شعار قسم ميدان

هل تسعى لحياة أكثر إنتاجية؟ اتبع هذه العادات

midan - productivity
يكمن تحقيق الإنتاجية في المزج بين التخطيط الذكي والجهود المُرَكّزة مع المزيد من المثابرة، فالبقاء في حالة مستمرة من الإنتاج في العمل أو الدراسة أو حتى في المنزل قد يشَكِّل تحديًا. وتحقيق الإنتاجية بشكل كامل في حياتنا أمرٌ في غاية الصعوبة، فنحن لن نستطيع السيطرة على العالم، أو التحكم في الحياة من حولنا، لا يمكن ضمان حياة خالية من الظروف الطارئة لبضع ساعات أو أيام، لن نستطيع التحكم في حالات المرض المفاجئة. لكننا قد نستطيع السيطرة على الجزء الخاص بنا من العالم عند بناء عاداتٍ شخصية قوية، وعند وضع مساراتٍ واضحةٍ يمكن اتّباعها للحصول على حياة أكثر فاعلية. حينها لن تستنزف الأمور الطارئة الكثير من الوقت أو الجهد، ولن تُوقفنا عن الاستمرار في مواصلة العمل بشكلٍ مُنتِج. لذا سنقوم بعرض بعض تلك العادات التي يجب اتباعها لتحقيق حياة أكثر إنتاجية.


قَّيم عملية النوم الخاصة بك

عند عدم حصول الجسم على كفايته من النوم لن يستطيع مواكبة العمل، ولن يصبح العقل قادرًا على التواصل (مواقع التواصل الإجتماعي)
عند عدم حصول الجسم على كفايته من النوم لن يستطيع مواكبة العمل، ولن يصبح العقل قادرًا على التواصل (مواقع التواصل الإجتماعي)


طبيعة النوم تؤثر بشكل مباشر على حياة الفرد بما في ذلك الإبداع، والإنتاجية، والعمليات الحيوية للجسم، وكذلك التوازن العاطفي. فالنوم ليس مجرد رفاهية يمتلكها الفرد، بل واجب لا بد أن يحصل عليه الجسم. فأثناء النوم يبقى العقل مشغولًا بتنظيم العمليات الحيوية المختلفة التي تحافظ على الجسم في أفضل حالة ممكنة، وتمكنه من الاستعداد لليوم التالي. (1) 
لكن عند عدم حصول الجسم على كفايته من النوم لن يستطيع مواكبة العمل، ولن يصبح العقل قادرًا على التواصل أو التعلم في مستوىً قريب من قدرته الحقيقية.

فقلة النوم تؤدي إلى الإجهاد والخمول، وعدم التركيز، وكذلك عدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، بالإضافة إلى انخفاض مناعة الجسم وزيادة خطر الإصابة بالمشاكل الصحية. (2) لذلك وحتى يحظى الفرد بحياة أكثر إنتاجية؛ لا بد أن يحصل على القدر الكافي من النوم. فتختلف متطلبات النوم من شخص إلى آخر وفقاً لمعاهد الصحة الوطنية، فالبالغين يحتاجون إلى النوم ما بين 7.5 إلى 9 ساعات يوميًا، حتى يصبحوا في أفضل حالاتهم، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون إلى أكبر من الساعات.

بعض الأشخاص يستطيعون مواصلة حياتهم بحيوية عند النوم لـ 6 ساعات فقط يوميًا. بينما لا يستطيع البعض الآخر مواصلة يومهم إلا بنومهم أكثر من 7ساعات يوميًا. فقد اكتشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، أن 3% من البشر يمتلكون بعض الجينات التي تُمكِّنهم من مواصلة حياتهم بشكل جيد عند النوم لـ 6 ساعات فقط. بينما يحتاج 97% من البشر إلى النوم يوميًا لأكثر من 6 ساعات. (3) 


حدِّد قائمة بالمهام المنوطة بك

 

الأشخاص الذين يضعون قائمةً بالمهام الواجب عليهم تأديتها؛ هم أكثر إنتاجية وتنظيمًا من غيرهم.  (مواقع التواصل الإجتماعي) 
الأشخاص الذين يضعون قائمةً بالمهام الواجب عليهم تأديتها؛ هم أكثر إنتاجية وتنظيمًا من غيرهم.  (مواقع التواصل الإجتماعي) 


وفقًا لـ"دانيال ليفيتين" أستاذ علم الأعصاب بجامعة "ماكجيل"، ومؤلف كتاب 
« The Organized Mind: Thinking Straight in the Age of  Information Overload» فإن الأشخاص الذين يضعون قائمةً بالمهام الواجب عليهم تأديتها؛ هم أكثر إنتاجية وتنظيمًا من غيرهم. فيعتقد "ليفيتين" أن معظم الناس لا يستطيعون الاحتفاظ إلا بـ 4 مهام فقط في أذهانهم، لذلك إن كان لدى الشخص الكثير من المهام، ولم يقم بتدوينها؛ فلن يستطيع تذكرها، وسوف يفقد المزيد من الوقت في تذكر الشيء التالي الواجب عليه فعله.(4)

فيحظى كل شخص يوميًا بالعديد من المهام التي عليه إنجازها، بعضها مُعقَّد والبعض الآخر سلس، بعضها أكثر أهمية من الآخر، لذا يجب أن ينشئ الشخص قائمة بالمهام الواجب عليه تأديتها، وترتيبها وفقًا لأهمية كل مهمة، ومدى تعقيدها. وإن كانت بعض المهام كبيرة، يمكن تقسيمها إلى عدة مهام أصغر ليستطيع التركيز فيها وإنجازها على النحو المطلوب. كذلك يعتبر شطب المهام التي تم تأديتها؛ من أكثر الجوانب إرضاءً للنفس، حيث تُكسِبُ الشخص شعورًا بالإنجاز، وبالتالي مدُّهُ بالمزيد من الطاقة للاستمرار والتقدم في إنجاز باقي المهام.


ابتعد عن التشتت
لو لم يتم التعامل مع هذه المُشتِّتات بشكلٍ لائق، سيصبح الفرد فريسةً لها، ولن ينجزَ المهام والواجبات المنوطة به، وبالتالي فلن يحظى بحياة أكثر إنتاجية.
لو لم يتم التعامل مع هذه المُشتِّتات بشكلٍ لائق، سيصبح الفرد فريسةً لها، ولن ينجزَ المهام والواجبات المنوطة به، وبالتالي فلن يحظى بحياة أكثر إنتاجية.
اليوم، ومع التطور التكنولوجي الهائل؛ قد نكون عُرضةً للتشتت باستمرار؛ سواءً بسبب الرسائل النصية أو مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى البريد الالكتروني. وبالتالي لو لم يتم التعامل مع هذه المُشتِّتات بشكلٍ لائق، سيصبح الفرد فريسةً لها، ولن ينجزَ المهام والواجبات المنوطة به، وبالتالي فلن يحظى بحياة أكثر إنتاجية.(1) فوفقا لإحصائيات عام 2016، فإن متوسط الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي عالميًا ارتفع من 109 دقيقة في اليوم خلال العام الماضي، ليصل إلى 118 دقيقة يوميًا خلال هذا العام.


وتوقعت الإحصائيات زيادة عدد روَّاد مواقع التواصل الاجتماعي بنهاية العام الماضي ليتجاوز ملياري مستخدم. كما يُعتبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" هو الأكثر شهرة عالميًا، حيث وصل عدد مستخدميه لـ 1.7 مليار مستخدم نشط شهريًا في سبتمبر من العام الماضي. بينما يحتل المركز الثاني تطبيقي "واتس آب" و "فيسبوك ماسنجر" بمليار مستخدم نشط شهريًا. وبالتالي حتى يستطيع الفرد الحفاظ على معدل إنتاجيته؛ لا بد له من الابتعاد عن تلك المشتتات بقدر الإمكان، كما يجب تحديد بضع دقائق في نهاية كل يوم لفحص البريد الالكتروني والرد على الرسائل الهامة.

لا تحضر إلا الاجتماعات الهامة
undefined

الوقت هو العامل الأكثر أهمية في حياة كل شخص، فإن تم إهداره في المحادثات أو الاجتماعات غير المجدية، ولم تتم إدارته بصورة فعالة، فلن يستطيع الفرد إتمام مهامه اليومية المنوطة به، ولن يحظى بحياة أكثر إنتاجية. لذا تذكر دائمًا بأن الوقت الذي ستنفقه في حضور الاجتماعات غير المجدية والتي تتكرر بصورة دورية، يمكنك استغلاله في أداء شيء أكثر نفعًا. لذا فلا تهتم إلا بحضور الاجتماعات الهامة جدًا، واعتمد على عمل الاجتماعات عن طريق الإنترنت لتوفير المزيد من الوقت.(5)


تَعَّلم أن تقول لا

وفقًا لمبدأ "باريتو"؛ فإن 20% من الجهد المبذول قد يؤدي إلى 80% من النتائج المُرادة، ومع ذلك فإن 20% من النتائج قد يَستهلك 80% من الجهد. فلا يستطيع الشخص الاستجابة بالموافقة على أداء كل ما يُطلب منه. لذا يجب أن تتخذ القرار الصحيح، وتتعلم أن ترفض القيام بالمهام التي تتطلب جهدًا كبيرًا دون نتائج تُذكر، حتى تستطيع الحصول على الوقت اللازم لأداء الواجبات الأكثر أهمية. فيجب التركيز على المهام التي تستطيع الحصول على 80% من نتائجها عن طريق بذل 20% فقط من الجهد، وإهمال تلك المهام التي تتطلب جهدًا أكبر للحصول على نتائج أقل.(6)

لا تؤدي أكثر من مهمة في وقتٍ واحد
 كشفت دراسة أجريت في جامعة "ستانفورد" الأمريكية أن القيام بأداء عدة مهام في وقتٍ واحد؛ يعطي أقل إنتاجية من أداء مهمة واحدة فقط. فقد وجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص الذين يتعاملون مع كمٍّ كبير من المعلومات خلال أداء المهام المتعددة لا يستطيعون مواصلة الانتباه وتذكر المعلومات، أو الانتقال من مهمة إلى أخرى عكس أولئك الذين يقومون بأداء مهمة واحدة في وقت محدد. وبالتالي فتعدُّد المهام لا يعتبر الطريقة الفعالة للتعامل مع المهام المختلفة وزيادة الإنتاجية، لأنه يؤدي إلى التشتت وفقدان التركيز. لذلك يجب الابتعاد عن أداء المهام المتعددة في نفس الوقت، ويفضل التركيز على أداء مهمة واحدة فقط، ثم التوجه إلى المهمة التالية لتحقيق نتائج فعالة وزيادة معدل الانتاجية.(4)

كافئ نفسك

تلعب مكافأة النفس دورًا فعالًا في تعزيز الشغف وزيادة دوافع النجاح، فهي بمثابة إجازة صغيرة للعقل والجسد، لتسمح لهما بالراحة وتجديد طاقتهما.
تلعب مكافأة النفس دورًا فعالًا في تعزيز الشغف وزيادة دوافع النجاح، فهي بمثابة إجازة صغيرة للعقل والجسد، لتسمح لهما بالراحة وتجديد طاقتهما.

عند إنجاز المهام المنوطة بك، أو تحقيق الهدف المرجو؛ لا بد من مكافأة نفسك على ذلك. فالبعض لا يدرك أهمية مكافأة النفس، فالمكافأة تُعتبر تهنئةً لنفسك على عملك بجِد خلال الفترة السابقة، وبالتالي يصبح العقل راضيًا عن النتائج التي قام بتحقيقها، مما يجعله راغبًا في أداء المهام الأكثر صعوبة. فالمكافأة تلعب دورًا فعالًا في تعزيز الشغف وزيادة دوافع النجاح، فتُمثِّل منح النفس دفعة مشجعة للاستمرار في التقدم والنجاح. قد تختلف صورة المكافأة التي يمنحها كل شخص لنفسه، لكن لا بد منها، فهي بمثابة إجازة صغيرة للعقل والجسد، لتسمح لهما بالراحة وتجديد طاقتهما.(6)

المصدر : الجزيرة