شعار قسم ميدان

مفاجآت كبرى سيحملها هاتف "آيفون 8" القادم

midan - iphone 8
image credit: Veniamin Geskin

خلال الأعوام العشرة الماضية تقريبًا، لم يمل عُشاق التقنية من الروتين الذي دخلت به الهواتف الذكية، ففي كل عام وفي نفس الوقت تقريبًا تُطلق الشركات هواتفها الجديدة؛ سامسونج في شهر فبراير/شباط من كل عام تكشف عن هواتف "جالاكسي إس Galaxy S"، وجوجل في سبتمبر/أيلول تكشف عن هواتفها، نيكسوس Nexus التي أصبحت "بيكسل Pixel"، حالها حال آبل التي تتخذ من سبتمبر موعدًا للكشف عن هواتف آي فون كل عام.

 

ويمكن اعتبار العام 2016 على أنه عام شركة جوجل، فبعد سنوات طويلة من العمل على تطوير هواتف نيكسوس، قررت في 2016 تغيير هذه العادة وإطلاق سلسلة هواتف جديدة -بيكسل- مع توفير ميّزات وتقنيات لم تكن موجودة من قبل، مع حصرها فقط لمستخدمي تلك الأجهزة [1].

 

وإذا كان عام 2016 عام جوجل، فبكل تأكيد عام 2017 هو عام شركة آبل وهواتف آي فون، فحلول 2017 يعني أن هاتف آبل وصل إلى عامه العاشر، فالطفل المُدلل الذي غيّر شكل الهواتف الذكية قبل عشرة أعوام يجب أن يُحتفى به بأفضل طريقة مُمكنة من قبل الشركة، وهو ما تنقله الشركات ووسائل الإعلام المُطلعة [2]، فأجهزة "iPhone 7 و iPhone 7 Plus" كُشف النقاب عنها مع بداية سبتمبر تقريبًا، لكن سُرعان ما بدأت أخبار الهواتف الجديدة -iPhone 8- باحتلال عناوين الأخبار التقنية.

  

أين سقطت الـ أس – S؟
قفزة آبل في الاسم تعني أن هناك جيل جديد سيرى النور، وبالتالي ميّزات جديدة، وتصميم جديد، لكنها سوف تكون مُغايرة تمامًا لما اعتدنا عليه في السنوات الماضية.
قفزة آبل في الاسم تعني أن هناك جيل جديد سيرى النور، وبالتالي ميّزات جديدة، وتصميم جديد، لكنها سوف تكون مُغايرة تمامًا لما اعتدنا عليه في السنوات الماضية.

من يُتابع أخبار شركة آبل وهواتف آيفون يعلم تمامًا أن كل جيل من هذه الهواتف يعيش لمدة عامين تقريبًا قبل أن يأتي الجيل الذي يليه؛ فآبل أطلقت آيفون ثري جي عام 2008، ثم اتبعته بـ 3Gs عام 2009. وأطلقت آيفون 4 في 2010 متبوعًا بـ 4S في 2011 وهكذا حتى وصلنا إلى آيفون 7 في 2016 والذي من المُفترض أن يُتبع بـ 7S، لكن وبسبب الاحتفالات قد يحصل الجهاز الجديد على اسم iPhone 8 بشكل فوري.

 

قفزة آبل في الاسم تعني أيضًا أن هناك جيل جديد سيرى النور، وبالتالي ميّزات جديدة، وتصميم جديد، لكنها سوف تكون مُغايرة تمامًا لما اعتدنا عليه في السنوات الماضية، فالتغييرات لن تكون بسيطة كزيادة دقة الكاميرا، أو تردد المعالج، بل هناك تقنيات جديدة كُليًّا لتكريم إرث الراحل ستيف جوبز Steve Jobs.

 

الشاشة التي تُغطّي كل شيء
undefined

انتشرت كثيرًا تصاميم تخيّليّة لهواتف آيفون على مر السنوات الماضية، كان من أبرزها صورة لهاتف عبارة عن شاشة فقط، أو بمعنى أدق، قطعة من الزجاج الشفاف بسماكة قليلة تظهر عليها التطبيقات، تقريبًا سنرى مثل هذا المبدأ في آيفون 8 مع بعض الاختلافات البسيطة.

 

بحسب التقارير والشائعات الواردة فإن هواتف آيفون 8 سوف تأتي بشاشة تمتد على كامل الوجه الأمامي، كما ذكرت بعض المصادر أنها ستأتي بأطراف مُنحنية على غرار تلك الموجودة في هواتف "جالاكسي إس إيدج Galaxy S Edge" من شركة سامسونج [3]. هذا يعني أن "الزر الرئيس Home Button" لن يكون له مكان على الوجه الأمامي، ولا حتى على الوجه الخلفي، إذ تنوي الشركة دمجه بداخل الشاشة مع "مُستشعر البصمة Touch ID"، وبالتالي يمكن للمستخدم وضع إصبعه على أي مكان داخل الشاشة لفك قفلها واستخدام الجهاز.

 

أما القسم العلوي فهو الآخر سيحصل على تغييرات طفيفة، فالشركة تنوي أيضًا دمج مُستشعر الضوء بداخل الشاشة، وبالتالي تبقى السمّاعة والكاميرا الأمامية على الوجه الأمامي فقط، إلى جانب الشاشة، هذا بدوره يسمح بالحصول على مساحة أكبر قليلًا، خصوصًا بعد إزالة الأطراف الجانبية أيضًا.

 

تقنيات الشاشة
undefined

تنوي شركة آبل -بحسب التقارير- استخدام شاشات من نوع OLED بعد سنوات طويلة من الاعتماد على شاشات من نوع LCD [4]، فجميع الشركات التقنية تقريبًا تستخدم شاشات OLED في هواتفها الذكية باستثناء آبل التي ما تزال ترى في تقنية LCD الحل الأمثل بالنسبة لها.

 

طبعًا اختيار آبل لهذا النوع من الشاشات في الأجيال السابقة جاء للكثير من العوامل، أهمّها الشركات المُزوّدة، فآبل وكما يعلم الجميع لا تُفضّل الاعتماد على مصدر واحد للحصول على جميع مكونات أجهزتها، بل تلجأ للكثير من المعامل والمصانع حول العالم للخروج بهواتف آيفون. ولو نظرنا إلى الأسماء الكبيرة في صناعة شاشات OLED لوجدنا أن سامسونج وشارب هي الأبرز، وهنا قد لا تجد آبل راحتها خصوصًا أن الشركتين من الشركات المُنافسة، صحيح أنها -آبل- تحصل على ذواكر التخزين من سامسونج، لكن المُغامرة بالشاشة والاعتماد على مُنافس ومصدر واحد فقط قد يؤديان إلى خسائر كبيرة ونتائج غير محمودة [5][10].

 

إضافة إلى ذلك، عملت آبل خلال السنوات الماضية على تطوير تقنيات عرض الألوان داخل شاشاتها ودقّة سلاسل الألوان لتقديم أفضل درجات مُمكنة تُحاكي الواقع، وبالتالي انتقالها بسرعة كبيرة إلى شاشات من نوع OLED التي لا تُقدّم دقّات عالية حتى الآن يعني تخلّي آبل عن مجال برعت وبحثت فيه لفترات طويلة، وهو ما لا يرغب به القائمون على الشركة بكل تأكيد.

 

وبعيدًا عن نوع الشاشة، فإن دمج مُستشعر الضوء ومُستشعر البصمة من الأمور المُثيرة من الناحية التقنية، فبحسب براءة اختراع دمج مُستشعر البصمة سوف تقوم آبل بالاستفادة من الحقول الكهرومغناطيسية لمعرفة تفاصيل البصمة [6]، حيث سيتم استشعار الأطراف البارزة، والأطراف المُنخفضة في البصمة من خلال تلك الحقول. ولكي لا تتأثر دقّة اللمس، تنوي آبل وضع هذه التقنيات، الخاصّة بتحليل والتقاط تفاصيل البصمة، في طبقات الشاشة السُفلية، لتأتي فوقها طبقات التعرّف على اللمس.

 

ماذا عن الوجه الخلفي؟
undefined

أعرب الكثير من مستخدمي هواتف iPhone 7 و7 Plus عن إعجابهم باللون الأسود اللامع Jet Black الذي قدّمته الشركة في الهواتف الجديدة، لكن علّته الوحيدة كانت سهولة ظهور الخدوش عليه لأن الوجه الخلفي مصنوع من الألمنيوم في هذا الجيل. ولهذا السبب، ترغب آبل في آيفون 8 في الاعتماد على الزجاج من جديد، بعدما استخدمته سابقًا في هواتف آيفون 4، وآيفون 4 إس.

 

استخدام الزجاج سيمنح مُقاومة أعلى للجهاز بشكل عام ويمنع حوادث الانحناء التي طالت آيفون 6، وآيفون 6 إس. كما سيضمن الزجاج حماية عالية للون، وبالتالي لن تظهر الخدوش بسهولة تامّة لأن خدش الزجاج ليس بالأمر الهيّن على أي حال.

 

هل ستغيّر آبل من الألمنيوم إلى الزجاج فقط لحماية اللون؟ بكل تأكيد لا، فهناك ميّزة طال انتظارها قد ترى النور في هواتف 2017، الشحن اللاسلكي، أخيرًا وبعد طول انتظار قد يكون له مكان في هواتف شركة آبل، فجميع الشركات التقنية أيضًا -باستنثاء جوجل في هواتف بيكسل- لجأت إلى هذه التقنية، إلا آبل التي لم تذكر حتى سببًا واضحًا يمنعها من ذلك [7]. استخدام الزجاج يسمح بنقل التيار الكهربائي عبر الحقول الكهرومغناطيسية بسهولة أكبر، وبصورة أفضل من الألمنيوم، وبالتالي وجود وجه خلفي من الزجاج يُمكن اعتباره صيد لعصفورين بحجر واحد.

 

أما بخصوص امتناع آبل عن توفير الشحن اللاسلكي في آيفون فهي تعتقد أن النماذج الحالية للشحن اللاسلكي لا قيمة لها ولا فائدة منها، فالمستخدم الآن في آيفون يحتاج إلى عدم الابتعاد عن منفذ الكهرباء إذا ما رغب باستخدام الهاتف أثناء شحنه، وكذلك هو الأمر بالنسبة لبقية الهواتف التي توفر الشحن اللاسلكي، فلشحن الجهاز لاسلكيًا يحب وضعه على مقربة من الشاحن، وبالتالي بقي المستخدم أسير منفذ الكهرباء من جديد. وبحسب الشائعات، فإن آبل قد تستفيد من نموذج شركة WattUp التي نجحت في توفير شاحن لاسلكي بمدى يصل إلى ستة أمتار، وبالتالي يُصبح للميّزة معنى أكبر [8].

 

هل هناك شيء مؤكد؟
قد يكون رحيل مُخترع الهاتف، ستيف جوبز، أدى إلى فقدان الجهاز لأهمّيته داخل الشركة بشكل أو بآخر.
قد يكون رحيل مُخترع الهاتف، ستيف جوبز، أدى إلى فقدان الجهاز لأهمّيته داخل الشركة بشكل أو بآخر.

بكل تأكيد لا يمكن تأكيد أي ميّزة أو خاصيّة في الهواتف الجديدة، فما زال هناك مُتّسع من الوقت يمكن لآبل تغيير الكثير من التفاصيل خلاله، لكن الرئيس التنفيذي لشركة شارب تحدّث في وقت سابق قائلًا إن آبل سوف تنتقل لاستخدام شاشات من نوع OLED [9]، صحيح أنه لم يؤكد بنسبة 100٪، إلا أنها احتمالية عالية لأنها تأتي من أكثر من مصدر.


دمج مُستشعر البصمة داخل الشاشة رفقة مُستشعر الضوء من الأمور التي قد لا ترى النور أيضًا، صحيح أن آبل حصلت على براءات اختراع لهذه التقنيات، لكنها سبق وأن حصلت على الكثير من البراءات دون أن ترى النور فيما بعد. من وجهة نظر شخصية، أجد أن دمج الزر الرئيس ومُستشعر البصمة مع الشاشة قادم لا محالة، فآبل في آيفون 7 قدّمت زر رئيس جديد يعمل باللمس مع مُحرك "Taptic Engine" الذي يؤدي إلى اهتزاز بسيط كنوع من رد الفعل على ضغطة المستخدم، وهذه تقنية موجودة منذ آيفون 6 إس في شاشة الهاتف، لكنها تحمل اسم اللمس ثلاثي الأبعاد 3D Touch، وهنا، أي بعد تغيير الزر الرئيس في آيفون 7، تبدو آبل وكأنها تختبر مدى تقبّل المستخدمين لتوفير الزر داخل الشاشة، فدعم الزر للمس في آيفون 7 ليس له أي معنى أو استخدام جديد سوى دفع المستخدمين لقبول فكرة التخلّي عن الزر الذي أصبح جزءًا أساسيًا من هوية آيفون ودمجه بداخل الشاشة التي تعمل باللمس.

 

أما بخصوص التسمية، فقد لا تُطلق آبل الجيل الجديد في العام القادم، لتستمر في عادتها السنوية وتكشف النقاب عن iPhone 7S و7S Plus بتعديلات بسيطة على الهواتف الحالية، على أن يرى آيفون 8 النور في عام 2018 كما جرت العادة، وليخرج الهاتف "من المولد بلا حمّص"، فقد يكون رحيل مُخترع الهاتف، ستيف جوبز، أدى إلى فقدان الجهاز لأهمّيته داخل الشركة بشكل أو بآخر.

المصدر : الجزيرة