شعار قسم ميدان

ماذا لو لم يكن مانشستر سيتي موجودا هذا الموسم؟

midan - جوارديولا
 

المعركة الإنجليزية انتهت فعلًا، وسواء حسمتها عبقرية غوارديولا التكتيكية أو المال الخليجي أو استسلام خصومه أو خليطًا من كل ذلك، فإن هذا الحسم المبكر أوجد نوعًا من الفراغ التنافسي والإعلامي على حد السواء، ومع الوقت تحولت أكياس المال إلى أكياس من الرمل يُفرغ الخصوم غضبهم فيها؛ فتشلسي سيئ لأنه لا ينفق مثل السيتي، واليونايتد لا ينافس لأنه ابتاع لاعبين بـ 260 مليون باوند فقط، (1) حسنًا، ماذا لو لم يكن هناك مانشستر سيتي هذا الموسم؟

 

المزيد من فينغر

حتى تلك اللحظة يُعد موسم فينغر مع المدفعجية استثنائيا على مستوى الأرقام القياسية السلبية، فعلى سبيل المثال أرسنال هو أكثر فرق البريميرليغ تعرضًا للهزيمة في 2018، بالإضافة لكونه الفريق صاحب العدد الأكبر من الأخطاء الدفاعية هذا الموسم في الدوريات الخمس الكبرى، بحوالي 24 خطأ أدت 11 منها إلى أهداف مباشرة، ناهيك عن كونه لم يفز خارج أرضه إلا في ثلاث مناسبات فقط وكون معدله التهديفي خارج ملعبه مساوٍ لمعدل هاري كين منفردًا (1.1 هدف في المباراة)، وحقيقة أنه قد تخطى بالفعل عدد الهزائم التي نالها في الموسم الماضي كاملًا. (2) (3)

      undefined

     

لكن كلنا نعلم أن كأس واحدة كان بإمكانها تغيير كل ذلك، بل ومنح فينغر تمديد لعام إضافي وربما زيادة راتبه، وهو ما كان سيحدث على الأغلب لو لم يكن السيتي موجودًا هذا الموسم. فبالنظر لأسماء الفرق التي أطاح بها المواطنون في طريقهم لنهائي الكاراباو، يمكنك تخيل المدفعجية يتغلبون على أي منها بلا مشقة وحتى رغم مستواهم السيئ هذا الموسم.

   

فقط شيء واحد كان سيخسره الفرنسي العجوز بغياب السيتي عن الساحة، وهو أن أحدًا لم يكن ليتذكر مدى صعوبة الفوز بالبريميرليغ بلا هزيمة، ببساطة لأن أحدًا لم يكن ليقترب من الإنجاز مثلما فعل السيتي، ولكن أرسنال كان ليظل خارج الأربعة الكبار كذلك، لأن الفارق بينه وبين بيرنلي السابع أقل من الفارق بينه وبين تشيلسي الخامس.

 

المزيد من التنافسية

تخيل ألا يخرج بطل البريميرليغ المتوج بعد 13 جولة فقط ليعلن أن فريقه قد خرج من المنافسة. (4) أمر رائع بالطبع، خاصة أن هذا البطل لم يكن ليصبح مهددًا بعدم التأهل لدوري الأبطال في الموسم المقبل، فبإزالة السيتي من الجدول الحالي ينتقل البلوز للمركز الرابع، ويصبح الفارق بينهم وبين الأول 7 نقاط فقط لا غير، وبتبقي 9 جولات كاملة على النهاية، لم تكن آمال كونتي لتقتصر على التأهل لدوري الأبطال فحسب، بل ربما الفوز باللقب مجددًا. (5)

 

كل من إيفرتون وكريستال بالاس وبيرنلي كانوا سيخسرون نقطة واحدة حصلوا عليها من التعادل مع المواطنين، وهو ما سيعني أن الأول والثاني كانا سينحدران لمركز واحد في الجدول، وبالطبع كان ليفربول سيخسر ثلاث نقاط مهمة كونه الوحيد الذي نجح في الفوز على السيتي هذا الموسم، لينتقل إلى المركز الثالث خلف توتنهام بنقطة واحدة واليونايتد بأربعة، بافتراض فوز الشياطين في مباراتهم أمام كريستال بالاس، وهو ما يقودنا للنقطة التالية.

 

undefined

   

حرب الأموال

للأندية طريقة معقدة نوعًا في حساب إنفاقاتها وأرباحها تختلف نتائجها عن تلك التي يستخدمها المشجعون، (6) ولكن لتبسيط الأمور تقوم الجماهير بحساب مقابل انتقال اللاعبين وخصم مبالغ بيع الراحلين لتحديد كم الإنفاق لأي نادي في الموسم.

 

إذا مددنا الخط على استقامته فسنحصل على جدول مثير نوعًا ما لآخر صيفين، مانشستر سيتي في المقدمة بصافي إنفاق 360 مليون باوند، يليه اليونايتد بحوالي 260 مليون باوند، والثالث أرسنال بإجمالي 84 مليون باوند ثم تشيلسي بـ 73 وتوتنهام بـ46 وأخيرًا ليفربول بربح بلغ 4 ملايين باوند. (7) (1) (8) (9) (10) (11)

 

ضع هذا الجدول جنبًا إلى جنب مع جدول البريميرليغ الحالي وستكتشف حقيقة مفاجئة للغاية، هي أن كم الإنفاق في آخر موسمين يتناسب عكسيًا مع ترتيب فرق المقدمة باستثناء واحد فقط هو مانشستر يونايتد، فأرسنال الذي يعد أكثر من أنفق إلى جانب قطبي مانشستر هو السادس، وتشيلسي الذي يليه هو الخامس، وتوتنهام وليفربول هم الذين يخوضون منافسة فعلية مع الشياطين رغم فارق الإنفاق المهول.

    

جدول البريميرليغ الحالي مع صافي إنفاق الستة الكبار - ترانسفير ماركت والموقع الرسمي للبريميرليغ
جدول البريميرليغ الحالي مع صافي إنفاق الستة الكبار – ترانسفير ماركت والموقع الرسمي للبريميرليغ

    

الآن يمكنك أن تعيد صياغة الموسم مرة أخرى في غياب السيتي، كل شيء سيتغير تقريبًا؛ حجة ضعف الإنفاق لم تكن لتنفع كونتي، ببساطة لأنه لا يتخلف عن السيتي وحسب بل عن الريدز والسبيرز كذلك، ورغم أن صفقات فينغر كانت لتضعه في المركز الثالث منطقيًا إلا أنه مازال عمليًا ونظريًا خارج المنافسة. بالإضافة لأن موسم مورينيو مع الشياطين كان ليحصل على عنوان مختلف تمامًا، فإذا كان من الممكن تفسير فارق 16 نقطة مع السيتي بمئة مليون إضافية في عامين، فالسؤال الأهم على الإطلاق كان ليصبح؛ كيف يمكن تبرير التساوي مع ليفربول وتوتنهام رغم أن الفارق في الإنفاق بينهم وبين الشياطين يفوق 200 مليون باوند؟

 

بقليل من الخيال تدرك أن الوضع كان لينقلب، فالثنائي الأكثر شكوى من قلة الصفقات كان سيصبح في وجه المدفع، والإنجاز الحقيقي كان سينسب لكل من ليفربول وتوتنهام اللذان يلعبان في الوزن الأثقل، ربما لأن كلوب وبوكيتينو هما المدربان الوحيدان اللذان لعبا بلا ضغوط تقريبًا ولم يُطلب منهما منافسة سيتي بيب هذا الموسم، والخلاصة المفاجئة أن من توقعنا أن يكونوا أكبر منافسي المواطنين هذا الموسم كانوا أكثر من استفادوا من عروضهم الخيالية واكتساحهم للمنافسين، فمع الوقت تحول المتصدر إلى كبش فداء كلما قدم مورينيو أو كونتي عرضًا متواضعًا، وفي نفس الوقت فإن وجود سيتي بيب بهذا الشكل ألهى الجميع عن حقيقة أن كلوب وبوكيتينو قد قدما نفس ما قدمه البرتغالي والإيطالي – وربما أفضل – ولكن بلا إنفاق على الإطلاق.