تعرف على أبرز جماعات تفوق العرق الأبيض بأميركا

A demonstrator wearing a Ku Klux Klan outfit attends a protest against refugees in Lahti, Finland September 24, 2015. Demonstrators threw stones and launched fireworks at a bus full of asylum seekers arriving at a reception centre in Lahti in southern Finland, late on Thursday, Finnish media reported on Friday. Between 30 and 40 demonstrators, one in a white robe like those worn by the white supremacist Ku Klux Klan in the United States, waved the Finnish flag and shout
أنصار جماعة كو كلوكس كلان معروفون بارتدائهم أقنعة من قماش بيضاء مخروطية تغطي الرأس بالكامل تاركة فتحة للعينين (رويترز)
 
وتجمع يمينيون متطرفون في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأميركية، بدعوى الاحتجاج على قرار سلطات المدينة إزالة تمثال الجنرال "روبرت إي لي"، أحد أهم رموز الحرب الأهلية (1861-1865)، قائد جيش شمال فيرجينيا، التابع لحلف الجنوب الكونفدرالي، وهو أحد رموز العنصرية والعبودية، ضد رئيس الولايات المتحدة وقتها إبراهام لينكولن (1861-1865)، وجيوش الشمال الاتحادية، على خلفية قرار لينكولن تحرير العبيد.
 
ورغم أن الحرب انتهت بهزيمة الجنرال "لي"، ووحدة أراضي الجنوب مع الشمال، تحت رئاسة لينكولن، الذي قتله لاحقا مؤيد للكونفدراليين، وهو جون ويلكس بووث، فإن الجذور العنصرية للحرب ظلت باقية حتى عصرنا الحاضر.

وقد شارك في تجمع شارلوتسفي تحت شعار "وحدوا اليمين"، جماعات عنصرية تجمعها عقيدة واحدة، وإن تفرقت تسمياتها وانتماءاتها وقضاياها، وهي الإيمان بتفوق العرق الأبيض.

وعملية بناء النصب الممجدة لقادة الجنوب في الحرب الأهلية ومعظمها يرجع إنشاؤه إلى الفترة بين 1895 والحرب العالمية الأولى (1914-1918). "كانت جزءا من حملة لمنح هدف الجنوب أثناء الحرب الأهلية صبغة العدل وجعل العبودية تبدو وكأنها مؤسسة خيرية"، حسب أستاذة التاريخ في جامعة كارولينا الشمالية، كارين كوكس.

ورغم الوحدة، صدرت قوانين جيم كرو التي تضطهد الأميركيين الأفارقة، كما وضعت مجموعة من النصب على أساس أنها رموز لتفوق العرق الأبيض.

وقوانين "كرو" هي تشريعات الفصل العنصري في جنوب الولايات المتحدة الأميركية، التي حرمت السود من العديد من الحقوق، التي حصل عليها البيض وأقليات أخرى.

وعقب هذه التشريعات صار على السود الجلوس في مؤخرة الحافلات، بينما البيض وغيرهم في مقدمتها، ولم يمكن بعدها للسود دخول المطاعم التي يرتادها البيض ولا مدارسهم ولا جامعاتهم جنوبي البلاد.

لكن مظاهرات السود في ستينيات القرن العشرين أجبرت الكونغرس (البرلمان) على البدء بإلغاء قوانين التمييز العنصري ضد السود، وكان آخرها عام 1968، منهيا كل أثر لقوانين "كرو".

ورغم ذلك، بقيت مظاهر للعنصرية داخل المجتمع الأميركي، مثلتها جماعات تفوق العرق الأبيض التي تنقسم إلى منظمات عدة، أشهرها "كو كلوكس كلان" (كي كي كي)، ولها 130 فرعا، و"النازيون الجدد"، ولها 99 ذراعا، و"حليقو الرؤوس"، ويتوزعون على 78 تشكيلا، و"القوميون البيض"، ولهم 100 تنظيم، وفق تقديرات لمنظمة "ساذرن بوفرتي لو سنتر" (غير حكومية)، متخصصة بمتابعة جماعات الكراهية في الولايات المتحدة، على موقعها الإلكتروني.

وتلك الجماعات العنصرية تمتلك لغتها ومصطلحاتها الخاصة غير المفهومة إلا لأعضائها، ما يساعدهم على التخفي وسط الأناس العاديين، خاصة أن أنشطتهم تلقى انتباها خاصا من أجهزة الأمن.

وفيما يلي تعريف موجز بأبرز هذه الجماعات:

– اليمين البديل (Alternative Right)
سبب التسمية هو تمييزهم عن سائر الحركات اليمينية التي يعتقد منظرو الحركة أنها حادت عن المبادئ الأساسية لليمين، وباتت خجولة أمام تقدم اليسار، لذا تطرح نفسها بديلا لليمين التقليدي.

"اليمين البديل"، وفق الموقع الإلكتروني لـ"ساذرن بوفرتي لو سنتر"، هو "مجموعة من المعتقدات اليمينية المتشددة، التي تضم جماعات وأفرادا تتمحور معتقداتهم حول كون الهوية البيضاء تتعرض لهجوم من قوى الثقافات المتعددة (الأعراق غير البيضاء) عبر استخدام المحاباة السياسية والعدالة الاجتماعية (قوانين إنصاف الأقليات غير البيضاء) بغرض تقويض البيض وحضارتهم".

أما "ريتشارد سبنسر" زعيم "اليمين البديل" فيعرف حركته على موقعه الإلكتروني الشهير altright.com بحسب معتقداتها، وهي أولا وفقا للعرق، بقوله إن "العرق مسألة حقيقية، والعرق مهم، والعرق هو أساس الهوية"، ويرى أن أصل العرق الأبيض هو عرق هندو-أوروبي يدعى "الآري".

سبنسر يرى أيضا أن الدول يجب أن تحافظ على جذورها العرقية والقومية، ويرى في اليهود مشكلة في المجتمع الأبيض، بدعوى أنهم يرفضون الاندماج معه، وأن على الولايات المتحدة العودة إلى أصولها "التي كانت أساسا أنجلو-ساكسونية بروتستانتية".

وبينما كسر الرئيس الأميركي الكاثوليكي جون كينيدي (1961-1963عن الحزب الديمقراطي) نمط الرئاسة الأميركية منذ تأسيسها، والمتمثل في بروتستانتية رؤسائها، فقد كسر الرئيس باراك أوباما (2009-2017 عن الحزب الديمقراطي) الرتابة العرقية، لكونه أول رئيس ليس أبيض.

الفارق الأكبر بين "اليمين البديل" وغيره من حركات تفوق العرق الأبيض هو أن هذه الحركة متفوقة في مجال استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

– كو كلوكس كلان (Ku Klux Klan)
من أقدم وأبرز الجماعات البيضاء المتطرفة، إذ تأسست في 1866، لكنها لم تعد بالقوة التي كانت عليها.

بنت هذه الجماعة سمعتها على تخويف السود في جنوبي البلاد بضربهم وقتلهم هم وتخويف البيض المتعاونين معهم، إضافة إلى مهاجمة اليهود والمهاجرين والمثليين والمثليات والكاثوليك.

وتؤمن جماعة كو كلوكس كلان بتفوق العرق البروتستانتي الأبيض على غيره من الأعراق والديانات، وتعارض تحرير السود وحصولهم على الحقوق المدنية، كما تطالب بالقضاء على الأقليات الدينية والعرقية في الولايات المتحدة.

كانت "كو كلوكس كلان" تتبنى فرعا من المسيحية البروتستانتية المعروفة بالأنجليكانية، لكنها باتت تتبنى أيديولوجيات مختلفة، وتقدر منظمة "ساذرن بوفرتي لو سنتر" عدد أعضائها بما بين 5000 و8000.

هذه الجماعة، التي تتنوع تنظيماتها رغم تشابه مظاهرها، معروفة بارتداء أقنعة من قماش بيضاء مخروطية تغطي الرأس بالكامل تاركة فتحة للعينين، إضافة إلى ثوب أبيض، وصورت أفلام هوليودية عناصرها وهم يركبون خيولا ويتركون صلبانا مشتعلة نارا أمام بيوت السود والعبيد في الجنوب الأميركي.

لكن جرى حل هذه الجماعة عقب صدور قوانين "كرو"، التي حرصت على التفرقة بين البيض والسود في الجنوب، غير أنها عادت إلى الحياة في عشرينيات القرن الماضي، اعتراضا على قبول مهاجرين يهود وكاثوليك، حيث نظموا مظاهرة في العاصمة واشنطن، وفق "ساذرن بوفرتي لو سنتر"، التي تقدر عدد عناصرها آنذاك بأربعة ملايين، لكنها سرعان ما تراجعت في السبعينيات وما أعقبها.

– حليقو الرؤوس (Skinheads)
شأنهم شأن "كو كلوكس كلان"، فإن منظمات كثيرة تنضوي تحت لواء "حليقي الرؤوس"، ويجمعهم عامة إيمانهم بتفوق العرق الأبيض، وممارسة العنف للمحافظة على هذا التفوق المزعوم.

يتميز هؤلاء عن غيرهم بأنهم حليقو الرؤوس بالكامل وأجسادهم مليئة بالوشوم ويرتدون أحذية سميكة (بووتس) ذات رؤوس معدنية، وغالبا يستخدمونها لإصابة ضحاياهم.

ورغم أن تاريخهم يعود إلى ما قبل ثمانينيات القرن الماضي، فإن دورهم كجماعة عنصرية لم يتبلور إلا في ذلك العقد.

شهدت هذه الجماعة فترات تذبذب من حيث الزيادة والنقصان، حسب "ساذرن بوفرتي لو سنتر"، حيث بلغ عدد تنظيمات حليقي الرؤوس 39 تنظيما في 2000، ثم شهد عام 2010 أكثر فتراتها ازدهارا، إذ بلغ عدد تنظيماتها 139 قبل أن تتراجع عام 2016 إلى 78 تنظيما.

وتركز هذا الجماعة على تجنيد الشباب، ولها تأثير كبير على موسيقى "الروك أند رول" الصاخبة، وهي معروفة بارتكاب جرائم ضد الأقليات غير البيضاء، لعل أبرزها إطلاق عضو منظمة "هامرسكن" مايكل ويد بيج النار على مصلين من "السيخ"، في معبد بمدينة أوك كريك في ولاية ويسكونسن يوم 5 أغسطس/آب 2012، ما أدى إلى سقوط سبعة قتلى وإصابة آخرين.

ولحليقي الرؤوس مصطلحات للتخاطب بينهم، منها مثلا "Boot Party"، وتعني تجمعا لركل شخص بالرؤوس المعدنية لأحذيتهم حتى يسقط أرضا، و"Colors" وتعني الوشوم، و"curbing" وهي طريقة إيذاء الشخص بوضع فكه العلوي على الرصيف ثم ضرب رأسه بمؤخرة الحذاء، ليتمزق فكه وربما يموت، وهي طريقة اشتهرت بها جماعات "Skinheads" عقب عرض فيلم "American History X" (إنتاج 1998)، الذي يفتتح بهذا المشهد.

– النازيون الجدد (Neo Nazis)
هؤلاء امتداد للثقافة النازية التي نشأت في ألمانيا عام 1933، وإن كانت لا تمت لها بروابط عضوية، وأبرز تنظيماتها في الولايات المتحدة الأميركية هي "ناشيونال ألاينس"، وهو تنظيم قومي أبيض يوجه حقده إلى كل الأقليات، ولا سيما اليهود.

عقيدة هذه الجماعة النازية وفق موقعها الإلكتروني يمكن تلخيصها في عبارات "نعتقد أنه لا يمكن للمجتمع المتعدد الأعراق أن يكون صحيا، ولا يمكن أن تكون الحكومة جيدة ما لم تكن مسؤولة بالكامل عن عرق واحد، إن تدهور أميركا الحالي ينبع من فقدان التجانس والوعي العرقي، وما ترتب على ذلك من عزل مواطنينا (البيض)".

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول