شعار قسم ميدان

قد يعالج اكتئابك ويقلل إرهاقك.. حقائق يجب معرفتها عن فيتامين "د"

ميدان - فيتامين د

ربما يكون فيتامين "د" واحدا من أكثر الفيتامينات التي تضاربت حولها الآراء خلال العقد الماضي، وأُثير الكثير من الجدل حوله، فبينما يعتبره البعض العلاج الشافي لجميع الأمراض، ويربطون بين نقص فيتامين "د" وبين أمراض مثل سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان البروستاتا وكذلك أمراض القلب والإرهاق والاكتئاب وسقوط الشعر وتقدم سن البشرة والسمنة، يعتبره البعض الآخر مجرد "بلاسيبو/علاج وهمي/علاج بالإيحاء" بلا فائدة حقيقية. فما الذي يجب أن نعرفه حقا عن فيتامين "د" بعيدا عن الخرافات؟ ولماذا تحتاج أجسامنا إلى فيتامين "د"؟ وماذا عن نقصه؟

 

يساعد فيتامين "د" الجسم على امتصاص الكالسيوم اللازم لبناء العظام وتقويتها، ويؤدي نقصه إلى إصابة الأطفال بلين العظام (الكساح)، كما يؤدي إلى إصابة البالغين بهشاشة العظام. وبعد امتصاص فيتامين "د" سواء تم إنتاجه من خلال الجلد أو حصلت عليه عبر مصادر غذائية أو مكملات فإن الجسم يُخزّنه في الخلايا الدهنية ليظل غير نشط حتى تحتاج إليه، فيتم تحويله إلى شكلين مختلفين من خلال الكبد والكلى للاستفادة به، حيث يحوّله الكبد إلى كالسيديول (calcidiol)، أما الكلى فتحوله إلى كالسيتريول (calcitriol). (1)

 

وبينما يشير "The Vitamin D Council"، وهي مجموعة تعمل على نشر التوعية حول نقص فيتامين "د"، إلى أن تناول مكملات فيتامين "د" قد يفيد في الوقاية من أمراض المناعة الذاتية والسرطان والألم المزمن والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والأمراض العصبية والعضلية، لكن لا توجد تجارب سريرية تُثبت ذلك.(2) طبقا للدكتور م.ع استشاري الباطنة والغدد الصماء بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة فإنه "لا يوجد دليل قوي سوى عن تأثير فيتامين "د" على الكالسيوم وبناء العظام، وهو التأثير المثبت سريريا حتى الآن، على الرغم من وجود بعض الأبحاث عن وجود تأثيرات أخرى مثل تحسن المناعة والوقاية من بعض السرطانات وتحسين مستويات هرمون الغدة الدرقية، لكن هذه الأبحاث أقل قوة وما زالت نتائجها قيد الدراسة، وعلى الرغم من ذلك فإن الكثير من المرضى الذين أثبتت تحاليلهم السابقة وجود نقص فيتامين "د" أكّدوا على تحسن مشكلات مثل الشعور بالإجهاد والتعب وكذلك الاكتئاب بعد تناوله بانتظام".(3)

 

الشرق الأوسط يتجنب أشعة الشمس

 

طبقا لدراسة علمية فقد سجلت أعلى معدلات نقص فيتامين "د" في دول الشرق الأوسط وخاصة في الإناث نتيجة لعوامل مثل التغطية الكاملة للجسم، ونمط الحياة في الكثير من دول الشرق الأوسط نتيجة ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة بما لا يسمح بالتعرض للشمس لفترات طويلة، فطبقا للدكتورة حميرة بادشاه استشاري طب الأورام فإن أغلب السكان يتنقلون من منزل مكيف إلى مكتب مكيف الهواء في سيارات مكيفة الهواء مع زجاج داكن في بعض الأحيان، وهو أسلوب حياة لا يسمح بالتعرض الكافي للشمس. كما أن التعرض للشمس بصورة مطولة دون حماية قد يعرضك لخطر الإصابة بسرطان الجلد، لكل هذه الأسباب ينصح الأطباء بالحصول على فيتامين "د" من المكملات.

  

وفي بريطانيا، حددت هيئة الصحة العامة في إنجلترا الكمية التي يحتاج إليها الجسم من فيتامين "د" بنحو 10 ميكروجرامات يوميا، ولما كان من الصعب الحصول عليها من خلال المصادر الغذائية وحدها مع ندرة التعرض للشمس فقد أوصوا بتناول مكملات فيتامين "د" للمساهمة في الحفاظ على صحة العظم والعضلات.(4) لكن دراسة حديثة أكدت أنه من المستبعد أن تفيد مكملات فيتامين "د" سوى من يعانون من نقص فيتامين "د" في المقام الأول. ووفقا لمارتن هيوين، من جمعية علم الغدد الصماء: "تقريبا كل التجارب التي تناولت مكملات فيتامين "د" أظهرت فعالية المكملات فقط إذا كنت تعاني نقصا في فيتامين "د" للبدء في تناولها".(5)

 

من أين نحصل على فيتامين "د"؟

للحصول على احتياجك من فيتامين "د" تحتاج إلى التعرض نحو 30 دقيقة مرتين أسبوعيا للشمس تقريبا دون استخدام واقي الشمس، كما أنه يوجد في بعض الأطعمة مثل:

سمك السلمون.

سمك الماكريل.

المشروم المعرض للأشعة فوق البنفسجية لزيادة مستوى فيتامين "د" به.

زيت كبد سمك القد.

التونة المعلبة في المياه.

السردين المعلب في الزيت.

الحليب والزبادي المدعومان بفيتامين "د".

اللحم البقري أو كبد العجل.

الجبن.

صفار البيض.

الأطعمة المدعومة بفيتامين "د" عموما مثل بعض أنواع حبوب الإفطار وبعض أنواع العصائر ومنتجات الألبان المعلبة، والتي بدأ المصنعون في إضافة فيتامين "د" لها منذ عام 1930.(6)

     

undefined

  

طبقا لتوصيات لجنة معهد خبراء الطب (IOM) في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 وبافتراض أن الشخص لا يحصل على أي نسبة من فيتامين "د" عبر التعرض لأشعة الشمس وأنه يتناول القدر الكافي من احتياجه من الكالسيوم فإنها تنصح بالجرعات التالية:

  

-الرضع من عمر 0 إلى 6 أشهر: الجرعة الموصى بها 400 وحدة دولية/يوم، أعلى حد آمن 1000 وحدة دولية/يوم.

-الرضع من عمر 6 إلى 12 شهرا: الجرعة الموصى بها 400 وحدة دولية/يوم، أعلى حد من الاستهلاك الآمن1500 وحدة دولية/يوم.

-العمر 1-3 سنوات: الجرعة الموصى بها 600 وحدة دولية/يوم، أعلى حد من الاستهلاك الآمن 2500 وحدة دولية/يوم.

-العمر 4-8 سنوات: الجرعة الموصى بها 600 وحدة دولية/يوم، أعلى حد من الاستهلاك الآمن 3000 وحدة دولية/يوم.

-السن 9-70: الجرعة الموصى بها 600 وحدة دولية/يوم، أعلى حد من الاستهلاك الآمن 4000 وحدة دولية/يوم.

-7 سنة فما فوق: الاستهلاك الكافي 800 وحدة دولية/يوم، الحد الأقصى لأقصى مستوى مأمون للاستهلاك 4000 وحدة دولية/يوم.(7)(8)

  

undefined

   

كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده

يخزن الجسم فيتامين "د" في الدهون، وإذا زاد مخزونه عن اللازم فقد يؤدي إلى زيادة مستوى الكالسيوم والذي يسبب الإصابة بـ (hypercalcemia) وهي عبارة عن زيادة منسوب الكالسيوم في الدم ومن أعراضها الغثيان والإمساك وزيادة معدل ضربات القلب وحصوات الكلى، حيث يحتاج المريض إلى العلاج بالمستشفى لفترة حتى ينخفض منسوب الكالسيوم لديه إلى المنسوب الطبيعي. (9) من المستحيل تقريبا أن يتسبب فيتامين "د" الذي تحصل عليه عبر التعرض لأشعة الشمس أو عبر تناول الأطعمة الغنية بفيتامين "د" إلى زيادة منسوب فيتامين "د" في الجسم (ما عدا زيت سمك القد). لذلك فإن زيادة منسوب فيتامين "د" عادة ما تحدث عند تناول جرعات كبيرة من مكملات فيتامين "د"، لذلك ينصح بإجراء اختبار نسبة فيتامين "د" والعودة للطبيب قبل البدء في تناوله. فاحرص على التعرض المنتظم لأشعة الشمس التي تعد المصدر الأهم لتخليق هذا الفيتامين في أجسادنا.(10)

المصدر : الجزيرة