شعار قسم ميدان

مصادر المعرفة المتخصصة.. ماهي أفضل دور النشر الأكاديمية في العالم؟

ميدان - مكتبة دور النشر

يحظى النشر الأكاديمي بمختلف أنواعه باهتمام محلي ودولي واسع جدا، باعتباره أحد أبرز مؤشرات التفوق الأكاديمي للمؤسسة التعليمية والأفراد داخل نظام التعليم العالي، يظهر هذا الاهتمام في توجيه التمويل نحو مشاريع بحثية، وإطلاق برامج الجوائز الدولية للباحثين، وتخصيص العديد من التصنيفات العالمية جزءا من تقييمها أداء مؤسسات التعليم العالي للنشاط البحثي لهذه المؤسسات والذي تدلل عليه منشوراتها الأكاديمية وأثرها، كما أن مستوى الطلبة والأساتذة في النشر الأكاديمي ينعكس على تقدمهم في التعليم العالي بل ويؤثر على مناصبهم وإنجازاتهم، وتعد منزلة الجهة الناشرة للكتابات البحثية من أهم الأدلة على جودة المنشور الأكاديمي، فما هي أبرز دور النشر الأكاديمية دوليا؟ وكيف تم تصنيفها؟

 

المنشورات الأكاديمية

تأخذ المنشورات الأكاديمية أشكالات عدة من بينها: الكتب والأفرودات، والكتب المحررة، ومقالات الدوريات، وفصول الكتب، ومراجعات الكتب، وأوراق المؤتمرات، ولكل من هذه الأنواع صفاته وميزاته ومعاييره واستخداماته، وبعضها يتضمن أيضا عدة أنواع. (1)  الكتب الأكاديمية مثلا: تأخذ شكل منشور طويل يدقق في موضوع علمي متخصص، ويقدم معالجة لهذا الموضوع، وتتنوع لدرجة تؤدي لاختلاف طرق تحكيمها مع توفر شروط جودتها المتعلقة بالمحتوى والبيانات والجدليات وجودة ومكانة الناشر، ومراجعاتها والاقتباسات منها. (2)

 

تستخدم الكتب الأكاديمية كخلفية معرفية أو كمقدمة راسخة أو كأداة لتقديم نظرة شاملة عن موضوع محدد، ويمكن أن يشرف على كتابة الكتاب مؤلف واحد أو أكثر من الخبراء المتخصصين في مجالاتهم، وفي بعض الأحوال تتم كتابة فصول الكتب بواسطة كتاب مختلفين ثم يتم تحريرها ونشرها كمجموعة واحدة، وقد يتم تحديث الكتاب الأكاديمي كل فترة. (3)

 

ويقدم الكتاب الأكاديمي في عدة أنواع كـ(الكتب الدراسية/ المقررة) (Textbooks) الموجهة للتلاميذ والتي تعرض مقدمة أو نظرة على موضوع ما، و(الكتيبات الأكاديمية) (Handbooks) المخصصة لعرض نظرة على أحدث البحوث الأكاديمية في مجال معين ويكتب كل فصل منها بواسطة خبير معين، وأخيرا) المراجع العلمية) (Reference book) كالقواميس والموسوعات (Encyclopaedia)، التي تقدم معلومات مفصلة للطلبة والباحثين والعاملين في مجالات محددة. (4)

  

  

تصنيف SENS

تعاونت تسع جامعات ومنظمات بحثية هولندية في إطلاق مشروع مشترك عام 1994 حمل اسم "المدرسة البحثية للعلوم الاقتصادية الاجتماعية والطبيعية للبيئة" " Research School for Socio-Economic and Natural Sciences of the Environment " والمعروفة اختصارا باسم "مدرسة سنس" " SENSE Research School "، وقد حصلت على اعتماد "الكلية الملكية الهولندية للفنون والعلوم" " Royal Netherlands Academy of Arts and Sciences" لفترة معينة.(5)

  

تقدم مدرسة سنس برنامجا بحثيا متعدد الاختصاصات يعنى بفهم المشكلات البيئية وتوفير تدريب متقدم لطلبة الدكتوراه في هذا المجال، وتنضم مساقات لطلبة الدكتوراه مقدمة بواسطة شركاء المدرسة ومن خارجها، إضافة للقاءات وندوات نقاشية تجمع طلبة الدكتوراه والباحثين في المدرسة تتناول موضوعات بيئية، وهي مسؤولة عن متابعة الجودة العلمية للبحوث المنفذة داخلها، ومن بين الجامعات القائمة على مشروع مدرسة سنس: جامعة خرونينغن " Groningen University"، وجامعة ليدن " Leiden University"، وجامعة اوتريخت " Utrecht University". (6) وحيث لا يوجد تصنيف دولي معتمد لترتيب دور النشر الأكاديمية فقد عملت مدرسة سنس على وضع نظامها الخاص لتصنيف ناشري الكتب الأكاديمية اعتمادا على قائمة تستخدمها مدرسة سيرس البحثية " CERES Research School " التابعة لجامعة اوتريخت وتعديلها بما يتوافق مع معايير مجتمع سنس. (7)

  

تم تقسيم منشورات الكتب الأكاديمية في البداية إلى منشورات الكتب الأكاديمية المُحكَّمة (refereed book publications) ومنشورات الكتب الأكاديمية الغير مُحكَّمة (non-refereed book publications)، ثم تقسيم دور النشر إلى دور نشر ضمن القسم الأول ودور نشر ضمن القسم الثاني، ثم تصنيف كل قسم بحيث يضم القسم الأول ثلاثة مستويات من دور النشر، يصنف المستوى الأول على أنه الأفضل عالميا وقد حصل على 4 نقاط مقابل كل فصل في كتاب قام بنشره، ويصنف المستوى الثاني ضمن مكانة جيدة عالميا وحصل على 3 نقاط مقابل كل فصل في كتبه المنشورة، وحصل أصحاب المستوى الثالث على نقطة مقابل كل فصل في الكتب المنشورة لديهم واعتبروا ناشرين بمستوى مقبول دوليا وناشرين بمستوى ممتاز محليا.(8)

 

أما القسم الثاني فشمل نوعين من الناشرين لم يحصل أي منهم على نقاط من المدرسة، لكنهم قسموا ضمن فئتين بحسب الجمهور المستهدف، الفئة الأولى تضم المنظمات الدولية الكبرى والناشرين المحليين الجيدين الذين يقدمون منشورات مهنية للجمهور الأكاديمي، يليها الفئة الثانية التي تشمل منظمات محلية ودور نشر محلية صغيرة وتستهدف الجمهور العام (غير الأكاديمي).(9)

  

undefined

   

الولايات المتحدة في المقدمة

واقتصرت قائمة أفضل الناشرين الأكاديميين دوليا على دور نشر تابعة لعشر جامعات تصنف بين أفضل جامعات العالم اليوم، وضمن أفضل عشرين جامعة في العالم للعام 2019، وتقع ثمانية منها في الولايات المتحدة واثنتين في المملكة المتحدة.(10)

 

من بين الناشرين في هذه القائمة مطبعة جامعة جون هوبكينغز " John’s Hopkins University Press"، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1878، لذا تعد أقدم دار نشر في الولايات المتحدة وإحدى أكبر دور النشر فيها، وتتضمن منشوراتها الكتب والدوريات الأكاديمية، وقد أصدرت أول كتبها عام 1881، ويصل معدل المنشورات التي تصدرها المطبعة سنويا إلى 80 دورية علمية وحوالي 200 كتاب علمي جديد، وهي المسؤولة عن مشروع " Project MUSE" المنفذ بالشراكة مع مكتبات شيرايدن " Sheridan Libraries" التابعة للجامعة بدءا من العام 1995، والذي تيح لملايين الطلبة والعلماء والقراء حول العالم الوصول الالكتروني لأكثر من 260,000 مقال ضمن الدوريات الأكاديمية، وأكثر من 410,000 فصل من كتب 120 دار نشر أكاديمية. (11)

  

وكذلك دار النشر التابعة لجامعة كامبريدج " Cambridge University Press"، التي تصنف كأقدم دار نشر جامعية في العالم، وإحدى أكبر المطابع في العالم أيضا، وقد حصلت على براءة تمليك " Letters Patent" كميثاق ملكي من الملكة هنري الثامن لطباعة كافة الكتب، ونشرت أول كتبها عام 1584 (12)، وتشمل قائمتها للمنشورات المحكمة بواسطة الأقران على أكثر من 53,000 موضوع تغطي البحوث الأكاديمية والتطور المهني، وأكثر من 350 دورية ومنشورات للمدارس، ولتدريس اللغة الإنجليزية، ونسخ الإنجيل، وتنشر دار نشر جامعة كامبريدج أكثر من خمسين مكتبا في أنحاء العالم، وتوزع منشوراتها في معظم دول العالم، وتنشر لمؤلفين يصل عددهم إلى 50,000 يقيمون في أكثر من 100 دولة مختلفة. (13)

 

    

ولا تقتصر دور النشر الموجودة في قائمة مدرس سنس على تلك التابعة للجامعات، بل تشمل دور نشر تابعة لمنظمات دولية مثل: يونيسكو "UNESCO"، و أوكسفام "Oxfam"، وهيئة التجارة الخارجية اليابانية " Japan Extrenal Trade Organisation"، والبنك الدولي في واشنطن " World Bank, Washington "، ومجلس الكنائس العالمي " World Council of Churches".

 

قد تتوفر تصنيفات أخرى لدور النشر الأكاديمية كالتصنيف الذي تقدمه جمعية الدراسات السياسية الاسترالية " Australian Political Studies Association"، ويعتمد إلى حد ما على قائمتي دور النشر الأكاديمية لدى كل من مدرسة سنس ومدرسة سيرس التي ورد ذكرهما في بداية التقرير.

المصدر : الجزيرة