شعار قسم ميدان

لوكاكو ولاوتارو.. كونتي وفن صناعة الثنائيات الهجومية

ميدان - لوكاكو ولاوتارو.. كونتي وفن صناعة الثنائيات الهجومية

يعاني قطاع كبير من أندية أوروبا من مشاكل هجومية عدة، تحديداً في مركز المهاجم الصريح، إما بسبب سوء التخطيط أو ضعف كفاءة الأسماء المطروحة والخوف من الرهان على العناصر الشابة، يكفي إلقاء النظر نحو أندية بحجم ريال مدريد وبرشلونة، الأول الذي لم يجد ضالته بعد رحيل أسطورة الفريق وهدافه التاريخي كريستيانو رونالدو، والثاني الذي فشل فشلاً ذريعاً في توفير خليفة للويس سواريز الذي يلعب مصاباً منذ موسمين، حتى خضع أخيراً لأحكام جسده، الذي أجبره في النهاية على عملية في الركبة سيغيب على إثرها لآخر الموسم.

  
في الوقت الذي يعاني فيه البعض من ندرة قاتلة، يحظى فيه البعض الآخر بوفرة مُفرطة، حيث تبدو الحياة رائعة في إنتر ميلان، النادي الذي يملك عقود 3 مهاجمين من الطراز الأول، أحدهم منفي في فرنسا، بينما يستمتع أنطونيو كونتي بمساهمات الاثنين الباقيين، مشكلاً منهما الثنائي الهجومي الأكثر تكاملاً في أوروبا هذا الموسم.

  
إذا فكرنا في أنطونيو كونتي، فإن أول ما قد يخطر في أذهاننا هو فكرة الثنائيات الهجومية، الصيحة التي بدأها في يوفنتوس بثنائية فيرناندو يورينتي وكارلوس تيفيز، غريزيانو بيلي وإيدير بـ يورو 2016، مروراً بهازارد ودييغو كوستا في تشيلسي، على الرغم من اعتماده على الرسم الخططي 3-4-3 في تلك الفترة، إلا أن كونتي منح هازارد قدرا كبيرا من الحرية جعله في النهاية يلعب بجانب الهداف الإسباني، الخلطة التي توجته فيما بعد بطلاً للدوري الإنجليزي في أول مواسمه بـ "بلاد الفرنجة".

    

أنطونيو كونتي (غيتي)
أنطونيو كونتي (غيتي)

      

خارج عن المألوف

يُنظر إلى أنطونيو كونتي دائماً كمدرب دفاعي، بسبب قناعاته الراسخة دائماً باستخدام ثلاثي دفاعي في الخط الخلفي بدلاً من اثنين، وبسبب الطريقة التي "سرق" بها لقب الدوري الإنجليزي مع تشيلسي. وإذا كان هناك طعن وجيه لهذا الادعاء فهي تجربته المثيرة مع إنتر هذا الموسم. مهاجمان يحرزان الأهداف من كل مكان مثل لاوتارو ولوكاكو، بالإضافة إلى لاعبي وسط بنزعة تهديفية كـ سينسي ونيكولو باريلا، مروراً بخط دفاع يسجل الأهداف ويصنعها، كل ذلك ساهم في جعل إنتر صاحب ثالث أقوى سجل تهديفي في الدوري الإيطالي هذا الموسم برصيد 49 هدف خلف كل من أتلانتا (63) ولاتسيو (55). (1)

 
يلعب إنتر كونتي هذا الموسم كرة قدم جديرة بالمشاهدة، بالرسم المُعتاد 3-5-2 الذي يوفر له قدرا كبيرا من المرونة، ويمكّنه من المناورة عبر أطراف الملعب أو من العُمق مما يجعل إنتر فريقاً غير قابل للتنبؤ في كثير من الأحيان. انتشار جيد في كل الخطوط، وزيادة عددية هجوماً ودفاعاً بسبب الأظهرة التي تلعب بطول الخط، وهي الميزة الأكبر التي يوفرها ذلك الرسم التكتيكي، حيث يتحقق مبدأ الاتساع تلقائياً بوجود ظهيرين يعملان على تمديد الملعب لأقصى حد ممكن، وذلك لتمديد خط دفاع الخصم لخلق فراغات في القنوات بين أفراده وفيما بين الخطوط، الأمر الذي يعيش لأجله لاوتارو ولوكاكو اللذان يجدان نفسيهما في مواقف 1 ضد 1 على مستوى الرقابة، وفي حال عادلَ الخصم تلك الزيادة بارتداد لاعبي الوسط لمساندة خط الدفاع، فإن ذلك يعطي أفضلية للاعبي وسط إنتر القادمين من الخلف، وهو ما يُفسر حصيلة أهداف سينسي وباريلا وبروزوفيتش وفيتسينو. (2)

  

صورة توضّح الزيادة العددية للاعبي الإنتر في المناطق الهجومية (مواقع التواصل)
صورة توضّح الزيادة العددية للاعبي الإنتر في المناطق الهجومية (مواقع التواصل)

       
يحظى حامل الكرة في إنتر بوفرة كبيرة على مستوى خيارات التمرير، حيث يملك كل لاعب من خيارين إلى 4 خيارات دائماً للتمرير، بدءًا من مرحلة بناء اللعب في الثُلث الأول من الملعب حيث ثلاثي الخلف  ولاعب الارتكاز والأظهرة، وصولاً إلى مرحلة الإنهاء في الثُلث الأخير، فكما نُشاهد في الصور المُرفقة، عندما يتدرج إنتر بالكرة ويصل إلى الثُلث الأخير، هناك دائماً مهاجمان متاحان، بالإضافة إلى لاعبي وسط في مناطق متقدمة من الملعب وكأنهم مهاجمين إضافيين.   

  

صورة توضّح وفرة خيارات التمرير للاعبي الإنتر في نظام أنطونيو كونتي (مواقع التواصل)
صورة توضّح وفرة خيارات التمرير للاعبي الإنتر في نظام أنطونيو كونتي (مواقع التواصل)

    

لم تتوقف التعليمات بالركض داخل منطقة الجزاء لدعم المهاجمين عند لاعبي الوسط، ولكنها طالت أيضاً الظهير المعاكس للجانب الذي تأتي منه الكرة الذي يقطع بسرعة إلى الداخل في انتظار الكرة القطرية. كل ذلك يُفسر لماذا 3-5-2 بالنسبة لأنطونيو كونتي، فمن الواضح أنه حتى أقوى الدفاعات ستكون تحت التهديد دائماً بسبب الكثافة العددية الهائلة لفريقه في كل الحالات.

    

حجر الأساس

صنع كونتي ثنائيات هجومية مميزة على مدار مسيرته التدريبية، لكنه لم يحظ من قبل بثنائية تحظى بتأثير كبير كما هو الحال مع لوكاكو-لاوتارو. كان يعتمد كونتي في الغالب على خط وسط مميز للارتقاء بمردود مهاجميه، وأحيانًا إلى الحد الذي كان فيه المهاجمون يقومون بدور صديق البطل من أجل الاستفادة من القدرات التهديفية العالية للاعبي الوسط كما كانت فترته في يوفنتوس.

  
قادت الإصابات إنتر إلى التراجع مقارنة ببداية الموسم، لكن المهاجَمان غطا هذه الغيابات، ونجحا في تسجيل أهداف من اللاشيء، هدف لوكاكو في برشلونة يمكن أن يعطينا فكرة، على الرغم من أن عدم تكافؤ الفرص بين لاوتارو وتوديبو نظراً للوضعية الصعبة التي استقبل بها لاوتارو الكرة وظهره إلى الخصم، إلا أنه إستطاع أن يجعل منها فرصة سانحة للتسجيل، فبعد الترويض البطولي أتت قذيفة البلجيكي لتسكن الشباك سريعاً.

      

  
بنى كونتي نسخة إنتر الحالية على ثنائية لوكاكو ولاوتارو، اللذان يوفران للفريق عمقا هجوميا استثنائيا، فبدلاً من خيار واحد للتمرير سواء بالاستقبال أو القطع خلف المدافعين، يوجد خياران بالأمام، مما يُشجع الفريق على لعب كرة قدم مباشرة قائمة على اللعب العمودي باتجاه المهاجمين، وهو ما يقوم به المدافع ستيفان دي فراي بحرفية شديدة، حيث تُعد التمريرات العمودية سلاحا مُهما لإنتر للوصول السريع إلى مناطق الخصم وضرب أكبر عدد ممكن من لاعبي الخصم بدلاً من التدرج في بناء اللعب. (3)

  

هدف لاوتارو في دورتموند بعد تمريرة عمودية من دي فراي (مواقع التواصل)
هدف لاوتارو في دورتموند بعد تمريرة عمودية من دي فراي (مواقع التواصل)

    

وللاستفادة من تلك التمريرات، يجب أن يمتلك المهاجمين لمسة أولى جيدة، وهو ما لم يكن يتوافر في لوكاكو، المشهور بلمسة أولى متواضعة عند الدوران والمناورة، لكن ماذا لو أقنعنا لوكاكو بالتمرير بدلاً من الاستلام والدوران، ربما يمكننا أن نحظى بما هو أفضل، وذلك ما وصل إليه كونتي، إذ أقنع لوكاكو بضرورة التمرير من لمسة واحدة ثم التحرك إلى الأمام، خاصة مع وفرة خيارات التمرير أمام حامل الكرة، فبدلاً من الدوران من لمسة واحدة الذي قد يصيب وقد يخطىء مما يزيد احتمالية فقدان الكرة ومن ثم تحولات غير مرغوب فيها، يقوم لوكاكو حالياً بالسهل الممتنع، يتحرك خطوات للخلف لعمل "Lay-off Pass" أو التمريرة التمهيدية للقادم من الخلف، التي تجعل إنتر يلعب بشكل أسرع ويستفيد كثيراً من التمريرات العمودية المُرسلة عبر أقدام مدافعيه. (4)

   

صورة توضّح دور لوكاكو في استقبال التمريرات العمودية ولعبها من اللمسة الأولى (مواقع التواصل)
صورة توضّح دور لوكاكو في استقبال التمريرات العمودية ولعبها من اللمسة الأولى (مواقع التواصل)

    
لأجل ذلك أراد كونتي لوكاكو، وجعل من مُهمة التعاقد معه أحد شروط موافقته على تدريب إنتر، نظراً لأهميته المحورية في نظام المدرب الإيطالي، فقد أصبح البلجيكي نقطة الارتكاز الحقيقية للفريق سواء على الأرض أو الهواء، واستفاد  زميله لاوتارو من ذلك كثيرًا، عن طريق استغلال تدافع المدافعين نحو لوكاكو ليقطع مارتينيز خلفهم في انتظار التمريرة البينية، أو حتى الربط مع البلجيكي بالتمرير المزدوج من وضعية الحركة. ومن جانبه يُقدر لوكاكو جيداً معنى أن يرافقه مهاجم بقدرات خاصة مثل لاوتارو، المُجرم الصغير الحاصل على دكتوراه في الحسم والإنهاء وكافة أعمال الشغب، واللاعب الذي تفنن في التسجيل أمام الكبار سواء في الدوري او في دوري الأبطال.

  
يلعب لاوتارو بالقرب من لوكاكو ويحرص على أن يكون أول من يتلقى الكرة بمجرد أن يستقبلها البلجيكي، من هنا يستطيع لاوتارو التغلب على آخر مدافع، أو الاستمرار في الربط مع لاعب الوسط المجاور (سينسي ، باريلا أو غاليارديني) أو حتى البحث عن البلجيكي مرة أخرى، بعدما تحرك للأمام بمجرد خروج التمريرة من قدمه، وهو ما تكرر في عديد المناسبات هذا الموسم.

  
"لوكاكو و لاوتارو يمثلون الثنائية الهجومية الأقوى في أوروبا حالياً، لوكاكو يشبهني كثيراً ولاوتارو قوي جداً، هم يسجلون الأهداف ويساعدون بعضهم البعض، وكل ذلك يصب في مصلحة الفريق، إنتر دائماً ما امتلك ذلك النوع من المهاجمين، كما كنت أنا مع رونالدو وكريسبو.. أعتقد أنهم سيسجلون المزيد من الأهداف، وسيبقون هنا لسنوات عديدة"

كريستيان فييري. (5)

   

ما لا تراه الأعين
لوكاكو ولاوتارو (رويترز)
لوكاكو ولاوتارو (رويترز)

  

خرجت ثنائية لاوتارو ولوكاكو إلى النور في أغسطس الماضي فور وصول الأخير إلى الأراضي الإيطالية، ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقة بينهما واستطاعا تكوين قدر كبير من التفاهم تخطى حدود المستطيل الأخضر، حيث بدوا كأصدقاء حقيقيين وليس فقط رفقاء ملعب، وهو ما يظهر جلياً في الاحتفالات بينهما وفي تصريحات كل منهما تجاه الآخر، فقد صرح لاوتارو في عدة مقابلات بأن لوكاكو شخص رائع داخل وخارج الملعب، مع تأكيد لوكاكو على أنه يحظى بوقت جيد مع صديقه الأرجنتيني.

  
لا نستطيع الجزم ما إذا كانت صداقتهم هي سر التألق الذي يشهدانه أم أن نظام أنطونيو كونتي الذي يُبرز نقاط قوتهم، لكن ما نستطيع الجزم به هو أن كلاهما قد خطى خطوات كبيرة هذا الموسم، فقد ساهما في 74% من أهداف الإنتر في الدوري ودوري الأبطال، وهو ربما ما لم يكن ليحدث لولا الإصابات التي ضربت الفريق وسمحت للثنائي بأخذ مهام أكبر على مستوى الصناعة والتسجيل، إذ يملك لوكاكو 19 هدفاً في سجله التهديفي مع 4 تمريرات حاسمة، بينما تمكن لاوتارو من تسجيل 16 هدفاً وصناعة 4.     

    undefined
    

تُشير الإحصاءات إلى اختلاف فلسفة كلا المهاجمين أمام المرمى، فيبدو لوكاكو أكثر حكمة بخصوص قرار التسديد ومع ذلك يُسجل هدف من كل 5 تسديدات، بينما يسدد لاوتارو غالباً كلما لمحت عينه الشباك، مما جعله ثالث أكثر المسددين في الدوري خلف كل من كرستيانو رونالدو وشيرو إيموبيلي، ليسجل من كل 8 تسديدات. (6)

  
وبحسب تصنيف مُعدل الأهداف المتوقعة (xG)؛ من بين جميع لاعبي الدوري الإيطالي الذين تخطوا حاجز 900 دقيقة، يملك لاوتارو مارتينيز أفضل معدل أهداف متوقعة هذا الموسم (0.52) هدف لكل 90 دقيقة -الموسم الماضي (0.37)- ، وللمفارقة لا يوجد ثنائي هجومي في الدوري يملك مُعدل أفضل من ثنائي الإنتر مجتمعين (0.96) هدف متوقع لكل 90 دقيقة، متفوقين على رونالدو وهيغوايين مجتمعين (0.87).  (7)

    
استفاد الثنائي من عمودية نظام أنطونيو كونتي، الإيطالي المتشدد عندما يتعلق الأمر بالتمركز والالتزام بالتعليمات، لا يطلب كونتي من مهاجميه ترك أماكنهم أبداً، على العكس؛ ابقَ في مكانك، وسوف تصلك الكرة، حيث يؤمن كونتي أنه كلما تواجد المهاجمين بالقرب من المرمى، كلما زادت احتمالات تسجيل الأهداف، وهو ما تعبر عنه الأرقام حيث تضاعف مُعدل لمسات لاوتارو داخل منطقة الجزاء هذا الموسم بـ (16.22) لمسة لكل مباراة، مقارنة بالموسم الماضي (7.04)، كما قفز المعدل ذاته بالنسبة للوكاكو ليصل إلى (14.43) لمسة لكل مباراة بعدما كان معدله في الموسم الماضي (6.43). ليؤثر ذلك بالإيجاب على أرقام الثنائي التهديفية التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الموسم الجاري. (8)
  
يُكمِل لوكاكو ولاوتارو بعضهما البعض جيداً، فالأول يستمتع ببنية جسدية ضخمة تساعده على السيطرة على ألعاب الهواء حيث يفوز بـ 3 صراعات هوائية في كل مباراة، بينما يملك الثاني قوة ملحوظة في الجزء السُفلي من جسده تساعده على اللعب بظهره والاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، وهو ما يُجبر المدافعين على ارتكاب الكثير من المخالفات ضده، الأمر الذي جعله رابعاً كأكثر اللاعبين كسباً للمخالفات بمعدل 3 مخالفات مرتكبة ضده بكل مباراة. أما بدون الكرة يقوم الأرجنتيني بدور محوري في عملية الضغط على حامل الكرة، يضغط لاوتارو بكثافة كبيرة معوضاً ضعف رفيقه البلجيكي في هذا الجانب، ليُسجل معدل ضغط (20.95) في المباراة الواحدة، على نفس السطر مع روبيرتو فيرمينو (22.07) المهاجم المعروف عالمياً بمساهماته العريضة في عملية الضغط والضغط المضاد. (9)

  

  
برهن لوكاكو سريعاً على قيمته، وجعل من مبلغ استقطابه (65 مليون يورو) استثماراً ناجحاً بعد الموسم الكبير الذي يقدمه، لكن الاستثمار الأنجح كان في لاوتارو مارتينيز الذي جلبه إنتر من راسينغ الأرجنتيني مقابل 25 مليون يورو، وهي القيمة التي وصلت إلى 4 أضعاف في الوقت الحالي. استفاد الثنائي بشدة من العمل تحت قيادة مدرب من الطراز الأول مثل أنطونيو كونتي، الذي أعاد الحياة مرة أخرى للوكاكو، ونجح في نقل لاوتارو إلى مستوى آخر بعدما عانى في موسمه الأول رفقة النيرازوري. صحيح أن قوتهم الهجومية لم تكن كافية للمضي بعيداً في دوري الأبطال، لكنها مازالت فتاكة محلياً آملين في إقصاء اليوفي والتتويج باللقب المفقود. (10)

  
لم يخطط كونتي أبداً للفوز بدوري الأبطال في أول مواسمه مع إنتر، بل عزم على المنافسة على السكوديتو منذ اليوم الأول، وهو ليس ببعيد إذ يفصله عن الصدارة 3 نقاط فقط بعد 24 جولة لعبت حتى الأن، الأمر الذي يُعتبر نقلة نوعية للفريق الذي أنهى الموسم الماضي متخلفاً عن السيدة العجوز بـ 21 نقطة، والسؤال الذي يطرح نفسه؛ هل سيفوز إنتر بالدوري أخيراً بعد الغياب الطويل؟ الإجابة في أقدام لوكاكو ولاوتارو!

المصدر : الجزيرة