4 طرق هامة لبناء علاقات مهنية ناجحة
تكتسي عملية بناء شبكة ناجحة قابلة للاستمرار أهمية بالغة وضرورة ملحة بالنسبة إلى أي مهنة من المهن، وعندما تفلح في بناء الثقة بين مجموعة كبيرة من المهنيين وتنمية هذه الثقة تصير ثقتهم فيك بمنزلة سلاح سري يضاف إلى ترسانتك، مما يضاعف من حظوظ نجاحك.
تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن نجاحك في نسج شبكة متماسكة من الأشخاص الذين يمكنك الاعتماد عليهم بحيث يضيفون قيمة إلى بعضهم البعض من شأنه أن يجعلك تشعر بثقة واسترخاء أكبر كلما تقدمت في مسارك المهني. وبطبيعة الحال، ليس للعلاقات التي تنسجها أهمية كبيرة ولن تحقق لك هدفك إذا كان الغرض الوحيد منها هو تلبية احتياجاتك على المدى القصير بالنسبة للمبادرات من نوع "الآن أو أبدا". بالمقابل ستجد أكثر العلاقات قيمة بجانبك دائما ومستعدة لخدمتك -وتكون أنت بدورك جاهزا لخدمتهم- طوال حياتك المهنية.
إذا أغفلت التواصل بشكل دوري بهذه المصادر ذات القيمة العالية فسوف تخسرها لا محالة، ولن تستطيع استعادتها، ولهذا السبب أسعى جاهدة للحفاظ على الاتصال بهم، وقد ساعدني ذلك مرارا وتكرارا. البقاء على اتصال مع زملاء قدامى في شركة أبل -على سبيل المثال- منحني العديد من الفرص للتعاون في بعض المشاريع الرائعة مع أشخاص مذهلين، وربما كنتُ سأضيع تلك الفرص لو لم أحافظ على الاتصال النشط بهم والاستمرار بدوري في تنمية قدراتهم .
بمجرد أن تبدأ نسج الشبكات في مختلف الفعاليات الصناعية ذات الصلة بالسوق محل اهتمامك واختصاصك (أمر يتعين على جميع رجال الأعمال القيام به وبشكل منتظم) ستجد أمامك بعض الأشياء الرئيسة التي يجب أن تتذكرها للحفاظ على حيوية الشبكة واستمرار عملها وتوسيع مجالها:
ثمة شيء آخر يمكنك القيام به لإضافة قيمة لاتصالاتك والحفاظ عليها، وهو تبادل المعلومات التي تكتسي أهمية بالنسبة لهم. إذا صادفت مقالا في الوقت المناسب يغطي أخبارا مثيرة في مجال زميل أو ما يثير اهتمامه فلا تتردد في إرسالها له أو لها، فمثل هذه الالتفاتة البسيطة غير شائعة بين الناس، ومع ذلك لها قيمتها وتقديرها بالنسبة للمتلقين.
يُنصح بالتواصل من حين لآخر لإجراء محادثات جوهرية وذات مغزى (سواء عبر الهاتف أو إلكترونيا أو حول وجبة غداء أو فنجان قهوة) مع الأشخاص الذين تعتبرهم أكثر أهمية من غيرهم داخل شبكتك، وابحث عما يحدث في حياتهم، وتصرّف على النحو الذي يمكنك من البقاء على اتصال بالأمور المهمة الجارية التي تخصهم، والسعي إلى إضافة قيمة لهم، وتعزيز علاقتك بهم.
في حالة عدم إقامة نظام يمكّنك من البقاء على اتصال مع أفراد شبكتك بشكل منتظم فمن المرجح جدا أن يلفك النسيان أو التجاهل، فلا بد إذن من بناء نظام يخدمك ويخدم أهدافك، ويُبقي على حيوية اتصالاتك بالآخرين، كما يمكّنك جوهر هذا النظام في التواصل من متابعة مسار غيرك والسؤال بصدق وإخلاص عن أحوالهم وعن كل ما يهمهم.
حتى لو لم تكن في وضع يسمح لك بتوسيع الدعوات إلى الأحداث الحصرية، فبمجرد إخبار أعضاء شبكتك بأنك حضرت حدثا قد يثير اهتمامهم فمن شأن هذه الالتفاتة أن تجعلهم يشعرون بأنهم يحظون بأهمية بالنسبة لك وأنهم حاضرون في ذهنك.
ليس من المبالغة الإشارة إلى مدى أهمية بناء الشبكة وتعزيز تلك العلاقات مع مرور الوقت. من خلال علاقاتك الموثوق بها يمكنك إشراك المستشارين وغيرهم من الخبراء المتخصصين الذين يمكنهم تعزيز حضور فريقك في المجالات التي يفتقر فيها إلى الخبرة المناسبة والموهبة، أو الوصول إلى الجهات المؤثرة والزبائن الذين لا غنى عنهم، لتسريع مصداقية الفريق ودفعه إلى الأمام ونموه نحو تحقيق أهدافه في السوق محل اهتمامه وعنايته. من جدّ وجد، ومن زرع حصد، احرص دائما على إضافة قيمة.
___________________________________________
مترجم عن: الرابط آي أن سي