شعار قسم ميدان

دورتموند وموناكو.. مباراة الأخطاء والقنابل

ميدان - موناكو دورتموند
فاز فريق موناكو في مباراة الذهاب لدور ربع النهائي أمام بروسيا دورتموند بنتيجة 3-2 على ملعب سيغنال إيدونا بارك. وأقيمت المباراة بعد تأجيلها لأقل من 24 ساعة، بعد ثلاثة انفجارات وقعت في المدينة الألمانية، متسببة في إصابتين؛ واحدة منهم كانت من حظ مارك بارترا مدافع دورتموند.

مما دفع توماس توخيل مدرب الفريق الألماني للاعتراض قائلاً: لقد كنّا نرجو مزيدًا من الوقت للتعامل مع ما حدث. ولكن شخصًا ما في سويسرا قرر أن نلعب. وهذا ليس عدلاً. بعض اللاعبين يستطيعون التعامل بسهولة مع ما حدث، والبعض الآخر قلقون للغاية. هناك الكثير من المشاعر المختلطة.
 

الدقيقة 0:00
تشكيل الفريقين وطريقة اللعب (هوسكورد)
تشكيل الفريقين وطريقة اللعب (هوسكورد)

شهدت هذه المباراة الكثير من الغيابات من جانب الفريقين. في الفريق الفرنسي، غاب تيموا باكايوكو بسبب الإيقاف لحصوله على بطاقة صفراء في مباراة العودة بالدور نصف النهائي أمام مانشستر سيتي. وغاب غبريال سيديبيه بسبب الإصابة وكذلك بينيامين ميندي. ولكن على الجانب الجيد، فقد شهدت المباراة عودة الهداف الكولومبي فالكاو إلى دوري الأبطال بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن مباراة العودة أمام السيتي.

 

وفي جانب الفريق الألماني، فقد استمر غياب ماريو غوتزه للمرض، وغاب أندريه شورلى. أما ماركو رويس المتعافى حديثًا من الإصابة، فلم يلحق باللقاء رغم عودته للتدريبات. أما فيغل والياباني كاغاوا فقد استطاعا المشاركة باللقاء رغم الشكوك بعدم جاهزيتهم قبله. والغائب الأبرز بالطبع كان مارك بارترا. الذي ارتدى زملاؤه قمصانًا تحمل اسمه علامة على الدعم. وشكّلت جماهير المدرج الجنوبي "تيفوهات" تدعم الفريق عقب التفجيرات الإرهابية، ورفع بعضها شعار "أنت لن تير وحدك أبداً"

حارس بروسيا دورتموند رومان بوريكي يرتدي قميص زميله الذي أصيب بالانفجار مارك بارترا
حارس بروسيا دورتموند رومان بوريكي يرتدي قميص زميله الذي أصيب بالانفجار مارك بارترا

الدقيقة 16:00

بدأ اللقاء باستحواذ كبير لدورتموند وانتشار جيد. أسفر عن 164 لمسة للفريق الألماني مقابل 74 للفريق الفرنسي. وتسديدة واحدة خارج المرمى لكلٍ منهما؛ أوباميانغ وتوماس ليمار الجناح الأيمن لموناكو. لكن هذا التفوق اصطدم بالخطأ الأول للحكم الإيطالي دانييلي أورساتو عندما احتسب ضربة جزاء خاطئة لموناكو حين ادعى المهاجم الشاب كيليان إمبابي السقوط داخل منطقة الجزاء. وأخرج الحكم البطاقة الصفراء للظهير اليوناني سقراطس. وتصدر لضربة الجزاء البرازيلي فابينيو، لكنه أضاعها إلى جوار العارضة.

 

وبعد ثلاثة دقائق، في الدقيقة 19 استطاع إمبابي إحراز هدف السبق للضيوف من تسلل واضح عقب تمريرة ليمار. ليضع الحكم موناكو في تقدم غير مستحق. ليغير مسار اللقاء.

لمسات الفريقين في الربع ساعة الأولى من اللقاء (تليجراف)
لمسات الفريقين في الربع ساعة الأولى من اللقاء (تليجراف)
الدقيقة 35:00

في الدقيقة 35 عزز موناكو تقدمه بالهدف الثاني، وليس بخطأ الحكم هذه المرة، ولكن بهدف ذاتي أحرزه سفين بيندر في مرمى حارس فريقه رومان بوركي. ليثير بذلك التساؤل حول أمرين: أولهما مدى الكفاءة الفردية لخط ظهر دورتموند الذي تلقى 7 أهداف في آخر لقاءين. خاصة أن المباراة شهدت هدفًا آخر لصالح الخصم من خطأ مباشر من لوكاس بيتشيك الذي أخفق في تمرير الكرة إلى سقراطس فقطعها إمبابي محرزًا هدف الفرنسيين الثالث.

 

والتساؤل الثاني الذي يطرح نفسه هو مدى توفيق توخيل في اللعب بثلاثة مدافعين بدلاً من أربعة كما يعتاد. وعلى الرغم من تأثير غياب بارترا إلا أن الفريق الألماني الذي يمتلك وفرة في مراكز الوسط والهجوم، يعاني من أخطاء عديدة في دفاعه. وليس من المنطقي أبدًا أن يتلقى فريق في دور الثمانية هدفين من أخطاء مباشرة لمدافعيه. أخطاء تتنافى مع أبسط قواعد كرة القدم عمومًا "لا تحرز هدفًا في مرماك"، "لا تمرر الكرة للخصم"!

هدف بيندر في مرماه (تيلجراف)
هدف بيندر في مرماه (تيلجراف)

الدقيقة 57:00

طيلة الأعوام السابقة تمثلت القدرة الكبيرة لدورتموند في تعويض الراحلين. وفي الميركاتو الأخير، فقد الفريق خدمات ميختريان وغاندوغان. لكن الجانب المشرق في الأمر هو إعطاء الفرصة لظهور لاعب بحجم موهبة الفرنسي عثمان ديمبلي. مباراة الأمس كانت رقم 40 للشاب الصاعد بقوة في صفوف دورتموند، والتي استطاع فيها أن يحرز هدف الفريق الأول في الدقيقة 57 من اللقاء. لتصبح إحصائياته حتى الآن 8 أهداف في جميع المسابقات و15 تمريرة حاسمة.

 

الدقيقة 84:00

في الدقيقة 84 استطاع الياباني كاغاوا أن يحرز هدف تقليص الفارق لأصحاب الأرض، وأصبحت النتيجة 3-2.

هدف كاغاوا الأخير في المباراة (تليجراف)
هدف كاغاوا الأخير في المباراة (تليجراف)

 
قد يخبرنا هذا الهدف بكل مشاكل الفريق الألماني تقريبًا. حيث قدرة خط الوسط والهجوم على الاختراق من الأجناب ومن العمق، وكسر الدفاعات المتكتلة. حيث بدأت الهجمة من فايغل إلى ديمبلي إلى بوليسيتش إلى كاغاوا، الذي أنهى اللعبة بمراوغة ثم التسجيل. إن الفاعلية الهجومية للفريق غير محدودة، فقد مكنته من احتلال صدارة فرق دور الـ 8 من حيث معدل التهديف.

 

لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في انخفاض الكفاءة الفردية لخط الدفاع. والتي جعلته ثاني أضعف خطوط الدفاع في دور الثمانية حتى الآن بتلقيه 13 هدفا! حتى أن بيندر وبيتشيك كانا أقل اللاعبين العشرين في الملعب من حيث التقييم في هذه المباراة!

 

استطاع فريق توخيل السيطرة على الكرة، واستطاع الوصول إلى مرمى الخصم بشكل أكبر، وأحرز الأهداف الأجمل. لكن فريق غارديم كان الفائز في المباراة. والفريق الذي استطاع تسجيل 3 أهداف خارج أرضه واضعًا إحدى قدميه في المربع الذهبي!

إحصائيات اللقاء (بي بي سي)
إحصائيات اللقاء (بي بي سي)

 

إمبابي
إمبابي يحرز ثنائية في مرمى مانشستر سيتي ودورتموند (سكواكا، مواقع التواصل)
إمبابي يحرز ثنائية في مرمى مانشستر سيتي ودورتموند (سكواكا، مواقع التواصل)

تسعد كرة القدم الفرنسية الآن بجيل من الشباب ربما لم تعرفه في تاريخها. وإلى جوار أسماء مثل بوغبا وغريزمان وكانتي، فهناك ديمبلي ومارسيال وكومان وإمبابي. وهذا الأخير صنع أرقامًا مميزة في لقاء الأمس!


إمبابي:
هو أصغر لاعب يحرز هدفين في أدوار خروج المغلوب بتاريخ دوري الأبطال (18 سنة و113 يوم).

إمبابي: أحرز في ثلاثة مباريات متتالية لموناكو بدوري الأبطال. 4 أهداف في مرمى مانشستر سيتي وبروسيا دورتموند.

إمبابي: هو خامس لاعب في التاريخ يستطيع أن يحرز أهداف في أول 3 مباريات يلعبها في أدوار خروج المغلوب. وهذا بعد اللاعب الرابع ليوري ساني الألماني نجم مانشستر سيتي الحالي.

المصدر : الجزيرة