شعار قسم ميدان

محمود درويش.. كيف أثرت تحولات السياسة في أساليبه الشعرية؟

ميدان - محمود درويش

"بحرٌ لأيلولَ الجديدِ. خريفُنا يدنو من الأبوابِ…

بحرٌ للنشيدِ المرِّ. هيَّأنا لبيروتَ القصيدةَ كُلَّها.

بحرٌ لمنتصفِ النهارِ

بحرٌ لراياتِ الحمامِ، لظلِّنا، لسلاحنا الفرديِّ

بحرٌ للزمانِ المستعارِ

ليديكَ، كمْ من موجةٍ سرقتْ يديكَ

من الإشارةِ وانتظاري

ضَعْ شكلنا للبحرِ. ضَعْ كيسَ العواصفِ عند أول صخرةٍ

واحملْ فراغَكَ… وانكساري

…واستطاعَ القلبُ أن يرمي لنافذةٍ تحيَّتهُ الأخيرةَ،

واستطاع القلبُ أن يعوي، وأن يَعدَ البراري

بالبكاء الحُرِّ…

بَحْرٌ جاهزٌ من أجلنا

دَعْ جسمك الدامي يُصَفِّق للخريفِ المُرِّ أجراسًا.

ستتَّسعُ الصحاري

عمَّا قليلٍ، حين ينقضُّ الفضاء على خطاكَ،

فرغتُ من شَغَفي ومن لهفي على الأحياء. أفرغتُ انفجاري

من ضحاياك، استندتُ على جدارٍ ساقطٍ في شارعِ الزلزالِ،

أَجْمَعُ صورتي من أجل موتكَ

خُذْ بقاياكَ اتخذني ساعدًا في حضرة الأطلالِ.

خُذْ قاموسَ ناري

وانتصرْ

في وردةٍ تُرمى عليكَ من الدموعِ

ومن رغيفٍ يابسٍ، حافٍ، وعارِ

وانتصرْ في آخر التاريخِ…

لا تاريخَ إلا ما يؤرِّخه رحيلُكَ في انهياري"

   

هكذا يفتتح الشاعر الفلسطيني محمود درويش قصيدته الأشهر "في مديح الظل العالي"، قصيدة طويلة ومركبة، يبدو أنها ترثي بيروت، إذ تُلوّح أبياتها لمدينة احتضنت الشاعر في أهم فترات حياته، ثم خرج منها بعدما وقعت في براثن حرب أهلية شرسة، تُوجت باجتياح صهيوني للعاصمة بيروت. لكنها قصيدة غامضة، تتلوى داخلها الكلمات، وتهرب المعاني، كأنها في مطاردات طويلة بشوارع بيروت الضيقة، ويمكنك أن تلحظ ذلك على امتداد قراءتك لشعر محمود درويش، حيث يتصف بالغموض كعلامة بارزة.

   

على إثر ذلك الغموض، أجرى الشاعر الفلسطيني محمود درويش عام 1973 حوارا على التلفزيون المغربي[1] أشار فيه إلى التغير الذي طرأ على أسلوبه الشعريّ بقوله: "في الأرض المحتلة كانت لغتنا بسيطة، لأننا كنا نهتم بالهدف السياسي قبل الفني، والاهتمام كان بالمواجهة والبساطة لأن الكلمة كانت هي المحرض".

   

  

إلا أن هذه اللغة البسيطة تغيرت، وتطورت، مع التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدها، فبحسب المترجم والمستشرق الألماني شتيفان فايدنر فإن شعر درويش امتاز في مرحلة الستينيات بالسهولة في التناول، وذلك على عكس ما امتاز به شعره في مرحلة الثمانينيات وما تلاها. كما أن تتبع المراحل الفاصلة في القضية الفلسطينية، كان له أثر بالغ في تشكيل قاموسه اللغوي.

  

لغز قصائد مشحونة بالذكرى والتاريخ

في حديثه عن شعره، يصف درويش الغموض الذي يُفضّله بـ "الغموض الشفاف غير المفتعل" والذي هو "نتاج إبداع النص"، إذ تغيرت لغة درويش الشعرية بتغير السياق المكاني -مع خروجه من الأرض المحتلة- حيث تعاطى مع الرمزية بصورة أوسع، لكنها لم تكن "غامضة"، ودلالة ذلك ما أوضحه درويش في حوار تلفزيوني[2] أجراه عام 1983 حينما عدَّ تفاعل الجمهور مع شعره دليل على وضوح نصوصه الشعرية، وأن تفاعل الجمهور هو المقياس لغموض ووضوح الشعر.

 

ومؤكدا أن الفرق بين ما يوصف من شعره بأنه سهل وبين ما يُوصف من شعره بأنه صعب ليس في الحقيقة خلافا مرتبطا بدرجة الغموض، بل في "العمر المعرفي والشعري" بينهما؛ يكمل درويش: "بعد معركة بيروت قلت إنني سأكبح نزواتي وأنني رجل المهمات الصعبة -أعني على مستوى العمل الفني-، فأنا لا أكتب شعرا سهلا بعد الآن، وأشعر أن شعبي يطالبني بأن أتفاعل وأتعامل مع أرقى المستويات الشعرية العالمية، ومن هنا جاء قولي إني رجل المهام الصعبة، فشعبي أيضا يحتاج إلى تعبير فني وجمالي وحضاري متقدم".

     

   

كانت تلك اللحظة، هي المحطة التاريخية التي قرر فيها درويش ألا يكتب شعرا سهلا يفهمه كل واحد، ليتحوّل إلى شعر بمستوى عالٍ من الخصوصية التي تتناسب مع خصوصية القضية الفلسطينية والجرح الفلسطيني العربي، وكانت أولى هذه المهام الصعبة التي كان على درويش أن يكتب عنها، تلبية لرغبة جمهوره وتمثيلا لقضيته، متمثّلة في التعبير عن الاجتياح الإسرائيلي لبيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا.

 

أصابت درويش بعد تلك الحادثة "مشاعر سوداء" ألهَمته قصيدة "مديح الظل العالي"، والتي تعدّ من أهم أعماله، وتكونت داخل شعر درويش عدة مفاهيم مثل: المنفى والشتات والعودة، والفضاء الآخر للفلسطيني المنفي وللشاعر المجروح. هذه المفاهيم صبغت شعر درويش ببعض الرموز التي تنطلق من أشد خصوصيات الإنسان الفلسطيني المنفي، مثل البيت والحصان والشجرة وحتى أكبر الحوادث الإقليمية والعالمية، مثل اجتياح بيروت وغيرها من حوادث.

 

ومستعينا بالأساطير تارة، وبذاكرته الشخصية والتاريخية تارة أخرى، طرح درويش شعرا ممتلئا بالخيال والرموز، وملغّما بالذكريات والمشاعر، وهو ما عبر عنه الكاتب يوسف ضمرة [3]بقوله عن درويش: "تراجيديا بيروت هيّجت مخيلته كما لم تفعل بشاعر آخر".

 

عن المنفى والشتات

في قصيدته "مديح الظل العالي"، والتي خطّها بعد مجزرة صبرا وخروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، يتناول درويش المجزرة والشتات مرة أخرى، لكن هذه المرّة بشيء من الأمل، أو بوثوقية المناضل. وتنعكس هذه الموثوقية في بعض أجزاء القصيدة حين يوصي درويش قائلا: "هي هجرة أخرى فلا تذهب تماما"، و"هي هجرة أخرى فلا تكتب وصيتك الأخيرة والسلاما".

   

  

هذا الأمل أو الحماسة الموجودة في "مديح الظل" أوضح درويش سياقها الخاص بقوله: "أحمل سخطا ومشاعرَ سوداء بعد ما حصل في بيروت؛ فالاجتياح ليس حدثا عابرا في تاريخ شعبي ولا أمتي وأنا لا أستطيع وللأبد أن أغفر للإسرائيليين وللأميركيين وللصمت العربي الرسمي ما فعلوه في بيروت"[4].

   

ويؤكد: "أنا الآن جندي صغير في خدمة الثورة الفلسطينية، وأنا في خدمة المؤسسة الفلسطينية"، كان هذا التصريح في ثمانينيات القرن الماضي. وفي هذا السياق تحديدا، وبحضور الرئيس الفلسطيني الراحل أبو عمار "ياسر عرفات"، ألقى درويش قصيدته "مديح الظل العالي" لتكون قصيدة جماهيرية، تعبر عن قضية الشاعر بلغة عالية لا تستجيب لمن لا يعرف تاريخ المذبحة، ومن لا يفهم الكيفية التي يتحدث بها الإنسان عن المنفى والشتات.

  

أوسلو.. ونسق شعري جديد

بعد عقد من الزمن، وفي عام 1993 تحديدا، تم توقيع اتفاقية أوسلو بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، ليتم الاعتراف وفق هذه الاتقاقية بـ "حق إسرائيل السياسي في الوجود على كامل الأرض الفلسطينية عدا الضفة الغربية وقطاع غزة"، وفي المقابل حصل الفلسطينيون على "حكم ذاتي" -وليس اعترافا بدولة- للأراضي الفلسطينية بشرط التزام السلطة الفلسطينية بوقف عمليات المقاومة المسلحة ضد إسرائيل.

  

على إثر هذه الاتفاقية، يقول الكاتب والأكاديمي اللبناني فواز طرابلسي[5] إن درويش أُصيب بـ "خيبة أمل". وبعد عامين من توقيعها، وبعد أن اختمرت مشاعره بالكامل وتصاعد دخانها فملأ الأفق، ترجم درويش خيبة الأمل هذه في قصيدته "لماذا تركت الحصان وحيدا" والتي كان مطلعها:

"إلى أين تأخذنا يا أبي؟

إلى جهة الريح يا ولدي"

      undefined

   

وبحسب الناقد الأدبي الفلسطيني فيصل دراج[6]، هناك ارتباط بين سؤال الابن للأب "إلى أين تأخذنا" وبين المناخ السياسي بعد أوسلو، وتأتي الإجابة من الأب على سؤال ابنه بـ "إلى جهة الريح"! اتجاه الريح دائم التغير الذي ربما يشير إلى اللا جهة، وهو ما كان يشير إليه درويش في كثير من قصائده بعد أوسلو، حتى إنك في أحيان كثيرة يختلط عليك الفهم فتتساءل: هل الحديث الآن عن المنفى أم عن الوطن؟!

  

"إلى أين تأخذني يا أبي؟

إلى جهة الريح يا ولدي…

وهما يخرجان من السهل، حيث أقام جنود بونابرت تلا لرصد الظلال على سور عكا القديم

ـ يقول أبٌ لابنه: لا تخف.

لا تخفْ من أزيز الرصاص! التصقْ بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على جبل في الشمال، ونرجع حينَ يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ

ـ ومن يسكن البيت من بعدنا يا أبي؟

ـ سيبقى على حاله مثلما كان يا ولدي!

وتحسّس مفتاحه مثلما يتحسس أعضاءه، واطمأن

وقال لهُ وهما يَعبُران سياجا من الشوك:

يا بُنيّ تذكّرْ!

هنا صلب الإنجليزُ أباك على شوك صبارة ليلتين، ولم يعترف أبدا.

سوف تكبر يا بني، وتروي لمن يرثون بنادقهم سيرة الدم فوق الحديدِ"

   

درويش يتخيل العودة

بعد أوسلو، عاد درويش إلى رام الله، وكأنه ردُّ فعل رمزي/مقاوم احتجاجا على الاتفاقية، وهناك أجرى معه الكاتب الصحفي عادل الأسطة حوارا صحفيا[7] قال فيه درويش: "لقد تخيلت حلم العودة قبل سنين، وعبرت عنه؛ بل لقد صورت عودتنا"، يشير درويش هنا إلى قصيدته "مأساة النرجس ملهاة الفضة" التي كتبها عام 1990 قبل توقيع أوسلو بثلاث سنوات، وقال في مطلعها:

  

"عادوا…

من آخر النفَق الطويل إلى مراياهم.. وعادوا

حين استعادوا مِلْحَ إِخوتهمْ، فرادى أَو جماعاتٍ، وعادوا

من أَساطيرِ الدفاع عن القلاع إِلى البسيط من الكلامْ

لن يرفعوا ’من بعدُ’ أَيديَهُمْ ولا راياتِهمْ للمعجزات إِذا أَرادوا

عادوا ليحتفلوا بماء وجودهم، ويُرتِّبوا هذا الهواءْ"

   

لم يتأمل درويش المنفى في "مأساة النرجس" كما هو الحال في غالب قصائده، فهذه المرة يتأمل درويش "العودة" التي تعتبر غاية نضال أي شعب منفي؛ لكن وعلى غير العادة، لم يصور درويش هذه العودة على أنها الانتصار النهائيّ، إذ ستجد انكسارا في عودته إلى وطنه؛ فمن "عادوا" في تلك القصيدة "لم يستطيعوا أن يضيفوا للنهاية وردة"، ونادوا البطل الذي فيهم "لم ننتصر بعد، انتظر أيها البطل.. انتظر".

      

   

يبدأ درويش "مأساة النرجس" بـ "عادوا.. من آخر النفق الطويل إلى مراياهم"، وكأن الوطن هو المرآة التي نرى فيها صورتنا وتُعبر عنّا. لكن، تذكَّر أن ما يوجد بالمرآة هي صورة منك وليس أنت! هذا الوضع المربك لصورةِ المرآة هو ما يشير إليه الفيلسوف الفرنسي فوكو بمصطلح "الفضاءات الأخرى"، يقول فوكو: "المرآة مكان معدوم المكان. في المرآة أرى نفسي هناك، حيث لا أوجد، في فضاء افتراضي غير حقيقي ينفتح من وراء السطح [سطح المرآة]".[8]

   

وفي القصيدة يشير درويش إلى هذا الوجود غير الحقيقي: "ها نحن فمن يغيرنا؟.. نعود ولا نعود"، للوهلة الأولى يبدو المعنى غامضا، "نعود ولا نعود" كيف ذلك؟! لكن المعنى مربك أكثر من كونه غامضا، إذ يشير -من ضمن ما يشير- إلى عبارة هراقليط "أنت لا تخطو في النهر ذاته مرتين"[9]، هذا المعنى يتكرر في قصائد درويش وقد عبّر عنه بوضوح في قصيدته "لا أعرف الصحراء" بقوله:

"ورسالة المتحاربين إلى ذويهم:
لن نعود كما ذهبنا 
لن نعود … ولو لماما!"

    

يظهر هنا السؤال: إذا كان درويش يرى أنه ليس شرطا أن تكون العودة انتصارا؛ أليس بذلك يتشابه مع الموقف الداعم لأوسلو والذي يُقيِّض حق العودة الفلسطينية؟ فكيف لدرويش بعد ذلك أن يتخذ موقفا معاديا لأوسلو؟

  

الاختلاف بين موقف درويش وبين موقف الجانب الفلسطيني في اتفاقية أوسلو أن الجانب الفلسطيني سد الطريق على الفلسطينيين للعودة إلى أراضيهم، وهذا بالضبط ما احتجَّ عليه درويش وما عبّر عنه من أننا "لن نعود كما ذهبنا"، فهو تأمل في كيفية العودة -التي نحلم بها- وليس غَلقا لباب العودة.

   

إلى فضاء آخر!

  

أتت المرحلة الشعرية التالية لمحمود درويش أكثر رمزية، وتماشى ذلك مع انسداد الأفق السياسي للعودة بعد أوسلو، وكانت اللحظة الأرقى للرمزية مع درويش هي في قصيدة "جدارية" التي أتت مُغايرة لغالبية قصائد درويش التي حملت عنوانا من كلمتين أو أكثر، فالعنوان هنا هو "جدارية"، وكأن مشاعره التي عبّر عنها في القصيدة لا يمكن أن يكون لها عنوان مركب واضح، هكذا "جدارية"، فقط! وعلى الرغم من انسداد الأفق فيما يتصل بمسألة العودة، تبدو القصيدة مُحمّلة بحس وجودي مثل "سأصير يوما ما أريد"، وهو مقطع يتكرر في القصيدة، ومن أهم المقاطع التي تكرر بها:

"سأصير يوما ما أريد

وأسلُّ من عدمي وجودي

كلما احترق الجناحان اقتربت من الحقيقة

وانبعثت من الرماد"

    

يحتفي درويش هنا بـ "إيكاروس" بطل الأسطورة اليونانية الذي احترق جناحاه -المصنوعان من الشمع- بعد أن خالف أمر أبيه بعدم الاقتراب من "الشمس" والتي يرمز إليها درويش بالحقيقة في المقطع السابق.

 

لا يوجد مكان أو زمان بالجدارية كعادة درويش في قصائده، فمثلا في "مديح الظل" نجد "ليس لي منفى لأقول لي وطن"، وهذه السمة من الانعدام للمكان أو الزمان نجدها أيضا في أعمال روائية مثل "مئة عام من العزلة" لغابرييل ماركيز وأعمال الروائي التشيكي ميلان كونديرا، وقبله كافكا.

  

وكانت قصيدة "لاعب النرد" هي الأخرى إضافة جديدة لشعر درويش الغامض، فبسببها يمكن أن يرى الناظر أن درويش في آخر عمره أصبح شاعرا عدميا، حيث تمتلئ القصيدة بالحديث عن "المصادفة" والعبث؛ لكن للكاتبة الفلسطينية نسرين مغربي قراءة مختلفة[10]، فهي تلاحظ تمسكا بالحياة لـ "لاعب النرد" على نحو وجوديّ وذلك في تحليلها لمقطع:

"لا دور لي في حياتي
سوى أنني،
عندما علّمتني تراتيلها،
قلت هل من مزيد؟
وأوقدت قنديلها
ثم حاولت تعديلها"

    

    

ترى مغربي أن جملة "حاولت تعديلها" هي مسؤولية إيجابية من الشاعر، الذي سيسعى لـ "تعديل" ما أحدثته "النكبة" بذاته وشعبه، وتضيف مغربي بشأن محاولة تعديل الحياة: "إنها مهمته بوصفه فقد وطنا بين عشية وضحاها ووجد نفسه مشردا في المنافي. وهذه هي برأيي الفكرة من وراء عبارة "حاولت تعديلها". فالشاعر يسهب في توصيف هذا الزمن المضطرب/الخارج عن محوره عبر العديد من الأبيات… إن درويش في مهمته نجده متمسكا بالحياة رغم كل شيء كما أعلن "قلت هل من مزيد؟".

  

أخيرا، يرى شتيفان فايدنر أن درويش رثى نفسه بقصيدة "لاعب النرد" التي كتبها قبل شهور من وفاته في مشفى بولاية تكساس الأميركية عام 2008 بعد إجراء عملية جراحية له، وللمفارقة فإن العملية نجحت لكن درويش لم يخرج من المشفى حيا حتى "لا يخيب ظن العدم"، وذلك بعد أن نجح في أن يكون رجل المهمات الصعبة نجاحا عبّر عنه غانم زريقات[11] بقوله: "محمود أكبر هدية قدمناها للعالم، ومحمود قدم لنا ما لم تقدمه كل الفصائل، رجل وضع قضية شعبه على خريطة العالم".

المصدر : الجزيرة