شعار قسم ميدان

شبكات الجيل الخامس.. هل أنت مستعد لثورة في هاتفك المحمول؟

ميدان - الجيل الخامس1

بدأت شركات الاتصالات بالحديث عن تقنية الجيل الخامس (5G) وعن موعد طرحها بشكل رسمي منذ نهاية 2016 تقريبا، أي حتى قبل وجود معايير قياسية واضحة من هيئة الاتصالات الدولية، واعدين المُستخدمين بتوفير شبكات سريعة جدا مع نهاية 2018، على أن يُصبح الجيل الخامس الافتراضي على نطاق واسع مع حلول 2020. اليوم، ومع الاقتراب من نهاية 2018، أوشك الحلم على وصوله لنهايته السعيدة بعد الكشف رسميا عن بعض الشبكات والأجهزة التي ستدعم الجيل الجديد.
 

ما الذي تغيّر؟

حاولت شركات الاتصالات الكُبرى، على غرار "فيرايزون" (Verizon) في الولايات المُتحدة الأميركية، فرض معاييرها الخاصّة لشبكات الجيل الخامس أملا في كسب ود المُشرّعين قبل الجميع(1)، وهذا لدفع تلك المعايير وتحويلها إلى افتراضية من أجل الحصول على عمولة من بقيّة الشركات، وهو ما لم يحدث، الأمر الذي أخّر وصول المعايير الافتراضية للجيل الخامس حتى مُنتصف عام 2018، بعدما أعلنت مُنظّمة "جي إس إم إيه" (GSMA) عن المعيار الرسمي باسم "5 جي إن آر" (5G NR)، والذي دفع الشركات لترك معاييرها الخاصّة واتّباع ما تُمليه وثيقة المواصفات التقنية الرسمية(2).
 

ولم تُغيّر أي شركة مواعيد وصولها، فشركة "إيه تي آند تي" (AT&T) استمرّت في التأكيد على أن الأسابيع الأخيرة من 2018 ستشهد وصول شبكات الجيل الخامس بشكل رسمي إلى 12 مدينة أميركية. لكن هذا لا يعني أن كامل المدينة ستحظى بتغطية، فالتركيز بداية سيكون على المناطق المُزدحمة في تلك المُدن التي تحتاج إلى وجود شبكة اتصالات أسرع قادرة على استيعاب جميع الأجهزة المُتّصلة(3).

أما "فيرايزون"، فهي سوف تنتظر للربع الأول من 2019 لإطلاق الجيل الجديد للأجهزة المُتنقّلة، لأنها أطلقت بالفعل الجيل الجديد لشبكات المنازل منذ أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018 في أربع مدن أميركية بغية اختبار الجودة ومُعالجة المشاكل قبل توسعة الشبكة(4). في المُقابل، لم تتعجّل شركة "تي-موبايل" (T-Mobile) في دخول المُنافسة، فهي تسعى لتوفير تغطية على مستوى الولايات المتحدة الأميركية مع حلول 2020، العام الذي كان الموعد الأصلي لوصول الجيل الخامس.
 

وبعيدا عن القارّة الأميركية، نجحت كوريا الجنوبية عبر شركة "إس كيه" (SK Telecom) في إطلاق أول شبكة للجيل الخامس في 12 مدينة، واستعانت بهاتف تجريبي من شركة سامسونغ لهذا الغرض، فالرئيس التنفيذي لشركة "إس كيه" أجرى مُكالمة عبر شبكات "5 جي" لإظهار جودة الصورة العالية ونقاوة الصوت، مؤكّدا في ذات الوقت أن هذا الجيل بحاجة إلى مزيد من الوقت حتى تصل الهواتف الذكية الداعمة له، لأن الأجهزة الحالية لن تكون قادرة أبدا على الاستفادة منه بسبب فرق حزمة التردّدات المُستخدمة(5).

 

أجهزة متوافقة

اتّفق مُعظم الرؤساء التنفيذيين لكُبرى شركات الاتصالات على أن مُشكلة الجيل الخامس ليست في معاييره القياسية أو في إمكانية توفير أبراج تغطية مُناسبة، فالعائق الأكبر هو وصول أجهزة تدعمه تحمل تصميما جذّابا من جهة، وبطارية تصمد لفترة لا بأس بها من جهة أُخرى، خصوصا أن شبكات الجيل الرابع توفّر سرعة اتصال مُمتازة وتدعمها كذلك مجموعة كبيرة جدا من الهواتف الذكية، والحواسب اللوحية والمحمولة كذلك، تتحقّق فيها المواصفات التي تدفع المُستخدم إلى اقتنائها.
 

واعتمادا على ما سبق، بدأت شركات إنتاج الهواتف الذكية بدورها عملية تطوير شرائح اتصال مُتوافقة مع الجيل الجديد منذ فترة طويلة أيضا، أملا في أن تكون من أوائل الواصلين للسوق، وهذا ما يُفسّر الاعتماد على نموذج لهاتف من شركة سامسونغ عند تجربة الجيل الجديد في كوريا الجنوبية، أو حتى في مؤتمر كوالكوم الأخير الذي عُقد في مدينة "هاواي" (6).
 

بالنسبة للجيل الخامس في المنازل، توفّر شركة "نت غير" (NETGEAR) جهاز توزيع إشارة يسمح لأكثر من جهاز الاستفادة من السرعة العالية في الوقت نفسه عبر شبكات "واي فاي" (WiFi)، وهذا يعني أن الهاتف الذكي، وباستخدام موزّع "نت غير"، لا يحتاج إلى دعم شبكات الجيل الخامس. تلك الميزة، أي عدم الحاجة إلى دعم شبكات الجيل الخامس بشكل افتراضي، موجودة لدى مُستخدمي هواتف "موتو زد 3" (Moto Z3) التي تدعم المُلحقات الخارجية، فشركة موتورولا توفّر غطاء لدعم شبكات الجيل الخامس يُمكن للمُستخدم وضعه على الوجه الخلفي للجهاز وإدخال الشريحة الجديدة.

 
أما سامسونغ، الشركة الأكبر على مستوى العالم من ناحية مبيعات الهواتف الذكية، فهي ستُطلق هاتفها الأول بالتعاون مع "فيرايزون" خلال الربع الأول من عام 2019، على أن تُطلق جهازا آخر -من المُرجّح أن يكون "غالاكسي إس 10" (Galaxy S10)- بالتعاون مع "إيه تي آند تي" مع حلول الربع الثاني. وهذا يعني أن النصف الأول من 2019 سيشهد بشكل رسمي دخول الشركة الكورية الجنوبية بأجهزة موجّهة للسوق تستهدف من خلالها شرائح مُختلفة(7).
 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن سامسونغ لن تكون الوحيدة، صحيح أنها تسعى لتطوير شريحة مُعالجة اتصال تدعم الجيل الخامس تُعرف باسم "إكسينوس 5100" (Exynos 5100)(8)، إلا أن شركة كوالكوم كشفت عن شريحة "سناب دراغون 855" (Snapdragon 855)، وهذا يعني أن شركات على غرار "ون بلس" (OnePlus)، "إتش تي سي" (HTC)، أو هواوي، على سبيل المثال لا الحصر، ستُطلق هي الأُخرى أجهزة تدعم الجيل الجديد على اعتبار أنها تعتمد على مُعالجات كوالكوم منذ فترة طويلة(9).
 

أما آبل، وبحسب آخر التقارير(10)، فهي لا تنوي دعم شبكات الجيل الخامس قبل عام 2020، صحيح أنها تقوم باختباراتها منذ عام 2017 تقريبا(11)، إلا أنها تنتظر وصول الجيل الجديد إلى مجموعة كبيرة من الشبكات في أميركا، وإلى تلك الموجودة على مستوى العالم، قبل إطلاق هاتف يدعم الجيل الخامس، وهي عادة ليست غريبة أبدا على الشركة التي انتظرت أكثر من عام لتقديم هاتف يدعم الجيل الرابع (4G). كما تخلّفت أيضا عن دعم الجيل الثالث عندما كشفت عن أول هاتف آيفون في 2007، مُكتفية بدعم شبكات الجيل الثاني آنذاك.
 

جعلت شبكات الجيل الرابع بثّ الموسيقى من الأمور السهلة جدا، فالمستخدم لم يعد بحاجة إلى تحميل أي ملفات في ظل وجود خدمات لبثّ المحتوى مثل "آبل ميوزك" (Apple Music) أو "سبوتيفاي"، وهو أمر تسعى شبكات الجيل الخامس لتكراره مع بثّ الفيديو مع خدمات مثل "نت فليكس" (Netflix)، مع أحاديث عن إمكانية إطلاق خدمات سحابية لبثّ الألعاب عبر الجيل الجديد(12).

المصدر : الجزيرة