شعار قسم ميدان

خطوات هامة عليك اتباعها أثناء كتابة سيرتك الذاتية

midan - man

على مدى أكثر من ثلاثين عامًا قضيتها في الأعمال التجارية عُرضت عليّ الكثير من السير الذاتية، ورغم تغير أنواع التصميم، والكلمات الرنّانة، وطول السيرة الذاتية، بقي شيء واحد لم يتغير: تبدو معظمها روتينية عند القراءة.

 

لا يمكنني إخباركم بعدد المرات التي تلقيت فيها ملفا يحمل اسم "سيرة ذاتية" من شخص التقيت به شخصيا، غير أنني بعد قراءة ذلك الملف بدا لي بوضوح أن الشخص الموجود في تلك الصفحات لا علاقة له إطلاقا بهذا الشخص الذكي والرائع الذي التقيت به من قبل!، وأنا لا أتحدث هنا عن مجرد الأخطاء الشائعة كالأخطاء الكتابية أو الخلل في القواعد النحوية، ولكن لأنني أهتم بما يحدث لأولئك الأشخاص، ولأن الحقيقة هي واحدة من القيم الأساسية التي أتبعها أجد نفسي دائما مضطرا إلى كتابة رد يعبر عن انطباعي تجاه سيرتهم الذاتية، وهي ردود فعل غير مريحة، في الغالب أبدؤها بـ "سيرتك الذاتية محرجة لك. هذه هي الأسباب…"

 

لا أعرف أي شخص من شأنه أن يتعمّد تبادل وثيقة للتسويق إذا كان على معرفة مسبقة أن محتواها سوف يشوه صورته العامة، وتعتبر السيرة الذاتية في الأساس نوعا من الضمانات التسويقية الشخصية، فلماذا ترضى بشيء قد يضر بسمعتك الشخصية؟ هكذا تؤثر تلك الأمثلة التي سأذكرها الآن، وهي أمثلة قد واجهتها مرارا وتكرارا في السير الذاتية الفعلية التي قد قيّمتها، لذا إذا كانت مسوّدتك الحالية تحتوي على أي من هذه المشكلات أو كلها آمل أن تتخذ إجراءات بتصحيحها قبل أن تطلب من أي شخص آخر قراءتها.

 

أهدافك المهنية في حياتك ليست موضع اهتمامي
سيود صاحب العمل دائما أن يسمع أنك يمكنك القيادة من خلال مهاراتك الأساسية وليس من خلال أهدافك وطموحاتك الوظيفية
سيود صاحب العمل دائما أن يسمع أنك يمكنك القيادة من خلال مهاراتك الأساسية وليس من خلال أهدافك وطموحاتك الوظيفية
  
بوصفي صاحب عمل فأنا أهتم كثيرا بالموظفين الحاليين لديّ، وأستثمر دائما في أهدافهم وطموحاتهم، لكن المتقدّم إلى وظيفة ما ليس موظفا لديّ بعد، وبذلك فلا يهمني ما الوظيفة المرموقة التي تأمل أن تَشغلها في غضون خمس سنوات، أو أي موقع تعتقد أنه سيكون متاحا لك، أريد فقط أن أعرف ما إذا كان بإمكانك جعل شركتي أفضل من خلال كونها جزءا من حياتك، وليس العكس، أود أن أسمع أنك يمكنك قيادتنا من خلال مهاراتك الأساسية وليس من خلال أهدافك.

 

يجب أن يكون تاريخ العمل الخاص بك متجانسا بوضوح
undefined
  
أقرأ بكل وضوح القائمة العامة للوظائف والمسؤوليات التي اضطلعت بأدائها مثل أي صاحب عمل آخر تتقدم إليه طالبا وظيفة، إذ إنك تطلب مني في الأساس -استنادا إلى الاستقراء الواسع للوظائف المختلفة التي شغلتها- تخمين واستنتاج ما إذا كان لديك المميزات والمهارات التي أحتاجُها أم لا. أنا أعلم أن تخصيص سيرتك الذاتية لكل طلب تتقدم إليه هو عمل إضافي، وأنه ربما تكون قد نُصحت بالاهتمام أكثر بالخطاب الرسمي للطلب وجعله أكثر اختلافا، ولكن لا يزال عليّ الولوج إلى سيرتك الذاتية، إذا كنت بعنوان وظيفتك تبدو تماما مثل أي شخص آخر في دائرة نصف قُطرها 100 ميل فلن يمكنني تمييزك، سيكون من الأفضل بالنسبة لي أن تصف مشروعا أو مبادرة محددة قمت من خلالها بعمل شيء جديد غيّر مجرى الأمور.

 

تجاهل التعليمات المحددة
undefined
  
يمكنني استخدام اثنين من الاختبارات البسيطة في إعلاناتي الوظيفية، وهي بعض التعليمات حول ما يجب تقديمه وكيفية تقديمه فحسب، ويأتي هذان الاختباران في متناول اليدين لسببين: أولا، أي طلب لا يحترم أو يقدر طلبي يذهب مباشرة إلى سلة المهملات. ثانيا، الإجابات التي أحصل عليها تخبرني كثيرا عن شخصية مقدّم الطلب وقدراته. إذا طلب منك صاحب العمل تقديم تنسيق أو أسلوب أو محتوى معين فيما يتعلق بسيرتك الذاتية فيجب عليك اعتبار ذلك بمنزلة اختبار، ويعد تجاهل طلباتهم إشارة إلى إما أنه لا يمكنك اتباع التعليمات، أو أنه لا يهمك ما يريده صاحب العمل، أو أنك تأمل في المغفرة لسوء إدارتك للوقت. شخصيا لا يعجبني أي منهم.

 

لا تفرط كثيرا في التنسيق والأسلوب
undefined
 
بوصفي كاتبا مختصا بالمنشورات الموجهة نحو الأعمال التجارية أعلم أن لغة الكتابة تتغير باستمرار، كما أن التكنولوجيا الحديثة تلهم البعض لاستخدام تنسيق متطور معتمدا على نماذج جديدة وأدوات على الإنترنت وصور مرئية مثل الرسوم البيانية. قد يكون بعض من هذا مفيدا أو منعشا، ولكنه يتوقف على المجال الخاص بك، فعندما أرى سيرة ذاتية مكتظة بالمصطلحات الأكثر عصرية والتنسيقات المعقدة أرى شخصا يحاول بصورة يائسة أن يبدو مميزا، إذ إن الطريقة الوحيدة التي تجعل التنسيقات المتطورة أو المصطلحات الجديدة تبدو مثيرة هو عدم استخدامها كي تكون مرئية في حد ذاتها ولكن ضمن نسقٍ شامل، فأنا مشغول جدا كي أعبر عن مدى الانبهار بأسلوبك أو قدراتك اللغوية. عندما تكون في شك فإنك تلجأ إلى إظهار سيرتك الذاتية وكأنها آية في الذكاء، إذا وضعوا أيديهم على هذا الاتجاه قبل الوقوف على نوعية المعلومات التي تريد عرضها فاعلم أن ذلك لا يفيدك.

    

تتقدم طالبا الحصول على الوظيفة المثالية لك، ليس فقط الوظيفة المتاحة لدي
إذا لم تستند سيرتك الذاتية على المهارات والاحتياجات الفعلية لشركة صاحب العمل، فلن يستطيع التكهن إذا ما كان لديك تلك المهارات والدوافع لتكون أحد أعضائها
إذا لم تستند سيرتك الذاتية على المهارات والاحتياجات الفعلية لشركة صاحب العمل، فلن يستطيع التكهن إذا ما كان لديك تلك المهارات والدوافع لتكون أحد أعضائها
  
أتوقع من معظم المتقدمين أن يكون لديهم خيالا مفصلا لوظيفة أحلامهم، فالأشخاص الأذكياء والمبدعون يكون لديهم ذلك دائما. كما أنني أعتقد أن أي وظيفة في العالم -بما في ذلك الوظيفة التي أطرحها- تناسب فقط بعضا من هؤلاء الذين يملكون تلك المعايير المثالية، لذلك ربما قد تعتقد أنه إذا وضعت نفسك باعتبارك مرشحا مثاليا لتلك الوظيفة المثالية سيكون الأمر كافيا بصورة كبيرة مقارنة بالواقع غير المثالي، ولكن إذا لم تستند سيرتك الذاتية في الوضع الحالي على المهارات والاحتياجات الفعلية لشركتي فلن أستطيع التكهن إذا ما كان لديك تلك المهارات والدوافع لتكون أحد أعضائها.

  

 _________________________________

 

التقرير الأصلي نُشر بموقع "آي إن سي" عبر: الرابط التالي

المصدر : الجزيرة