شعار قسم ميدان

دوري الأمم.. دليلك لفهم البطولة التي لم يفهمها الإنجليز

midan - رياضة 69

في خضم تعديلات ما بعد "بلاتر – بلاتيني" في عالم كرة القدم، خرج الاتحاد الأوروبي "يويفا" بمشروع جديد، في محاولة لجعل التوقفات الدولية أكثر إثارة، أو لخلق أي نوع من الإثارة في التوقفات الدولية المملة بكلمات أدق، وهو بطولة "دوري أمم أوروبا". إقامة بطولة بين 55 فريقاً يبدو أمراً معقداً بالتأكيد، وعليه خرج النظام أكثر تعقيداً وإثارة للارتباك، فهو غريب وفريد من نوعه، ولكن كل ما في الأمر أن تفاصيله جديدة الوقع على الجماهير، وكثيرة للغاية، كثيرة لدرجة أن هاري ماجواير مدافع المنتخب الإنجليزي قال نصاً:"الأمر مربك للغاية… بالنسبة لنا كلاعبين، سندخل كل مباراة ونحاول الفوز ثم نرى أين ستأخذنا".(1)

     

undefined

   

نظام البطولة

تقام البطولة كل عامين وتستمر فعالياتها لعام ونصف تقريباً، حيث تنطلق في السادس من سبتمبر 2018 وتنتهي في الحادي والثلاثين من مارس 2020، لتبدأ من جديد بعد بطولة اليورو المقرر لها نفس العام. تنقسم المسابقة إلى 4 تصنيفات -على أساس واضح من القوة- هم A – B – C – D. الأول يتكون من 12 فريقاً على 4 مجموعات ثلاثية الفرق، والثاني يشاركه التكوين ذاته، أما الثالث فيضم 15 فريقاً (مجموعة واحدة ثلاثية + ثلاث مجموعات رباعية)، بينما يضم الرابع 16 فريقاً ينقسمون على 4 مجموعات رباعية، ليصبح المجموع 16 مجموعة.

 

يواجه أطراف كل مجموعة بعضهم البعض بنظام الذهاب والإياب، وترتكز المنافسة هنا في دور المجموعات على محورين: الفوز بالصدارة وتفادي المركز الأخير، لأن الأوائل يتقدمون خطوة للتصنيف الأعلى، بينما يهبط أصحاب المركز الأخير إلى التصنيف الأقل. للتوضيح.. الأربعة أوائل مجموعات التصنيف D سينتقلون إلى التصنيف C في النسخة القادمة، والأربعة الأوائل في C سينتقلون إلى B، والأربعة الأوائل في B سينتقلون إلى A. بينما يهبط الأربعة الأواخر في مجموعات A إلى B، وأواخر B إلى C، وأواخر C إلى D.

  

يبقى فقط الأبطال الأربعة لمجموعات A، وهؤلاء ستُجرى لهم قرعة في أوائل شهر ديسمبر القادم لتحديد أطراف المسابقة الإقصائية الحاسمة على لقب "بطل دوري الأمم"، والتي تتكون من الدورين نصف النهائي والنهائي. وستقام تلك المنافسات بنظام المباراة الواحدة، وستقام جميعها في مدينة واحدة من إحدى الدول الأربعة المشاركة (سيتم تحديدها لاحقاً).

    undefined

    

يورو 2020

تلك البطولة ليست مجرد نشاط ترفيهي لكسر نمط الوديات، بل تحمل 4 بطاقات مؤهلة لمنافسات يورو 2020 التي ستقام في 13 مدينة أوروبية مختلفة، أي دون فريق مضيف يتأهل مباشرةً بصفته صاحب الديار. وعليه يجب على التصفيات للمرة الأولى أن تفرز جميع المشاركين وعددهم 24 منتخباً. ستقام التصفيات بالفعل بنظام يضم 10 مجموعات، يتأهل منها الأول والثاني مباشرةً دون وجود أي أدوار إضافية، لتأتي بهؤلاء العشرين، ثم يأتي دور البطولة الجديدة..

  

يفترض أن يترك لنا دور المجموعات لدوري الأمم 16 متصدراً للمجموعات، لهؤلاء أولوية القتال على تلك البطاقات، فإن كان منهم من تأهل مباشرةً عبر التصفيات، ترك موقعه لوصيف مجموعته، فإن كان الوصيف متأهلاً أيضاً، ذهبت للثالث ثم الرابع (في المجموعات الرباعية)، فإن كانت المجموعة بالكامل من المتأهلين، ذهبت البطاقة إلى أفضل فريق في التصنيف الأقل.

   

ينتهي الأمر بجمع 16 فريقاً مرة أخرى وتقسيمهم وفقاً للتصنيف الذي أتوا منه، ليلعب أوائل مجموعات التصنيف A (أو من ينوب عنهم) ضد بعضهم البعض، والوضع نفسه في بقية المستويات بشكل مستقل لكل منهم. تُجرى قرعة جديدة في الثاني والعشرين من نوفمبر 2019، وتُلعب مباريات التأهل بنفس النظام الإقصائي (مباراة واحدة) من دورين هما نصف النهائي والنهائي.

  

يمتلك صاحب المركز الأفضل في مباريات نصف النهائي أفضلية لعب المباراة على أرضه، بينما ستلعب المباريات النهائية في مدينة سيتم اختيارها بالقرعة أيضاً. بذلك تضمن جميع التصنيفات مقعداً واحداً على الأقل في يورو 2020، بما فيهم التصنيف D الذي يضم مجموعة من المنتخبات المجهولة. (2) (3)

       

undefined

    

مستقبل أفضل للتوقفات الدولية

ليس فقط لأن الجماهير تحب التنافسية وستفضل مشاهدة بطولة، حتى لو كانت أقل شأناً من اليورو وكأس العالم بطبيعة الحال، بل لأنه مشروع لو توافرت له الأدوات الكافية قد يصبح شاهداً على طفرة في مستوى الكرة الأوروبية وأطرافها الأضعف. صحيح أن الأمر يهدد قوة بطولة يورو بحد ذاتها حين تنضم إليها منتخبات مثل أذربيجان وأندورا وجزر الفارو، خاصةً وأن أغلب الكبار سينجحون في بلوغ البطولة بواسطة التصفيات مباشرةً، ما يعني التصنيفA  بأكمله وأغلب منتخبات التصنيف B على الأرجح، لتبقى غالبية المقاعد الأربعة بين يدي C  و D.

 

ولكن في الوقت ذاته تخلق البطولة أجواء التحدي بين جميع منتخبات القارة، فمن يتأهل من التصنيف D إلى اليورو أو حتى يتصدر مجموعته فقط، سينتقل في النسخة التالية لمواجهة فرق أقوى في C وسط توقعات بعودته سريعاً من حيث أتى، وهي الدائرة التي يجب على الصغار كسرها لإثبات وجودهم على الساحة الأوروبية، وينطبق الحال على الصاعدين من C  وهكذا..

   

حتى أصحاب التصنيف الأول سيعانون الأمرين، فلا يمكنك المنافسة على اللقب في النسخة التالية إلا إذا ضمنت بقاءك في A بتفادي المركز الأخير، ويكفل النظام هبوط 4 فرق قوية من هنا إلى B، ما يعني توقعات مبدئية بافتراس الكبير للسمك الأصغر، واستعدادات جادة من الفئة الأقل للانقضاض عليه وإبقائه في المستوى الأدنى، باحثين عن مقعد لهم وسط الكبار.

 

فكرة الارتفاء من تصنيف لآخر بحد ذاتها تبعث أجواء محفزة لتنافس حقيقي بين كافة الأطراف، وهو ما سيخلق رونقاً جديداً لفترات التوقف عوضاً عن ركود الوديات، إلى جانب عملها كملحق لليورو أيضاً، وهو أمر وارد تطبيقه في النسخة التالية لتمنح البطولة -إن استمرت- بطاقات مؤهلة لكأس العالم أيضاً.