتظام الحراك الشبابي المدعوم من فئات اجتماعية واسعة إلى حزب سياسي للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية. ويتولى أستاذ العلوم السياسية بابلو أغلسياس رئاسته.

رقم صعب
حصل الحزب على 8% في الانتخابات الأوروبية التي جرت العام 2014 في تلك الانتخابات رغم أن عمره لم يتجاوز خمسة أشهر، وبنهاية العام 2014 جاء ترتيبه الثاني بعد الحزب الاشتراكي الإسباني طبقا لاستطلاعات الرأي .

وقد وجد حزب بوديموس في فوز حزب سيريزا اليساري في اليونان في تشريعيات 2014 سندا رمزيا ومعنويا له.

وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في أواخر العام 2015 حصل حزب بوديموس على نحو 20%من أصوات الناخبين وحل في المركز الثالث، ليتمكن بذلك من تحقيق جزء من حلم الغاضبين بكسرِ الثنائية الحزبية (الشعبي اليميني والاشتراكي العمالي اليساري) المهيمنة على المشهد السياسي منذ عودة البلاد إلى الديمقراطية إثرَ وفاة الجنرال فرانكو في شتاء 1975.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية