شعار قسم ميدان

ريال مدريد وبرشلونة.. نحو القليل من كرويف

midan - barcilona

في الكلاسيكو الأكثر إمتاعاً منذ مارس 2014، وفي أول كلاسيكو يسجل ميسي خلاله منذ مارس 2014، برشلونة يوقظ الأمل الأخير في سباق الليغا ويقتنص الفوز من بين أنياب الغريم الأزلي ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدفين في عقر الديار.

 

يقولون إن المتعة لا تتولد إلا في حضور دفاعات سيئة، وهم -أحياناً- على حق كما رأينا الآن وكما سبق ورأينا في مباراة مانشستر سيتي وموناكو (5-3). الأهداف لا تأتي إلا من خطأ ما في أغلب الحالات، ولكن هذا الكم من الفرص لا يأتي إلا في وجود خطوط دفاع مُخترقة لم يعد ما يبدر منهم قابل للإدراج تحت بند مجرد الخطأ.

 

فاز برشلونة ولم يكن الأكثر تسديداً، خسر ريال مدريد كل الرهانات عدا رهان وحيد: الطيبة المتأصلة في دفاع البارسا، والتي انتقلت عدواها في النهاية ليسمح مارسيلو دون سواه بكرة تطورت لهدف ثالث في الوقت القاتل. فاز برشلونة لأنه امتلك تير شتيغن وميسي في أفضل حال، وخسر ريال مدريد لأنه امتلك راموس ورونالدو في أسوأ حال ذهني ممكن.
 

تشكيل الفريقين وتقييم اللاعبين - هوسكورد
تشكيل الفريقين وتقييم اللاعبين – هوسكورد

 
 

أخطاء مبكرة
استعد لويس إنريكي لمباراته في غياب نيمار بـ 4-3-1-2 تتحول في وضعية الدفاع إلى 4-4-1-1 بحيث ينتقل ألكاسير إلى الجناح الأيسر ولذلك اللاعب قصة أكبر من مباراة تبدو سيئة إن نظرنا إليه كبديل نيمار المباشر. على الجانب الآخر قلب زين الدين زيدان أغلب طاولات التحليل أثناء نقاش حاد حول هوية بديل غاريث بيل، فبينما انقسم الجمع بين ماركو أسينسيو وإيسكو، قرر الفرنسي إشراك جناحه الويلزي غير عابئ بأزمة لياقته وإصاباته المتكررة.

 

كان زيدان يُخفي في جعبته أكثر من ذلك، فبينما سارت التوقعات في اتجاه لعبه لمباراة دفاعية يحاول خلالها الاستفادة من سرعات فريقه الخيالية وقوته في شن المرتدات، بدأ ريال مدريد بضغط مميز على برشلونة في منطقة وسطه، نفس البداية التي يطبقها أغلب الخصوم هذا الموسم على تفاوت قواهم من يوفنتوس إلى ريال سوسييداد.
 

متوسط تمركز اللاعبين يظهر تقدم الملكي المفاجئ (يسار) - هوسكورد
متوسط تمركز اللاعبين يظهر تقدم الملكي المفاجئ (يسار) – هوسكورد

 

أثمرت تلك البداية عن تفوق الميرينغي في أغلب فترات الشوط الأول، وحملت الدقيقة الثانية لقطة ثلاثية الخطأ كان بإمكانها إنهاء المباراة بين أومتيتي ورونالدو وحكم اللقاء: الأول أعاق رونالدو بالفعل – الثاني قرر المبالغة والتمثيل – الثالث ما كان ليجرؤ على احتساب ركلة جزاء في الدقيقة الثانية من عمر الكلاسيكو ما لم يكن واثقاً من صحتها 100% وهنا قرر الاحتكام لسمعة الدون السيئة داخل المنطقة. الحقيقة التحكيمية تبقى أن ريال مدريد قد حُرم من ركلة جزاء.

 

رونالدو لم يتخذ قرار المحاولة على الكرة علماً بأنه كان أقرب لها من أومتيتي وكان بإمكانه إكمالها بهدف، وعلماً بأنه لو لم يبالغ في الاحتكاك الأول لأسقطته قدم أومتيتي الثانية ليحصل على الركلة التي أرادها بلا نقاش، نُقطة في بحر قراراته الخاطئة والمتسرعة بتلك المباراة.

 

على خطى أرتورو فيدال وبعد بداية سيئة للمباراة من جانبه، تحصل كاسيميرو على إنذار لا مبرر له بعرقلة ميسي بعد أن راوغه في الدقيقة 12، للمباراة الثانية على التوالي يضع البرازيلي فريقه في موقف حرج ويتركه مهدداً بنقص عددي كاد أن يتحقق في نهاية الشوط الأول لولا رأفة الحكم بعد عرقلته لميسي مرة أخرى.

 
 

1+1 = 2
تترك راموس خالياً في كرة عالية = يتعرض مرماك للخطر. تترك لميسي مساحة ولو صغيرة على حدود منطقة جزاءك = تتلقى هدفاً. تُشرك لاعباً غير جاهز 100% = تخسر تبديلاً مبكراً.

 

ركنية أبعدها تير شتيغن لتصل إلى مارسيلو فيعيدها إلى داخل المنطقة في الهواء بالتزامن مع تقدم عشوائي للاعبي البارسا سمح لراموس باختراق الصفوف ليسدد في القائم، ترتد منه لتصل إلى كاسيميرو في مواجهة المرمى الخالي، كل ذلك تحت حراسة 8 لاعبين داخل منطقة جزاء البارسا لحظة لعب مارسيلو للعرضية، المفارقة أن الثنائي لم يكن متسللاً.

 

قبل عرضية مارسيلو مباشرة: 8 لاعبين من برشلونة داخل المنطقة وراموس وكاسيميرو ينسلان دون أي إزعاج
قبل عرضية مارسيلو مباشرة: 8 لاعبين من برشلونة داخل المنطقة وراموس وكاسيميرو ينسلان دون أي إزعاج

 

وكما بدأ هدف ريال مدريد بعرضية مارسيلو، بدأ هدف برشلونة عند مارسيلو: تقدم الظهير البرازيلي عدة خطوات كافية ليتمكن راكيتيتش من التمركز وراءه بمنتهى الأريحية، كاسيميرو يُطارد ميسي الذي يمرر لبوسكيتس فيطارده كاسيميرو ليهديها إلى راكيتيتش فيطارده كاسيميرو مرة أخرى رغم البعد بينهما، وبسبب فجوة مارسيلو الأولى اضطر راموس للاندفاع ناحية الكرواتي الذي مرر لميسي.

 

بالتزامن مع تمركز سيء لمودريتش وانشغال ناتشو بمراقبة سواريز، تحرك ألكاسير بشكل مثالي ليسحب معه كارفاخال وبالتالي تولدت الثغرة ليراوغ ميسي الثنائي المدريدي المذكور ويضعها على يسار نافاس.

 

لحظة تمريرة بوسكيتس لراكيتيتش، أو لحظة اكتشاف مارسيلو لما تركه خلفه
لحظة تمريرة بوسكيتس لراكيتيتش، أو لحظة اكتشاف مارسيلو لما تركه خلفه

 

undefined

(في الصورة أعلاه لحظة تمريرة راكيتيتش لميسي: كاسيميرو (سهم) يطارد حامل الكرة برعونة دون إغلاق زاوية التمرير، ميسي يتحرك للأمام مع تمركز مودريتش الخاطئ (أسفل السهم). تحرك ألكاسير (داخل الدائرة) لسحب كارفاخال إلى الوراء)

 

أخيراً حدث ما توقعه الجميع وخرج بيل ممسكاً بقدمه في الإصابة العضلية الألف التي يتعرض لها في مدريد ليحل أسينسيو بدلاً منه في الدقيقة 39، هكذا دفع زيدان ثمن اختياره للأسماء على حساب الجاهزية.

 
 

قُبلة الحياة.
في الشوط الثاني واصل ريال مدريد انطلاقته القوية وكثرة فرصه على قلة استحواذه ولكن بقيت الرعونة عنواناً أساسياً للمسته الأخيرة في مواجهة مباراة خرافية من تير شتيغن، بينما فشل برشلونة في استغلال فرصه الخطيرة التي ازدادت نتيجة اكتساب المزيد من الثقة في ملعب الخصم الذي عجز عن استرداد التقدم رغم امتلاكه الفرص الكافية لتحقيق الانتصار بل وقتل المباراة بشكل نهائي.

 

دخول أسينسيو ساهم بشكل كبير في تحسن الشكل الهجومي للميرينغي، فهو على صغر سنه يمتلك شخصية وحسن تصرف لا يملكهما بيل مهزوز القدمين منذ صيف 2013 وحتى الآن. أشدنا في المباراة الأخيرة أمام بايرن ميونيخ بجرأة أسينسيو واختياره للإبداع على حساب الخيار الأسهل في الهدف الرابع، ولكنه تلك المرة لجأ إلى السهل بالتمرير إلى رونالدو أمام المرمى الخالي فما كان من الأخير إلا مواصلة مباراته المزرية مطيحاً بها فوق العارضة.

 

عادت تلك الكرة إلى برشلونة ليرسل إنييستا تمريرة رائعة لم نرَها منذ فترة باتجاه سواريز داخل المنطقة ليبعدها تألق نافاس قبل أن يقرر كلا المدربين حركته القادمة: أندريه غوميز بدلاً من ألكاسير بغرض المعاونة في التقليل من خطورة أسينسيو، وماتيو كوفاسيتش بدلاً من كاسيميرو قبل أن يُطرد.

 

كرة وصلت إلى ميسي داخل المنطقة فأوقفها راموس لتعود إلى راكيتيتش، بكل أريحية مرة أخرى يموه بالتسديد لمراوغة كروس، في تلك اللحظة كان كوفاسيتش مؤمناً باحتمالات كروس في استرداد الكرة أكثر مما يلزم لدرجة أنه وقف دون فعل أي شيء، ليكتشف بعد المراوغة أن الوضع قد تأزم، في الوقت ذاته بات ميسي في وضعية مثالية لتلقي البينية بين ناتشو وراموس ولكن الكرواتي كان قد حسم قراره بالتسديد ليسكن هدفه الرائع شباك نافاس معلناً التقدم.

 

undefined

(في الصورة أعلاه بعد مراوغة راكيتيتش لكروس مباشرةً: كوفاسيتش لم يكن يفعل شيئاً على الإطلاق، راكيتيتش اقترب منه بالكرة قبل التسديد، لو لم يتأخر كوفاسيتش في قرار الضغط لانتهى أمر هذا الهدف قبل أن يسدد مواطنه الكرواتي)

 
 

لأن بعض الأشياء لا تتغير.. أبداً
الفريق المضيف في وضعية سيئة بعد تلقي شباكه الهدف الثاني، هذا يعني أنه قد حان الوقت الأمثل لكارثة سيرجيو راموس الموسمية أمام برشلونة! مدافع هداف من الطراز الأول، يمتلك كل الإمكانيات البدنية اللازمة لشغل هذا المركز ولكن تظل مشكلته الأزلية في قدراته العقلية وهو الأمر الذي يجعله دائماً كمن يحمل قنبلة لا تعلم متى ستنفجر.

 

لا أحد يمتلك القدر الكافي من التهور للقيام بمثل هذا التدخل بكلتا قدميه ومن ثم يترك الحكم بلا أي خيار سوى تطبيق نص القانون وإشهار البطاقة الحمراء في وجهه سوى راموس. هذا الطرد هو رقم 22 في مسيرته من بينهم 5 في الكلاسيكو، رقم لا يتسق إطلاقاً مع ادعاء البعض بأنه أفضل مدافع في العالم، إن لم يكن هذا التصرف كافياً لإنهاء الخلط بين تسجيله للأهداف وبين أدائه لمهمته الأساسية وهي الدفاع فلا شيء سينجح بذلك أبداً.

 

بعد الطرد أضاع بيكيه هدفاً كان ليندم عليه كثيراً، بينما وجد زيدان نفسه مجبراً على تحديد هوية مهاجمه الحقيقي، ليسحب بنزيمة ويشرك خاميس رودريغيز بدلاً منه، وهو التغيير الذي آتى ثماره سريعاً بهدف التعادل، فقط لأن بعض الأشياء لا تتغير أبداً.

 

مارسيلو يصل إلى الكرة ويستعد للعب عرضية هدف ريال مدريد الثاني. السؤال: كيف استطاع اللاعب داخل الدائرة أن يصل النقطة البيضاء دون أن يلحظه أحد؟
مارسيلو يصل إلى الكرة ويستعد للعب عرضية هدف ريال مدريد الثاني. السؤال: كيف استطاع اللاعب داخل الدائرة أن يصل النقطة البيضاء دون أن يلحظه أحد؟

 
 

لأن البعض الآخر من الأشياء قد تغير..
في كبرى مفاجآت المباراة، استمر ريال مدريد رغم نقصانه العددي في محاولة الضغط لإنهاء المباراة والليغا بهدف ثالث وهو ما يفسر تواجد 6 لاعبين باللون الأبيض في ثلث البارسا الدفاعي خلال اللقطة الأخيرة من ضمنهم مارسيلو وهو أحد أضلاع ثلاثي المدافعين المتبقي على أرضية الملعب.

 

قبل تمريرة بوسكيتس لروبرتو مباشرةً: 6 من مدريد في مناطق البارسا
قبل تمريرة بوسكيتس لروبرتو مباشرةً: 6 من مدريد في مناطق البارسا

 

انطلاقة مذهلة من جانب سيرجي روبرتو بآخر ما يمتلك من طاقة يُقابلها قرار نزيه من مارسيلو بالمحاولة على الكرة بدلاً من الخيار الأكثر منطقية في وضعية كتلك وهو ارتكاب مخالفة تكتيكية من شأنها إفساد هجمة الخصم الأخيرة (وهو ما حاوله مودريتش قبله)، يواصل روبرتو الانطلاق ويعجز البرازيلي عن اللحاق به ليهديها إلى غوميز الذي تصرف بشكل مثالي في ظهوره الوحيد المؤثر: انتظر انطلاقة ألبا ومررها إليه.

 

من اليسار إلى اليمين: هكذا رفض مارسيلو الإطاحة بروبرتو فكانت النتيجة هدف انتصار البارسا
من اليسار إلى اليمين: هكذا رفض مارسيلو الإطاحة بروبرتو فكانت النتيجة هدف انتصار البارسا

 

بدوره مررها ألبا للقادم من الخلف، وإذا كان هناك ما استفدناه من الهدف الأول والكثير من الأهداف من يترك لميسي أي مساحة هنا لا بد وأن يُعاقب. لم يكن هناك ما هو أكثر قسوة من توقيت الهدف الثالث، هذا الوقت الذي تفنن ريال مدريد في ضرب كافة أشكال وأنواع الخصوم خلاله هذا الموسم، المحاولة الأخيرة التي تنطلق الصافرة بعدها مباشرةً.

 

undefined

 
 

سر تحذير كرويف
رغم تلقي برشلونة الهدفين بسبب عرضيتين وهو سم الميرينغي الأقوى هذا الموسم، إلا أنه نجح باتقاء شر الركنيات بشكل مباشر قدر الإمكان، لا يمكن الجزم بنجاح عملية تقييد راموس في وضعيات الثبات نظراً لأن كروس لعب أغلب الركنيات على رأس سواريز. لم تكن أفضل مباريات وسط برشلونة على الإطلاق ولكنهم كانوا أفضل حالاً من الثلاثي المدريدي.

 

تضرر برشلونة من الناحية الدفاعية كما هو معتاد، ولكنه نجح في زيادة خطورة محاولاته وتسديد الكرة 9 مرات على المرمى وهو ما لم يتخطاه سوى أمام غرناطة وفالنسيا في الآونة الأخيرة، حتى مباراة الريمونتادا أمام باريس سدد خلالها 7 مرات فقط، لماذا؟ لأن نيمار لم يلعب!

 

إحصائيات المباراة: برشلونة على اليمين وريال مدريد على اليسار - هوسكورد
إحصائيات المباراة: برشلونة على اليمين وريال مدريد على اليسار – هوسكورد

 

من الظلم اختزال مباراة ألكاسير في الهدف الذي أضاعه، فبالعودة لتحركه في لقطة الهدف الأول نكتشف ما فقده برشلونة بسبب عقلية نيمار والتي لم تجد المدرب القادر على توجيهها، فالبرازيلي على قدر موهبته وجهده الكبير دائماً ما يحمل نفسه أكثر مما يلزم لينعكس الأمر بالسلب وتتحطم جماعية الفريق على صخرة فرديته المبالغ فيها.

 

لهذا حذر كرويف من التعامل الخاطئ معه ومن أنه لن يمكنه قيادة برشلونة في وجود ميسي، الحقيقة هي أن نيمار تطوع طوال الموسم لأداء دور ليس دوره ويمتلك الفريق من هو أكثر قدرة على أدائه من ناحية صناعة اللعب وهو ليونيل. أضف إلى ذلك مدى ثباته الذهني القابل للتلاشي في أية لحظة مثلما رأينا في مباراة ملقا التي تسببت بإيقافه، أو مباراة يوفنتوس التي ودع أجواءها تماماً وهو يحسب أنه قد انتقم لصديقه الأرجنتيني من بيانيتش!

 

مناطق الهجوم تعكس توزيعاً عادلاً بين الجهات الثلاث لدى برشلونة (يمين) بعكس المشهد المعتاد في وجود نيمار بارتفاع نسبة الجهة اليسرى دون جدوى - هوسكورد
مناطق الهجوم تعكس توزيعاً عادلاً بين الجهات الثلاث لدى برشلونة (يمين) بعكس المشهد المعتاد في وجود نيمار بارتفاع نسبة الجهة اليسرى دون جدوى – هوسكورد

 

خروج نيمار منح البلوغرانا لاعباً على اليسار يمكنه سحب المنافسين برفقته بدلاً من جناح متأخر يزاحم لاعبي الوسط ثم ينطلق في سلسلة من تحركات ومراوغات حفظها كل الخصوم عن ظهر قلب، والنتيجة هي عدم استفادة أي من الطرفين، فلا برشلونة تلعب بشكل أفضل، ولا هو سجل أكثر من 9 أهداف في الليغا.

 

رجل المباراة بعد ميسي هو الألماني مارك أندريه تير شتيغن بلا منازع بـ 12 تصدي مقابل 6 لكيلور نافاس الذي قدم مباراة متميزة باستثناء تمركزه السيء في هدف راكيتيتش.

 

لغز أخير لا يزال زيدان عاجزاً عن إيجاد حل له، "مَن يلعب أين" في هجوم الفريق؟ بيل بدأ على اليسار بينما احتل رونالدو "على الورق" الجبهة اليمنى، ورغم ذلك لم يظهر الويلزي سوى في فرصة سددها بشكل سيء حتى إصابته، ليحل أسنسيو بدلاً منه على الجهة اليمنى وينتقل رونالدو "على الورق أيضاً" إلى اليسار في استمرار لمسلسل مزاحمته لكريم بنزيمة داخل العمق. الحالة الوحيدة التي تواجد فيها شكل واضح لثلاثي هجوم ريال مدريد هي حين حل رودريغيز على حساب المهاجم الفرنسي، ليتسلم هو دفة اليمين وينتقل أسينسيو لليسار ويتواجد رونالدو في العمق بوضوح.

 

بنزيمة يمر بواحد من أسوأ مواسمه على الإطلاق، ولكن تلك المباراة تحديداً لم تكن بذلك السوء، فتارة يجد رونالدو يسحب لاعبي الخصم باتجاهه ليزداد الضغط عليه وتارة يمرر له في وضعية صعبة ليحصره في خيار محاولة الصناعة له بدلاً من أن يصنع البرتغالي له، بنزيمة بالفعل لا يؤدي مهام المهاجم الصريح على أكمل وجه، وذلك لأن تلك المهام مسندة في حقيقة الأمر إلى رونالدو، الكل يبحث عنه ويمرر له متجاهلاً زميل في موقع أفضل ببعض الأحيان، ولذلك تتوقف العملية الهجومية في أغلب المواقف على حالته الذهنية والتي لم تكن أبداً في نصابها الصحيح.

المصدر : الجزيرة