شعار قسم ميدان

شركات عربية تقدم لك فرصا للحصول على وظيفة

midan - وظائف

في أبريل / نيسان من عام 2017 أصدرت جامعة الدول العربية أرقاما رسمية تؤكد أن نسبة البطالة في الوطن العربي تتراوح ما بين 28 – 29 % بين الشباب، وهي نسبة تعتبر الأكبر على الإطلاق في العالم وأكثر من ضعف متوسط البطالة العالمي الذي يتراوح ما بين 12 – 13 %. كما أكدت الأرقام أن معدلات البطالة وسط النساء العربيات وصلت إلى 43 % مقارنة بـ 13 % على المستوى العالمي وهي تعتبر نسبة كبيرة للغاية.

      

الأرقام، أيضا، تؤكد أن هذه النسب المرتفعة من البطالة تتركز في أوساط الشباب المتعلمين الذين يشكلون في بعض الدول العربية نسبة تزيد عن الـ 40 % من إجمالي نسبة العاطلين عن العمل والداخلين الجدد لأسواق العمل. هذه الأرقام تشير إلى ضـرورة توفير أكثر من 60 مليون فرصة عمل بحلول العقد المقبل، للسيطرة على معدلات البطالة المتفشّية بشكل هائل في أوساط الشباب، والتي تبلغ في بعض البلاد – مثل ليبيـا – قرابة الـ 50 %. ( 1 ، 2 ، 3 )

    

في المقابل، يشهد الويب العربي تضخما كبيرا في مواقع التوظيف الإقليمية والمحلية باعتبارها من أكثر المواقع التي يتردد عليها الشباب العربي في محاولة للخروج من مستنقع البطالة. في السنوات الأخيرة، خصوصا بعد اندلاع ثورات الربيع العربي تأسست العديد من الشركات الناشئة التي تستهدف سوق التوظيف بغرض إقامة الجسور بين الشركات الساعية للكفاءات من ناحية والشباب الساعين للوظائف من الناحية المقابلة. في هذا التقرير نستعرض مجموعة من أبرز الشركات العربية الريادية الناشئة العاملة في سوق الوظائف.

        

وظّــف.. الربط بين صاحب العمل وطالبه

          

شركة مصرية ناشئة تأسست ما بين عامي 2011 و 2012 بواسطة رائد الأعمال أمير شريف، تتخصص في مجال التوظيف عبر الأنترنت ولعب دور الوسيط بين الشركات المختلفة والموظفين ذوي الكفاءات. الشركة انطلقت في وقت يعاني فيه المصريون من نقص فرص العمل، وعدم وجود منصّـات قوية تربط أصحاب الأعمال بالموظفين ذوي الكفاءة، والعكس : ترشد الباحثين عن العمل إلى وجود فرص واسعة يمكنهم التقديم إليها.

      

منذ تأسيسها، لعبت منصة وظف دورا هاما في توظيف عدد كبير من الأشخاص، حيث تشير الأرقام إلى أن الشركة نجحت في لعب دور الوسيط بتوظيف أكثر من 150 ألف مهني لمصلحة أكثر من 15 ألف شركة عبر نصف مليـون إعلان توظيف تقريبا على مدار خمس سنوات. إلى جانب وجود أكثر من مليون عضو مسجّل في الموقع للبحث عن الوظائف حتى الآن.

        

على الرغم من المشاكل الكبيرة التي واجهتها الشركة في سنوات تأسيسها الأولى، إلا أنها استطاعت بدءا من عام 2014 الحصول على مجموعة من الجولات التمويلية الاستثمـارية العالمية، وصل إجمالي التمويل الذي جمعته حتى نهاية عام 2017 إلى 2 مليون دولار، ساعدتها على تحقيق مستوى نشاط ملحوظ ومتسارع، خصوصا مع افتتاح منصـة تشغيل أخرى موازية وتابعة له تحت مسمى "فرصنـا".

       

 في عام 2016 احتلت الشركة المركز الثالث في ترتيب فوربس لأفضل الشركات المصرية الناشئة لهذا العام، وفي عام 2017 احتلت "وظّف" المركز رقم 51 في قائمة فوربس لأفضل 100 شركة عربية ناشئة، وتستهدف الشركة توظيف مليون شخص بقدوم عام 2020. ( 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 )

    

اخطبوط .. أذرع للبحث عن الوظيفة المناسبة

     

شركة أردنية ناشئة تتخصص في مجال التوظيف، تأسست بواسطة يوسف شامون وحاج حسن في عام 2007 كمنصـة مهنية شاملة، توفـّر فرص العمل والإرشادات الوظيفية وتعمل على الربط بين أصحاب العمل والباحثين عنه والموظفين ذوي الكفاءة. في بدايات انطلاقها كانت تركز على الأردن بشكل محلي، ثم توسّعت لتفتتح فروعا لها في الإمارات والسعودية.

         

يقوم الباحثون عن الوظائف برفع سيرهم الذاتية على الموقع الذي يتيح صندوقا بحثيا بأحدث الوظائف وفقا لكافة التخصصات، فضلا على أن الموقع يعقد سلسلة من الشراكات مع الصحف والإذاعات والمجلات بهدف نشر الوظائف سواء للباحثين عنها أو الراغبين في التوظيف، كما يعتبر موقع التوظيف الوحيد في الشرق الأوسط المزوّد بمجموعة اختبارات للشخصية، مثل اختبار "إم بي تي آي" (MBTI) الذي يمكن الباحثين عن العمـل من اجتيازه مجانا.

      

ساهمت أخطبوط بالحضور في العشرات من معارض التوظيف في الأردن والدول العربية على مستوى الجامعات أو شركات التوظيف أو البرامج المهنية المتخصصة لرفع كفاءة الموظفين والربط بينهم وبين الشركات، كما وقّعت اتقافيات شراكة مع العديد من المؤسسات الاجتماعية مثل مؤسسة طلال أبو غزالة الأردنية. في عام 2011 تم إدراج الشركة في قائمة أسرع 500 شركة ريادية عربية ناشئة، وفي نفس العام أدرجت في قائمة أسرع 30 شركة أردنية ناشئة.

         

أدرجت الشركة ضمن قائمة الشركات الأردنية لأفضل 100 شركة عربية ناشئة تقود الثورة الصناعية الرابعة لعام 2017 التي أصدرت بالتعاون ما بين المؤتمر الاقتصادي العالمي ومؤسسة التمويل الدولية وتغطي كافة المنطقة.  ( 10 ، 11 ، 12 )

     

مستقل .. بوابة العمـل الحر

         

منصـة عمـل الحر الأكبر عربيا التي تغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تم إطلاق "مستقل" في نهاية عام 2014 كمشـروع تابع لشركة حسـوب التي أسسها رائد الأعمال السوري عبد المهيمن الآغا في عام 2011. الموقع عبارة عن منصّـة تجمع بين أصحاب المشـروعات ومنفّذيها، وتتلخص مهمته في التنسيق بين العروض المتبادلة ومتابعة أي مشكـلات إجرائية وفض أي منازعات بين الطرفين مقابل عمولة 15 % لكل عملية تنفيذ.

       

على مدار ثلاث سنوات من إطـلاق "مستقل" استطـاع أن يظهر كواحد من أبرز المواقع العربية في مجال العمل الحر على الإطلاق، وبلغ عدد المستقلين على الموقع أكثر من ثلاثين ألفا يعملون في مجالات مختلفة، وإن كان أكثرها انتشارا هي مجالات البرمجة والتصميم والترجمة وتزويد المحتوى والتسويق بشكل أساسي.

          

في عام 2016 ، أطلقت "مستقـل" خدمة (مستقل VIP) التي تستهدف وضع مجموعة أخرى من المعايير التي تخدم كلا من أصحاب المشروعات ذوي الميزانيات الكبيرة نسبيا والمستقلين الأكثر كفاءة، فضلا عن وضع نظـام متابعة وتنسيق بشكل أكثر تركيزا.

      

المنصّـة أيضا تقدم عددا كبيرا من المقالات والدروس التي تركز على تنمية ثقافة العمـل الحر لدى كل من مزوّدي المشروعات ومنفذيها بهدف تحسين الأداء وجذب المزيد من المستقلين العرب، خصوصا مع تزايد الإقبال العالمي على مبدأ التوظيف عن بُعد من ناحية، وارتفاع نسبة البطـالة في العالم العربي من ناحية أخرى. ( 13 ، 14 ، 15 ، 16 )

     

بلوفــوو .. نظرة ذكيـة إلى أسواق الوظائف

             

شركة ناشئة يوجد مقـرها في الإمارات، تأسست في عام 2016 بواسطة كل من رائدي الأعمال أحمد خميس وإياد أبو حويج. تطرح المنصّـة نفسها باعتبارها منصة إلكترونية للتوظيف الاجتماعي تعتمد على طرح دراسات وتقنيـات جديدة لرصد حركة الأسواق الوظيفية في الشرق الأوسط وشمال افريقيـا وتقديم حلول مبتكـرة لكل من الساعي للوظيفة والعارض لها بأساليب جديدة مناسبة للعصـر.

          

تركز الشركة على تطوير تقنيـات حسابية تعمل على قياس مدى التوافقية بين مؤهلات المتقدمين للوظائف ومقارنتها بمتطلبات ومزايا الوظائف نفسها، وبالتالي تسهيل عملية التقييم والاختيار. من بين هذه الوسائل، طرحت الشركة وسيلة تقنية حديثة تحت مسمى " قدّم نفسك خلال ثلاثين ثانيـة"" عبر موقعها، تقوم من خلالها بتقديم حل مبتكـر يتيح للمتقدم للوظيفة أن يظهر خبراته ومهاراته بشكل مركز عبر الفيديو بدلا من السيرة الذاتية التقليدية، وبالتالي توفير الكثير من الوقت في عملية التوظيـف لكل من الطرفين: المتقدم للوظيفة والمسؤول عن تحليل السير الذاتية للمرشحين. فضلا عن أنها توفر حلا أكثر كفاءة في تقييم المرشحين الذين تكون مهاراتهم أحيانا مختلفة تماما عن المذكـور في سيرهم الذاتية التقليدية.

          

المنصة تطرح أيضا مجموعة من الدراسات الميدانية على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا عموما ودول الخليج خصوصا، تشمل معايير الرضا الوظيفي ومستوى الأجور والثقافة التنظيمية للشركات بأحجامها المختلفة تعتبر مرجعا مهما للمؤسسات والشركات العاملة في المنطقة.

          

حصلت بلوفو في صيف عام 2017 على جولة استثمـارية كبيرة بقيمة 3 ملايين دولار بواسطة مجموعة من المستثمرين في الإمارات والكويت وعمـان؛ الأمر الذي انعكس على احتلالها مركزا متقدما نسبيا في قائمة فوربس لأقوى 100 شركة عربية ناشئة لعام 2017، حيث جاءت في المركز السابع والثلاثين. ومن المتوقع أن ينعكس هذا التمويل على توسّع نشاط الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال العامين المقبلين. ( 17 ، 18 ، 19 ، 20 )

           

غلوورك .. منصـة لتوظيف النسـاء فقط

              

تأسست منصة "غلوورك Glowork" بواسطة رائد الأعمال السعودي خالد الخضير كأول منصّة متخصصة في توظيف النساء فقط في منطقة الخليج. المنصة تعمل على توفير آلاف الوظائف للنساء في الخليج والمرأة السعودية تحديدا، سواء في وظائف عن بُعد – من المنزل – أو وظائف تقليدية متخصصة، وتتيح عددا كبيرا من المجالات الوظيفية المختلفة التي تتوافق مع كافة المؤهلات التي تحملها الخريجات والشابات والنساء في المنطقة.

                

منذ انطـلاقها ما بين عام 2011 و 2012 ، تلعب غلوورك دور الوسيط بين أصحاب العمل في الشركات من ناحية والنساء ذوي الخبرات المختلفة في بحثهن عن وظائف مناسبة لهن، وبالتالي سد الفجوة الهائلة في التوظيف بين الجنسين في المملكة، حيث ترتفع نسبة البطالة بين النساء في السعودية بشكل كبير على الرغم من حصولهن على دراسات مميزة وشهادات عالية المستوى، مما يشكل إهدارا كبيرا للكفاءات.

               

في عام 2013 ، حصلت غلوورك على استحواذ بواسطة شركة SAS القابضة  تقدر قيمته بـ 16 مليون دولار، ساهم في توسيع أعمالها لتشمل قطاعات أوسع في المنطقة خصوصاً لتقديم فرص العمل للنساء في المناطق النائية والريفية التي قد لا تتوافر فيها فرص عمل كافيــة، مما يساعد على تبديد البطالة في تلك المناطق. كمـا تقدم غلوورك خدمات تشمل نصائح لتحسين المهارات لدى المتقدمات للوظائف وكيفية تحديد الوظائف المناسبة لهنّ، فضـلا عن الاشتراك في مختلف معارض التوظيف في المملكة وفعاليات تمكيـن المرأة في سوق الوظائف بمختلف قطاعاته.

      

في عام 2017، أدرجت منصّـة غلوورك كواحدة من أبرز الشركات السعـودية ضمن قائمة أفضل 100 شركة ناشئة تقود إلى الثورة الصناعية الرابعة. (21 ، 22 ، 23 ، 24 )

      

أنا مهنــي .. تسهيل الوصول الى المهنيين والعمّال

         

في عام 2015 ، وفي خضم الحرب المشتعلة في اليمن التي ساهمت برفع نسبة البطـالة بشكل غير مسبوق في البلاد، تزامنا مع انخفاض كبير في الاحتياجات الأساسية للمعيشة. في هذه الاجواء، أطلق رائد الأعمال اليمني سعيد الفقيــه منصّـة "أنا مهني Anamehany" التي تعتبر أحد الحلول الذكيـة التي تساعد على الربط بين المهنيين والحرفيين في مجالات النجارة والسباكة والطلاء والميكانيكا والاعمال اليدوية من ناحية، وبين طالبي هذه الخدمات من ناحية أخرى.

         

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد وأبرزها صعوبة الولوج الى الانترنت، استطاعت المنصة أن تعمل في ست مدن يمنية كبـرى قدمت من خلالها أكثر من 10 آلاف فرصة عمـل، ووصلت التبادلات المالية من خلال المنصة الى حوالي 15 مليون ريال يمني (أي ما يعادل 60 ألف دولار).  وتشمل الفرص التي تقدمها المنصة مجالات تدريبية على المهن الحرفية بالتعاون مع منظمات غير حكومية وشركات محلية.

     

حظيت المنصة بتمويل من مستثمر يمني محلي فضلا على التمويل الذاتي من قبل المؤسسين، وادرجت كواحدة من ثلاث شركات يمنية في قائمة أفضل 100 شركة عربية ناشئة تقود الثورة الصناعية الرابعة التي تم إصدارها في عام 2017 بواسطة المنتدى الاقتصادي العالمي. واليوم تعمل الشركة في اليمن ومصر والمغرب والسعــودية. ( 25 ، 26 ، 27 )

 

undefined

 

أخيرا، وعلى الرغم أن سوق التوظيف من أهم المجالات التي يسعى اليها روّاد الاعمال العرب باعتبار أنها تلامس واحدة من أكثر القضايا المُلحة في حياة الشباب العربي، إلا أنه بلا شك مازال هذا البحر الواسع من البطالة يحتاج إلى المزيد من السفن الريادية التي يمكنها تحقيق إنجازات ملموسة تغيّـر من هذا الواقع الذي يعتبر شريانا أساسيا في حالة عدم الاستقرار التي تشهدها العديد من الدول العربية.

المصدر : الجزيرة