شعار قسم ميدان

فخر البريميرليغ.. تماثيل حول ملاعب كرة القدم الإنجليزية

SWANSEA, WALES - APRIL 12: A general view of a statue in memory of Swansea City player Ivor Allchurch of Liberty Stadium used by both Swansea City and Ospreys Rugby on April 12, 2011 in Swansea, Wales. (Photo by Stu Forster/Getty Images)

استعرض الجزء الأول من المقال بعض التماثيل لأيقونات بعض الأندية الإنجليزية، وفي هذا الجزء نستعرض بعض الحالات الأخرى التي يتجاوز فيها الأمر فخر الأندية إلى فخر الأمة الإنجليزية ذاتها، ونستعرض كذلك بعض الرجال الذين استحقوا مدحا خاصا يفوق غيرهم.

 

فلنبدأ الدوري
في نهايات القرن التاسع عشر زادت شعبية كرة القدم في العالم وفي بريطانيا على وجه الخصوص، وصارت مشاهدة فرق المدن والأحياء هي وسيلة ترفيه مهمة في العطلات والأعياد. وكعادة الإنجليز رأوا أن الأمر يجب أن يكون أكثر تنظيما، فجاء خطاب(1) السيد ويليام ماكغريغور يدعو فيه تسعة من الأندية الإنجليزية الشهيرة لتنظيم مسابقة تلتقي فيها بنظام ذهاب – عودة على مدار الموسم. وهنا نشأت فكرة الدوري للمرة الأولى.
  
تمثال
تمثال "ويليام ماكغريغور" صاحب فكرة أول دوري لكرة القدم في إنجلترا، ويوجد التمثال أمام ملعب "فيلا بارك"؛ معقل نادي أستون فيلا (غيتي)

  

يقف تمثال ماكغريغور أمام ملعب فيلا بارك في برمنغهام شاهدًا على بداية تاريخ جديد للمسابقات الرياضية عموما، فبعد أن استجابت الأندية الإنجليزية لمقترحه انتشرت الفكرة في بلدان أخرى، ثم تخطى الأمر كرة القدم لاحقا، وصار الدوري هو الطريقة المتّبعة في المسابقات الرياضية للألعاب المختلفة عبر العالم.

 

أكرينجتون، وأستون فيلا، وبلاكبيرن، وبولتون، وبيرنلي، وديربي كاونتي، وإيفرتون، ونوتس كاونتي، وبريستون نورث إند، وستوك، وويستبروميتشن ألبيون، وولفرهامبتون. هكذا بدأ الموسم الأول في الدوري الإنجليزي عام 1888، بنظام نقطتين للفوز، ونقطة واحدة للتعادل. وفي عام 1890 بدأ الدوري الأسكتلندي والهولندي، ثم الأرجنتيني عام 1901، ثم اجتاحت الفكرة العالم، والفضل يعود إلى أحد أبناء الأمة البريطانية.

 

يفخر الإنجليز دائما بكونهم مخترعي كرة القدم، ويتحرّجون كثيرا من ألقاب منتخبهم الذي غاب عن التتويج أوروبيًا وعالميًا وأولمبيًا حتى جاء اللقب الأول والوحيد في كأس العالم 1966 بعد أن أطلق الحكم صافرة النهاية في اللقاء الذي جمع إنجلترا وألمانيا الغربية(2) ليعلن تتويج الأولى، اندفع الثلاثي مارتن بيترز، وروي ويلسون، وجوف هارست يحملون بوبي مور كابتن المنتخب وهو يرفع كأس العالم، وخلّدت عدسات المصورين هذا المشهد.
 
تمثال الأبطال.. الذي يجمع بوبي مور، جوف هرست، مارتن بيترز وراي ويلسون، الذين أحرزوا لقب كأس العالم عام 1966 (غيتي)
تمثال الأبطال.. الذي يجمع بوبي مور، جوف هرست، مارتن بيترز وراي ويلسون، الذين أحرزوا لقب كأس العالم عام 1966 (غيتي)

 

عام 2003 قام النحّات فيليب جاكسون بنحت هذه اللحظة، وسمّاها: تمثال كأس العالم – الأبطال. ووُضع تمثال البرونز  في لندن قُرب ملعب أبتون بارك الملعب القديم لفريق ويستهام. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكن تمت إقامة تمثال آخر للسير بوبي مور في عام 2007 يقف أمام ستاد ويمبلي الجديد ناظرا إلى الطريق الأوليمبي كما يصفه النحّات ذاته فيليب جاكسون. تمت إضافة هذا التمثال كلمسة أخيرة قبل افتتاح الملعب، وحضر توني بلير رئيس الوزراء حينها هذا الافتتاح(3) واصفا مور بالمثل الأعلى في هذه الحياة. ومنذ ذلك الحين يقف تمثال مور هناك شاهدا أحداث مهمة، مثل أولمبياد 2012 في لندن، وكذلك نهائي دوري الأبطال 2013 بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند.

  

تمثال بوبي مور الذي يقف شامخًا أمام ملعب ويمبلي  (رويترز)
تمثال بوبي مور الذي يقف شامخًا أمام ملعب ويمبلي  (رويترز)

 

برايان كلوف
قبل أن تعرف الكرة الإنجليزية جوزيه مورينيو عرفت مدربا آخر تعامل مع ذاته بالكثير من الغرور، وتعامل مع الصحافة والزملاء الآخرين بالكثير من العناد، إنه برايان كلوف، اللاعب والمدرب الذي شهدت مسيرته الكثير من لحظات قمة المجد وقاع الفشل.

 

عرف برايان كلوف التألق كواحد من أنجح نجوم دوري الدرجة الثانية الإنجليزي بعد تألق(4) من ميدلزبره دام لستة مواسم أحرز فيهم 204 هدف في 222 لقاء. واستطاع أن يكسر حاجز الأربعين هدفًا في أربعة مواسم متتالية بداية من موسم 1956، مما أتاح له فرصة الظهور مع المنتخب الإنجليزي في مناسبتين عام 1959 لم يحرز في أي منهما، لكنه خلّد اسمه كواحد من أهم لاعبي البورو، واستحق تمثالا في ألبرت بارك، حيث الطريق التي كان يقطعها يوميا صوب النادي.

undefined   

انتقل كلوف بعد ذلك إلى سندرلاند، وقضى معهم موسمين استطاع أن يحرز فيهما 62 هدفا في 71 مباراة في القسم الثاني، ثم أصيب في إحدى المباريات بقطع في الرباط الصليبي والداخلي للركبة، وانتهت مسيرته كلاعب كرة قدم. ورغم المحاولة لمدة عامين أعلن كلوف اعتزاله عام 1965 وقد فشل في إثبات إمكانية لعبه في دوري القسم الأول الذي صعد إليه سندرلاند، حيث لم يستطع التعافي من إصابته، وشارك فقط في 3 مباريات وأحرز فيهم هدفا وحيدا.

 

جاءت فرصة كلوف الثانية كمدرب عندما استطاع أن يصعد إلى دوري القسم الأول مع ديربي كاونتي(5) عام 1969 بعد فوز الفريق بلقب دوري القسم الثاني، واستطاع أن يحرز لقبه عام 1972، متغلبا على ليدز ومانشستر يونايتد وليفربول. وكان هذا تتويجا لشراكته التدريبية مع بيتر تايلور، تلك الشراكة التي خلّدها فيلم (The Damned united 2007)، والتي خلّدها تمثالهما المقام في برايد بارك ملعب ديربي كاونتي عام 2009.

 

تمثال يجمع بريان كلوف وبيتر تايلور (غيتي)
تمثال يجمع بريان كلوف وبيتر تايلور (غيتي)

    

ثم جاء الانتقال الأسوأ في المسيرة التدريبية لكلوف عام 1974 إلى ليدز يونايتد، حيث لعب معهم 8 مباريات فقط، ولم يحقق معهم الفوز إلا في مرة واحدة، فتمت إقالته بعدها، وأدان هو اللاعبين الذين اتّهمهم بالتآمر ضده(6).

 

عادت الشراكة التدريبية مرة أخرى بينه وبين بيتر تايلور في نوتنغهام فورست، وهناك صنع كلوف أمجاده الكبرى عندما قاد الفريق إلى الفوز بالدوري عام 1978، وكأس أوروبا مرتين متتاليتين 1979 و1980، وكأس الرابطة 4 مرات، وكأس السوبر الأوروبي والدرع الخيرية. ويشهد تمثاله في نوتنغهام على هذه السنوات الناجحة(7).

   

أسماء خالدة في التاريخ الإنجليزي
في الأغلب لا يعرف معظم مشجعي الكرة اسم تيد باتس، إنه الرجل الذي قضى 66 عاما من حياته في خدمة ساوثهامبتون(8)، أولا كلاعب 1937 – 1953، ثم كمدرب بين عامي 1955 – 1973. ثم عمل كمدير للنادي ورئيس له حتى وفاته عام 2003. وتمت إقامة تمثاله البرونزي أمام ملعب سانت ماري عام 2007.

undefined


أقام ملعب ستامفورد بريدج عام 2010 تمثالا للاعبه بيتر أوسجد الذي قضى 9 أعوام في صفوف البلوز، منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، وشارك في صفوف المنتخب الإنجليزي لكأس العالم 1966، كما حمل كأس الأندية أبطال الكأس مع تشلسي عام 1971، وسجل خلال مسيرته معهم ما يزيد عن 100 هدف.


undefined


ربما لا نعرف كذلك الكثير من الأسماء الويليزية في كرة القدم، لكننا بالتأكيد نعرف نادي سوانزي، والذي جمع جمهوره التبرعات لإقامة تمثال للاعبهم إيفور أولتشرش في ستاد الحرية. نعم! فيبدو أن الكرة الويليزية أنجبت آخرين غير جيجز وجاريث بيل ورامسي.


undefined


على الرغم من التاريخ العريق لنادي سيلتك الأسكتلندي فإنه لم يحرز إلا لقبا أوروبيا وحيدا في تاريخه عام 1967. وقد خلّد النادي اسم مدربه الشهير جوك ستاين الذي قادهم إلى هذا الفوز بذات الأذنين.


undefined

 

أما في رينجرز، فهناك ذلك التمثال للاعبهم التاريخي جون غريغ، الذي خاض معهم 755 مباراة وفاز بلقب الدوري 5 مرات، وكأس أسكتلندا 6 مرات، وكأس الرابطة الأسكتلندية 5 مرات.

 

undefined

المصدر : الجزيرة