كيف تطورت ملاعب إنجلترا عبر القرن الأخير؟ (2)
بدأت الحكاية بمحاولة ترقيع فاشلة لملعب هايبري؛ معقل المدفعجية منذ 1913، خفضت سعته من 59 ألف متفرج -وقوفًا- إلى 38 ألف مقعد، العدد الذي فشل في تلبية الطلب المتزايد على كرة الجانرز الممتعة السريعة ومن ثم إتُخذ القرار في 1998 بالارتحال لموقع جديد.
ما لا يعلمه الكثيرون أن أرسنال قدم عرضًا لشراء ملعب ويمبلي ثم تم رفضه، وحينها لم يجد بدًا من توقيع العقد مع طيران الامارات والبدء في الملعب الجديد الذي تم افتتاحه في موسم 2006-2007، بعد شهور قليلة من قبلة تييري هنري الشهيرة لعشب الهايبري، الذي تحول بدوره لتجمعات سكنية فاخرة لأغنياء لندن.
رغم كل شيء انتهت مأساة أرسنال، وتعافت أرصدته في البنوك لحد كبير سمح له بضم بضع نجوم كأوزيل وسانشيز وتشاكا، يقودونه الآن للمنافسة على قمة البريمييرليغ.
5 سنوات فقط كانت كفيلة بتغيير كل شيء، مجموعة أبو ظبي قامت بشراء النادي في 2008 لتنهال الأموال على السيتيزنز من كل حدب وصوب، حصل الفريق على عقد رعاية فوري من طيران الاتحاد مقابل تسمية الملعب باسم شركة الخطوط الجوية الأولى في الإمارات، ثم نجحت المجموعة في الحصول على 200 فدان في الحدود الشرقية للمدينة لبناء ملعب جديد ومجمع اجتماعي وسكني ومدينة تسوق وأكبر أكاديمية ناشئين في إنجلترا وربما العالم، سيتكلف بناءها أكثر من مليار باوند؛ خطط أسماها كثير من المحللون بأنها "مرعبة"، وستجعل السيتي القوة المالية والكروية الأعظم في أوروبا في غضون سنوات قليلة.
في 2013 تم افتتاح محطات القطار بالمجمع، ثم افتُتحت الأكاديمية في 2014.
منذ توسعته في موسم 2000-2001 زادت سعة الـ"بولين جراوند" من 26 ألف متفرج إلى 35 ألف، لكن الهامرز كانوا يرغبون بالمزيد، حاولوا وضع خطط لتوسعة الملعب أو الانتقال لموقع آخر، ولكن تعرض مالك النادي الأيسلندي بيورجولفور جودموندسون للإفلاس قلب كل خطط النادي رأسًا على عقب.
بعدها بعام واحد في 2010 عادت خطط التوسع للطفو على السطح مرة أخرى، استعلم النادي عن إمكانية الاستحواذ على ملعب لندن الأوليمبي عقب انتهاء المسابقات الرسمية، وبعد صراع قضائي طويل مع توتنهام، الذي كان يرغب بدوره في الاستحواذ على الملعب، أعلنت هيئة التراث الأوليمبي الإنجليزية برسو العقد على ويستهام يونايتد لينتقل الفريق لملعبه الجديد بدءًا من الموسم الحالي.
ملعب لندن الأوليمبي أو إستاد لندن طبقًا للتسمية الجديدة يتسع لـ60 ألف متفرج، ما يقارب ضعف السعة السابقة للبولين جراوند.
في يونيو 2015 وقبل التتويج المدوي بالبريمييرليغ بعام كامل، أعلنت إدارة ليستر سيتي بقيادة التايلاندي فيكاي سريفادانابرابا عن عزمها توسعة الملعب بعشرة آلاف مقعد إضافي ليصل لسعة 42 ألف متفرج، عن طريق بناء طابق إضافي في المدرجين الشرقي والجنوبي.
قبل 2002 ولـ111 عام، كان معقل ثعالب ليستر هو الملعب الكائن في فيلبرت ستريت، والذي حوله النادي لملعب كامل المقاعد بدلًا من ساحات الوقوف التقليدية آنذاك والتي كانت تسمح بأضعاف السعة الجماهيرية، عقب ذلك صعود ناجح للدرجة الأولى الإنجليزية "البريمييرليغ" وعدة عروض مميزة ترتب عليها زيادة الطلب على تذاكر مباريات الفريق بشكل لا يستطيع فيلبرت ستريت استيعابه.
في 1998 اتخذ النادي قرار الانتقال للملعب الجديد، ولكن سوء حظ الثعالب قادهم للهبوط في نفس الموسم، ما ترتب عليه صعوبات مالية جمة وتراكم الديون حتى وصولها لـ30 مليون باوند، بالطبع تغير الأمر عند حلول المجموعة التايلاندية على رأس النادي، وشراءها حقوق اسم الملعب وتحويله رسميًا لملعب الكينج باور بعد أن كان يعرف بليستر سيتي ستيديوم.
الباقي للتاريخ، الملايين القليلة التي دفعها التايلاندي مقابل حقوق اسم الملعب كدعاية خجولة لشركته تحولت لمليارات إضافية في رصيده في البنك، بعد تلقيه كم هائل من الدعاية المجانية بسبب متابعة العالم لملحمة ليستر الأسطورية في العام الماضي.
منذ ذلك الحين تم استخدام العبارة للتعبير عن صعوبة مباريات البريمييرليغ عمومًا وصعوبة ملعب ستوك خصوصًا، الفريق الذي عرف بالتحاماته البدنية القوية بقيادة قائده ومدافعه الأبرز ريان شوكروس.
رغم ذلك كله فإن ملعب ستوك هو أحد أصغر ملاعب أندية البريمييرليغ إن لم يكن أصغرها فعلًا، بسعة تقارب 27 ألف متفرج، ولكن خطط التوسعة كانت تداعب خيال إدارة النادي منذ 2009، رأي النادي إن استغلال الأركان المفتوحة التي يتميز بها البريطانيا ستيديوم ستتيح لهم إضافة 3000 مقعد لتتجاوز سعة الإستاد 30 ألف متفرج، العقبة الوحيدة كانت علاقة الفريق الموسمية المتذبذبة بمراكز الهبوط، والتي تهدد مسيرته ومن ثم قدرته على إنفاق الـ6 ملايين باوند اللازمة للتوسعة.
كان النادي قد باع حقوق اسم ملعبه لشركة bet365 والتي يحمل الملعب اسمها منذ 1997، لحظة انتقال البوترز له، بعد أن كان الفيكتوريا جراوند هو ملعب الفريق لـ119 عام.