محفوظ عبد الرحمن.. صاحب "بوابة الحلواني" و"أم كلثوم"

الكاتب والسيناريست المصري محفوظ عبد الرحمن

محفوظ عبد الرحمن أحد أبرز كتاب الدراما المرتبطة بالفقراء والتاريخ بمصر، من أبرز أعماله الدرامية والتاريخية "بوابة الحلواني"، و"حليم"، و"سليمان الحلبي"، و"أم كلثوم"، و"عنترة"  و"ليلة سقوط غرناطة".

المولد والنشأة
ولد محفوظ عبد الرحمن في قرية التوفيقية بمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة شمالي مصر في 11 يونيو/حزيران 1941 وتنقلت الأسرة بين محافظات عدة بسبب طبيعة عمل الأب.

الدراسة والتكوين
بدأ عبد الرحمن دراسته الابتدائية بمحافظة الفيوم وأتمها في محافظة المنيا بصعيد مصر ثم حصل على الثانوية العامة من محافظة كفر الشيخ شمالي البلاد.

والتحق بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وكانت تلك الفترة غنية بمظاهر الثقافة والفنون داخل الجامعة وخارجها حيث كتب عبد الرحمن القصة القصيرة وهو طالب وسط رفاق الإبداع في الجامعة ومنهم الناقد المصري رجاء النقاش والروائي المصري بهاء طاهر والشاعر السوداني جيلي عبد الرحمن.

تخرج محفوظ عبد الرحمن -وهو زوج الممثلة المصرية سميرة عبد العزيز- في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1960.

الوظائف والمسؤوليات
عمل محفوظ عبد الرحمن صحفيا في مؤسسة دار الهلال ونشر قصصا قصيرة ومقالات نقدية في صحف ومجلات منها "الشهر" و"البوليس" و"المساء" و"الكاتب" و"الرسالة الجديدة" و"الجمهورية" في مصر و"الآداب" البيروتية. كما عمل سكرتير تحرير لثلاث مجلات مصرية هي "السينما" و"المسرح والسينما" و"الفنون".

وعمل لبضع سنوات في مؤسسة "دار الهلال" الصحفية، قبل أن ينتقل إلى وزارة الثقافة.

التجربة الفنية
خاض محفوظ عبد الرحمن جميع مجالات الكتابة الفنية من المقال للقصة إلى المسرحية للدراما التلفزيونية وصولا إلى السينما.

ومن أبرز مسرحيات محفوظ عبد الرحمن "عريس لبنت السلطان" و"السلطان يلهو" و"الحامي والحرامي" و"بلقيس" التي عرضت في القاهرة عام 2011.

فقد نشر أولى قصصه القصيرة عام 1955 وصدرت أولى مجموعاته القصصية "البحث عن المجهول" عام 1967 وتلتها رواية "اليوم الثامن" ومجموعة "أربعة فصول شتاء"، ولكن المسرح كان يشغل النصيب الأكبر من وقته وجهده حيث كتب أولى مسرحياته "اللبلاب" عام 1963.

وبعد انتهاء الاستعدادات لعرض "اللبلاب" اعترضت عليها الرقابة قبل رفع الستار بثلاثة أيام فتوقف عبد الرحمن عن الكتابة للمسرح 12 عاما واعتبر تلك الفترة مراجعة لأسلوب الكتابة المسرحية.

وانتبه عبد الرحمن مبكرا إلى دور الدراما فكتب عام 1965 أول تمثيلية تلفزيونية وهي سهرة عنوانها "ليس غدا"، واكتشف أن متابعي الوسيط الجديد أكبر عددا بما لا يقارن بقراء الأدب المكتوب وجمهور المسرح فكتب عام 1971 المسلسل التلفزيوني "العودة إلى المنفى" عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب المصري أبو المعاطي أبو النجا.

وكان محفوظ عبد الرحمن من أبرز رموز ما يطلق عليه بعض النقاد أدب الشاشة الصغيرة حيث كتب مسلسلات يغلب عليها الطابع التاريخي ومن أبرزها "سليمان الحلبي" و"عنترة" و"ليلة سقوط غرناطة" و"مصرع المتنبي" و"أم كلثوم" و"بوابة الحلواني" وهو مسلسل من أجزاء يؤرخ لحفر قناة السويس الذي بدأ عام 1859 وصولا إلى نهاية عصر الخديوي إسماعيل عام 1879.

كما كتب مسرحيات منها "حفلة على الخازوق" و"عريس لبنت السلطان" و"السلطان يلهو" و"الفخ" و"الحامي والحرامي" و"بلقيس" التي عرضت في القاهرة عام 2011. وعرضت لعبد الرحمن مسرحيات في ليبيا والكويت وقطر ومصر.

كتب عبد الرحمن ثلاثة أفلام سينمائية هي "ناصر 56″ الذي عرض عام 1996 و"حليم" المعروض عام 2006، وبينهما أنتجت له السينما العراقية عام 1981 فيلم "القادسية" للمخرج المصري صلاح أبو سيف وبطولة المصريين سعاد حسني وعزت العلايلي وليلى طاهر والعراقيين شذى سالم وطعمة التميمي وحسن الجندي والسورية هالة شوكت.

وكتب أيضا للإذاعة مسلسلات منها "طلعت حرب" عن حياة رائد الاقتصاد المصري الذي أسس "بنك مصر" عام 1920.

الأوسمة والجوائز
حظي عبد الرحمن بتقدير كبير من عدد من المؤسسات والجوائز خاصة في بلده مصر التي منحته جائزة الدولة التشجيعية عام 1972، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2002، وجائزة النيل في الفنون عام 2013، وهي أرفع الجوائز المصرية.

الوفاة
توفي الكاتب والسيناريست محفوظ عبد الرحمن يوم السبت 19 أغسطس/آب 2017 بعد صراع مع المرض، حيث نقل إلى المستشفى في يوليو/تموز 2017 إثر تعرضه لوعكة صحية ووضعه الأطباء رهن العناية الفائقة.

وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في بيان إن عبد الرحمن "كان أحد أهم المؤلفين الذين برعوا في تصوير الواقع المصري من خلال أعماله الأدبية والإبداعية، ومنها مسلسلا بوابة الحلواني وأم كلثوم".

كما نعت هيئات رسمية عديدة الكاتب الراحل، منها الهيئة الوطنية للإعلام، والمركز القومي للمسرح والموسيقى، والمركز الكاثوليكي للسينما، والجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.

المصدر : وكالات