شعار قسم ميدان

باريس وليفربول.. أزمات كلوب المؤجلة

ميدان - كلوب ليفربول وباريس

مساء الخير، ليفربول الذي لعب نهائي العام الماضي مهدد بالخروج من الدور الأول، وباريس ينجح في الصمود أمام أقوى هجوم في البطولة، بل ولا يستقبل منه سوى تسديدة وحيدة على المرمى من ركلة جزاء، ونيمار يدافع وفيرّاتّي يتذكر كرة القدم وفيرمينو ينساها. بيرنات يجعلنا نستغرب اللعنات التي كانت تلاحقه في ميونيخ، وأليسون يجعلنا نتفهم اللعنات التي كانت تلاحق مينيوليه وكاريوس، وكافاني يدخل ويخرج دون أن نشعر به وكلوب يشاهد مباراة أخرى كان فيها ليفربول قريبًا من التعديل والفوز ثم يخرج ليشكو الحكم وادعاء الإصابة المتكرر، كل هذا وأكثر في ليلة الأربعاء الساخنة. (1)

     

لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد

مشكلة توخيل -وأي مدرب درب أو سيدرب باريس- أنه يضع خطته وتشكيلته من الأمام للخلف. هذا ليس خاطئًا في المطلق ولكنه يصبح كذلك عندنا يكون الأمر إجباريًا وبغض النظر عن ظروف المباراة والفريق، وبالأخص عندما تواجه خصم فتاك في التحولات مثل ليفربول، ومع غياب فيرّاتّي الإجباري وديارا الاختياري في المباراة الأولى كان الأمر أشبه بالانتحار، لأنه عندما يتعلق الأمر بالمسئوليات الدفاعية فإن باريس يتحول إلى ما يشبه المصالح الحكومية في العالم الثالث.

      

      

الاستراتيجية الدفاعية التي ينتهجها الفريق عندما يفقد الكرة هي استراتيجية التأجيل والتسويف؛ مبابي ونيمار وكافاني لا يدافعون لأنهم مبابي ونيمار وكافاني، والأظهرة التي يُفترض أن تغطي عليهم تصعد بدورها ولا ترتد بالسرعة والكثافة الكافية، ولاعبو المحور الذين يُفترض بهم أن يكنسوا كل ذلك يريدون المشاركة في اللعب وتسجيل الأهداف كذلك، والمدرب يسأل كل لاعب فيشير لزميله، وهكذا حتى يقوم أحد مدافعي القلب أو حارس المرمى بإنقاذ الموقف أو تستقر الكرة في الشباك، لأن الإحساس العام في باريس أن الجميع أتى لقضاء وقت لطيف وتعبئة بعض الأرقام والإحصائيات وتأمين مستقبل أحفاده، ولنكُن واقعيين؛ لا أحد يتعامل مع التجربة بجدية.

     

(كلوب: لقد أشعرنا الحكم بأننا جزارون رغم أننا الفريق الأكثر نظافة في إنجلترا)

      

أغلب هذه الأمور تغيرت بالأمس، لمدة 90 دقيقة على الأقل، وكان هذا جديدًا على منظومة باريس، لدرجة أن لاعبيه كانوا يشيرون للجماهير في كل مناسبة ومع كل استخلاص ناجح وتسديدة خطيرة على مرمى ليفربول، وما عزز من هذا الشعور هو اضطرار توخيل وفريقه للدفاع عن مرماهم لساعة أو أكثر.

  

هذه أجواء لم يعتدها جمهور حديقة الأمراء ولا لاعبيه لذا تعاملوا معها بمبالغة شديدة لدرجة أن نيمار انشغل بتحفيز الجمهور أثناء رمية تماس في نصف ملعب ليفربول فلم يشاهد الكرة وهي تمر بجانب قدميه، على أي حال هي مبالغة مفهومة كونها المرة الأولى، ولنأمل ألا يكون لمكافآت تحية الجمهور التي ينالها نجوم العاصمة علاقة بالأمر. (2)

  

أجّل عمل اليوم إلى الغد

كلوب شارك بتشكيلته المثالية تقريبًا. هذه عبارة معقدة للغاية لأنها تتطلب شرح عدة أمور: أولًا، ليفربول يعاني منذ بداية الموسم، لا يصنع نفس الكم من الفرص ولا يلعب بنفس النسق ولا يضغط بنفس الروح أو التنظيم. ثانيًا، الثلاثي الهجومي في أسوأ حال له منذ تم تكوينه. وثالثًا والأهم، الفريق يحقق أفضل بداية له في تاريخ البريميرليغ، أي في ربع القرن الأخير، وهذه النقطة تحديدًا تفسر الكثير.

      

تشكيل الفريقين وخطة اللعب والتقييم الرقمي  (هوسكورد)
تشكيل الفريقين وخطة اللعب والتقييم الرقمي  (هوسكورد)

     

مبدئيًا دعنا نتفق أن الفريق دخل في حالة نفسية سيئة منذ خسارة نهائي الأبطال في العام الماضي، ودعنا نتفق أن كلوب لم يُجد التعامل معها ببساطة لأنها نفس ما حدث في دورتموند بعد خسارة نهائي الأبطال وحينها لم يُجد التعامل معها أيضًا، وبعدها دخل دورتموند في حالة من الشك استمرت لموسمين، في الأول خسر اللقب بفارق يزيد عن 20 نقطة، وفي الثاني تأهل لليوروبا ليغ بشق الأنفس. (3) (4)

 

هذا مفهوم لأن أغلب لاعبي دورتموند، مثل أغلب لاعبي ليفربول، كان لديهم أسبابهم للاعتقاد بأنها ستكون الفرصة الوحيدة تقريبًا للفوز بهذه البطولة، وعلى قدر التوقعات والآمال كان الإحباط، وهذا هو السبب الرئيس الذي جعل بداية ليفربول التاريخية هذا الموسم، على مستوى النتائج على الأقل، بمثابة مفاجأة حقيقية لكلوب على الرغم من التدعيمات القوية، مفاجأة كبلته وقيدته لحد غير مسبوق، وجعلت التعديلات على خطة اللعب والتشكيل تتطلب شجاعة هائلة، ببساطة لأن الفريق يفوز في الدوري رغم كل عيوبه، وحدة المنافسة مع سيتي ستجعل أي خطأ مكلفًا للغاية، وعندما يحدث ذلك فإن كلوب لا يحبذ أن يكون المسئول.

  

  

النتيجة أن ليفربول يؤجل مشاكله من جولة إلى أخرى على أمل أن يحدث شيء ما. انتصارات متتالية ولكنها تبني حالة هشة للغاية قابلة للانهيار في أي وقت، وكلوب الذي أشعرنا بنهاية الموسم الماضي أنه صار يملك فريقين جاهزين للمشاركة ويستطيع الفوز بأي تشكيلة، أصبح أكثر حذرًا من أن يدفع حتى بأهم صفقاته في الصيف، وكلها أمور يجب وضعها في الاعتبار قبل الحديث عن مثالية التشكيلة التي شاركت بالأمس.

   

الجرعة التكتيكية

إذا صحّ ما سبق فهو يفسر التفوق الكاسح لباريس في الدقائق الأولى، نحن أمام فريق اعتاد التواكل ولكنه لم يفعل، وهذا عالج أسوأ عيوبه على الإطلاق، يواجهه فريق بنى شخصيته على الاندفاع البدني والشجاعة التكتيكية ولكن الخوف على المنافسة سَلَبه كل ذلك منذ بداية الموسم، وهذا أفقده أهم ميزاته على الإطلاق.

 

فلندخل في المباراة إذن ولنحذرك قبلها لأن هناك جرعة تكتيكية مكثفة في الطريق، فللوهلة الأولى بدت خطة توخيل كـ 4-2-3-1 عادية؛ نيمار في القلب خلف كافاني ومبابي في موقعه المعتاد على اليمين ودي ماريا يسارًا لفتح الملعب عن آخره وإمداد الأول والثاني بالعرضيات اللازمة، وماركينيوس يجاور فيرّاتّي في المحور والباقي مفهوم بالبديهة، ولكن الحقيقة أن الألماني دخل المباراة بخطتي لعب. عندما تواجه ليفربول فيجب أن تمتلك خطتي لعب؛ واحدة للدفاع عند فقد الكرة، والثانية للخروج بالكرة أمام ضغط ليفربول.

 

مع كل هجمة جديدة يهبط ماركينيوس ليكون خط دفاع ثلاثي مع تياغو وكيمبيمبي، يتسلم الكرة وينظر أمامه ليجد خطًا ثلاثيًا آخر كونه فيرّاتّي رفقة كيرير وبيرنات، ثم نيمار يسارًا ودي ماريا يمينًا وفي المقدمة يلعب مبابي في المسافة بين غوميز ولوفرين من جهة، وكافاني في المسافة بين فان دايك وروبرتسون من جهة أخرى.

     

متوسط التمركز للاعبي الفريقين، لاحظ مواقع ماركينيوس ونيمار ودي ماريا ومبابي وكافاني  (هوسكورد)
متوسط التمركز للاعبي الفريقين، لاحظ مواقع ماركينيوس ونيمار ودي ماريا ومبابي وكافاني  (هوسكورد)

 

لماذا ينظر ماركينيوس أمامه بدلًا من أن يتعرض لضغط ليفربول المعتاد؟ لأن الريدز بنوا خطة الضغط على إيقاف لاعب واحد فقط هو فيرّاتّي، وبناء عليه لجؤوا لتكوين حائط صد بينه وبين خط دفاعه الثلاثي بدلًا من الاندفاع تجاه ماركينيوس وخسارة بضعة أمتار مهمة قد تنسف تقارب الخطوط، وتجبر دفاع ليفربول بالتبعية على مزيد من التقدم تحت التهديد بسرعة مبابي الخرافية.

 

تلك كانت أولى علامات الحذر من ليفربول، لأنه لو كان توخيل إسباني أصلع ولو كان باريس اسمه مانشستر سيتي لظل كلوب يدفع بلاعبيه لمناطقه واحدًا تلو الآخر حتى يحرمه من كل خيارات التمرير، ولكن باريس واجه ليفربول بلا عُقد في المباراة الأولى، وليفربول لا يمتلك أفضلية نفسية على باريس.

    

تمركز ليفربول الكوميدي أثناء الضغط  (مواقع التواصل)
تمركز ليفربول الكوميدي أثناء الضغط  (مواقع التواصل)

   

المهم أن هذا هو ما يفسر ملاحقة فيرمينو لفيرّاتّي دونًا عن غيره كلما هبط لمنطقة جزائه، ومع إدراك الإيطالي الذكي لنمط الضغط في أول مرة، لجأ للمخاطرة في الثانية، وسحب البرازيلي لمناطقه ثم تخلص منه وانطلق للعمق الشاغر، وفي الكرة الحديثة، وخاصة النسخة التي يلعبها ليفربول حيث تُبنى الخطة على المهام الدفاعية لكل اللاعبين، لا شيء يصنع الفوضى مثل لاعب يحمل الكرة ويركض بها عموديًا، حينها يترك الجميع قرينه ويهتم بتأمين الطريق للمرمى فتزداد خيارات التمرير طرديًا مع التوغل في الثلث الأخير.

  

طريقة أخرى أسهل للتخلص من الضغط؛ يهبط نيمار ثم lay-off pass إلى فيرّاتّي وبذلك يخرج خط ضغط ليفربول الأول كاملًا من اللعبة (مواقع التواصل)
طريقة أخرى أسهل للتخلص من الضغط؛ يهبط نيمار ثم lay-off pass إلى فيرّاتّي وبذلك يخرج خط ضغط ليفربول الأول كاملًا من اللعبة (مواقع التواصل)

   

غرينتا الأمراء

بعد الهدف الأول تغير كل شيء. بنهاية المباراة كانت نسب الاستحواذ تميل لليفربول بـ 56%، ولكن في الدقائق الـ 13 الأولى كانت النسبة 78% لباريس، وبعدها سارت الأمور في نسق تصاعدي متوقع للأمراء، التقدم في النتيجة يعني إجبار الريدز على التقدم في الملعب، وبالتبعية مساحات أكبر ومرتدات أسهل في باقي المباراة.

  

     

عند تلك اللحظة حان وقت الجزء الثاني من خطة توخيل، الـ3-3-2-2 عند الخروج بالكرة تتحول إلى 4-4-2 صريحة عند الدفاع من دونها، يعود ماركينيوس لمجاورة فيرّاتّي في عمق المحور مع نيمار ودي ماريا على الأطراف، وفي المقدمة مبابي وكافاني الذي لم يلمس الكرة سوى 5 مرات خلال الشوط الأول، ببساطة لأن باريس كان مصابًا بصداع من كثرة المهاجمين، ولم يكن هناك مساحة متبقية لمهاجم إضافي خاصة مع سرعة النسق المفروض من باريس في الدقائق الأولى.

  

باريس يتحول إلى 4-4-2 بدون كرة  (مواقع التواصل)
باريس يتحول إلى 4-4-2 بدون كرة  (مواقع التواصل)

 

بعد دقائق بدأ فيرّاتّي يميل على صلاح يمينًا، وبالتالي تحولت هذه المنطقة لمصيدة دفاعية يفقد فيها ليفربول الكرة أكثر مما يستفيد منها، وبعد كل مرة يفقد ليفربول الكرة يفشل فينالدوم وهندرسون في احتواء انطلاقات نيمار على نفس الجبهة، وهذا هو ما استدعى أول تعديلات كلوب التكتيكية؛ ميلنر سينتقل لليمين لمساندة غوميز ومحاولة إيقاف نيمار، أي ببساطة سيعود لنفس الأدوار التي طُلبت منه في المباراة الأولى ولم يكن هناك داع لتغييرها أصلًا!

  

أساسًا كلوب لم يضع خطته لمواجهة هذا الموقف، بل كان الرجل يأمل في أن يسجل هو أولًا من مرتدة بدلًا من أن يجد نفسه يواجه المرتدات بعد 13 دقيقة فقط، وبالتالي تحولت التعديلات الاحترازية التي اتخذها قبل المباراة إلى عوائق تمنعه من مجاراة اللعب، وبمرور الدقائق دخلت جبهته اليمنى في دائرة مفرغة لم ينجح حتى ميلنر في كسرها، لأن غوميز الذي اشترك لإيقاف نيمار وجد نفسه يواجه نيمار ومبابي معًا وأحيانًا ينضم لهم بيرنات، وميلنر الذي كان يجب أن يعاونه اضطر للصعود على الخط لتحرير صلاح من كماشة بيرنات وكيمبيمبي، لماذا صعد ميلنر على الخط؟ لأن غوميز الذي اشترك لإيقاف نيمار وجد نفسه يواجه نيمار ومبابي معًا، بالتالي لم يتمكن من تقديم أي عون للجناح المصري.

 

واحدة من هذه الكرات هي ما أنتجت الهدف الثاني، ميلنر يصعد على الخط فتتم محاصرته فيستخلص نيمار الكرة ثم بلعبة ثنائية سريعة مع مبابي يتلقى الكرة مجددًا في العمق، في نفس المساحة التي خلفها تقدم ميلنر على الخط، ونفس الميلنر الذي أذاقه الأمرّين في المباراة الأولى، وهناك يجد البرازيلي خيارًا واحدًا متاحًا للتمرير على الأقل، لأنه كما تعلم فإن في الكرة الحديثة، وخاصة النسخة التي يلعبها ليفربول حيث تُبنى الخطة على المهام الدفاعية لكل اللاعبين، لا شيء يصنع الفوضى مثل لاعب يحمل الكرة ويركض بها عموديًا.

 

عند تلك اللحظة كان كلوب قد فقد السيطرة تمامًا على ما يحدث في الملعب وانتقل من الخط للمدرجات، ببساطة لأن هذه اللعبة تحديدًا تكررت أكثر من مرة في الدقائق السابقة للهدف الثاني، وفي كل مرة شاهدنا فينالدوم وهندرسون يحاولان الركض قطريًا للحاق بنيمار، ولأن فيرّاتّي قدم مباراة شبه مثالية لم يعيبها سوى اندفاعه غير المحسوب أحيانًا، وكان قد منح فرصة مشابهة لنيمار لتكرار نفس جملة الهدف، فقط قبل الهدف الفعلي بعدة دقائق، وهذا ما يجعل التعاطف مع دفاع ليفربول وكلوب صعبًا للغاية.

  

اللقطة السابقة للهدف الثاني  (مواقع التواصل )
اللقطة السابقة للهدف الثاني  (مواقع التواصل )

  

لقطة الهدف الثاني (مواقع التواصل)
لقطة الهدف الثاني (مواقع التواصل)

  

عنبر الترحيلات

يمكنك اعتبار الهدف الثاني -الذي قتل المباراة- نتيجة عملية ترحيل أخرى غير محسوبة من كلوب، كان بإمكانه تأديتها أمام فرق وسط ومؤخرة البريميرليغ دون مشاكل ضخمة ولكن كانت لها كلفتها أمام باريس، عملية ترحيل بدأت بصعود ميلنر على الجبهة اليمنى وتبعها ترحيلات مشابهة لتغطية المساحات المتخلفة عن ذلك، لذا عندما كان كافاني يقابل عرضية مبابي أمام المرمى كان رقيبه هو روبرتسون آخر مدافع على يسار ليفربول، ولنفس السبب كان نيمار حرًا.

 

المهم أن مهارات ماني الفردية نجحت في استغلال اندفاع فيرّاتّي الذي لم يتناسب مع كونه لاعب المحور الوحيد تقريبًا، وبالطبع وقع الخطأ وقام دي ماريا العائد بسرعة بعرقلة استغلها السنغالي بخبث شديد ليأتي هدف الريدز الوحيد في المباراة، وبعد ثلث ساعة تقريبًا من بداية الشوط الثاني كان توخيل يتراجع عن مخاطرته المجنونة الناجحة رغم كل شيء، ويجري تغييرين مهمين لغلق الأطراف على كلوب، ألفيش يمينًا بدلًا من دي ماريا وشوبو موتينغ يسارًا على حساب كافاني لتنفرد ثنائية مبابي ونيمار المتفاهمة بالهجوم بلا منازعة.

 

هذه المرحلة كانت مهمة للغاية، لأن بعدها بدقيقة واحدة تحلى كلوب بالشجاعة لأول مرة في المباراة وأجرى التغييرات التي كان يجب أن يجريها، لا منذ بداية الشوط الثاني بل منذ عدد لا بأس به من المباريات؛ كيتا بدلًا من فينالدوم المرهق الذي لا يبهر كثيرًا حتى في أفضل حالاته، وستوريدج الذي كان يستحق فرصة أكبر على حساب فيرمينو منذ بداية الموسم، وشاكيري، اللاعب الأكثر حركية وإبداعًا بين تشكيلة الوسط الحالية.

  

انتهت المباراة وفشل ليفربول في الإضافة لتسديدة ميلنر الوحيدة على المرمى، والعناوين تتحدث عن الريدز الذين لا يفوزون خارج أرضهم أوروبيًا، لتُضاف أزمة جديدة إلى ملامح أخرى بدأت في الظهور على ليفربول كلوب، ملامح مثل الفشل في الفوز على الكبار في البريميرليغ وتراجع المعدلات البدنية بشكل واضح هذا الموسم، (5) ناهيك عن علامات الاستفهام المطروحة على اختيارات الرجل للوسط تحديدًا ومدى قدرته على مواجهة مشاكله الحالية التي تتراكم مع كل اختبار حقيقي.

 

هناك خيط واحد رفيع يتدلى منه كل ذلك هو بقاء حظوظ المنافسة على الدوري مع سيتي واستمرار النتائج الإيجابية محليًا، وليفربول كلوب صار أمامه خيارين واضحين لا يقبلان التأويل؛ إما المخاطرة بأخذ خطوة للخلف سيتبعها خطوتين للأمام، أو الاستمرار في السباق بسيارة معطوبة حتى النهاية وليكن ما يكون، فقط يصعب أن نتخيل أن ليفربول كلوب، الفريق الذي منح الجميع دروسًا في الشجاعة التكتيكية سابقًا، قد وصل إلى هذه النقطة بسبب الخوف.

المصدر : الجزيرة