شعار قسم ميدان

تعرف على أبرز سلبيات أن تصبح مدربا لفريق كرة قدم

midan - Jose Mourinho

قليلة هي الوظائف التي تكون فيها إمكانية إقالة موظف شأنا عاما يهم الجميع. لكن في عالم رياضات النخبة عالي المخاطر، تبدو وظائف أولئك المسؤولين -مثل المديرين الفنيين والمدربين والرؤساء والمديرين- كأنها فريسة سهلة وموضوع يناقشه المشجِّعون والنقاد على حد سواء.

كان فريق مانشستر يونايتد يتعثر في المركز العاشر في جدول ترتيب الأندية بعد انقضاء ربع الموسم 2018-2019 من الدوري الإنجليزي الممتاز. بالنسبة لكثير من الفِرق، ربما سيكون المركز العاشر مقبولا تماما، ولكن هذا ليس فريقا عاديا، إنه مانشستر يونايتد العريق، مؤسسة رياضية ذات تاريخ مجيد حققت نجاحات لا مثيل لها.

لذا من الطبيعي أن تكون التكهنات حول ما إذا كان المدير الفني للفريق جوزيه مورينيو -الذي يصف نفسه بـ "الاستثنائي"- سيُقال من منصبه أم لا موضوعا للنقاش، وما زال كذلك حتى الآن من قِبل الصحافة في البلاد، والقصة التي تُغذي الأحاديث في الحانات وعلى موقع تويتر في جميع أنحاء العالم.

تتسم أجواء المدربين والمديرين الفنيين وغيرهم من الرؤساء والمديرين في الرياضات ذات المستوى العالي بهذا النوع تحديدا من التدقيق المكثف والمتواصل، فضلا عن انعدام الأمن الوظيفي الدائم والتطلعات الخيالية للمشجعين ووسائل الإعلام.

يستند هذا الأمر غالبا إلى الأداء التاريخي السابق، وبالتالي فإنه يكون في غير محله وغير ذي صلة بالموضوع. كما يعمل هؤلاء الأشخاص أيضا في ظل وضع يُحكم فيه على الأداء بالكامل طبقا لما يحققه أو ما لا يحققه غيرهم. وغالبا ما يقضون أوقاتا طويلة للغاية بعيدا عن المنزل والعائلة.

انعدام الأمن الوظيفي

توجد وظائف معدودة تُتخذ فيها القرارات والتكهنات حول مستقبلك الوظيفي آنيًّا، أمام جمهور مكون من ملايين الأشخاص. ويُفضي كل هذا إلى وضع يُشكل فيه الإنهاك وغيره من مشاكل الصحة العقلية أخطارا حقيقية.

يُنتظر من هؤلاء المسؤولين التكيّف مع مستوى إجهاد لا يطيقه الأشخاص "العاديون". وتشير الأبحاث إلى تحمل المديرين في مجالات الرياضة ضغوطا وتوقعات من مصادر داخلية وخارجية تُملي عليهم الحفاظ على قناع من رباطة الجأش الرواقية على الدوام.

وفي حين أصبح عدد متزايد من الرياضيين البارزين -وهم محقون في ذلك- أكثر أريحية في التحدث علنا عن الإجهاد وغيره من مشاكل الصحة العقلية، يحضر هذا الأمر بصورة أقل كثيرا عند الأشخاص الذين يشغلون مناصب قيادية في مجال الرياضة.

 

تُثبت الأبحاث النفسية الرياضية باستمرار ارتباط الإجهاد بمناصب الإدارة في الرياضات ذات الأداء العالي. قد يعاني ما لا يقل عن واحد من بين كل أربعة مدربين من الإجهاد والإرهاق البالغين بحلول نهاية أحد المواسم شديدة التنافس. تحدثَ نخبة من المدربين عن الآثار السلبية الناجمة عن التوتر على صحتهم البدنية والعقلية، وعلى علاقاتهم الشخصية خارج إطار العمل.

يوجد العديد من الأمثلة حول المدربين والمديرين الفنيين الذين تركوا المجال الرياضي كليا، مشيرين إلى المسائل المتعلقة بمشاكل الصحة العقلية مثل: القلق والاكتئاب. كما انتحر غاري سبيد -الذي عمل مديرا فنيا لنادي شيفيلد يونايتد، وعمل مديرا فنيا لمنتخب ويلز الوطني لكرة القدم في وقت لاحق- بصورة مأساوية في عام 2011. واكتشفنا فيما بعد أنه كان على الأرجح يقاوم الاكتئاب خلال الجزء الأكبر من حياته كبالغ.

undefined

قوي في القمة

أطلقت مؤخرا كل من وزارة الشؤون الرياضية البريطانية والمعهد الإنجليزي للرياضة إستراتيجية للصحة العقلية، والتي تشتمل على برامج فحص ومراقبة للرياضيين، وآليات دعم أخرى مختلفة للمدربين وباقي طاقم الموظفين.

تعدُّ هذه بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح بالنسبة للرياضة في المملكة المتحدة. ولكن بالنسبة للمسؤولين -الذين لا تُتاح لهم عادة الفرصة لإظهار أيّ علامات على الضعف أو الهشاشة- فقد يظل طلب المساعدة تحديا.

عندما يُفصح الرياضيون عن قضايا ومشاكل الصحة العقلية، فإنهم يكونون بذلك "شجعانا" و"يمهدون الطريق أمام الآخرين"، و"يتيحون فرصة لفتح الحوار". ومع ذلك، لك أن تتخيل العناوين الرئيسية التي ستقرأها في الصحف لو قال جوزيه مورينيو إنه كان يعاني عقليا وذهنيا جراء الضغط الناجم عن وظيفته حاليا.

ما يُظهره هذا الوضع كله هو أن المدربين والمديرين الفنيين والمسؤولين -الذين يقع على عاتقهم مهمة العناية بالصحة العقلية والبدنية للرياضيين- يلزم أيضا النظر في أمرهم عندما يتعلق الأمر بالنقاشات حول الصحة العقلية في المجالات الرياضية.

______________
رابط المقال الأصلي

فريق الترجمة