شعار قسم ميدان

يوفنتوس 1-0 إنتر ميلان: رصاصات بيولي ترتد عليه

Football Soccer - Juventus v Inter Milan - Italian Serie A - Juventus stadium,Turin, Italy - 05/02/17 - Juventus' players celebrate at the end of the match against Inter Milan. REUTERS/Giorgio Perottino
فرحة لاعبي اليوفي بهدف الفوز
بين مقامرة مشتركة أنتجت شوطاً رائعاً، وفارق شاسع في صراع إدارة الشوط الثاني، هزم المتصدر يوفنتوس غريمه اللدود إنتر ميلان بهدف نظيف ضمن منافسات الأسبوع الثالث والعشرين للدوري الإيطالي.

تعرض النيراتزوري للخسارة الثانية على التوالي في جميع المسابقات بعد وداع كأس إيطاليا لصالح لاتسيو، لتتوقف سلسلة انتصاراته المتتالية في الكالتشيو عند 7 مباريات، ويواصل البيانكونيري التحليق بالصدارة.

ديربي مفتوح في إيطاليا




(تشكيل الفريقين - beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)
(تشكيل الفريقين – beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)


تشتهر الكرة الإيطالية بوجه عام بإغراقها في الإغلاق والدفاع على مستوى الأندية والمنتخب، ولكن طرفي الصراع ماسيميليانو أليجري مدرب يوفنتوس وستيفانو بيولي مدرب إنتر ميلان أتى كل منهما بتشكيل لا يمت لتلك السُمعة بصلة، حاملاً مغامرة غير متوقعة في مثل ذلك النوع من المباريات القوية والعدائية والتي أحياناً ما تتسم بحرص مبالغ فيه.

اكتفى يوفنتوس بالثنائي سامي خضيرة وميرالم بيانيتش على دائرة الوسط في 4-2-3-1، والتي استمرت بوجود الثلاثي خوان كوادرادو وباولو ديبالا وماريو ماندزوكيتش من اليمين إلى اليسار وراء جونزالو هيجوايين. تلك الخيارات تركت الوسط دون مزايا دفاعية تضمن حماية الخط الخلفي.

على الجانب الآخر جاء الرد من بيولي على الورق بـ4-2-3-1 أيضاً وبتواجد الثنائي روبرتو جاليارديني ومارسيلو بروزوفيتش في الوسط بدون نفس المميزات الدفاعية، ولكن الأفاعي تحولوا معظم الوقت إلى 3-4-2-1، بتحول جيسون موريلو إلى قلب دفاع ثالث جهة اليمين وميل جواو ميراندا يساراً مع تقدم دانيلو دامبروزيو لشغل مقعد الجناح الأيسر، بالتزامن مع تحول إيفان بيرسيتش إلى العمق أسفل المهاجم.

سيمترية الرهان


 (متوسط تمركز لاعبي الفريقين يٌظهر الشكل الحقيقي لإنتر ميلان على أرضية الميدان - من beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)
 (متوسط تمركز لاعبي الفريقين يٌظهر الشكل الحقيقي لإنتر ميلان على أرضية الميدان – من beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)


تشابهت نقاط الضعف والقوة إلى حد كبير، فبينما كان إنتر ينجح باختراق جبهة ستيفان ليشتاينر اليمنى والمساحة بينه وبين ليوناردو بونوتشي بواسطة بيرسيتش ودعم بروزوفيتش ودامبروزيو، كان يوفنتوس يجد متنفسه الأفضل في يسار الإنتر وراء دامبروزيو واستغلالاً لجنوح ميراندا يساراً من أجل تغطية انطلاقات الأول، وذلك عن طريق اختراقات كوادرادو.

على الطرف الآخر من الملعب كان يسار يوفنتوس أقوى وأصعب على الخصم، حيث تفوق جورجيو كيليني كالأكثر نجاحاً بـ6 تدخلات ناجحة واعتراضين للكرة و4 انتصارات في الصراعات الهوائية من أصل 5، يجاوره صاحب ثاني أفضل تقييم بين مدافعي المباراة (وفقاً لـWhoScored) الظهير البرازيلي أليكس ساندرو (7.5) الذي نجح بمعاونة صادقة من "المهاجم الدفاعي" ماريو ماندزوكيتش في تحويل حياة أنتونيو كاندريفا إلى جحيم. بينما صمد يمين إنتر بفضل جيسون موريلو الأعلى تقييماً بين مدافعي إنتر ميلان (6.8)

 (الخريطة الحرارية لماريو ماندزوكيتش تٌظهر جهوداً جبارة من الكرواتي - beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)
 (الخريطة الحرارية لماريو ماندزوكيتش تٌظهر جهوداً جبارة من الكرواتي – beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)


صحيح أن يوفنتوس كان الطرف المتفوق بشكل كامل في ربع الساعة الأول الذي شهد ارتطام تسديدة ديبالا بالعارضة، وصحيح أنه كان صاحب المحاولات الأكثر في الشوط الأول (8 يتضمنون 3 على المرمى مقابل 6 لإنتر منهم 2 على المرمى)، إلا أن الكرة تواجدت في مواقع خطورته وثلثه الدفاعي بنسبة 9.3% أكثر من ثلث إنتر ميلان. بين تعطل كاندريفا وبطء إيكاردي وعدم سهولة اختراق بوفون بتسديدات عادية، فشل الأفاعي في استثمار ذلك الأمر.

الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للشوط الأول، ركنية يلعبها بيانيتش يشتتها جاليارديني فيتابعها خوان كوادرادو بصاروخية في شباك سمير هاندانوفيتش، لينتصر صاحب العناصر الأفضل والتوفيق الأعلى في رهان الشوط المفتوح.

فارق الإدارة..


(مناطق الحركة خلال الشوط الأول - beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)
(مناطق الحركة خلال الشوط الأول – beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)


مع بداية الشوط الثاني كان من الواضح أن أليجري قد حصل على ما يريده بالفعل، وهو ما تجلى في تراجع يوفنتوس النسبي أمام الإنتر الذي هزه الهدف بعد شوط على قدرٍ عالٍ من الجودة في تورينو.

قرر بيولي التحرك في الدقيقة 58 بسحب مارسيلو بروزوفيتش وإشراك جيفري كوندوجبيا بغرض تحرير أكبر عدد ممكن من العناصر للتقدم، وجاء التغيير الثاني لا محالة بخروج كاندريفا ثاني أسوأ تقييم في المباراة بعد بيريسيتش (فقط بسبب طرد الأخير في الدقيقة 94)، ونزول إيدر بدلاً منه.

أتت تحركات مدرب الأفاعي مثيرة للدهشة، فلا يوجد مبرر لخروج بروزوفيتش سوى الإرهاق أو ما شابه، حيث كان من المنطقي أكثر أن يتم سحب جاليارديني الذي لم يكن بأفضل حالاته، أما إيدر فقد تم إقحامه على الطرف الأيسر لينتقل بيريسيتش إلى الرواق الأيمن، وهو ما لم يغير الكثير من الأمور فبقي إيكاردي مرتمياً بين أحضان دفاعات يوفنتوس دون المساندة الكافية.

على النقيض تماماً استمر أليجري في إدارة مباراته بأكبر قدر ممكن من الهدوء، مقرراً إحكام قبضته على وسط الملعب في الدقيقة 71 بإشراك كلاوديو ماركيزيو بدلاً من كوادرادو لتتحول الطريقة إلى 4-3-3، ثم داني ألفيس في الدقيقة 80 على حساب ليشتاينر إغلاقاً لتلك الثغرة بعد أن ضربه الإرهاق، وأخيراً في الدقيقة 84 قرر قطع التيار الكهربائي تماماً بسحب ديبالا وإشراك دانيلي روجاني ليتحول إلى 3-5-2.

ملاحظات


(جدول ترتيب الدوري الإيطالي: المراكز الثمانية الأولى - beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)
(جدول ترتيب الدوري الإيطالي: المراكز الثمانية الأولى – beIN Sports) (مواقع التواصل الإجتماعي)


– رغم أن الإحصائيات الهجومية تٌظهر تفوق يوفنتوس، ورغم أفضلية واضحة في الصراعات الهوائية أيضاً (61.5%)، إلا أن صاحب الديار تلقى 9 تسديدات من داخل منطقة الجزاء في مباراة واحدة وهو رقم خطير باعتبار الصلابة الدفاعية المعتادة منه.

– يوفنتوس يتمتع مع أليجري بتنوع خططي كبير خارج إطار 3-5-2 و4-4-2 Diamond المعتادين، فها هو يبدأ بـ4-2-3-1 للمباراة الرابعة على التوالي (بعد لاتسيو وميلان وساسولو) والحصيلة 4 انتصارات، كما يتحول منها بكل سلاسة إلى 4-3-3 ثم 3-5-2 في نفس المباراة. كل ذلك ينبع من مدرب يُصنف ضمن أفضل "قارئي المباريات" في العالم.

– بينما يستغل يوفنتوس المميزات الهجومية القاتلة للطريقة الجديدة، ومن مزاياها الدفاعية المتمثلة بماندزوكيتش، إلا أنه يفقد عمق الوسط الدفاعي وهو ما تسبب بذلك العدد الكبير من تسديدات إنتر داخل الصندوق.

– سامي خضيرة كان أحد العلامات المضيئة في مباراة الليلة، بدقة تمرير بلغت 91% وهو المعدل الأعلى بين كل لاعبي يوفنتوس.

– بينما تواجد جاري ميديل في الخط الخلفي للنيراتزوري، كان مركز لاعب الوسط المدافع يشتاق إليه في مباراة مثل تلك.

– ودع إنتر ميلانو منذ أيام قليلة منافسات كأس إيطاليا، كما ودع سابقاً الدوري الأوروبي، لم يبقَ له أي أمل سوى القتال على مقاعد التأهل الأوروبية. التحسن واضح تحت قيادة بيولي فبين تلك الخسارة وسابقتها في الكالتشيو (3-0 أمام نابولي) 7 انتصارات متتالية.

ربما يبدو على المدرب المعاناة في المباريات الكبرى، ولكن ما دام يحصد النقاط من الصغار فلديه الفرصة لتحقيق حتى ما كان بعيداً عن الخيال في بداية الموسم: التأهل لدوري الأبطال، حيث يفصله عن المركز الثالث 5 نقاط يصبحوا 6 إذا فاز روما على فيورنتينا أو تعادل معه اليوم.

المصدر : الجزيرة