شعار قسم ميدان

سباق بريطانيا.. الرصاصات الفضية تجتاح الأراضي البريطانية

ميدان - لويس هاملتون
مرة أخرى يعود لويس كارل هاملتون سائق فريق مرسيدس بنز للفوز في عقر داره بجائزة بريطانيا الكبرى للمرة الرابعة على التوالي والخامسة في مسيرته، وذلك ضمن الجولة العاشرة من بطولة العالم للفورمولا وان في سباق كان مثاليا بالنسبة للفريق الألماني بعد احتلال هاملتون وزميله الأيسلندي المميز فالتيري بوتاس المركزين الأول والثاني، وشهدت الجولة أحداثا كثيرة منها السعيدة "للرصاصات الفضية" وآخرها حزينة "لفيراري" قد تكون مؤثرة على طبيعة المنافسة في النصف الثاني من الموسم.

 

"ما خطتي؟ الفوز ببطولة العالم"(1) تلك كانت كلمات لويس هاملتون عقب فوزه بجائزة بريطانيا الكبرى للمرة الرابعة على التوالي، انتصار لن ينساه السائق المميز كونه حقق الفوز الخامس له في مسيرته على أرضه ووسط جماهيره، بالإضافة إلى تقليص عدد النقاط إلى نقطة وحيدة بينه وبين متصدر جدول ترتيب البطولة الألماني سباستيان فيتيل سائق فريق فيراري، ولتشتعل المنافسة في الجولات العشر القادمة.

 

هاتريك هاملتون

عاد هاملتون من جديد للتأكيد على أحقيته في استعادة بطولة العالم هذا الموسم بعد سباق مثالي للسائق البريطاني، حيث أحرز "الهاتريك" بهذه الجولة بعد حصوله على المركز الأول في "التجارب الحرة التدريبية الثالثة" وأيضا في "التجارب التأهيلية" بالإضافة إلى فوزه بالسباق ونجاحه بتسجيل أسرع لفة بالمضمار الذي يحفظه عن ظهر قلب.

 

لويس هاملتون أثناء إستلامه جائزة بريطانيا الكبرى (رويترز)
لويس هاملتون أثناء إستلامه جائزة بريطانيا الكبرى (رويترز)

 

هاملتون نال إعجاب الجميع بهذه الجولة بمن فيهم منافسه المباشر فيتيل، حيث صرح الألماني عقب نهاية التجارب التأهيلية الثالثة قائلا: "لويس كان رائعا، لم نستطع مجاراة سرعته اليوم"(2)، السائق البريطاني مر بظروف سيئة للغاية بداية هذا الموسم من خلال ظهور بعض المشكلات في سيارته، مرورا بتصدر فيتيل ترتيب السائقين، وكانت آخر هذه المشكلات هي تغيير علبة التروس في السباق الماضي بالنمسا وتراجعه أربعة مراكز للخلف، ولكن رغم كل ذلك عاد وفاز بجائزة بريطانيا الكبرى، وأصبح الفارق بينه وبين سائق الفيراري نقطة وحيدة.

 

أسباب عديدة جعلت هاملتون يعود بقوة من جديد وينافس على صدارة ترتيب السائقين لهذا العام، وقد يكون السبب الأبرز هو شعوره أن مسؤولي الفريق يقفون بجانبه في السراء والضراء، ولعل تصريح توتو وولف مدير مرسيدس بنز ضد السويسري المُشارِك تحت العلم الفرنسي رومان غروجان سائق فريق هاس خير دليل على ذلك، فالمشكلة بدأت حين اشتكى كروجون من تباطؤ سيارة هاملتون في التجارب التأهيلية الثالثة، وطلب من فريقه إجراء تحقيق حول هذا الأمر، ليرد عليه مدير الفريق الألماني قائلا: "هناك من يتذمرون طوال الوقت، وفي حالة كروجون فعليه النظر إلى سجله الحافل بالحوادث أولا، ويجب عليه أن يكون سعيدا باستمراره في الفورمولا وان حتى الآن"(3).

 

ولم يقف توتو وولف عند هذا الحد، بل دافع عن سائقه البريطاني مرة أخرى عقب نهاية السباق للرد على هروب هاملتون من الحدث الاستعراضي الذي أقيم في لندن قبل السباق قائلا: "لا يمكنني فهم السبب وراء سعي الإعلام لتدمير هاملتون قبل سباق بريطانيا بسبب أخبار وشائعات لا أساس لها من الصحة، وفوز السائق كان ردا على وسائل الإعلام التي انتقدته بدون سبب وجيه"(4)، وهذه التصريحات تؤكد للجميع رغبة مرسيدس بينز في خلق مناخ مثالي للسائق من أجل الفوز ببطولة العالم.

 

الإطارات "2" سائقا الفيراري "0"

"لا أريد توجيه اللوم لأحد، فقد واجه كيمي رايكونين المشكلة نفسها رغم أن إطاراته أجدد من إطاراتي بحوالي خمس أو ست لفات، وأعتقد أن الكل فوجئ بما حدث اليوم"

(سباستيان فيتيل)(5)

 

"لا أعتقد بأنني اصطدمت بأي شيء، كل شيء كان طبيعيا قبل هذه اللحظة، وكنت سأكسر الجناح الأمامي بسيارتي إذا قمت بزيادة سرعتي أكثر لأن الإطار خرج عن مكانه الطبيعي وأصبح في منتصف السيارة، من حسن الحظ أننا أنهينا السباق في المركز الثالث، لست سعيدا بالتأكيد ولكنه أفضل من لا شيء"

(كيمي رايكونين)(6) 

 

بدأ مع الأيسلندي كيمي رايكونين، وبالتحديد في الجولة الـ 49 عندما انفجر إطاره الأمامي من جهة اليسار مما جعله يعود لمنطقة الحظائر سريعا لتغيير الإطارات ليفقد المركز الثاني
بدأ مع الأيسلندي كيمي رايكونين، وبالتحديد في الجولة الـ 49 عندما انفجر إطاره الأمامي من جهة اليسار مما جعله يعود لمنطقة الحظائر سريعا لتغيير الإطارات ليفقد المركز الثاني
 

رغم بداية الألماني فيتيل سائق فيراري المتعثرة بسبب صعود الدخان من مكابح سيارته، وخطف الشاب الهولندي ماكس فيرستابن المركز الثالث منه ببداية السابق، فإن زميله بالفريق كيمي رايكونين قام بسباق ممتاز، وحافظ على المركز الثاني بفضل سرعته المذهلة التي بالتأكيد ستجعل مسؤولي النادي الإيطالي يرغبون في تجديد عقده على الفور، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفنُ، فالإطارات التي تعتبر أداة مهمة لمساعدة السائق على القيادة بسرعة أكبر كانت عاملا رئيسا في تراجع فيتيل ورايكونين بالسباق، بل من الممكن أن تكون سببا في خسارة سباستيان فيتيل بطولة العالم.

 

الأمر بدأ مع الأيسلندي كيمي رايكونين، وبالتحديد في الجولة الـ 49 -أي قبل نهاية السباق بجولتين فقط- عندما انفجر إطاره الأمامي من جهة اليسار مما جعل السائق يعود لمنطقة الحظائر سريعا لتغيير الإطارات ليفقد المركز الثاني لصالح بوتاس ويعود للانطلاق من المركز الرابع، وبعد لفة واحدة من حادثة كيمي حدث نفس الشيء مع فيتيل عندما تعرض الإطار الأمامي من جهة اليسار أيضا لثقب كبير جعل صاحب المركز الثالث يدخل في اللفة الأخيرة لتغيير إطاراته لينهي السباق في المركز السابع، ويحصل هاملتون على فرصة ذهبية للاقتراب أكثر من السائق الألماني بعد نهاية النصف الأول من هذا الموسم بفضل الإطارات.

 

القادمون من الخلف

"كنت محظوظا في هذا السباق، بالنسبة لنا كفريق كان أسبوعا مثاليا، فإنه لأمر رائع أن تنطلق من المركز التاسع وتنهي السباق بالمركز الثاني، وسيارتي كانت جيدة وسريعة وساعدتني كثيرا، وأكرر كنت محظوظا لإنهاء السباق خلف هاملتون وهذا بعد تعرض كيمي رايكونين لمشكلات في إطاره الأمامي"

(فالتيري بوتاس)(7)

 

سباق بريطانيا كان مثاليا بالنسبة للبريطاني لويس هاملتون بعد تحقيقه المركز الأول عن جدارة واستحقاق، ولكن إذا نظرنا بشكل أكثر شمولية سنرى بأن هناك سائقين يستحقون الحصول على لقب نجم السباق عن جدارة، فالأسترالي المتألق دانيال ريكياردو بدأ السباق في المركز قبل الأخير -التاسع عشر-، ولك أن تتخيل كيف سيؤثر التأخر في حلبة صغيرة مثل سيلفرستون على كيفية إنهاء السائق للسباق، ولكن الإجابة غير المتوقعة أنه نجح في الحصول على المركز الخامس خلف زميله الشاب الهولندي ماكس فيرستابن الذي حلّ بالمركز الرابع رغم الفارق الكبير في المراكز بين السائقين في بداية السباق، فالأسترالي ريكياردو مشروع بطل عالم جديد سينافس فيتيل وهاملتون في السنوات المقبلة.

  

السائق الفنلندي فالتيري بوتاس من مرسيدس والأسترالي دانيال ريتشياردو (الأوروبية)
السائق الفنلندي فالتيري بوتاس من مرسيدس والأسترالي دانيال ريتشياردو (الأوروبية)

 

نجم آخر تجب الإشادة به أيضا هو الأيسلندي فالتيري بوتاس سائق مرسيدس بينز الذي فاز بجائزة النمسا منذ أسبوع تقريبا، فالسائق الجديد بالنسبة للفريق الألماني بدأ السباق في المركز التاسع بسبب تغييره علبة التروس بسيارته، ورغم ذلك نجح في إنهاء السباق بالمركز الثاني خلف زميله هاملتون، بالتأكيد الحظ ساعده بعض الشيء عقب دخول رايكونين وفيتيل منطقة الحظائر لتغيير إطارات سيارتهما، لكن بوتاس سائق مميز واختيار موفق من قبل إدارة مرسيدس بينز على التعاقد معه عقب اعتزال الألماني نيكو روزبيرج بطل العالم الموسم الماضي.

 

ألونسو يصرخ وماكلارين لا يبالي

"انفصال ماكلارين عن هوندا؟ لا أعلم فالأمر متروك لإدارة الفريق، ومن المؤكد بأنني سأؤيد أي قرار سيتخذه مسؤولو ماكلارين، ولكن من الواضح للجميع بأنه كلما اتخذت قرارك بشكل مبكر تحسنت استعداداتك للموسم الجديد"

(فيرناندو ألونسو)(8،9)

 

من منا لا يعرف الإسباني فيرناندو ألونسو بطل العالم السابق مرتين، فهو يعد السائق الأبرز بالنسبة لجيل الألفية الجديدة بسبب منافسته مع نجوم كبار مثل الألماني مايكل شوماخر وغيره، ولكنه ليس في أفضل أيامه حاليا مع فريقه ماكلارين هوندا، خاصة منذ انتقاله إليهم عام 2015 حيث تحوّل -بسبب سيارته- لسائق عادي بل أقل من العادي.

 

عاد ألونسو لفريقه القديم ماكلارين مجددا، ولكن هذه المرة بطموح كبير مع دخول محرك هوندا لعالم الفورمولا وان، ولكن النتائج لم تعجب السائق الإسباني ولا حتى مشجعيه بعد أن أنهى موسمه الأول مع الفريق بالمركز السابع عشر برصيد عشر نقاط فقط، والعام الثاني تحسن مردود محرك السيارة قليلا، لينهي الموسم بالمركز العاشر برصيد أربعة وخمسين نقطة.

 

هذا الموسم شهد أسوأ بداية للسائق منذ عدة سنوات، فالإسباني حصد نقطتين فقط خلال هذا العام بعد نهاية النصف الأول من الموسم، حيث اكتفى بالحصول على المركز التاسع بسباق أذربيجان، وفشلت سيارته في إنهاء 8 سباقات بسبب مشكلات المحرك المستمرة، مما جعله يستشيط غضبا أمام مسؤولي الفريق عقب خروجه من سباق بريطانيا الأخير عندما وقعت مشكلة في مضخة الوقود، والقرار الآن بين يد ماكلارين إما بإنهاء تعاقده مع هوندا الذي تأخر كثيرا، أو ينتظر قرار فيرناندو ألونسو بالرحيل حيث ينتهي عقده هذا العام، وبالتأكيد لن يستمر في ظل اللامبالاة التي أصبحت سمة في الفريق منذ تعاقده مع المحرك الياباني.

 

 فيرناندو ألونسو بسيارة ماكلارين هوندا (رويترز)
 فيرناندو ألونسو بسيارة ماكلارين هوندا (رويترز)

 

أرقام سريعة خاصة بسباق بريطانيا

– حقق لويس هاملتون الانتصار الرابع له على التوالي بسباق بريطانيا ليعادل رقم جيم كلارك.

 

– الروسي دانيل كفييات سائق فريق التورو روسو يتسبب للمرة الثانية على التوالي في حادث بالسباق بعد اصطدامه بزميله الإسباني كارلوس ساينز، وهذا عقب قيامه بالشيء نفسه في سباق النمسا الماضي، ولكن كان الضحية وقتها الإسباني فيرناندو ألونسو والهولندي ماكس فيرستابن.

 

– لويس هاملتون يسجل أسرع لفة في السباق "1:30.621″، يليه الهولندي ماكس فيرستابن بـ"1:30.678".

 

– الإسباني فيرناندو ألونسو بطل العالم السابق سائق فريق ماكلارين هوندا يفشل في إنهاء السباق للمرة الثامنة هذا الموسم من أصل عشر جولات.

 

– فريق مرسيدس بينز نجح في السيطرة على المركزين الأول والثاني مرتين فقط هذا الموسم خلال سباقي كندا وبريطانيا.

 

– قلّص هاملتون الفارق بينه وبين متصدر جدول ترتيب السائقين سباستيان فيتيل لنقطة وحيدة، حيث يمتلك البريطاني 176 نقطة، بينما الألماني في جعبته 177 نقطة.

 

undefined

 

undefined

 

undefined

المصدر : الجزيرة