أن ترتدي الهاتف.. ثورة تقنية على الأبواب!
عالم الهواتف المحمولة مليء بالكثير من التطور والابتكار لتلبية رغبات وأحلام المستخدمين، وعلى الرغم من ميزاته الكثيرة فإنه لا يصل إلى طموحات وتطلعات المستخدمين المستمرة وطموحهم إلى المزيد من القدرة والراحة. وعلى الرغم من وجود فكرة الهواتف القابلة للطي منذ فترة طويلة فإنه لم يتم طرحها تجاريا حتى الآن. فما المانع وما الذي يعيق هذه التكنولوجيا من وجودها في أيدينا الآن؟
وعلى الرغم من وجود إمكانيات تنفيذ تكنولوجيا الهواتف المرنة منذ سنوات فإن هناك ما يمنع الشركات من عرضها في الأسواق. ربما بسبب التكلفة العالية التي تحتاجها الشركات لتطبيق مثل هذه التكنولوجيا، أو ربما بعض العيوب، أو ربما لا يتوقف الأمر عند مرونة الشاشة أو الهيكل الخارجي فقط، وربما يحتاج أيضا إلى تقسيم اللوحة الإلكترونية داخل الجهاز أو صناعتها من مواد قابلة للطيّ أو ذات مرونة عالية.
وعلى جانب آخر، شركات تكنولوجيا الهواتف تسعى دائما لتحقيق أعلى ربح من منتجاتها ومن خدمة ما بعد البيع من خدمات الصيانة وقطع غيار الهواتف من شاشات مكسورة وغيرها، وهذا ما يَقلق منه البعض في حال تقديم الهواتف المرنة، لأن هذه التكنولوجيا ستقلل من تلف الهاتف وتزيد من عمره مما يُقلل من أرباع ما بعد البيع.
وتخيل أيضا أنك تضع هاتفك ذا الشاشة المصنوعة من الزجاج داخل جيبك وتريد النزول إلى الملعب لتشارك أصدقاءك في إحدى مباريات الكرة، ماذا ستفعل في هاتفك حينها، هل ستترك هاتفك بعيدا عنك أو ستأخذه معك ليتعرض داخل أرض الملعب للعديد من الصدمات التي من الممكن أن تتسبب في تدميره؟
أما إذا كنت من الأشخاص الذين يستخدمون كلتا يديهم في العمل، أو لا تحتاج إلى أن تنصرف عن العمل وتشتت تركيزك في الهاتف، هل تفضل حقا أن يكون بجوارك ويوقفك تماما عن العمل أو تقوم بالنظر في معصمك لترى من يقوم بالاتصال بك أو بعث إليك برسالة؟
في السباحة، في التريض، أو في العمل، في كل وقت وباستخدام تكنولوجيا الهواتف المرنة لن يعد الهاتف عائقا لك، لن يشغل يديك بعد اليوم، لن يتسبب حجمه في مشكلة أثناء الاتصال، أو في وضعه في جيبك، لن تقلق عليه من التدمير أو التلف، لن تقلق من وضع شيء فوقه أو بجواره حتى وإن كان ثقيلا، كل ما عليك فعله هو ارتداؤه أو طيّه ووضعه في مكان صغير جدا إن كان هاتفا أو جهازا لوحيا.
نعم نحتاج هذه التكنولوجيا بشدة، فغير أنها تساعد في إطالة عمر الهاتف فإنها تجعلنا أحرارا، ولن يكون الهاتف عائقا بعد الآن حتى وإن كان غير محسوس، نحن لا نحتاج إلى التأقلم مع أجهزتنا وإنما أجهزتنا تحتاج إلى التأقلم مع احتياجاتنا.
والعام الماضي، أعلنت الشركة الناشئة الصينية "موكسي" عن أول هاتف ذكي قابل للطيّ على شكل سوار يمكن ارتداؤه بمعصم اليد، وتم استخدام مادة الجرافين في تصميم الشاشة والتي تأتي باللونين الأبيض والأسود استنادا إلى تقنية الحبر الإلكتروني ولتقليل استهلاك الطاقة مع بطارية كبيرة في الجزء السفلي، وتخطط الشركة الصينية لإطلاق الهاتف المرن في الأسواق قبل نهاية هذا العام، وقد لا يكون هاتف "موكسي" مثيرا للإعجاب لكنه يعتبر خطوة أولى قامت بها شركة صينية وسبقت بها عمالقة صناعة الهواتف في العالم مثل سامسونج والتي تعمل على هواتف مرنة لسنوات ولكن التكنولوجيا لم تظهر حتى الآن، وسوف يصل سعر هاتف "موكسي" القابل للطيّ إلى 750 دولار.
كما أن لينوفو قامت باستعراض رؤيتها الخاصة للهاتف المرن والجهاز اللوحي القابل للطيّ في مؤتمرها، كما تطمح شركة سامسونج إلى طرح هاتفها "سامسونج إكس" (Samsung x) المرن في العام القادم كخطوة لإبهار المستخدمين والسيطرة على الأسواق، لكن كل ما علينا فعله هو الانتظار حتى تقدم لنا هذه الشركات ما في جُعبتها ربما العام المقبل أو في العام الذي يليه. لكن ما هو مؤكد أن تكنولوجيا الهواتف المرنة والقابلة للطيّ سوف تظهر في الأسواق عاجلا أو آجلا.
وفي النهاية وجود مثل هذه التكنولوجيا في أيدينا مرهون برغبة الشركات بتطبيقها وطرحها في الأسواق، كل ما نأمله أن يأتي هذا الوقت سريعا وأن نعلم جيدا ما الإمكانيات التي تقدمها لنا هذه الهواتف بعيدا عن الشكل، فهذه تكنولوجيا قوية ومؤثرة بشدة مثل تكنولوجيا مقاومة الماء وتكنولوجيا الكاميرات عالية الجودة تقدم أكثر مما نريد، ولكن لنأمل أن تأتينا قريبا وأن تتنافس الشركات بشدة لتقديم كل ما يملكون ليحوزوا على رغبتنا في اقتناء ما يقدمون، فهذه المنافسة نحن أكثر المستفيدين منها من تكنولوجيا جديدة ستكون بين أيدينا لتقدم إمكانيات وراحة أكثر، هذا ما نأمله.