شعار قسم ميدان

المدرب الذي عرقل لاعبا وأغرب وقائع الغش في تاريخ كرة القدم

ميدان - أغرب مواقف كرةالقدم

كنا قد قررنا أن نكتب مقدمة طويلة عن الغش وعاقبته الأخلاقية، ولكن قررنا ألّا نفعل. أيًّا كان ما سنقوله فإن هؤلاء الذين سنحكي لك قصصهم لا يعبأون به غالبا. أهلا بك في أحد أغرب العوالم المرتبطة باللعبة.

        

آلة الزمن

أنت لا تعلم شيئا عن كرة القدم الأفريقية ما لم تعلم عن نشاط تزوير أعمار اللاعبين. حقيقة لا شيء يمكننا أن نقوله قد يُشعرك بحجم الأمر ومدى ضخامته، تخيّل أن هناك عالما موازيا لعالم كرة القدم الأفريقية الذي تعرفه، عالما يتحوّل فيه فوز منتخب نيجيريا بأوليمبياد أتالانتا من أعظم إنجاز أفريقي على الساحة العالمية إلى إحدى أكبر خدع تزوير الأعمار في تاريخ اللعبة، ببساطة لأن عددا لا بأس به من أعضاء هذا المنتخب كان قد جاوز السن المسموح ولكنهم كانوا يملكون هويات مزورة. (1)

    

أكثر مناطق ازدهار هذا النشاط هي غرب أفريقيا، ولن تتخيل كمّ القوانين والقواعد والفحوصات الطبية المتطوّرة التي أُجبر عليها الفيفا بعد خدع مماثلة من ممثلي القارة السمراء، وتوبي ميمبو المدافع الكاميروني لم يتخلَ عن هذا التقليد العريق طيلة مسيرته؛ الرجل لعب في 10 أندية خلال 10 سنوات بالضبط كان يمتلك خلالها مفتاح الزمن. مثلا عند بداية مسيرته في منتصف التسعينيات خاض بطولة كأس الأمم الأفريقية 1996 وعمره الرسمي المعلن 31 عاما، ثم عاد شابا في مقتبل مسيرته عندما رحل بعدها لتركيا بجواز سفر يؤكد أنه في الحادية والعشرين من عمره، ثم ازداد عمره بمقدار 7 سنوات خلال عامين فقط عندما خاض كأس الأمم الأفريقية التالية 1998 وعمره 28 عاما. عبارة "العمر مجرد رقم" قيلت لأجل هذا الرجل. (2) (3)

    

كأس عام 1998 - التصفيات المؤهلة بين زيمبابوي والكاميرون - توبي ميمبو  لاعب الكاميرون
كأس عام 1998 – التصفيات المؤهلة بين زيمبابوي والكاميرون – توبي ميمبو  لاعب الكاميرون "يمين" و تاويا موريوا لاعب زيمبابوي "يسار" (رويترز)

     

الجريمة تُفيد

في ستينيات القرن الماضي كان نظام البوندزليغا مختلفا نوعا ما عن الآن؛ كان هناك سقف محدد لرواتب اللاعبين ومقابل الانتقال وحتى مكافآت الفوز، وكانت هناك عقوبات صارمة على أي نادٍ يتجاوزه، وهذه كانت مشكلة لنادٍ مثل هيرتا برلين كان يحتاج إلى كمٍّ كبير من الإغراءات ليقنع اللاعبين بالتوقيع له. هذه ألمانيا بعد الحرب وبرلين أشبه بالجحيم؛ لا أحد يريد العيش في مدينة محاطة بسور ضخم، وبالطبع لا أحد يريد أن يلعب لنادٍ يقع داخل المدينة المحاطة بالسور الضخم.

   

غنتر هرزوغ، أحد "المستثمرين" المحبين للنادي، وجد الحل العبقري؛ قام بطباعة 55 ألف تذكرة لحضور مباريات الفريق ولم يدرجها في سجلات النادي المالية، ومن حصيلة بيعها كان النادي يتمكّن من إغراء اللاعبين بمبالغ إضافية أسفل الطاولة. أين أخفى هرزوغ التذاكر؟ سنترك هذا لتخمينك ولكننا سنمنحك تلميحا أيضا؛ هرزوغ كان حانوتيا. (4)

     

الرابع سيُدهشك

هذه واحدة من الأغرب على الإطلاق فعلا؛ في نصف نهائي بطولة كأس الكاريبي عام 1994 التقى فريقا باربيدوس وغرناطة في لقاء العودة، وكان باربيدوس يحتاج إلى الفوز بفارق هدفين نظيفين للتأهل، وقبل نهاية المباراة بعدة دقائق كانت النتيجة 2-1 فقط وتشير إلى تأهل غرناطة، وحينها لاحت لـ"سيلي" مدافع باربيدوس فكرة عبقرية؛ سيُسجل هدفا في مرماه.

  

الهدف سيُنهي الوقت الأصلي بالتعادل، وهذا يعني الاحتكام لأشواط إضافية. ما الخدعة هنا؟ أن الهدف الواحد في الأشواط الإضافية كان يُحسب باثنين حينها، لذا فعندما أدرك سيلي أن فريقه لن يتمكّن من إحراز هدف إضافي قبل نهاية المباراة قرر نقلها للأشواط الإضافية حيث يحظى فريقه بمزيد من الوقت. (5)

  

    

المفاجأة أن هذا ليس أغرب ما في القصة، لأن بعد أن أدرك لاعبو غرناطة الخدعة قرروا أن يجاروا سيلي في لعبته، وفي الدقائق القليلة المتبقية من الوقت الأصلي بعد تسجيل هدف التعادل، كان أي هدف في أي مرمى ليعبر بهم للنهائي، لذا حاولوا التسجيل في مرماهم بدورهم لأن طبقا للقاعدة العجيبة فإن هزيمتهم بنتيجة 3-2 كانت تؤهّلهم للدور التالي، وهذا كان يعني أن الجمهور كان على موعد مع أحد أغرب المشاهد التي قد تراها في مباراة كرة قدم إن لم يكن أغربها على الإطلاق؛ فريق واحد هو باربيدوس يدافع عن المرميين لأن أي هدف زائد على نتيجة 2-2 يعني مغادرتهم البطولة! باربيدوس نجحوا في الإبقاء على التعادل والدفاع عن المرميين، وفي الوقت الإضافي سجّلوا هدفين لتنتهي المباراة بنتيجة 4-2 ويتأهّلون للنهائي. بعدها خرج مدرب غرناطة جيمس كلاركسون ليصرح بشعوره أنه قد تعرّض للغش، وحاول ناديه إلغاء النتيجة ولكن بلا جدوى. الغش مفيد جدا، قد يمنحك بطولة.

  

أم المعارك

6 بطاقات حمراء، و51 مخالفة بين الفريقين، وتدخّلان لشرطة مكافحة الشغب خلال المباراة. أنت الآن في مباراة ريسينغ ضد سيلتيك بأدوار خروج المغلوب من بطولة أبطال القارات، المباراة التي تُوصف بأنها الأعنف في تاريخ اللعبة على الإطلاق. (6)

  

قبل أن نحكي لك ما حدث سنطلب منك ارتداء قناع واقٍ لأن السطور القادمة تحمل الكثير من اللُّعاب والبُصاق؛ أولا طُرد ألفيو باسيل مدافع ريسينغ لأنه تشاجر مع جون كلارك ثم بصق على بوبي لينوكس، ثم طُرد لينوكس نفسه بدلا من لاعب آخر أخطأ الحكم هويته، ثم طُرد جيمي جونستون لأنه انفجر في عراك ضخم بعد عدة تدخلات كارثية من لاعبي ريسينغ كان أحدها أشبه بالتحامات الرغبي، ثم خرج جون هيوز لأنه ركل حارس ريسينغ أوغستين سيخاس، والذي كان قد ركل جونستون الذي طُرد منذ قليل بـ"كل ما يملكه من قوة". لماذا؟ لأنه تسبب في طرد ألفيو باسيل طبعا، الرجل الذي بدأ هذه المتوالية المجنونة أصلا، ثم لاحقا خرج خوان كارلوس رولي لأنه لكم كلارك الذي تشاجر معه ألفيو باسيل في البداية، وأخيرا حاول الحكم طرد بيرتي أولد من سيلتيك، ربما لأنه أخرج مدفعه الرشاش أو حاول دهس أحد لاعبي ريسينغ بسيارته، لا نعلم بالضبط.

  

نقول حاول لأنه لم ينجح، بيرتي أولد أخبره أن لا علاقة له بالشجار الحاصل فاقتنع الحكم الباراغواياني وسمح له بإكمال المباراة. المشكلة أن العنف لم يكن المشكلة الوحيدة، فبين الشوطين احتاج جيمي جونستون إلى أن يغسل شعره لأنه كان مبتلا تماما من فرط البصاق عليه. طبعا كان هذا قبل أن يُطرد في الشوط الثاني. إذا كنت تشعر بالحاجة إلى الاستحمام الآن لمجرد القراءة عن هذه الواقعة فنحن نتفهّم الأمر.

    

  

تدخّل مشروع

في إحدى ليالي 1999 كان المدرب إنريكي مارتن يقود فريقه ليغانيس في الدرجة الثانية الإسبانية للتقدم بهدف وحيد على الغريم باداخوز، ولكن قبل النهاية بدقائق وبينما كان مارتن يقف على الخط موجها تعليماته للاعبيه بالحفاظ على النتيجة، تمكّن سابينو سانتوس مهاجم باداخوز من التخلص من رقيبه وقيادة هجمة خطرة من الخط. طبعا أنت تعلم ما حدث بعدها. مارتن أزاح الكرة من أمام سانتوس في حركة تطلّبت مجهودا ضخما لكي تبدو طبيعية. سانتوس تعثّر طبعا وأخذ يتدحرج حتى عاد إلى البرازيل قبل أن يعود ويكمل المباراة وينال مارتن إيقافا لعشر مباريات. (4)

المصدر : الجزيرة