شعار قسم ميدان

280 حرفًا.. هل مزَّق تويتر دفاتره القديمة؟

midan - twitter
مصدر الصورة: (freepik.com)
مقدمة الترجمة

كاتبة المقال جوليا غيلن، محاضرة في المجال الرقمي بجامعة لانكستر، وهي مديرة مركز أبحاث في لانكستر. ويتحدث التقرير عن تجربة بدأ فيها موقع تويتر، وهي مضاعفة عدد الحروف المسموح به في كل تغريدة ليصبح 280 بدلا من 140، وتقوم الكاتبة بتقييم التجربة من حيث أثرها على شعبية تويتر لدى مستخدميه، وكذلك من حيث تأثيرها على أرباح الشركة. وتنتقد الكاتبة سياسة الموقع، مشيرة إلى عدم استقرار نموذج الأعمال الذي تأسست عليه الشركة، ثم تستعرض تأثير اهتمام الرئيس الأميركي ترمب بالموقع على أعداد المستخدمين.

 

نص التقرير

يجرب موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر زيادة الحد الأقصى لطول التغريدة إلى 280 حرفا لمساعدة المستخدمين على "التعبير عن أنفسهم بسهولة". للوهلة الأولى قد يبدو هذا الإعلان وكأنه ليس إلا ميزة جديدة لطيفة، ولكن هذه الخطوة الجديدة تمثل طريقتين يواصل تويتر بهما السير على خيط رفيع بين النجاح والفشل.

 

أولا، ما توضحه هذه الخطوة هو مدى صعوبة الحصول على التوازن بين كونك مميزا واضطرارك إلى الاقتراب من الميزات التي يقدمها منافسوك. ثانيا، هذا الإجراء الجديد يضيف مشكلات جديدة على نموذج العمل غير المستقر الذي يمنع تويتر من تحقيق الربح.

 

تويتر يتميز بالإيجاز، هذا ما يجعله وسيلة رائعة لمعرفة ما يحدث، فالتغريدات تنقل للمتابعين المعلومة باختصار مع التركيز على الأفكار الأكثر أهمية، وهذا شيء لن يتغير أبدا
تويتر يتميز بالإيجاز، هذا ما يجعله وسيلة رائعة لمعرفة ما يحدث، فالتغريدات تنقل للمتابعين المعلومة باختصار مع التركيز على الأفكار الأكثر أهمية، وهذا شيء لن يتغير أبدا
 

في الإعلان عن مساحة أكبر لرسائل أطول، قالت أليزا روزين، مديرة منتج تويتر وإيكوهيرو إيهارا، كبير مهندسي البرمجيات، إن بعض اللغات تحتاج إلى المزيد من الحروف للتعبير عن الرسالة من غيرها، وبما أن معظم المستخدمين لن يكون لديهم أساس للمقارنة، اقترحوا أن إعطاء مساحة أكبر للرسائل لبعض المستخدمين الذين يكتبون باللغة الإنجليزية سوف يسبب الضيق من الحد الأقصى القديم، ولكن منشورهم يحتوي على تناقض:

 

تويتر يتميز بالإيجاز، هذا ما يجعله وسيلة رائعة لمعرفة ما يحدث، فالتغريدات تنقل للمتابعين المعلومة باختصار مع التركيز على الأفكار الأكثر أهمية، وهذا شيء لن يتغير أبدا. هذا التناقض هو في قلب المعضلة التي تواجهها جميع منصات التواصل الاجتماعي. لكي تنجح في جذب المستخدمين عليها تقديم شيء مميز. ومع ذلك، مع دخول المنافسين الجدد إلى المشهد، عليهم أن يبتكروا، وقد يعني ذلك تبني ميزات من الآخرين. لا ننسى أنه، لسنوات بعد انتشار تويتر في عام 2006، كان من المستحيل أن تدرج صورة مع التغريدة، كان يمكنك فقط وضع رابط لصورة منشورة على موقع آخر وكان عليك أن تكون حذرا بشأن طول عناوين المواقع.

 
ولكن حين اعتاد الناس على مرونة فيسبوك الأكبر، ثم إنستغرام، كان على تويتر أيضا تقديم خيار تضمين الصور والروابط ومقاطع الفيديو. والحقيقة هي أن الحد الأقصى الذي كان مقررا بـ 140 حرفا قد انتهى منذ فترة طويلة.

 undefined

 
ومع ذلك لا يزال تويتر يقدم شكلا معينا جذابا للكثيرين، يمكنك كتابة رسالة موجزة مصحوبة بالروابط والصور ومقاطع فيديو قصيرة وتبثها إلى مستخدمي تويتر الآخرين، لست مضطرا إلى تنظيم "الأصدقاء"، وعلى الرغم من أنك قد لا تحب كل ردود الفعل والردود التي تحصل عليها فقد تنجح في إيصال مشاركتك للجمهور الذي تريده.

 

كل هذه الخصائص تعتبر سببا في عدم استقرار نموذج أعمال تويتر، فتقديم الخدمات التي يشترك فيها الناس مجانا يكلف الكثير من المال، بينما استعدادهم لتقبل الإعلانات والمحتوى مدفوع الثمن محدود. يبتعد الناس عن تويتر إذا كان حسابهم يعرض لهم الكثير من الأشياء التي لم يقوموا باختيارها. لذلك، لم يكن تويتر قادرا على تحقيق ربح كاف لتغطية نفقاته. لا تزال الربحية مؤجلة، كما كان الحال دائما.

 

تويتر وترمب

undefined
 
قبل عامين كنت أدرس دورة تسمى فهم وسائل الإعلام، وكنت أجادل بأن تويتر في موقف غير مستقر، ثم جاء ترمب. يتمتع تويتر منذ إطلاقه بانتشار ذكره في وسائل الإعلام، من الرياضة إلى الأعمال التجارية، من التلفزيون إلى الصحف الإلكترونية. ومع ذلك، لم يكن من الممكن التنبؤ باهتمام الرئيس الجديد بهذا المنبر تحديدا، وقد أدى ذلك إلى نمو هائل في عدد المرات التي يُذكر فيها تويتر إعلاميا، لكن هذا لم يكن كافيا لتصحيح المشكلات الأساسية.

 

وكما كتب الصحفي المختص في شؤون التكنولوجيا تشارلز آرثر في صحيفة الغارديان في (فبراير/شباط) فإن حتى أقصى الجهود التي يبذلها دونالد ترمب لا يمكنها انتشال تويتر من الغرق. فقد أظهرت نتائج الربع الرابع للشركة خسارة قدرها 167 مليون دولار (مقارنة مع 90 مليون دولار قبل عام) على عائدات قدرها 638 مليون دولار، مع عدم وجود مسار واضح لتحقيق الربح. هذا على الرغم من أن تصريحات الرئيس الأميركي المتكررة، والمثيرة للجدل، ساعدت على زيادة عدد المستخدمين بمقدار مليوني مستخدم، ليصل إجمالي عدد المستخدمين إلى 319 مليونا.

 

يوجد تويتر في عالم تنافسي للغاية، يتطلع إلى المنافسين مثل سينا ​​ويبو الذي ادعى في وقت سابق من هذا العام أنه تجاوز تويتر من حيث أعداد المستخدمين. يوفر سينا ويبو مساحة أكبر من تويتر في كل منشور، ولكن إعلان تويتر الجديد، الذي يبدو كمحاولة للحاق بالركب، لا يمكن أن يفعل شيئا يُذكر في مواجهة التحديات الأساسية التي لا يزال يواجهها.

 ___________________________________________________

مترجم عن: (ذا كونفرزيشن)

المصدر : الجزيرة