شعار قسم ميدان

ميسي ليس الوحيد.. 5 ضربات جزاء فاشلة بتاريخ المونديال

Soccer Football - World Cup - Group D - Argentina vs Iceland - Spartak Stadium, Moscow, Russia - June 16, 2018 Argentina's Lionel Messi looks dejected REUTERS/Carl Recine
يصفّر الحكم، ويركض ناحية الـ 18 فاردًا ساعده نحو الأرض معلنًا قرار احتساب ضربة الجزاء. فتتهادر أصوات الجماهير ويبدأ اللاعبون في الاحتفال من قبل أن تُنفذ. لأن ضربة الجزاء هي بمثابة هدف أكيد.. قطعة من الكعك مقدمة لأحد الفريقين.. ومسألة وقت قبل أن تتعدل نتيجة المباراة لصالح هذا الفريق.

  

ولكن ماذا إن أخفق منفذها؟.. إنه الإحباط الأكبر لكل الجماهير الهادرة والزملاء المحتفلين. وفي أحيان معينة يتحول الإحباط إلي خذلان أمة كاملة كانت تنتظر نجم منتخبها الوطني لكي يسجّل الهدف السهل. وهذا هو ميسي في ضربة جزائه الضائعة(1) أمام المنتخب الأيسلندي. لن ينسى أحد لميسي عظمته بالتأكيد، ولكن الأرجنتينيين لن ينسوا لحظة الخذلان أيضًا. وهم في ذلك مثل عديد من جماهير المنتخبات التي أضاع نجومهم ضربة جزاء في المونديال.

       

روبرتو باجيو 1994

«عندما كنتُ صبيًا صغيرًا، كنت أحلم بلعب نهائي كأس العالم. ولكني لم أتخيل قط أن ينتهي الأمر بهذا الشكل.»

 باجيو

كانت الأمور مُعدّة لتتويج الأزوري في كأس العالم 1994. امتلك المنتخب أريغو ساكي مدربًا، قادمًا بإنجازات ميلان. وامتلك ساكي دفاعًا صلبًا فيه مالديني وباريزي. وامتلك صاحب الكرة الذهبية لموسم 93.

      

أريغو ساكي
أريغو ساكي

      

بدأ كأس العالم بهزيمة من أيرلندا ثم تعادل مع المكسيك. وبعدها قرر باجيو ألا يخذل ساكي. وكان هو الحاسم(2) في الفوز على نيجيريا ثم إسبانيا ثم بلغاريا. وبإحرازه 5 أهداف في 3 مباريات، قاد باجيو فريقه نحو النهائي أمام البرازيل.

   

فعل باجيو كل شيء، ولأن الأفضل يجب أن يبقى هو الورقة الرابحة في النهاية، اختار ساكي أن يكون باجيو هو المنفذ لركلة الترجيح الأخيرة أمام البرازيل. وكان إما أن يسجلها ويمنح فريقه التعادل 3-3 وإمكانية تحقيق كأس العالم الرابعة في التاريخ، أو أن يضيعها ويمنح السيلساو كأسه الرابعة.

   

يقول باجيو(3) أنه لم يستوعب ما حدث حتى الآن. وأن إخفاقه في تسجيل ركلة الجزاء دفعه لسنين أخرى من المحاولات في كرة القدم يتحدى فيها نفسه. لكن الأكيد أنها لحظة يتمنى باجيو أن يعود فيغيّرها، لكنه لن يستطيع.

   

ميشيل بلاتيني 1986

في كأس العالم 1986 بالمكسيك واجهات البرازيل منتخب فرنسا في دور الثمانية، وانتهت المباراة بتعادل إيجابي، أحرز فيه ميشيل بلاتيني هدف الديوك.  

     

      

في هذه المرحلة من مسيرة بلاتيني(4) كان منحنى أدائه في انحدار النهايات. وأصبع بعيدًا عن مستواه السابق. لذلك كان هدف التعادل أمام البرازيل بمثابة عودة لحظية للتوهج الماضي. ثم جاءت ضربات الترجيح. وكان على بلاتيني تنفيذ الركلة الرابعة، فتصعد فرنسا للمربع الذهبي، ويفوز هو بلقطة الفوز لو سجلها. لكنه أهدرها.

   

لكن القدر كان أكثر رفقًا ببلاتيني، فأضاعت البرازيل ركلتها الأخيرة، وسجل زميله لويس فيرنانديز ركلة فرنسا الأخيرة، فصعد الديوك. واختارت آلهة الحظ في كرة القدم ألا تمنح بلاتيني نهاية سيئة كالتي منحتها لباجيو.

   

خواكين رودريجيز 2002

في الماضي القريب لم يكن المنتخب الإسباني هو العملاق الأحمر الذي نعرفه الآن. بل كان أقرب إلى الفريق المكافح(5) .. الأندردوج الذي اقتصرت بطولاته على لقب واحد لأمم أوروبا عام 1960 حققه أمام الاتحاد السوفييتي. ولم تُفتح خزائنه للتويج بعدها لقرابة النصف قرن.

    

وبينما كانت منتخبات كإيطاليا وألمانيا وفرنسا تحقق ألقابًا أوروبية وعالمية، كانت إسبانيا لا تحقق أي شيء. فازت الدنمارك بأمم أوروبا وفازت إنجلترا بكأس العالم، وإسبانيا لا شيء!

   

لذلك عندما بلغت لاروخا دور الثمانية أمام كوريا الشمالية في مونديال 2002، ظن الكثيرون أن الفرصة جاءت أخيرًا سهلة من أجل الصعود. وتخيل البعض سيناريو فوز سهل على الكوريين، يصل بإسبانيا إلى مربع الذهب، وبعدها يصبح النهائي على بُعد خطوة.

      

      

انتهى الوقت الأصلي بين الفريقين بالتعادل 1-1. ووصلت الأمور لمرحلة ضربات الجزاء التي أضاع فيها خواكين فيرناندز الركلة الرابعة للإسبان ليمنح الكوريين بطاقة التأهل. ويطيح بفريق فيه كاسياس وبويول وهييرو وراؤول وموريينتس وتشافي هيرنانديز.

   

رغم الظُلم التحكيمي الشهير الذي وقع على إسبانيا إلا أن الكثير من التحليلات تذهب إلى أن فشل كأس العالم 2002 كان بداية مشوار حقيقي صعد بإسبانيا سريعًا إلى منصة تتويج يورو 2008 ثم مونديال 2010 ثم يورو 2012.

   

كريس وادل 1990

صعدت إنجلترا لمنصة تتويج كأس العالم 1966 عقب الفوز على ألمانيا الغربية بهدف مازال محل شكٍ إلى الآن، ومنذ ذلك الحين يعاني منتخب الأسود الثلاقة من لعنة الخروج الدائم قبل الوصول للمربع الذهبي.

   

مرة واحدة صعد إنجلترا للمربع الذهبي. وشاء القدر أن تقابل ألمانيا الغربية عام 1990. وتعادل الفريقان واحتكما لضربات الترجيح. وأهدر كريس وادل ركلته التي أهدت الصعود للمنتخب الألماني، الطريف حول هذه اللحظة هو أن الكثيرون تكلموا عن الحظ الي أنصف الألمان. وأنه انحاز لهم عقابًا على فوز انجلترا بمونديال 1966.

      

      

وذهب آخرون إلى أن وادل ليس مسؤولاً(6) عن الخروج؛ لأن انجلترا سوف تخرج دومًا بشكل ملعون؛ إما بخطأ من جيرارد مثلاً يهدي به الكرة لأحد مهاجمي الخصم، فتخرج إنجلترا من دور المجموعات. أو بخطأ تحكيمي حول عبور الكرة لخط المرمى من عدمه، يصب دومًا ضد انجلترا لصالح ألمانيا. وحتى إن امتلك إنجلترا جيلاً ذهبيا فيه بيكهام وسكولز وريو فيردناند و لامبارد وجيراد، سوف تخرج.

    

الكثيرون يؤمنون بأنها لعنة، وأن كريس وادل كان أداة فقط لتحقيقها بتضييعه ضربة الترجيح!

   

أسامواه جيان 2010

الحكاية هنا شهيرة؛ سواريز أخرج الكرة بيده قبل أن تعبر خط مرمى منتخب أوروغواي، فطرده الحكم ومنح غانا ضربة جزاء في الدقائق الأخيرة في المباراة التي كانت نتيجتها حينها 1-1، فأهدرها أسامواه جيان وخسرت غانا بعدها بضربات الترجيح(7).

    

    

قبل يورو 2016 قال تشافي هيرناندز أن أمم أوروبا أقوى من كأس العالم. لماذا؟ .. لأن منتخبات أفريقيا وأسيا وأمريكا الشمالية نادرًا ما تستطيع تجاوز أدوار المجموعات. والمربع الذهبي إما أم يكون أوروبيًا خالصًا أو أوروبيًا لاتينيًا. وطوال تاريخ المونديال لم يحدث إلا استثناء وحيد عندما صعدت كوريا الجنوبية لنصف النهائي.

    

لذا فإن أسامواه عندم وقف أمام كرة ضربة الجزاء في ربع النهائي أمام أوروغواي، كان أمام فرصة لمنح أفريقيا صعودها للأول لمربع الذهب. وكان أمام فرصة بأن يتجاوز ما فعلته الكاميرون في 1990 عندما صعدت لدور الثمانية، وما كررته السنغال في 2002. وكان خلف أسامواه جيان جمهورًا يتجاوز جمهور غانا، ويشمل جمهور أفريقيا كلها. وربما ملايين أخرى من قارات العالم تريد لغانا أن تكسر الاحتكار الأوروبي اللاتيني. وعندما سددها أسامواه نحو العارضة، خذل كل هؤلاء!