تخليد التاريخ.. تماثيل حول ملاعب كرة القدم الإنجليزية
ثمّة لحظات يجب ألاّ ينساها التاريخ. وهي لحظات قليلة في كرة القدم. وهذا ما أرادته بعض ملاعب كرة القدم في إنجلترا والعالم عندما أقامت تماثيل لأيقوناتها، تخليدًا للعظمة التي شهدها هذا الملعب أو ذاك.
إنه سير مات باسبي الرجل الذي لعب لليفربول ومانشستر سيتي، الأعداء التقليديين لليونايتد. ثم قاد تدريب الشياطين للفوز بـ 5 ألقاب للدوري، ولقبين للكأس الإنجليزية، و5 ألقاب للدرع الخيرية، وكأس أوروبية واحدة. في شارع سير مات باسبي الذي يفضي إلى المدخل الشرقي لملعب أولد ترافورد يقوم تمثال برونزي للسير مات باسبي منذ عام 1996.
ثم جاء عام 1958، عندما تحطمت طائرة فريق مانشستر يونايتد في ميونيخ. ولقى 23 فردًا من بعثة اليونايتد حتفهم. وجاء دور باسبي(1) الهام في إعادة بناء الفريق. ليحقق بعد 10 أعوام اللقب الأوروبي الأول للشياطين. واعتمد حينها على ثلاثة أسماء خالدة في تاريخ النادي، وهم؛ جورج بيست، ودينيس لو، وبوبي شارلتون. وهم ثلاثي الفخر، أو الثلاثي المقدس كما يسمّيهم جماهير اليونايتد. الذين يستقبلك تمثالهم في مدخل الأولد ترافورد منذ عام 2008، في الذكرى الخمسين لكارثة ميونيخ(2). إنهم الثلاثي الذي أعاد مانشستر إلى الواجهة مرة أخرى. وأكدوا أن مانشستر بات أحد الفرق العريقة.
في الماضي كانت الواجهة الشمالية تسمى واجهة اليونايتد. ولكن جاء الرجل الأسكتلندي الثاني، الذي قاد اليونايتد إلى تحقيق كل شيء؛ السيطرة التامة على إنجلترا، وتجاوز أرقام ليفربول في الدوري، وقادهم في عودتهم الأسطورية أمام البافاري في نهائي دوري الأبطال 1999، والفوز في نهائي الأبطال موسكو 2008 أمام تشلسي. فقرروا أن يقيموا له تمثالًا هناك، وأن يغيّروا اسم تلك الواجهة(3) عام 2012 لتحمل اسمه؛ واجهة سير أليكس فيرغسون.
لو أن مانشستر لم يشهد هؤلاء الخمسة، فربما ما كان ليفوز بـ 18 لقب للدوري، و3 ألقاب أوروبية. ولذلك استحقّوا الخلود كتماثيل منتصبة حول مسرح الأحلام.
تمت إزاحة الستار أولًا عن تمثال المدرب هربرت تشابمان الذي فاز فريقه بالدوري أربع مرات في خمسة مواسم. وعُرف تشابمان كذلك بأنه أحد أوائل من حوّلوا كرة القدم من لعبة عشوائية إلى لعبة تخطيط وتكتيكات عام 1925. واستحدث كذلك أنظمة غذائية وأنظمة إعداد بدني خاصة للاعبين. ووضع تمثاله مقابلًا للبوابة الرئيسية للملعب كأنه رمز للتاريخ الذي يشهد تقدّم مسيرة المدفعجية إلى الأمام عبر الزمن.
أما التمثال الثاني في هذه المناسبة كان للمدافع التاريخي للمدفعجية توني آدامز، والذي دافع عن ألوان الفريق اللندني طيلة 19 سنة منذ ظهوره الأول عام 1983، لتبدأ مسيرة 669 مباراة.
أما التمثال الثالث والأخير فكان من نصيب الهداف التاريخي للأرسنال، تييري هنري. وخلفه تمتد خلفية طويلة لجدارية تضم جميع لاعبي أرسنال عبر تاريخه منذ استاد هايبري القديم إلى الجيل الأخير. ولقد تم وضع تمثال هنري في الناحية الجنوبية الشرقية ناحية استاد هايبري الذي قبّل اللاعب الفرنسي أرضه في المباراة الأخيرة(5) التي أقيمت على ملعبه أمام ويغان.
في عام 2014 شاهدت لندن التمثال الرابع في استاد الإمارات. وكان تمثال واحد من جيل اللاهزيمة الذهبي لأرسنال، وهو الهولندي دينيس بيركامب(6). واتخذ التمثال الوضعية الشهيرة لدينيس بيركامب طائرًا في الهواء مُحاوِلًا امتصاص الكرة في واحدة من مباريات الفريق أمام نيوكاسل عام 2003.
أما التمثال الآخر لواحد من أساطير نيوكاسل، فكان بالطبع من نصيب آلان شيرار. "هذا التمثال يمتلك شَعرًا!"، كان هذا هو تعليق أسطورة نيوكاسل عندما رأى تمثاله(8) منصوبًا للمرة الأولى في سانت جيمس بارك. انضم شيرار إلى النادي عام 1996 برقم 15 مليون جنيه إسترليني ليكون رقمًا قياسيًا حينها. وأحرز معهم 206 هدف عبر عقدٍ من الزمن. وتولى تدريبهم لفترة في عام 2009. وتم تكريم مسيرته مؤخرًا بتمثال في مدخل الملعب التاريخي في (سبتمبر/أيلول) 2016.
التمثال الأول يقف أمام غوديسون بارك وتحته عبارة: لاعب كرة، ورجل نبيل، مشجع إيفرتون. إنه تمثال ديكسي دين الهداف العظيم(9) في تاريخ أزرق الميرسيسايد. اللاعب الذي أحرز 349 هدفًا في 399 لقاء في الدوري الإنجليزي مع إيفرتون، و28 هدفًا في 32 لقاء في كأس الاتحاد الإنجليزي. كان ديكسي دين صاحب أرقام قياسية خارقة أيضًا؛ فهو اللاعب الوحيد الذي يحرز 60 هدفًا في موسم واحد 1928 – 1929، واستطاع أن يصل إلى 100 هدف مع إيفرتون قبل عمر 21 عام، و200 هدف قبل أن يصل إلى عمر 23. واللاعب الذي أحرز 37 هاتريك. وتجاوز حاجز الـ 30 هدفًا في أربعة مواسم متتالية.
التمثال الثاني هو تمثال بيل شانكلي، صانع مجد ليفربول. فبعد هبوط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية موسم 1954، جاء الإنقاذ على يد شانكلي ليعيد الريدز إلى الدرجة الأولى مرة أخرى، بل ويعود للتتويج بلقب الدوري موسم 1964 بعد انقطاع منذ عام 1947. وكأس الاتحاد للمرة الأولى في العام التالي. تسلم شانكلي الفريق وهو يصارع البقاء، وربما من دونه كان ليتحول إلى ليفربول إلى واحد من الأندية الأخرى التي فازت بالألقاب في بداية القرن، ثم اختفت لاحقًا في آخره.
يعبر الزائر لملعب أنفيلد البوابات التي تحمل اسم بيل شانكلي، ويتقدم نحو مدرج الكوب الشهير، وقبل أن يصله يرى تمثال شانكلي مرة أخرى، علامة عرفان على دور الرجل في تاريخ الريدز. وعندما غادر ليفربول عام 1974، تركه فريقًا على وشك احتلال الألقاب الأوروبية كلها، وقد كان.