شعار قسم ميدان

أرسنال ومانشستر.. عندما فاز فينجر على مورينيو

midan - football


منذ أعوام قلائل كان هذا التحليل ليصبح كلامًا عن المنافسة على لقب الدوري، وليس عن أصحاب المركز الخامس والسادس في جدول الترتيب. وعن مباراة بدت، حسب رأي فيل نيفيل، وكأنها بين أصحاب المركز التاسع والعاشر.


تطلب الأمر من أرسين فينجر 13 عامًا كي يحقق انتصاره الأول على مورينيو في البريمييرليج، والثاني في جميع المسابقات. 17 مباراة جمعت بين الفرنسي والبرتغالي، خسر فيها طرف المدفعجية 8 مرات، وفازوا عندما كان عقل السبيشيال وان هناك في نهائي الدوري الأوروبي بملعب ساحة الأصدقاء بالعاصمة السويدية ستوكهولم. حيث الفرصة لتحقيق لقب أوروبي بموسمه الأول مع الشياطين، يضمن له كذلك التأهل إلى دوري الأبطال من الباب الأسهل نظريًا.


فاز أرسنال، ولكن هل يعتبر هذا الفوز دلالة قوة؟ وهل يعتبر عودة حقيقية للصراع من أجل التأهل الأوروبي، والتنافس على المركز الرابع المفضل لأرسنال؟ نظريًا يمكن لأرسنال الفوز في جميع المباريات وانتظار هزيمة الخصوم. لكن الأقرب هو أن فينجر سيكون خارج دوري الأبطال الموسم القادم لأول مرة منذ سنوات طويلة. وبدأت من الآن التبريرات لهذا الفشل المنتظر في صورة عبارات على شاكله: الأرسنال يحتاج عامًا من التركيز في التنافس المحلي. لذا فعدم التأهل في صالحه!

  

قبل المباراة
تشكيل الفريقين وخطط اللعب (هوسكورد)
تشكيل الفريقين وخطط اللعب (هوسكورد)


قرر مورينيو في بداية المباراة إراحة عناصره الأساسية، نظرًا لاقتراب موعد مباراة العودة بنصف نهائي الدوري الأوروبي يوم الخميس القادم. لذا بدأ بدكة بدلاء تضم إيريك بايلي ودالي بليند وبول بوغبا وراشفورد ولينجارد. أما فيلايني فهو خارج التشكيل للإيقاف بعد الطرد في مباراة مانشستر سيتي. ودفع مورينيو بلاعب المنتخب الإنجليزي للشباب أكسيل توانزيبي في مركز الظهير الأيمن. واستغل عودة فيل جونز، ليكون شريك سمولينج في قلب الدفاع. وبدأ بأنطونيو مارسيال في مركز رأس الحربة. وفي الوسط كان الكابتن واين روني أساسيًا.

 

بدأ أرسين فينجر المباراة الرابعة على التوالي بخط دفاع ثلاثي يضم كوتشيلني وروب هولدينج ومونريال، وغاب عنه شكوردان مصطفي للإصابة. على الأطراف شارك كل من كيران جيبس وأليكس تشامبرلين. وفي الهجوم بدأ بداني ويلباك كرأس حربة. واحتفظ بهيكتور بيليرين وأوليفييه جيرو على مقاعد البدلاء جوار والكوت وأوسبينا العائد من الإصابة.

 

فينجر 3-4-3
في المباريات الثمانية الأخيرة التي لعبها أرسنال، تلقى الفريق 6 أهداف في الأربعة الأولى التي لعب فيها بخط دفاع رباعي، وفاز في مبارتين. وعند التحول إلى الشكل الجديد (3-4-3) قل عدد الأهداف التي استقبلها للنصف في المباريات الأربعة الأخيرة، وفاز في ثلاثة مباريات منها.

 

اللعب بثلاثة في الخلف يعطي أرسنال العمق الدفاعي المطلوب والذي كان السبب في انخفاض فاعلية محاولات اختراق الجانرز من القلب. وتحويل اللعب على الأطراف في أغلب الأوقات. وعلى هذه الأطراف، يمتلك فينجر أكثر من لاعب يستطيعون منحه التأمين الدفاعي، ويستطيعون منحه قوه هجومية أكبر في حال انطلاقهما. وبذلك يزيد التأمين، وتزداد الفاعلية الهجومية للفريق حسب ما يرى المدير الفني الفرنسي.
 

الخريطة الحرارية لتحركات قلب دفاع أرسنال (هوسكورد)
الخريطة الحرارية لتحركات قلب دفاع أرسنال (هوسكورد)

 

الخريطة الحرارية لتحركات أطراف أرسنال (هوسكورد)
الخريطة الحرارية لتحركات أطراف أرسنال (هوسكورد)

 

غياب الرجل الشجرة
ربما لا يرى الكثيرون الدافع لوجود مروان فيلايني في مانشستر يونايتد، وهو أمر مفهوم. لكن أهمية فيلايني في خطة مورينيو تعتمد بشكل يكاد يكون مطلق على الطول الفارع للاعب البلجيكي. وحسب مورينيو، فإن امتلاكه هيريرا وفيلايني في الوسط، يعني امتلاكه للأرض والجو.

 

وأمام المدفعجية غاب فيلايني للإيقاف. وهو ما دفع مورينيو إلى التقليل من الكرات الأمامية المرتفعة في الوسط. واعتمد بشكل أكبر على الأجناب. أولاً للتغلب على العمق الدفاعي الثلاثي لأرسنال. وثانيًا لمحولات استغلال المساحات التي يمكن أن تتواجد بين هولدنج وتشامبرلين من ناحية اليسار التي يمتلك فيها مختريان وروني، أو بشكل أقل من ناحية اليمين التي يمتلك فيها خوان ماتا. أضف إلى ذلك غياب بوغبا وزلاتان، وسوف يصبح الاختراق من العمق أصعب في هذه الحالة.
 

الخريطة الحرارية لهجوم مانشستر يونايتد (هوسكورد)
الخريطة الحرارية لهجوم مانشستر يونايتد (هوسكورد)

 

يمين فينجر – يسار مورينيو
بدا كلا المدربين على دراية بخطة الآخر. وقرر مورينيو تأمين جبهته اليمنى بتعليمات واضحة لظهيره الأيمن الشاب توازيبي بعدم التقدم. ومنع جيبس من إرسال العرضيات في حال فشل هيريرا في إيقافه بمنطقة الوسط. أما في جبهة مورينيو اليسرى، والتي ألقى عليها كل حمله الهجومي، فكان إيقاف تشامبرلين مسؤولية الضغط المستمر من روني ومختريان ومحاولات الاختراق من هذا المكان.

 

والنتيجة كما شاهدنا كانت تحرر كبير لجيبس دون فعلية كبيرة، وانطلاقات أقل قليلاً من ناحية تشامبرلين ولكن بفاعلية أكبر، مكنته من صناعة الهدف الثاني لويلباك. والحصول على لقب رجل المباراة. أما روني فقد لعب نظريًا كلاعب وسط أيسر، ولكن فعليًا لعب كجناح. ونجح في إرسال عدد من الكرات إلى مارسيال الذي لم يجد استغلالها.
 

مناطق الهجوم للفريقين  (هوسكورد)
مناطق الهجوم للفريقين  (هوسكورد)

 

رامسي – روني
واين روني وآرون رامسي من أقدم اللاعبين في كلا الفريقين. لكن تأثيرهما كان متباينًا في اللقاء. غابت أمس الخطورة الحقيقية من مفتاحي لعب الأرسنال؛ مسعود أوزيل وأليكس سانشيز. وفي ظل الرقابة اللصيقة من درميان على الأول، وفي ظل غياب مستوى الثاني في تلك المباراة، ظهر الويلزي بصورة أوضح. وكان ممثلاً لخطورة حقيقية في ناحية اليسار. ودافعًا للفريق إلى الأمام. وهو الدور الذي لعبه مع منتخب بلاده المتأهل إلى مربع اليورو الذهبي 2016 عندما كان مهاجمًا ثانيًا أسفل رأس الحربة.

 

أما واين روني، كابتن المنتخب الإنجليزي وهدافه التاريخي، فقد توزع نشاطه بين مركزه القديم كمهاجم صريح، وبين شكله الحالي كلاعب وسط متقدم. بحيث يشعر المشجعون وكأن الجولدين بوي لا يعرف مركزه بطريقة واضحة. فرغم خطورة تمريراته على جهة اليسار. ورغم تكرار محاولاته على المرمى، إلى أنه فشل في مهام تعطيل تحضيرات هجمات الخصم. فقام بستة محاولات للعرقلة وفشل فيهم جميعًا.
 

لمسات وتسديدات واين روني وأرون رامسي (هوسكورد) 
لمسات وتسديدات واين روني وأرون رامسي (هوسكورد) 


بعد المباراة
إحصائيات المباراة (بي بي سي)
إحصائيات المباراة (بي بي سي)


كان مورينيو حريصًا بعد المباراة على إظهار عدم اهتمامه بالنتيجة. وسعادته بفرح جماهير أرسنال التي تركها تبكي، على حد تعبيره، في هايبري وفي الإمارات مرارًا. ولم ينس بالطبع أن يلقي رأيًا حول فينجر، فقال أن أرسنال فريق كبير وكذلك فينجر مدرب كبير. وليس من العادي ألا يفوزوا بالألقاب. ثم أضاف أن مباراة الخميس أمام سيلتا فيجو هي أهم مباراة في الموسم من أجل لقب اليوروبا ليج. أن الألقاب هي التي تصنع التاريخ وليس المراكز في جدول ترتيب الدوري.

 

أما فينجر فقد صرّح بدبلوماسية كالمعتاد عن احترام مانشستر يونايتد. وأشار إلى حظوظ فريقه الحسابية في أحد المراكز الأربعة. وصعوبة تحملهم لاحتمال الهزيمة في تلك المباراة خاصة بعد الهزيمة أمام توتنهام في الديربي.

 

هل تعلم؟
– توقفت سلسلة الـلاهزيمة لليونايتد عند 25 مباراة (13 فوز – 12 تعادل) بعد الهزيمة أمام أرسنال. وهذه السلسلة هي الأطول في تاريخ الشياطين.

– بصناعته لهدف ويلباك أمس، وصل تشامبرلين هذا الموسم لرقم 7 أسيست، وهو مجموع ما صنعه من أهداف في المواسم الخمسة الماضية.

– داني ويلباك استطاع التسجيل في كل مناسبة في المباريات الثلاثة التي لعبها مع أرسنال ضد ناديه القديم مانشستر يونايتد.

– منذ ديسمبر 2014 لم يشارك لاعبان إنجليزيان في صناعة تسجيل هدف لأرسنال حتى هدف أمس الثاني الذي أحرزه ويلباك وصنعه تشامبرلين.

– فاز الأرسنال العام الماضي على اليونايتد في الإمارات وكررها هذا العام. وهما أول لقائين متتاليين ينجح فيها في الفوز على اليونايتد بملعبه منذ نوفمبر 2001.

المصدر : الجزيرة