"تتجسد في هؤلاء الشباب والفتيات صفات كارنيغي ميلون المتمثلة في العمل الجاد، والتعاون بين مختلف التخصصات، والإبداع، بعد أن تطوعوا بأوقاتهم ومواهبهم، ونظموا العديد من الفعاليات على نطاق واسع، كما شاركوا في عدد من المسابقات الأكاديمية الدولية، وأجروا مشاريع بحثية معقدة".

(د.إيلكر بيبرس، عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر ورئيسها التنفيذي خلال حفل تخريج دفعة 2016)⁽¹⁾

   

أعلنت جامعة كارنيغي ميلون – قطر منذ أيام نجاح مجموعة من الطلاب الباحثين فيها في تطوير طريقة جديدة لتقليل الآثار السلبية التي تخلفها عمليات استخراج النفط البحرية على النظام البيئي، والناتجة عن استخدام المبيدات الحيوية ضمن مراحل هذه العمليات، وسيعرض الطلبة ما توصلوا إليه خلال شهر (نوفمبر/تشرين الثاني) القادم في المسابقة الدولية التي ستعقدها مؤسسة "الآلة الدولية المهندَسة وراثيًّا" "iGEM"، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا⁽²⁾.

 

يُعد هذا الإنجاز واحدا من مجموعة النجاحات التي يحققها طلبة جامعة كارنيغي ميلون – قطر، والتي تنبع من بيئة تعليمية غنية بالمعرفة والموارد ومتفردة عالميا في التعليم الأكاديمي والبحث العلمي، وتتبع الجامعة لجامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ – الولايات المتحدة، وقد جاء افتتاحها في قطر عام 2004 ⁽³⁾، في إطار سعي الجامعة الأم للاستجابة لأهمية توسعة الفرص التعليمية التي يمكن أن تقدّمها على الصعيد الدولي، وتعتبر الجامعة اليوم إحدى أشهر مؤسسات التعليم العالي محليا ودوليا، كما حظيت بمراكز مرموقة في عدة تصنيفات عالمية، من بينها تصنيفها وفق مجلة "يو إس نيوز" (U.S. News & World Report) في المركز الخامس ضمن أكثر الجامعات المحلية ابتكارا⁽⁴⁾، وفي المركز 47 عالميا في تصنيف "كيو إس" (QS) لأفضل جامعات العالم لعام 2018 ⁽⁵⁾، وفي المرتبة الثالثة عالميا في تخصص علم الحاسوب بحسب نفس التصنيف لأفضل جامعات العالم في تخصص علم الحاسوب لعام 2017 ⁽⁶⁾، وقد نجحت أيضا في جذب طلبة دوليين من خمس وثلاثين دولة حول العالم للدراسة في فرعها في قطر⁽⁷⁾، فما الفرص التي صنعتها الجامعة في قطر؟ وهل سعت لرفع جودتها إلى المستوى الذي حققته في مقرها الرئيس؟ وكيف يمكنك استثمار إحداها؟

     

   

برنامج العلوم البيولوجية:

تُقدّم الجامعة برنامج العلوم البيولوجية بالتعاون مع كلية طب وايل كورنيل في قطر، وتهدف من خلال برنامجها إلى تزويد الطلبة بفهم عميق للعلوم البيولوجية، وبمهارات تساعدهم على خوض التجارب البحثية، ويعتمد البرنامج على منهجيات متعددة الاختصاصات لتحقيق ذلك، ويمزج المعرفة النظرية بالتجربة العملية التي تتيح للطلبة اختبار مهاراتهم وذلك من خلال المشاركة في المختبرات البحثية في أحد مختبرات الجامعة أو مختبرات مؤسسة شريكة، ويتضمن مساقات رئيسة في الأحياء، والكيمياء، والرياضيات، والفيزياء، وعلوم الحاسوب، ومساقات اختيارية في مجالات علم الأحياء، ومساقات اختيارية أخرى بعيدة عن التخصص كالعلوم الاجتماعية، أو الإنسانيات، أو الفنون الجميلة، لتمكين الطلبة من تتبع اهتماماتهم التعليمية وتشكيل تجربتهم التعليمية بما يتناسب مع طموحاتهم المهنية، وهناك العديد من الخيارات المتوفرة أمام الطلبة للعمل بعد تخرجهم، كالعمل في المجال البحثي، أو الالتحاق بكلية الطب، أو إكمال الدراسات العليا في الصحة العامة، أو القانون، أو الأعمال، أو العلوم، وقد عمل خريجو البرنامج السابقون في وظائف ضمن قطاعات التعليم الأكاديمي البحثي، والحكومة، والتكنولوجيا الحيوية، والصناعات الدوائية، والطب الشرعي.

    

     

برنامج إدارة الأعمال:

تم بناء برنامج إدارة الأعمال وفق نموذج يعزز قدرة الطالب على استخدام المنهج التحليلي والطرق الكمية والنوعية في التعامل مع موضوعات الأعمال، ويطور مهاراته في عدد من الجوانب ذات الصلة، كإدارة أنظمة المعلومات، والتسويق، والاقتصاد، والتمويل، ويرفع كفاءته في حل المشكلات من خلال دراسة فروع علم الرياضيات، لذا يشمل المنهج الدراسي مساقات تأسيسية ورئيسة واختيارية في الأعمال، ومساقات اختيارية في مجالات أخرى، مع إتاحة خيار التركيز على تخصص معين في مجال الأعمال من خلال مساقات متنوعة.

      

ويتوفر لطلبة البرنامج فرصة إثراء تجربتهم التعليمية بالعمل خلال التدريب العملي الصيفي، ولديهم خيارات متعددة لتنفيذه، ويبدأ ذلك بسعي الجامعة لتطوير مؤهلات طلبتها في سياق تحضيرهم لتحمل مسؤوليات الوظائف المحتملة، وذلك عبر تطوير منهجيات البرامج الدراسية المقدمة لهم، وتوفير الموارد التي تساعدهم على التسويق لأنفسهم بطريقة فعالة كتقديم خدمات الاستشارة الفردية وورشات العمل التطويرية، وتعقد الجامعة مجموعة من الفعاليات السنوية التي تبرز من خلالها كفاءات طلبتها من أجل جذب المشغلين المحتملين، وتتعاون مع منظمات حكومية وخاصة لخلق فرص تدريبية لطلبة البرنامج، ويتولى مكتب التطوير المهني التابع للجامعة مهمة ربط الطلبة الأكْفاء مع المشغلين.

     

   

"خريجو برنامج علم الحاسب سيكون لهم دور كبير في تنمية قطر، لأن رؤية قطر 2030 قائمة على مجتمع معلوماتي"

 د. حصة الجابر – وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ⁽⁷⁾

       

برنامج علم الحاسوب:

يأتي تصميم برنامج علم الحاسوب بما يحفز إبداع طلبته ويكسبهم مهارات تقنية تواكب التطورات التكنولوجية التي يشهدها العصر الحالي وتمكنهم من فهم الاتجاهات الحالية وكيفية تطوير ابتكارات جديدة، لذا يعتمد البرنامج على رفع قدرتهم على التعامل مع المنطق الرياضي، واستخدام أساسيات البرمجة، وتوظيف الأدوات التقنية في حل المشكلات التي تواجه قطاعات مختلفة، ويشمل مجموعة من المساقات الرئيسة المتنوعة بين الرئيسة والثانوية والإجبارية والاختيارية، وتصنف جميعها ضمن مجالات علم الحاسوب، والإنسانيات، والرياضيات، والهندسة والعلوم الطبيعية، ومن أمثلتها: أسس البرمجة الوظيفية، والمفاهيم الرياضية، وتوزع كافة المساقات الدراسية على سنوات الدراسة الأربعة، وسيتأهل الطلبة للعمل بعد تخرجهم في مجالات متنوعة كتكنولوجيا اللغة، وعلم الأحياء الحاسوبي، وأجهزة الروبوت، وقد عمل الطلبة السابقون بعد تخرجهم من البرنامج ضمن وظائف كمهندسي برمجيات، ومطوري برمجيات، ومحللين ماليين، وصانعي ألعاب، ومهندسي تصميم، ومستشارين، كما أكمل بعضهم الدراسة الأكاديمية والتحق ببرامج الدراسات العليا، وحصل بعض منهم على وظائف لدى مؤسسات مثل: مؤسسة أريدو (Ooredoo)، مؤسسة شل (Shell)، شركة قطر للبترول، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة.

     

برنامج علم الأحياء الحاسوبي:

تُعد جامعة كارنيغي ميلون من أولى الجامعات الأميركية التي قدّمت برنامجا جامعيا في علم الأحياء الحاسوبي، وسعت الجامعة من خلال برنامجها لابتكار منهجية لتوظيف علم الحاسوب في مواجهة العقبات التي يواجهها علم الأحياء والطب الحيوي وتحديدا المتولدة من التطورات التي تشهدها هذه العلوم والتي تتطلب دقة وسرعة وقدرة أكبر على التعامل معها وتنظيمها، وركزت في أهداف البرنامج على بناء معارف الطلبة الأكاديمية حول العلوم التي تُسهم في تحقيق ذلك كالفيزياء والرياضيات، وإكسابهم مجموعة من المهارات الحاسوبية والتحليلية لتمكينهم من حل مشكلات علم الأحياء بطريقة مبتكرة، ويتضمن المنهج الدراسي مساقات رئيسة في الرياضيات، والإحصاء، والعلوم العامة، وعلم الحاسوب، وعلم الأحياء، ويوفر للطالب حرية اختيار بعض المساقات الثانوية بحسب اهتمامه الأكاديمية.

    

     

برنامج أنظمة المعلومات:

قدّمت الجامعة برنامج أنظمة المعلومات بتصميم يمزج التعلم النظري بالتجربة العملية لتعلم كيفية التعامل مع أنظمة المعلومات، واستنادا على المحاور اللازمة لممارسة هذا التعلم تقنيا وتنظيميا، وتشمل الخطة الدراسية عددا من المساقات الدراسية التي يعتمد اثنان منها على مشاريع عملية يشترك الطلبة في تنفيذها لطرح حلول لمشكلات يواجهها زبائن حقيقيون في أنظمة المعلومات، وترتكز هيكلة البرنامج على تطوير مهارات الطلبة اللازمة لتصميم وتنفيذ واختبار أنظمة المعلومات، ولتزويدهم بمعرفة أسس التواصل المهني في هذه الصناعة، والطرق البحثية المستخدمة، وطبيعة المنظمات العاملة في هذا المجال، وطرق اتخاذ القرارات حيال المشكلات التي يمكن أن يواجهوها في بيئات العمل المختلفة، مع إمكانية تخصصهم في المجالات الاجتماعية والعالمية للتكنولوجيا مثل: تطبيقات التكنولوجيا في الأعمال، التكنولوجيا وتطوير التطبيقات، وتتضمن مجالات العمل المستقبلية التي يمكن أن يلتحق بها الطلبة تشكيلة واسعة من المناصب مثل: مديري مشاريع، روّاد أعمال، محللي أعمال، مصممي تطبيقات، مطوري تطبيقات هواتف محمولة، مستشاري إدارة المخاطر وتكنولوجيا المعلومات، وقد حصل بعض خريجي البرنامج على فرص وظيفية في قطر لدى مشغلين من بينهم: الخطوط الجوية القطرية، وشركة "سيمنز" (Siemens)، وشركة "جيرنال إلكتريك" (‘General Electric).

   

      

      

يبرز نوع آخر من الفعاليات الإثرائية عبر فرص التعلم التعزيزية والعملية المتمثلة في السماح لطلاب فرع الجامعة في قطر بالمشاركة في برامج التبادل الأكاديمي بين فروع الجامعة الموجودة في أماكن مختلفة، وبرامج الدراسة في الخارج لإكساب الطلبة مهارات لغوية ومعارف علمية وخبرات ثقافية جديدة، وبرامج الرحلات الأكاديمية التي تمكن الطلبة من الحصول على خبرات تعلمية غنية عبر رحلات يلتقون خلالها بخبراء ومحترفين في المجالات التي يدرسونها كروّاد الأعمال، أو لمشاهدة تأثير ثقافات معينة على دول أو مناطق مختلفة، وقد سبق أن شملت رحلات الطلبة خلال السنوات السابقة زيارة وادي السيلكون، والسويد، ونيويورك، وإسبانيا، وكذلك فترات التدريب العملي ليعمل الطلبة لدى مشغلين وشركاء لدى الجامعة، وتشكل فرصة للتعرف على بيئة العمل الحقيقية وتحديد نقاط الضعف لدى الطلبة والعمل على التغلب عليها⁽¹⁰⁾.

      

ولا تخلو هذه الفعاليات أيضا مما يشحذ همم الطلبة ويشجعهم على تسخير طاقاتهم ومهاراتهم من أجل التميز في دراستهم، وتحقيق ابتكارات متميزة في مجالاتهم، حيث تضمنت المسابقات المختلفة، ومنها مسابقة الهاكاثون السنوية لتطوير تطبيقات ويب وتطبيقات هواتف محمولة وألعاب، والمسابقات المحلية والإقليمية والدولية المتاحة لطلاب أنظمة المعلومات، ومسابقة وطنية للشركات الناشئة، وشملت أيضا تقديم مجموعة متعددة من الجوائز والتكريمات للطلاب الذين حافظوا على مستويات متفوقة خلال دراستهم، أو أظهروا صفات قيادية متميزة من خلال التطوع أو المشاركة في المنظمات الطلابية أو الأنشطة الأخرى، مثل: قائمة العميد الشرفية، جائزة القيادة للطلاب في السنة الأخيرة، وجوائز الإنجاز الأكاديمي المتميز⁽¹¹⁾.