شعار قسم ميدان

الجزر يقوي النظر و8 أكواب من الماء يوميا.. 13 أسطورة غذائية وطبية كذَّبها العلم

"لا بد أن يبدأ العلم بالخرافات وبنقد الخرافات"

(كارل بوبر)

في عصر سريع يتميز بالعناوين الخاطفة، ومشاركة كل شيء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء مشاركة النكات المضحكة أو الأخبار أو النصائح، فما أسهل تبادل المعلومات الصحية التي نعتقد أنها قيمة، خاصة أن بعضها طالما سمعناه منذ صغرنا باعتباره حقيقة مطلقة. لكن يبدو أن ما اعتقدنا دائما أنه حقائق ومسلمات يحتاج إلى إعادة الفحص، فبعض النصائح الصحية الشائعة هي مجرد أساطير بلا أي أسس علمية، إليكم بعضها.

      undefined

undefined

ربما نتذكر كل النصائح التي وُجّهت لنا في الطفولة حول تناول الجزر لتقوية النظر، وكل الجزر الذي أُجبرنا على تناوله، وهناك أغنية أطفال شهيرة تتناول الأمر على لسان شخصية الأرنب الذي يقول: "زمان قالوا الجزر أكله يقوي النظر.. رحت أنا واكل هم النم". وعلى الرغم من انتشار هذه المعلومة باعتبارها حقيقة، فإن هذا غير حقيقي. يحتوي الجزر بالفعل على "البيتا كاروتين"، لكن تحول البيتا كاروتين إلى فيتامين أ في الجسم محدود. وكل شخص لديه كمية كبيرة من فيتامين أ المخزن بالفعل في الكبد، وزيادة هذا المخزون لن يصحح خطأ الانكسار في النظر على سبيل المثال ولن يغير من قياسات النظر. من المرجح أن هذه الأسطورة بدأت في الظهور خلال الحرب العالمية الثانية حيث كانت جزءا من الدعاية البريطانية الموجهة التي هدفت الحكومة من خلالها للتعتيم على وجود تكنولوجيا الرادار التي مكنت طياريها من الهجوم الليلي.(1)

undefined

تبدو المكملات الغذائية بالنسبة للبعض حلا سحريا، فهي مجرد حبة صغيرة تعدهم بالكثير من الفوائد. لكن الكثير من الدراسات توصلت إلى عدم وجود مبرر لاستخدام الفيتامينات إلا تحت إشراف طبي وفي بعض الحالات المرضية. فالمصدر الرئيسي للفيتامينات هو الطعام المتوازن الذي نأكله، بل هناك بعض الأبحاث التي تربط بين تناول الفيتامينات وزيادة نسبة الوفيات أو زيادة نسبة الإصابة ببعض أنواع السرطان.(2)(3)

undefined

لا تحتاج إلى تحقيق رقم معين فيما يتعلق بشرب الماء! لم يجد الباحثون دليلا قويا لإثبات صحة هذا المعتقد، لكن من المهم أن تحافظ على ترطيب جسدك عن طريق شرب المياه. يُشكّل الماء 65% من جسم الإنسان، ويبدأ الشعور بالعطش حينما يفقد الجسد نحو 2-3% من نسبة المياه.(4) (5)

undefined

وضع بعض الثلج أو قطع الزبد تعد واحدة من أشهر الطرق التقليدية لمعالجة الحروق، لكن أغلب الضرر الناجم عن الحروق ينتج من استجابة الجلد التحسسية للحرق. لذلك فإن أفضل طريقة لمنع حروق الدرجة الثانية من التحول إلى حروق من الدرجة الثالثة هي غمرها فورا في الماء البارد، سيعمل هذا على تهدئة الألم. بينما يوزع الزبد الحرارة وينشرها وبالتالي فهو يزيد من سوء حالة الحرق. أما الثلج فقد يؤدي استخدامه إلى تدمير الخلايا ويزيد من سوء حالة الحرق.(6)

undefined

يسعى الناس في بحث محموم لإيجاد علاج واحد سريع لكل مشاكلهم الغذائية، وطريقة مختصرة وسحرية لعلاج جميع الأمراض. لكن نظام "الديتوكس" المزعوم باستخدام المياه والعصائر ليس حلا سحريا يخلصك من الدهون وحب الشباب والسموم المتراكمة في جسدك، فهذه وظيفة الكبد التي يؤديها بكفاءة. بدلا من البحث عن طريقة مختصرة لحل مشكلاتك الصحية، جرب أن تدخل بعض التغييرات البسيطة على نمط حياتك، تناول طعاما صحيا، ومارس الرياضة بانتظام. فعلى المدى البعيد ستتحسن حالة جسدك ولن تحتاج إلى ي ديتوكس.(7)

undefined

معلومة أخرى خاطئة، فلقد ازدادت معدلات ظهور حساسية الطعام في الآونة الأخيرة بشكل لم يتمكن العلماء بعد من تفسيره. قد تتطور الحساسية تجاه أي نوع من أنواع الطعام وفي أي مرحلة عمرية، وقد تتراوح ما بين حساسية خفيفة أو شديدة.

undefined

لقد شاع مؤخرا اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين لفقدان الوزن. ويرتكز هذا النظام على حذف الأطعمة المحتوية على جلوتين من نظامك الغذائي، وهو بروتين موجود بشكل طبيعي في عدد من الحبوب مثل القمح والشعير والشوفان، كما يوجد في العديد من مشتقات هذه الحبوب مثل المكرونة والخبز والمخبوزات، كما يستخدم في عمل بعض الأطعمة المصنعة. لا يحتاج أحد إلى تناول الطعام الخالي من الجلوتين إلا إذا كان يعاني من مرض السيلياك (الاعتلال المعوي الجلوتيني) أو حساسية الجلوتين. يفقد من يتبع حمية غذائية خالية من الجلوتين الوزن نظرا لامتناعه عن تناول أطعمة مثل المخبوزات والكعك وغيرها واستبدال أطعمة غنية بالألياف بها وهو ما يقلل من استهلاكهم للسعرات الحرارية وينعكس بالتالي على وزنهم.(9)

undefined

إذا كنت تتجنب تناول الكربوهيدرات لتفقد الوزن الزائد فقد تكون مخطئا، خاصة إن كنت تؤدي التمارين الرياضية. لكن المهم هو نوعية الكربوهيدرات التي تتناولها، فالحبوب الكاملة مثل الشوفان والشعير، والمنتجات المصنعة من القمح الكامل مثل الخبز والمكرونة والأرز البني على سبيل المثال غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن. كما أنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكر وتساعد على الحفاظ على وزن صحي.(10)

undefined

يعتقد البعض أن الخضراوات والفواكه المزروعة عضويا خالية تماما من المبيدات، لكن هذا غير حقيقي، حيث يُسمح باستخدام بعض أنواع المبيدات المشتقة طبيعيا. وطبقا لوزارة الزراعة الأميركية فإن نسبة المبيدات المستخدمة في زراعة المنتجات العضوية أو غير العضوية آمنة للاستهلاك الآدمي. كما لا يوجد أي دليل علمي على كونها أكثر فائدة من المنتجات غير العضوية.(11)

undefined

يعتقد البعض أنهم إذا توقفوا عن ممارسة الرياضة فإن العضلات التي اكتسبوها من التمارين ستتحول إلى دهون، لكن هذا غير صحيح. فالعضلات والدهون نوعان مختلفان من الأنسجة، لكن عندما تكف عن ممارسة الرياضة وتكتسب دهونا زائدة يقل بروز العضلات وهو ما يجعل البعض يعتقد أن العضلات تحولت إلى دهون، لكن ذلك غير حقيقي.(12)

undefined

تؤدي زيادة مستوى الصوديوم إلى رفع ضغط الدم، لكن الملح الذي تضعه على طعامك ليس هو السبب. 5% فقط من الصوديوم في نظامك الغذائي تأتي من الملح الذي يضاف إلى الطعام على المائدة، و5% تأتي من الملح المضاف إلى الطعام أثناء الطهي. لكن بقية الصوديوم تأتي من الأطعمة المعلبة والجاهزة، ومن محسنات الطعام والنكهة، وكذلك من الصوصات مثل الكاتشب والمستردة وصوص الصويا. يؤدي ارتفاع ضغط الدم على المدى البعيد إلى الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي. بدلا من تقليل الملح في طعامك تجنب قدر الإمكان تناول الأطعمة الجاهزة والمعلبة.(13)

undefined

هذه خرافة أخرى شائعة تجعل بعض الناس يحجمون عن تلقي لقاح الإنفلونزا. إن الفيروسات المستخدمة في عمل لقاح الإنفلونزا غير نشطة ولا يمكن أن تتسبب في إصابتك بالمرض، وحين يتم حقنها تتصدى لها الأجسام المناعية في جسمك، وبالتالي يكون جهازك المناعي أكثر استعدادا عند مواجهة إصابة حقيقية. قد تصاب ببعض الأعراض الجانبية البسيطة مثل تورم أو احمرار مكان الحقن، أو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وإذا أُصبت بهذه الأعراض فهي عادة لا تستمر لأكثر من يوم أو اثنين، وهو ما يجعل بعض الناس يخلطون بين هذه الأعراض وأعراض الإنفلونزا.(14)

undefined

يعتقد البعض بأن اللقاحات مضرة وأنها قد تسبب الإصابة بالتوحد، وذلك لوجود مادة الثميروسال بها، وهي مادة حافظة تستخدم في بعض اللقاحات، تحتوي هذه المادة على نوع من الزئبق يمكن للجسم التخلص منه بسهولة كما أنه يُستخدم بنسبة قليلة للغاية وآمنة تماما. وعلى الرغم من تأكيد الخبراء على أمنه فإن الشركات المصنعة قللت من استخدامه وبعضها منع استخدامه تماما.

يعود السبب خلف هذا الاعتقاد إلى دراسة معيبة أُجريت في 1998 عن طريق فحص 12 طفلا فقط، دون أن تتضمن مجموعة تحكم لتحديد سبب أعراضهم. وقد وُجد أن المؤلف الرئيسي قد عمل على تغيير التاريخ الطبي للأطفال، وقد تم سحب هذه الدراسة لاحقا. وعلى الرغم من هذا تستمر الكثير من النداءات بعدم أخذ اللقاحات في الظهور، وقد استجاب لها الكثيرون مما أدى إلى تفشي ظهور بعض الأمراض التي لم يرها الأطباء على مدار عقود.(15)

المصدر : الجزيرة