شعار قسم ميدان

أفكار هامة تساعد ابنك للتخلص من قلق المرحلة الثانوية

midan - reading

مقدمة الترجمة

نشر موقع "ذا كونفرسيشن" (The Conversation) مقالًا للكاتب كريس بالمر، أستاذ التصوير وفنون الإعلام، ومنتج أفلام الحياة البرية، والذي تحول شغفه خلال الفترة الأخيرة من تصوير أفلام الحياة البرية، إلى تعليم وإرشاد الشباب. ألف بالمر عددًا من الكتب، آخرها "انهض بأطفالك للنجاح". ويتناول المقال أسباب التوتر الذي يعتري المراهقين عند انتقالهم إلى المرحلة الثانوية، وكيفية تعامل الآباء مع هذا التوتر. ويقترح بالمر في مقاله عددًا من الأفكار التي يجب على الآباء تذكرها عند التعامل مع قلق أطفالهم، كما يشير إلى فوائد وأضرار التوتر، وتأثيرها على المراهقين.

 

نص المقال

قد يكون الالتحاق بالمرحلة الثانوية أمرًا مثيرًا، إلا أنه قد يمثل أيضًا رعبًا وتهديدًا وارتباكًا لبعض المراهقين. وفقًا لإحدى الدراسات، فإن نصف طلاب المرحلة الثانوية تقريبًا يشعرون بقدر هائل من الإجهاد بشكل يومي. فكما كتبت المؤلفة والمنتجة السينمائية فيكي أبيلز، أن ثمة "وباءً من التوتر على الصعيد الوطني يرتبط بالمدرسة". وتقول أبيلز إن السبب في ذلك يرجع إلى أن "التوقعات المحيطة بالتعليم قد خرجت عن السيطرة"، بما تحمله من كثرة الأنشطة والواجبات المنزلية والتدريب الرياضي.

 

بينتُ في كتابي الجديد "انهض بأطفالك للنجاح"، أن هذا التوتر قد يكون مُبالغًا فيه، بل وحتى قد يكون مضرًّا إن لم يكن الأطفال على استعداد كافٍ. وتساءلتُ، ككثير من الآباء، ما الذي أستطيع فعله لمساعدة المراهقين للتأقلم بشكل جيد في السنة الدراسية الثانوية الأولى. إليكم ما تعلمته والدًا ومعلمًا.

 

ما سبب كل هذا القلق؟
undefined
  
هناك عدد محدود من العوامل التي تسبب القلق للطلاب الجدد في المرحلة الثانوية، بما في ذلك الذهاب إلى المدرسة للمرة الأولى مع غيرهم من الطلاب الأكبر منهم سنًا وحجمًا، والناضجين جسمانيًا، والذين يُعدون بالغين بالأساس. إذ يُعتبر ابنك الآن أحد أصغر الطلاب في المدرسة، والذي جاء للتو من مدرسة أخرى تتنوع فيها أعمار الطلاب بين الكبر والصغر. ذلك التغيّر قد يسبب زعزعة داخلية للطالب.

 

يجب على ابنك أيضًا أن يعتاد على مباني المدرسة الجديدة، فضلًا عن المدرسين الجدد، وفصول كل مادة. أعلم يقينًا من واقع خبرتي، أن الأطفال غالبًا ما يعتريهم القلق، بل وربما بعض التوجس فيما يتعلق بمدرسيهم الجدد، ويتساءلون: هل سأحبهم؟ هل سيكونون متشددين؟ هل سيصعب فهمهم؟ كما أنهم غالبًا ما يعتريهم القلق من صعوبة الدراسة، وكيف سيَحصلون على درجات جيدة، وما إن كان باستطاعتهم تكوين صداقات جديدة.

 

في بعض الحالات المؤسفة، قد يتحتم على الأطفال التعامل أيضًا مع التنمر، أو الإيذاء الإلكتروني، أو التهديد، أو التحرش الجنسي. إذ تُظهر الدراسات أن ما بين 20% إلى 80% من طلاب الصف (K-12)، قد تعرضوا للمضايقات.

 

ما الذي يمكن أن يفعله الآباء؟
كيف يمكن للآباء مساعدة أطفالهم المراهقين للتغلب على القلق بطريقة صحية؟ إليكم 6 أفكار أساسية:

يجب أن تكون أكثر اعتناءً وتعاطفًا وحنانًا؛ إذ لابد من الاستماع باهتمام إلى أطفالك المراهقين، ومنحهم الأمان العاطفي. ويجب أن تكون داعمًا لهم قدر الإمكان. وحاول ألا تسدي لهم النصائح بسرعة. بل امنحهم فرصة أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم إذا استطاعوا. فبعض الأبحاث تشير في الحقيقة إلى أن المستويات العالية من حماية الوالدين، قد تأتي بنتائج عكسية.

  

ادفع ابنك للبحث عن الأنشطة الإضافية في المدرسة الثانوية، كالانضمامِ إلى أحد النوادي، أو الانخراط في رياضة معينة
ادفع ابنك للبحث عن الأنشطة الإضافية في المدرسة الثانوية، كالانضمامِ إلى أحد النوادي، أو الانخراط في رياضة معينة
  

استمع إليهم، والأهم من ذلك، استمع إليهم دون إصدار أحكام، ودون عجلة في فرض حلولك الشخصية لمشاكلهم. وتذكر أن قلقهم يشوش تفكيرهم، وبالتالي هم في حاجة إليك الآن أكثر من أي وقت مضى -حتى إن حاولوا أن يكونوا "لطفاء" في إبعادك عنهم. وترقب أن يكون ابنك غاضبًا أو مزاجيًا أو عدوانياً في بعض الأحيان؛ ولا تأخذ ذلك على محمل شخصي.

 

كن داعمًا لهم؛ برهن لابنك أنك تحبه حبًا غير مشروط، وأنّك تقدره وتحترمه على الجهد الذي يبذله للتغلب على تحديات بداية الدراسة الثانوية. تظهر لنا الأبحاث أن الاجتهاد والجهد المبذول والعمل الشاق، من شأنهم أن يرفعوا معدلات الذكاء. فلابد من تشجيعهم على عملهم الجاد.

 

يجب عدم إهمال الأساسيات. فعندما يشعر المراهقون بالتوتر، يميلون إلى إهمال الضروريات. لذا، يجب عليك بذل كل ما في وسعك لمساعدتهم في الحصول على المقدار الكافي من النوم، والطعام الصحي، والتمرينات الرياضية الدورية. كل هذه الأشياء سوف تساعدهم في التغلب على التوتر.

 

ساعدهم في الاندماج. ابحث -أو ادفع ابنك للبحث- عن الأنشطة الإضافية في المدرسة الثانوية. كالانضمامِ إلى أحد النوادي، أو الانخراط في رياضة معينة، أو أي نشاط قد يساهم في تكوين مجتمعهم الخاص من الأصدقاء بسرعة، ويساعدهم على تكيفهم مع بيئتهم الجديدة.

 

اطلب المساعدة. إذا رأيت أنه شيء مناسب، فلتَتواصل مع المرشد المدرسي قبل بدء الدراسة، ونسق لقاءً بينه وبين ابنك للتحدث حول الانتقال إلى المدرسة الثانوية. قد لا يكون ذلك الإجراء الأمثل لجميع المراهقين، إلا أنه يجب أخذه في الحسبان إذا كان مفيدًا لابنك.

 

قد يكون التوتر جيدًا أو سيئًا
إن بعض القلق أمر طبيعي ومُتوقع، ولكن، إذا شعرت أن ابنك قد وصل إلى معدلات ضارة من القلق، يجب عليك التواصل مع المرشد المدرسي
إن بعض القلق أمر طبيعي ومُتوقع، ولكن، إذا شعرت أن ابنك قد وصل إلى معدلات ضارة من القلق، يجب عليك التواصل مع المرشد المدرسي
  
لا يستطيع ابنك -ولا يجب عليه- تجنب جميع الضغوط التي يتعرض لها؛ فذلك التوتر الناتج عن المواقف الصعبة التي يستطيع التغلب عليها بنجاح، هو أمر صحي ومرغوب. وحتى على الصعيد البيولوجي، يَحُثُّ التوتُر الجسمَ على إفراز الأدرينالين، وهرمون التوتر -الكورتيزول؛ إذ تعمل تلك الكميات الصغيرة من الهرمونات المُفرزة على رفع مستويات الأداء، والحفاظ على التركيز، وزيادة القدرة، وهو أمر جيد. إلا أن فرط التوتر واستمراره على المدى الطويل قد يسبب أضرارًا جسيمة.

 

خلاصة الأمر، بعض القلق أمر طبيعي ومُتوقع. ومن شأنه أن يساعد ابنك على الاستعداد لبدء مرحلة الدراسة الثانوية. ولكن، إذا شعرت أن ابنك قد وصل إلى معدلات ضارة من القلق، يجب عليك التواصل مع المرشد المدرسي -أو الشخص المختص المناسب لهذا الأمر- لطلب المساعدة.

 

إن مساعدة ابنكابنك لمواجهة التوتر والقلق في بداية المرحلة الثانوية، سوف يساعده في التأهب لمواجهة المستويات الأعلى المحتملة من التوتر عند الدخول إلى الجامعة، أو عند البحث عن وظيفة.

  

______________________________________

 

مترجمٌ عن: (ذا كونفرسيشن)

المصدر : الجزيرة