شعار قسم ميدان

4 أسباب تضيع وقتك ستندم عليها مستقبلا!

ميدان - 4 أسباب تُضيّع وقتك ستندم عليها مستقبلا!

الروتين، ربما هذه الإجابة التي يشترك بها غالبية من تعرفهم حين تواجههم بحقيقة ما يُزعجهم في سياق أيامهم.. تكرار المهام، مقابلة ذات الوجوه، نفس المسؤوليات والواجبات، والوقت يمضي.. ونبتدع طرقا تختصر المهام أكثر وتُسرع من وتيرتها. عقارب الساعة لا تتوقف لتمنحك قسطا من الراحة، والعمر كذلك لا يعقد أي هدنة معك لتعويضك عما فاتك في زحام أيامك، الأمر أشبه باتباع حمية غذائية خاطئة بغية الوصول للوزن المثالي، تمتنع عن أكل هذا وذاك، تلتزم بشرب مكونات محددة.. وبعد شهر من الالتزام تأتي لحظة الحقيقة لتكتشف بأنك لم تفقد حتى كيلوغراما كاملا! لم تُجن ثمار الحرمان.. وهذا مؤلم!

 

صخب الحياة وأسلوب عيشنا يُرغمنا أحيانا على المضي قدما مُسرعين، نمضي هرولة، وإن أتيحت لنا الفرصة أن نمضي طيرانا لما جزعنا. لا شك أن ثمار السرعة هذه تسقط مُسرعة فور نضوجها قبل أن نفكر في قطفها، تأقلمنا على السرعة في كل شيء وكل ما حولنا تأقلم على السرعة مثلنا. ورغم أن الأمر يبدو عادلا إلا أن الحقيقة التي تستلقي تحت ركام السرعة الهائلة تُفاجئنا بعكس ذلك، فالحقيقة تقول أنك بعد سنوات من الآن ستكتشف بأنك أضعت الكثير من الوقت على أمور ستندم عليها لاحقا. ورُبما شاهدنا هذا مرارا وتكرارا في صالات السينما التي عرضت مئات الأفلام التي جسدت حياة مرضى بأمراض عدة، يستغلون آخر وريقات في شجرة أيامهم المعدودة ليعوضوا كل ما فاتهم في سنوات الصحة ورخاء الواقع. فقبل أن يمضي عقرب الساعة مسرعا ليُقتَل في مستنقع الندم مستقبلا، أنقذه حاضرا!

 

 

عدم طلب المساعدة

"طلب المساعدة لا يعني أننا ضُعفاء أو عديمي الخبرة والكفاءة؛ بل عادة يرمز إلى الصدق والذكاء"

(آن ويلسون)

 

نصطدم أحيانا بالشخصيات المُستقلة، المُكتفية بذاتها. أو قد نكون نحن هذه الشخصية القادرة على حل أزماتها بنفسها، تخوض الصعاب لوحدها، تمتطي جواد الإنجازات بخطى ثابتة دون مساعدة أحد. وكلما نظرنا إلى مهامنا المزدحمة كرّرنا: "لا، لن أطلب مساعدة أحد، لن يستطيع أحدهم إنجاز مهامي كما أفعل". هذه الشخصية التي تكتب سيناريو حياتها من عقلها، لديها الحل لكل عقبة تُلقى في طريقها. الاستقلالية هي مفتاح هذه الشخصية التي تُفضل الموت على طلب المساعدة من أحدهم. هل هذا بالأمر الجيد؟ ليس تماما. لقد حُكم على هذه الاستقلالية بمنظور واحد فقط، بمنظور الشخص نفسه وتجاربه الشخصية التي يعتقد أنها تكفيه لمواجهة أي مشكلة تواجهه حتى ولو لم يكن قادرا على حلها! [1]

 

في مقال لمدرب مهارات الحياة والمبتكر لأكثر من 400 خريطة ذهنية آدم سيسنسكي يقول: "عدم طلب المساعدة من الآخرين قد يُفاجئك بغتة على شكل: وقت ضائع، فشل، نقص في الانتاجية، والتراكمات التي كان يمكنك ببساطة تجنبها في حال استفدت من معرفة ومهارة الآخرين عن طريق طلب المساعدة" ويُضيف إلى ذلك أنه من الجيد تقبل فكرة أن علمنا لا يمكنه أن يتسع لكل شيء، وليس بالأمر السيء إن كنا نجهل بعض أمور الحياة التي قد تواجهنا دون مخطط. ويؤكد بأن التشارك مع مهارات الآخرين قد يصنع المعجزات. [2]

 

 

النصيحة: علينا أن نتصالح مع فكرة أن طلب المساعدة ليس بالأمر الهيّن، ولكن يجب على المرء أن يتحلى بالشجاعة ويطلب المساعدة إن احتاج لها وأن يكون مستعدا لعواقب هذا القرار بحد ذاته، فربما نصيحة أحدهم لك أن تترك علاقة ما، أو أن تواجه شخصا ما. ويجب التذكر دوما أن عواقب طلب المساعدة أقل بكثير من عواقب الامتناع عنها، بل وهناك فوائد عدة من طلب المساعدة، يُذكر منها: [3]

 

* توفير الجهد والطاقة العقلية في التفكير والتحليل.

* حل المشاكل بشكل أسرع.

* تعزيز علاقاتك بالآخرين وبناء علاقات أعمق.

* الاستفادة من مهارات الآخرين وخبراتهم الحياتية عن طريق منحك رؤى ووجهات نظر جديدة.

* يُسهل عليك مهمة التحكم في حياتك والسيطرة على كل طارئ دون ارتباك.

* يعزز الانتاجية.

    

undefined

  

أما عواقب عدم طلب المساعدة: [4]

* استنزاف طاقاتك مما يؤثر على صحتك.

* يزيد من فرص تحول المشكلة إلى أزمة يصعب حلها.

* يعزز من شعورك بالإحباط الذي يؤثر على سائر يومك وعملك وحتى علاقاتك.

* ضياع الكثير من الوقت.

* عدم الاستفادة من مهارات وخبرات من حولك.

 

المحاولات المتكررة لإنجاح علاقة فاشلة!

"قد لا يكون من الصحي في بعض الأحيان أن تعمل جاهدا لجعل علاقة ما تنجح، فإن لم يكن هناك توافقا منذ البداية، ستفشل وتنهار في النهاية. بدل أن تحاول جاهدا في جعل المربع يتناسق في حفرة مستديرة، فرما عليك أن تبحث عن حفرة متناسقة مع المربع أكثر!"

(جيم سيبولد / طبيب معالج)

    

undefined 

    
طبيعة العلاقات بشكل عام تتطلب بعض التحسينات، التنازلات، والكثير من الصيانة بين فترة وأخرى. ولكن هناك فرق بين إصلاح علاقة جيدة، وبين إحياء علاقة ميتة لا تكف عن الاحتضار! ولا يُقتصر الحديث هنا على العلاقات الرومانسية؛ بل الأمر يعم الصداقات وعلاقات العمل وغيرها من أشكال العلاقات. وربما هذا ما يجعل الأمر مُربكا وصعبا، فالمشاعر تختلف باختلاف مُسمى إطار العلاقة، فإنهاء علاقة رومانسية قد تبدو علاماته واضحة وملموسة أكثر من سد الباب في وجه صداقة ما. بالتأكيد كل علاقة هي تجربة فريدة بخصوصيتها وسلسلة طويلة من الدروس التي يُتعلم منها، ولكن كلما تعلمت دروسك بسرعة كلما كان أفضل لك ولوقتك. فمتى تُصبح العلاقة مُرهقة لا تستحق وقتك؟ [5] [6]

 

هنالك بعض الخطوط العريضة التي تدلك على خط النهاية في أي علاقة تخوضها. ولا يمكننا القول دوما أن الطرف الآخر هو الملام، بل ربما أنت الطرف السيء في العلاقة، وحتى وإن كنت الطرف السيء فلملمة شظايا ما تُخلّف وراءك قد يكون أفضل ما يمكنك عمله لإنقاذ علاقة أو كسب وقت. بعض هذه العلامات:

 

* أن تُضحي بأهدافك/ أو يُضحوا هم بأهدافهم: قد يكون هذا مفهوم في علاقات الحب والزواج، الشريك يتنازل عن بعض مخططاته ليكسب قرب من يحب، ولكن حتى الصداقات أحيانا تُلزمنا على تقديم بعض التنازلات أو المصالح المتكررة، ومتى تكرر هذا فعليك الانسحاب.

 

* عدم بذل ما تستحقه العلاقة: الثقة، الاحترام، الاهتمام والكثير من الأسباب المنطقية التي تجعل العلاقة قائمة في المقام الأول. فمتى اختفت هذه المفاهيم من جوهر العلاقة فلا حاجة لأن تسميها بالعلاقة.

 

* الشريك/الصديق مسيء ومعنّف: هنالك عنف جسدي، وعنف عاطفي. في كلتا الحالتين يجب عليك أن تخط خط النهاية على الفور. فلا ينبغي إغفال أي إساءة عاطفية -تحديدا- إذا تكررت وإذا كان هذا الطابع العام الذي يؤذينا ولا نتحمله.

 

 

الوقوف على أخطائك وعيوبك! 

"البحث في الماضي يُمكن أن يؤثر سلبا على السلوك، وذلك اعتمادا على سهولة استرجاع الأحداث الماضية؛ حتى ولو كانت هذه الأحداث إيجابية. التخطيط لأهداف المستقبل يمكنه أن يغير السلوك الحالي بشكل إيجابي. لذلك؛ للحصول على أفضل ضبط ذاتي، أنظر للأمام وليس للخلف"

(جزء من دراسة نُشرت في مجلة علم نفس) [7]

 

التحكم بعقلك وأفكارك هو أمر يستحيل تحقيقه، تماما كما لو أنك تحاول أن تمسك شكلا ثابتا من الماء السائل! لا يمكنك عمل شكل من الماء السائل فكل ما يمكنك أن تُحدثه هو مجموعة من التموجات لا أكثر. وهذا تماما ما يُشبه استرجاعك للماضي لأن تُسيطر على أفعالك الحالية حماية لمستقبلك، رغم أن المُستقبل لا يُسترجع ولكنه يُبنى. التعلم من أخطائك يختلف اختلافا كليا عن الوقوف طويلا مرارا وتكرارا لتذكر خطأ حدث في الماضي. في دراسة نُشرت في مجلة علم نفس المُستهلك، طُلب من بعض المتطوعين إجراء اختبار تجربة تسوق خيالية، وحُدد للبعض منهم أن يتذكروا خطأ ماليا ارتكبوه قديما قبل أن يُباشروا التسوق. وُجد أن هؤلاء هم الأكثر عرضة لتكرار الأخطاء المالية، وإغراق أنفسهم في الديون! كما أنه من المهم الإشارة للضرر النفسي الذي يسببه الوقوف على الأخطاء والذي يجعل الشخص فاقدا لثقته بنفسه وقدراته ومحبطا غارقا في الفشل، ليذكر نفسه كل يوم بأنه فشل يوما ما ولن يستطيع النجاح أبدا! وعليك التذكر دوما أن الحياة قصيرة ومليئة بالتحديات، ولا تحتمل أكوام الإجهاد الحالي لتضيف عليها أكواما ماضية. [8] [9] [10]

 


نصيحة: كتبت إيملي في موقع Puttylike مُعلقة على هذا الموضوع: [11]

"إذا كنت تريد أن تترك أخطاء الماضي في الماضي، يجب أن تُسامح نفسك كليا. لا بأس من الشعور بالحرج والفشل والعار؛ إنما اشعر بهم مرة واحدة فقط! ثم اتخذ القرار أن تغفر لنفسك وأن تُذكر نفسك أيضا أن الجميع يُخطئ؛ وفي كل مرة تعود فيها للتفكير بخطأك، تذكر بأنك غفرت لنفسك"

في كتاب whatever you think, think the opposite يُسلط الكاتب بول آردن الضوء على القرارات ويقول أنه بالنظر للماضي ولقرارات الماضي قبل اتخاذها؛ رُبما كنت متحيرا بين شراء سيارة عملية أم سيارة بسرعة خيالية، هل ستعمل موظفا في شركة أحد أقربائك أم أنك ستبدأ من الصفر بتأسيس عملك الخاص.. ويُعلق بأن جميع الخيارات التي قُمنا باختيارها هي أفضل ما كان متاحا أمامنا، فالسيارة العملية التي اقتنيتها أنت مثلا؛ لم تكن تملك المال لشراء ما هو أفضل وأسرع منها؛ وبالقياس على ذلك تقف جميع خياراتنا المتداخلة مع بعض أخطائنا التي لم يكن متاحا أمامنا سوى أن نُخطئها لنتعلم منها. [12]

undefined
  

المبالغة في القلق على الآخرين والتفكير بمشاكلهم

"معظم الناس لا يعرفون أن هذا هو جوهر المشاعر السلبية والإيجابية، فهما نظامَي توجيه تماما مثل نظام تحديد المواقع GPS. المشاعر السلبية مثل: القلق، الغضب، الشك، قلة الصبر والشعور بالذنب والخجل تجعلنا نشعر بالسوء. وهذه إشارة لنا بأننا نتجه بالاتجاه الخاطئ، والعكس صحيح لكل العواطف الايجابية التي تُشير بأننا نتجه بالاتجاه الصحيح. فمهما كان ما يجعلك تشعر بالسوء ابتعد عنه، واقترب من كل ما يمنحك شعورا إيجابيا أفضل"

(ماري كلود ليزارد / مُدربة بشرية)

 

لا تخلو حياة أي فرد من المشاكل، ومن الجيد الشعور بمشاكل الآخرين ومؤازرتهم ومُساعدتهم ما استطعنا. ولكن المبالغة أحيانا في اتباع أسلوب القلق المستمر على كل من يحيط بنا والأخذ على عاتقنا حل جميع المشاكل المتعلقة بهم؛ هو إهدار للكثير من الوقت الذي لن يعود على أحد بأي نفع أو فائدة. فلا يُمكن للواحد منا أن يكون مسؤولا عن سعادة كل من يحيط به، هو إرهاق للذات والعقل. وقد لا تخلو النوايا السليمة التي تعتقد أنه بممارسة القلق على الآخرين فنحن بذلك نُساعدهم ونُشعرهم بأننا معهم، نشعر بما يمرون به. ولكن من الجيد خلق توازن لا يؤثر على الفرد، فكما تقول المُدربة ماري كلود أن هذه العواطف مُعدية وتؤثر بشكل كبير على حياتنا، بل إن المبالغة بالشعور بالقلق يجلب لنا ذات المشاعر السيئة التي يشعر بها الآخر. [13]

 

 

يقول مورغان فريمان: "في اللحظة التي يولد بها عقل الإنسان، يبدأ -فعليا- بالموت" إشارة إلى أن الحياة قصيرة جدا، وبأنك باللحظة التي تولد بها فإن كل يوم يُقتص من وقتك المتبقي على قيد الحياة. وفي مقطع لراوي القصص ومبتكر المحتوى جاي شيتي Jay Shetty يتساءل، ماذا ستفعل لو تم إيداع مبلغ 86.400$ يوميا، وبانتهاء اليوم يختفي هذا المبلغ ويُجدد كل يوم، بغض النظر هل تم صرفه أم أنك كنت عاجزا عن التصرف به. وهو يقصد أن يومك يمنحك 86.400 ثانية تُجدد كل يوم، كيف ستحرص على أن لا يضيع استثمارك؟ إن كنت تتساءل عن قيمة السنة، اسأل من رسب وأعاد سنة دراسية كاملة. وقيمة الشهر، اسأل من كانت حامل بطفلها وأجهضت في شهرها الأخير. وقيمة الأسبوع، اسأل مُحررا في مجلة إلكترونية. أما قيمة اليوم، وجه سؤالك للأزواج الذين يعيشون بين الجغرافيا، أما قيمة الدقيقة فاسأل ذاك الذي تأخر عن موعد الحافلة أو الطائرة. وقيمة الثانية سيحكيها لك من كان على بعد ثانية من حادث سير قاتل، ومن حصل على المرتبة الثانية في الألعاب الأولومبية سيحسب لك قيمة جزء الثانية الذي ضاع منه! ولا ننسى القول الشهير: "الخبر السيء، أن الوقت يطير. أما الخبر الجيد، أنت قائد الطائرة."

المصدر : الجزيرة