شعار قسم ميدان

"70-20-10".. قاعدة في ريادة الأعمال ترشدك لتوجيه استثماراتك

midan - ريادة أعمال
مقدمة الترجمة

التقرير التالي يرشدك لقاعدة إدارية للتعامل مع الموارد الشحيحة.. إذ تعمل هذه القاعدة على تنظيم التوجهات الاستثمارية للمؤسسة فيما يخص إدارة الموارد، كما تجيب على الأسئلة المتعلقة بتحديد أولويات الشركة في ترتيب أولوياتها.

نص التقرير

أحد أكثر الأسئلة التي أتعرض لها دومًا من الشركات التي أعمل معها هو كيفية إدارة موارد الابتكار الخاصة بهم. هل ينبغي أن يراهنوا على فكرة غير مثبتة، مع احتمالية أن تكون مبتكرة؟ أم التركيز على تحسين المنتجات التي يعرفون بالفعل أن عملاءهم يرغبون فيها؟ أو ربما الاستفادة من الموارد الموجودة في خلق سوق جديد؟

    

هذا سؤال مهم، كما أشار ستيف بلانك مؤخرًا في مقال في "هارفارد بيزنس ريفيو"، فقد أدى الفشل في التعامل مع هذه المسألة إلى العديد من المشاكل الحالية في شركة جينيرال إلكتريك. وأصبحت الشركة مركزة فقط على "الفرص المدمرة" التي قادت إلى صعوبة تنفيذها.

   

لحسن الحظ، هناك قاعدة جيدة للتعامل مع تلك المشكلة تُسمى القاعدة 70-20-10. ويشير الكثيرون إلى كتاب عمره خمسة عشر عامًا يسمى "خيمياء النمو The Alchemy of Growth"، في حين يقول آخرون إنها تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي. ولكن أيًا كان الأمر، فإن العديد من المنظمات، ومن بينها غوغل، تجد في تلك الطريقة وسيلة مفيدة بشكل لا يصدق لتوجيه الاستثمار، كما أنها بسيطة بشكل مثير للدهشة للتعلم والتطبيق.

          

70% الابتكارات المستديمة
يجب أن تركز معظم مواردك على تطوير الابتكارات الموجودة بالفعل، فالشركات المبتكرة الرائدة مثل غوغل وأبل، تركز معظم ميزانيتها على تحسين المنتجات الحالية
يجب أن تركز معظم مواردك على تطوير الابتكارات الموجودة بالفعل، فالشركات المبتكرة الرائدة مثل غوغل وأبل، تركز معظم ميزانيتها على تحسين المنتجات الحالية
          
الابتكارات المستديمة هي التحسينات التي تطرأ على المنتجات والخدمات الموجودة بالفعل، والتي تتماشى بشكل جيد مع استراتيجية مؤسستك الحالية. وفي حين أن هذه الأنواع من الابتكارات غالبًا ما تصنف على أنها "ابتكارات تدريجية" والتي يتضاءل حجمها بالمقارنة مع "الابتكارات الجذرية" التي تبدو أكثر إثارة، إلا أنها  تمثل نواة أي مجهود ابتكار قوي.
     

والحقيقة هي أن الابتكارات المستديمة هي أساس خلق القيمة الإنتاجية العظمى. لفهم السبب، لا بد علينا من استرجاع قانون مور. قد لا يبدو الجيل الجديد من رقائق الكمبيوتر مثيرا جدًا، ولكن التحسينات الإضافية على مدى السنوات الخمسين الماضية هي التي دفعت بالثورة الرقمية التي نشهدها الآن، وجعلت العديد من الابتكارات "الجذرية" ممكنة.

      

ويتمثل جانب آخر من جوانب الابتكارات المستديمة في أنها تتناسب بشكل جيد مع العمليات الحالية والعملاء الحاليين، وبالتالي فإن تكاليف زيادة الإنتاج والحصول على الاعتمادات تكون أقل بكثير، لهذا السبب تلاحظ من خلال النظر إلى الشركات المبتكرة الرائدة مثل غوغل وأبل، أنهم يركزون معظم ميزانيتهم على تحسين المنتجات الحالية. لذا نخلص هنا إلى النتيجة الأولى؛ أنه يجب أن تركز معظم مواردك -حوالي 70 في المائة منها- على تطوير الابتكارات الموجودة بالفعل.

   

20% استكشاف المجالات القريبة
جميع الأعمال التجارية تتقلص في النهاية مهما كانت ناجحة، فقد حققت أمازون نجاحًا كبيرًا من خلال مكبرات الصوت الذكية
جميع الأعمال التجارية تتقلص في النهاية مهما كانت ناجحة، فقد حققت أمازون نجاحًا كبيرًا من خلال مكبرات الصوت الذكية "إيكو"، ولكنها فشلت في هاتفها الذكي "فاير Fire"
     
كل الأعمال التجارية، مهما كانت ناجحة، فإنها تتقلص في نهاية المطاف. يمكنك أن تكون أفضل صانع سياط للعربات التي تجرها الدواب، ولكنك لن تجني الكثير من المال من ذلك، والسبب ببساطة أنه لا يوجد هناك سوق ضخمة لهذا المنتج في هذه الأيام. في مرحلة ما، لابد من التوافق بين الأعمال والوقت وحاجة المجتمع.

      

لذلك، فأنت بحاجة دائمًا إلى استكشاف الأسواق والقدرات الموجودة في الأماكن المحيطة بك. لقد تحسنت شركة أمازون بصورة رائعة، وذلك من خلال استكشاف فئات وأنواع المنتجات الأخرى غير الكتب ومصنعي السيارات، الذين يستثمرون حاليًا المليارات في تكنولوجيا السيارات الكهربائية من أجل أن يكونوا قادرين على المنافسة في عالم ما بعد الكربون أو الوقود الأحفوري.

      

ولسوء الحظ، فإن الفرص المتاخمة تكون أكثر خطورة ومجازفة من تطوير الابتكارات المتاحة بالفعل، فقد حققت شركة أمازون نجاحًا كبيرًا من خلال مكبرات الصوت الذكية "إيكو"، ولكنها فشلت تمامًا في هاتفها الذكي "فاير Fire". لذلك لا يمكن أن تعرض مستقبلك للخطر من خلال المراهنة على عملاء وتقنيات لا تمتلك بالفعل قدرة قوية على تنفيذها.

      

10% لبناء نموذج أو ابتكار جديد تمامًا
undefined
    
على مدى السنوات الـ100 الماضية، شهدت كل الأعمال التي قامت بها شركة "آي بي إم" نجاحًا منقطع النظير، وقد كانت رائدة في تبويب وتصنيف الآلات وأجهزة الكمبيوتر المركزية والحواسيب الشخصية وخدمات تكنولوجيا المعلومات، كل هذا على سبيل المثال فقط لا الحصر. ومع ذلك، كل 20 عامًا أو نحو ذلك، سقط واحد من هذه الأعمال على قارعة الطريق.

      

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال "آي بي إم" واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم، لأنها تواصل تطوير تقنيات جديدة باستمرار. اليوم، مع استمرار انخفاض أعمالها في مجالات الحلول المثبتة، قررت الشركة بناء مجال جديد تمامًا يعتمد على تقنيات جديدة ومبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، ورقائق نيورومورفيك الشبيهة برقائق الموصلات التي تحاكي الدماغ البشري.

      

بطبيعة الحال، خلق شيء جديد جذريًا يعد مقامرة ومغامرة خطيرة، لذلك فأنت بحاجة إلى الحد من الاستثمار الخاص بك، والتركيز فقط على ما يمكنك الاستمرار فيه على مدى فترة طويلة من الزمن دون تكبد الكثير من المخاطر المادية لمؤسستك. لا تحتاج بالضرورة إلى ميزانية بحثية ضخمة. في الواقع، هناك العديد من الخيارات حتى للشركات الصغيرة والمبتدئة يمكنها من خلالها الوصول إلى البحوث العالمية.

      

يعد أحد أكثر الأشياء إثارة للاهتمام، والتي وجدتها من خلال البحث الذي سبق كتابي "التخطيط للابتكار Mapping Innovation" هو أن الشركات التي استثمرت في الاستكشاف الأساسي حققت في نهاية المطاف نجاحًا كبيرًا، بل إنني وجدت ما هو أكثر إثارة من ذلك، وهو كثير من المشاريع التي تم الإنفاق عليها بصورة كبيرة كانت فاشلة.

           

تغذية مراكز المعلومات
الابتكار يحتاج الكثير من البحث والتنقيب، وإذا لم تبذل جهدًا واعيًا لتوسيع الحدود الخاصة بك، فسينتهي بك المطاف وقد قلصت من قدرتك على المنافسة على المدى الطويل
الابتكار يحتاج الكثير من البحث والتنقيب، وإذا لم تبذل جهدًا واعيًا لتوسيع الحدود الخاصة بك، فسينتهي بك المطاف وقد قلصت من قدرتك على المنافسة على المدى الطويل
       
أهم شيء يجب أن نتذكره حول مبدأ 70-20-10 هو أنه قاعدة معتمدة على الخبرة والتجربة، وليس قانونًا فيزيائيًا. فأنت لا تريد أن تتحمل عناء مراجعة ميزانية التنمية الخاصة بك لضمان أنك تتمسك بدقة بتلك النسب المشار إليها، ومع ذلك، فأنت تحتاج إلى استخدامها كدليل للاستثمار بصورة حكيمة.

     

لقد لاحظت من خلال عملي في تقديم المشورة للشركات، أن آخر نسبة في هذه القاعدة، والتي تتمثل في الـ10 في المائة من الاستثمار في تقنيات ومشاريع جديدة تمامًا، هي النسبة الأكثر إهمالًا وتجاهلًا، فمن الأسهل بكثير أن نرى كيفية تحسين المنتجات الحالية أو الاستفادة من القدرات في مجال جديد على أن نتصور ابتكار شيء جديد تمامًا.

      

ولكن، لا بد أن تكون حذرًا أيضًا، فالابتكار يحتاج الكثير من البحث والتنقيب، وإذا لم تبذل جهدًا واعيًا لتوسيع الحدود الخاصة بك، فسينتهي بك المطاف وقد قلصت من قدرتك على المنافسة على المدى الطويل. لذلك يجب عليك دعوة خبراء إلى مكتبك للتحدث معهم وأخذ مشورتهم، انضم إلى محور التصنيع، اشترك في مؤتمرات خارج نطاق الصناعة الخاصة بك أو حاول إنشاء قناة اتصال مع إحدى المختبرات الوطنية. لا أعتقد أن أي شيء من هذه الأمور يتجاوز موارد أي شركة. كما أن أحد المبادئ المطلقة غير القابلة للشك حول الابتكار؛ هو أنك تحتاج إلى تغذية مركز المعلومات في شركتك باستمرار بمزيد من الأفكار الجديدة، وإلا حتمًا سوف تبدأ في الانهيار.

 _____________________________________________________

  

مترجم عن: (أي إن سي)

المصدر : الجزيرة