شعار قسم ميدان

الرواية التاريخية.. أداة لاصطياد التفاصيل المنسيّة

midan - رواية مكتبة تاريخ

"إن كل الروايات تاريخية بمعنى من المعاني، فللرواية علاقة خاصة بالتاريخ تُميّزها عن بقية الأجناس الأدبية، وشخصياتها فاعلة في واقع تاريخي بعينه يشكّلها وتتفاعل معه".

(رضوى عاشور)[1]

 

تلك العلاقة الأزلية بين الفن والتاريخ التي تناولها بيغوفيتش باستفاضة في كتابه "الإسلام بين الشرق والغرب"، أو عبّر عنها الشعر كأداة تأريخ لحياة الإنسان والمجتمع، لا زالت تعبّر عن نفسها من خلال تمظهر الرواية التي تتفاعل مع الواقع والتاريخ "عبر التماثل بين الذاتي والموضوعي"[2] بما يؤازر الرأي القائل بأن الرواية -مهما بدت خاصةً ومعاصرة- فهي تاريخية بامتياز، أو كما يقول صُنع الله إبراهيم "المؤرخ الجيد هو الروائي"[3].

 

لكن ثمّة تفصيل آخر في المسألة يفصل الرواية التاريخية كعمل فنّي لا ينقل السرد التاريخي الصلب، وإنما ينقل تصوّر الأديب له من خلال احتوائه للتاريخ وتفاعله معه بتشكيل فني "مُستمد من مادته الأدبية التي صوّرها في بنائه القصصي"[4]، لأغراضٍ أعمق من مجرّد السـر، فهي لا تقتصر على كونها لونًا أدبيًا غرضه الحكاية، وإنما هي محور هام في تدوين التاريخ وحفظ تفاصيله الجزئية التي يغفلها التأريخ كعلمٍ موضوعيٍ حديث.

 

التاريخ للروائي عبارة عن مادة أدبية جاهزة، وخليط مُتجانس من الأحداث والمواقف يحتاج للصياغة الفنية ولبعض الترميمات الاستقرائية لسدّ ثغرات التأريخ الموضوعي الذي كان
التاريخ للروائي عبارة عن مادة أدبية جاهزة، وخليط مُتجانس من الأحداث والمواقف يحتاج للصياغة الفنية ولبعض الترميمات الاستقرائية لسدّ ثغرات التأريخ الموضوعي الذي كان
 

من هنا يمكن فهم التصنيف الخاص للرواية، على أنها تاريخية أو لا، من خلال ارتباط النصّ بالماضي بهدف التأريخ له فنيًا أو استحضاره لأغراض أخرى كالتعبير عن الواقع على سبيل المثال.

 

الرواية والتاريخ

في بحثٍ أعدّه الدكتور قاسم عبده قاسم حول الرواية التاريخية، يُعلّق الرجل عن الترابط بين حقيقة الرواية ومنهجية التأريخ قائلًا إنه "يمكن تفسير ذلك جزئيًا في ضوء الحقيقة القائلة بأن الرواية تمثّل الشكل النهائي، حتى الآن، لأقدم ممارسة ثقافية عرفها الإنسان في تاريخه، وهي الحكي"[5]. فالتلاقي الحادث بين السرد التاريخي والفن الروائي في المطلق ناتج عن كونهما يؤدّيان نفس الوظيفة الاجتماعية الثقافية نفسها وهي إشباع الرغبة الإنسانية في المعرفة: ماذا كان؟ وماذا حدث؟

 

كذلك، فالتاريخ للروائي عبارة عن مادة أدبية جاهزة، وخليط مُتجانس من الأحداث والمواقف يحتاج للصياغة الفنية ولبعض الترميمات الاستقرائية لسدّ ثغرات التأريخ الموضوعي الذي كان، حتى القرن التاسع عشـر، أشبه بالسـرديات منه للعلم المنهجي الحالي. فالسرد الروائي للتاريخ لا يعدو، في كثيرٍ من الأحيان، كونه "محاولة لملء وترميم تلكم الثغرات والفجوات والهوامش المنسية، وإضاءة المناطق المُعتمة بواسطة الفن"[6]. فالتاريخ، ووفقًا للأخوان فونكور، هو رواية ما كان، بينما الرواية هي تاريخ ما كان يُمكن أن يكون[7].

 

هذا الترابط الذي تناولته الكثير من أدبيات النقد في هذا الجانب كان أحد أسباب التفاعل الأدبي مع التاريخ في سعيٍ حثيث لتناول التاريخ بشكل أُفقي خارج نطاق الحكّام وشخصيات الصفّ الأول تارةً، أو لاستحضار الحالة الماضوية في الزمن المُعاصر للرواية من أجل الإسقاط أو التحذير أو التعبير في تارةٍ أخرى. في النهاية فإن التاريخ والرواية قد تفاعلا مع ثنائية الذاتي والموضوعي على طريقتهما الخاصة بما يستحق شيئًا من التأمّل والتفصيل.

 

على الرغم من التقارب الظاهر نوعًا ما بين تعامل الروائي والمؤرّخ مع بُعدي الزمان والمكان في حال التأريخ أو الرواية، فإن الفارق الجوهري يظهر بينهما في تعامل كل منهما مع المحور الإنساني
على الرغم من التقارب الظاهر نوعًا ما بين تعامل الروائي والمؤرّخ مع بُعدي الزمان والمكان في حال التأريخ أو الرواية، فإن الفارق الجوهري يظهر بينهما في تعامل كل منهما مع المحور الإنساني
 
الروائي والمؤرّخ وثنائية الذاتي والموضوعي

في تبيان الفرق بين الذاتي والموضوعي يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري أن الذات هي جوهر الشيء وشخصيته التي تُعبّر عمّا به من شعور وتفكير، بينما الموضوع هو الشيء المُستقلّ عن الإرادة والوعي الإنساني، أو هو كل ما يُدرك بالحسّ في العالم الخارجي[8].

 

وعلى هذا فيمكن قياس كلًا من الرواية "التفاعل الشعوري" والتاريخ "المُدرَك الحسّـي" على مقياس الذات والموضوع. ثم باستبدال الرواية بالروائي "المُتفاعل مع الذات" والتاريخ بالمؤرّخ "المتفاعل مع الموضوع" سنجد أن المنظومة التي يتعامل معها الاثنان، وفقًا لقاسم عبده قاسم في المصدر المُشار إليه، تتكون من البناء الثلاثي "الإنسان، والزمان، والمكان" ولكن باختلاف طريقة التناول وزاوية الطرح. فعلى الرغم من التقارب الظاهر نوعًا ما بين تعامل الروائي والمؤرّخ مع بُعدي الزمان والمكان في حال التأريخ أو الرواية، والتقيّد الزماني والمكاني بواقع الحادثة الأصلية، فإن الفارق الجوهري يظهر بينهما في تعامل كل منهما مع المحور الإنساني.

 

فالمؤرّخ يدرس الإنسان في سياقه الاجتماعي التاريخي كفاعل مؤثّر في موضوع، ونتاج هذا الأثر في الحدث التاريخي، لكنه لا يتعامل أبدًا مع الجانب الدرامي أو الوجداني عند هذا الفاعل، والذي يتعامل معه الروائي بحرفية واسعة. فالإنسان عند المؤرّخ ليس إلا سببًا مُجردًا من دافعه الوجداني، أو بكلمات أكثر تحديدًا: لا يُشكّل أكثر من كونه الإجابة عن سؤال "لماذا؟"[9]

 

بينما نجد التفاعل بين الروائي والإنسان أكثر مرونةً، فهو لا يدرسه في سياقٍ موضوعي، بل إنه يخلع عليه شيئًا من ذاتِه عن طريق خياله الأدبي الذي يُطعّم الإنسان في الرواية بالعاطفة والوجدان والدراما التي تسدّ النقص الذي "يعتور التاريخ عادةً في هذه النواحي، ليقدّم البُعد الغائب في الكتابة التاريخية، وهو البُعد العاطفي والوجداني، الذي تسكت عنه المصادر التاريخية عادةً"[10]. فكأنّه يتعلّق بالإجابة عن سؤال "كيف؟" الذي لا يشـرحه التأريخ، كآلية فريدة في التعامل مع التاريخ بشكل أفقي ينساب في المجتمعات بين طبقاتِه المُهمّشة تاريخيًا ليخرج بأفضل هيئة ممكنة للنسيج المجتمعي في سياق السياسة التاريخية.

 

undefined

 

الرواية التاريخية والتأريخ الأفقي

في كتابِه التأريخي لحُقبة محمد علي وبناءه لجيشه النظامي الحديث، يُكرّر خالد فهمي، في أكثر من موضع، شكواه الاعتذارية بسبب الثغرات البنائية في النصّ التاريخي الناتجة عن غياب المعلومات. ولم يكن هذا الغياب ناتجًا عن قصورٍ في البحث بقدر ما كان نتيجة انعدام التدوين في نطاق الجنود والأفراد الصغار الذين يُشكّلون تاريخ هذه الحقبة.

فالمصادر التاريخية التي تعاملت مع هذا الزمن كلّها تؤرّخ للقائد ورجاله الأكابر، وفي ظلّ غياب النشاط الأدبي في هذا العصـر وكذا انتشار الأمية بين جنود الجيش، فلم يترك لنا -على حسب تعبير خالد- الجنود ما يشـرح حقيقة مشاعرهم وانطباعاتهم الوجدانية والفكرية تجاه كل هذه الأحداث المتلاحقة، حتى أنّه وجد صعوبةً بالغة في تحليل دافع الجندي المسلوب المقهور -على حدّ وصفه- في إحراز كل هذه الانتصارات، مما ألجأه للتخيّل تارةً -على الطريقة البدائية في التأريخ- وللاستنباط تارةً أخرى، محاولًا جبر أحد النواقص المحورية في تشكيل تاريخ هذه الحقبة[11].

 

هذا الموقف، وغيره من المواقف المماثلة، يُحرز نقاطًا كثيرةً لصالح التدوين الأدبي للتاريخ وإبراز مدى أهميته ومحوريته في إكمال الصورة. بيد أن التعامل الأدبي مع التاريخ كان يشوبه ما انتقدته رضوى عاشور بأنّه "تركيز التيّار الحداثي على البطل الفرد وعالمه المُغلق"[12]، محاولةً إخراج هذا التدوين من دائرة الفردي إلى دوائر المجتمعي الأفقية التي عبّرت عنها بشكل واسع في روايتها ثلاثية غرناطة على سبيل المثال، حيث قالت في حوارها، السابق ذكره، مع الكاتب أحمد الشـريفي أن هذا التركيز على البطل الفرد كان سببًا في "السمعة السيئة التي عانت منها الروايات التاريخية في النصف الأول من القرن العشـرين"، بسبب "الإعراض عن تقديم نسيج اجتماعي مُمتد على طريقة روايات القرن التاسع عشر".

 

هكذا، وبالموافقة بين تعليق المؤرّخ والأديبة، تظهر بصورة مُركّزة أهمية التأريخ الأفقي للمجتمعات عن طريق التدوين الأدبي المُعاصر للحدث، أو التقصـّي المعلوماتي للماضي ودمجه بالخيال الفني، ومدى محورية ذلك في جبر النواقص الدرامية للتأريخ. ثم يظهر بعد ذلك النقد الأدبي لرضوى حول فردانية التناول والزاوية الضيقة للأدب التاريخي؛ حتى لا يقع الأديب فيما أخذه على المؤرّخ من تناول التاريخ بزاوية رؤية مُركّزة حول الحاكم الفرد عن طريق تكرار الأمر مع البطل الفرد. فالتاريخ المجتمعي في النهاية يقع حمله على عاتق الأديب أكثر من المؤرّخ، وهو ما يستوجب أن يسترعى انتباهه عن طريق تقديم نسيج اجتماعي ممتد على حد تعبير رضوى المذكور، "فالروائي له قدرة كبيرة على اصطياد التفاصيل ومنها روائح المكان وجراح الزمن، وبفضل خياله الخصب يخرق كل الحدود التي يقف عندها المؤرخ عاجزا"[13]

 

 رضوى عاشور؛ روائية وناقدة أدبية، زوجة الأديب مريد البرغوثي ووالدة الشاعر تميم البرغوثي (1946-2014م)  (الجزيرة)
 رضوى عاشور؛ روائية وناقدة أدبية، زوجة الأديب مريد البرغوثي ووالدة الشاعر تميم البرغوثي (1946-2014م)  (الجزيرة)

 

الرواية التاريخية واستدعاء الماضي كتعبير عن الحاضر

في سياقٍ قريب، يقول الأردني محمد أحمد القضاة أن "هناك نوعين من الرواية التاريخية: النوع الأول تعيدك فيه الرواية إلى التاريخ بكل تفاصيله وطقوسه، وكأنها تردك إلى الحياة فيه. أما النوع الثاني فإنه يستعيد المناخ التاريخي فقط ثم يترك لنفسه قدرًا من الحرية النسبية داخل إطاره" [14]

 

نجيب محفوظ كمثال:

في ذلك الإطار يُخرج نجيب محفوظ ثلاثيته التاريخية -نسبة للتاريخ- "عبث الأقدار 1939، رادوبيس 1943، كفاح طيبة 1944" متّبعًا النوع الثاني المذكور من الرواية التاريخية، فيذهب من الحاضر إلى الماضي ليأتي به إلى الواقع، مُعبّرًا عن فكرتِه -أو اعتراضاته- بالصورة المجازية للرواية التايخية التي تطلّ على الحاضر بالإسقاط التاريخي. 

 

ففي الروايات الثلاث يتحرّك محفوظ في مرونة لإسقاط التاريخ على الواقع المصري السياسي أثناء الحرب العالمية الثانية، بدايةً من روايته الأولى التي تتناول مقارنةً ضمنية بين الملك خوفو وولي العهد الخائن والفتى المصـري الذي يتقلّد سُدة الحكم بشكل قدري يخلو من النضال، وبين الملك فاروق والإنجليز وتولّي الوفد للحكومة بصورة مقاربة لما حدث مع الفتى في الرواية. ثم يمضـي في "رادوبيس" نحو تطوير فكرته حول خلاص الوطن من الاحتلال بأيدي مواطنيه بإسقاط تاريخي على الواقع عن طريق الملك العابث الشاب "مرنرع الثاني" وكهنته الذين لا يؤلون اهتمامًا للاستقلال بقدر ما يهتمون لمتاعهم الشخصـي في جانب، والبطل المُخلّص "أحمس" المولود من رحمِ الشعب والمكلوم بجدِّه ووالده اللذين قتلهما الاحتلال والذي يسعى حثيثًا لحرية موطنه واعتلاء الحُكم بنضال حقيقي. ثم تأتي "كفاح طيبة" بمثابة "التجسيد الحقيقي للروح المصـرية التي كان يبحث عنها وظلّت كامنة داخل الإنسان المصـري"[15] بتناول أدبي لحياة الأسرة الفرعونية كاستدعاء لروح الماضي والتعبير بها عن الواقع.

 

فنرى هنا، كما صرّح الناقد إبراهيم فتحي، أن نجيب قد وضع عينه على اكتشاف الحاضر عن طريق هذا التناول التاريخي الذي مكّنه من خلق "تجربة إنسانية متخيَّلة، استمد خيوطها ونسيجها من حاضر معاصر"[16]، بما حقق استيعابًا دراميًا لتلك التجربة المتخيلة وإبراز ما في نماذجها من دلالات على الواقع، كأحد الأهداف الحقيقية من وراء اقتران الأدب بالتاريخ. فالهدف هنا لم يكن التأريخ للحقبة الزمنية بقدر ما كان استخدام التاريخ كمجازٍ وأداة للتعبير عن الواقع المُعاش.

 

نجيب محفوظ أول روائي عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب (1911-2006م)  (مواقع التواصل)
نجيب محفوظ أول روائي عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب (1911-2006م)  (مواقع التواصل)

 

رضوى عاشور كتجلٍّ للمزج بين الأغراض:

في صورة أخرى، فإن الرواية التاريخية قد تخرج أحيانًا من رحم النوعين المذكورين آنفًا بنوعٍ ثالث يجمع بين العودة الحقيقية للتاريخ لسدّ الثغرات الدرامية، كما سبق ذكره، وبين استدعاء ذلك المناخ للتعبير عن واقعةٍ مُعاصرة. وقد أخرجت الأديبة رضوى عاشور هذا النمط في أيقونتها التاريخية "ثلاثية غرناطة"، حيث أخذت الخطوات والكلمات إلى الماضي الأندلسـي لتهبط عليه من علٍ، ثم تغزل خيوطها في ساحته التاريخية بشخصياتٍ وتراكيبٍ متشعّبة تأخذ بها القارئ إلى الغرضين المذكورين من هذا الفن، فتؤرّخ للماضي بعائلة الحاج جعفر الممتدة مع التاريخ النضالي لغرناطة، متناولةً أبعادًا نفسيةً ووجدانيةً لم يكن للتأريخ الأكاديمي قِبلًا بها كما سبق وأوضح خالد فهمي في مشكلته مع الحُقبة العلوية لمصـر الحديثة.
 
ثم تتجاوز رضوى من خلال الثلاثية فكرة الترميم الأدبي للتأريخ، إلى النوع الثاني الذي يتناوله كإسقاط على الواقع، أو كمتنفّس أدبي يشـرح به الأديب أثر الحدث الواقعي في نفسِه عن طريق الإبحار في التاريخ للبحث عن الحالة المُعبّرة، فتُشير للعلاقة غير المباشرة بين ثلاثيتها التي تتناول كارثة تاريخية، وبين الأثر الذي خلّفته في نفسها حرب الخليج، فتقول في روايتها أطياف "كتابة غرناطة، ثم مريمة، ثم رحيل -عناوين الثلاثية- في الأعوام الثلاثة التالية أعادت للمرأة توازنها -تشير إلى نفسها- فربما أن الكتابة الآن قد استنفذت إرادةً منفية ومعطلةً أمام عواصف الصحراء التي اجتاحتها بآلاتها العسكرية".

 

هكذا، تظهر العلاقة الأخرى بين التاريخ والأدب بصورة جديدة، فلو أننا ذكرنا سابقًا أن العلاقة تخرج من التاريخ إلى الرواية عن طريق رغبة الروائي في الاستسقاء الأدبي من التراث التاريخي، فإنها هنا تخرج رغبة التعبير إلى التاريخ، فينتقل الروائي من حاسته الأدبية إلى التاريخ بدلًا من أن ينتقل من التاريخ إلى الأدب، بما يشـرح صورةً أخرى من التداخل بين الأمرين. هذا التداخل الذي يوضّح حاجة كل منهما للآخر، فيحتاج التاريخ للأدب ليبحث في نقاطِه المُظلمة التي لم يفطن لها التسجيل حتى يضيئها الخيال القائم على الاستقراء، بينما يحتاج الأدب التاريخ كتراث حاضر لإثراء المحتوى وإفادة المعنى، لأنهما في النهاية "يتفقان في سعيهما إلى إفهام الإنسان ماهيته ورصد حركته في المجتمع"[17].

المصدر : الجزيرة