علي طلال.. طبيب الأعصاب الذي يترجم لك الأفلام
يبرز من حين إلى آخر جدل بين متابعي السينما العالمية؛ حول بعض الترجمات التي يوفرها المترجمون العرب، ومدى جودتها وأهميتها. يتصف هذا الجدل عامة بالهجوم عليهم أو السخرية من أدائهم؛ وهو أمر مفهوم إذا كان هؤلاء المترجمون يفعلون ذلك ضمن عمل موكل إليهم؛ لكن ماذا لو كانوا مجرد هواة محبين للسينما، وكل ما أرادوه هو مشاهدة آخر الأعمال مترجمة كأبسط إجراء يقومون به.
تظهر العديد من الأسماء حيناً؛ ثم تعاود الخفوت من جديد، لكن الثابت والملموس أن حركة الترجمة لا تتوقف أبداً؛ بل إن هناك توجهاً حقيقياً لترجمة الأعمال الكلاسيكية المنسية والتي لم تصلها يد المترجمين العرب بعد.
"علي طلال" مترجم عراقي يعمل منفرداً أو متعاوناً مع آخرين نجد اسمه أينما ذهبنا، ويرى في الترجمة ملاذاً آمناً. يلتقي "ميدان" بطلال ويجري معه الحوار التالي:
بدأ الأمر صدفة. أردت مشاهدة فيلم حائز على الأوسكار لأفضل ممثلة بدور رئيس للأمريكية "جودي فوستر" (The Accused 1988) لكنني فوجئت بعدم وجود ترجمة عربية لهذا الفيلم على الإنترنت؛ فقررتُ لحظتها أن أقوم بترجمة الفيلم بنفسي. جربت ذلك وقد نجح.
أعتقد أن علاقتي مع المترجمين العرب جيدة للغاية، أحترمهم ويحترمونني.
أجد أن المترجمين المصريين يحتلون المرتبة الأولى، يليهم مترجمون من الخليج وخصوصاً السعوديّة؛ بينما نأتي نحن العراقيّون في المرتبة الثالثة، وبعدها قد تجد مترجمين من سوريا وليبيا والسودان وبلاد المغرب العربي.
على صعيد شخصي؛ أنا أحب الأعمال الدرامية؛ لأنها أكثر واقعيّة، وذات رسالة هادفة من الممكن للجميع أن يستفيد منها. يليها أعمال أخرى تتوزع بين أفلام الأكشن والرعب والأنمي الياباني. أحياناً يكون اختياري للفيلم بناء على الممثلين؛ بغض النظر عن تقييمه أو نوعه.
في السابق كنت أشاهد الفيلم قبل الترجمة، أمّا الآن فأنا مضطر للترجمة أثناء المشاهدة وذلك من أجل توفير الوقت. يوجد -كما تعلم- ضغط كبير من قبل المتابعين الذين يترقبون كل جديد منك. صدقني أنا أسعى بجهد إلى تنظيم وقتي بين الترجمة وحياتي اليومية؛ لكن لا أخفيك سراً، هو عمل شاق جداً ويتطلب جهداً مضاعفاً.
لستُ ناقداً سينمائياً، لكن إن أردت رأيي الشخصي فأنا أرى بأن الفيلم قد مُنح أكبر من حجمه؛ بسبب الدعم الإعلامي الكبير. لا أراه فيلماً أسطورياً كما يصفه البعض، هو فيلم جميل؛ لكن بعد فترة من الزمن لن يتذكره أحد كما يتذكر الناس سلسلة العرّاب أو ثلاثيّة باتمان مثلاً. بالنسبة لي لو أردت تقييمه من 10 سأمنحه 7 درجات.
أتمنى أن تكون لجنة التحكيم عادلة في توزيع جوائزها على من يستحقها؛ حتى لا تتكرر الأخطاء التي رافقت أفلاماً معينة عبر منحها تكريماً أكبر من حجمها؛ مثل ما حصل مع فيلم الفنان 2011 (the Artist 2011) الذي نال خمس جوائز أو فيلم سلامجوج المليونير (Slumgog Millionaire 2008) الذي نال ثمانية جوائز أوسكار. كل ما أتوقعه من اللجنة هو أن يكون التكريم عادلاً هذه المرة؛ لأن كافة الأفلام المنافسة تستحق التقدير هذا العام.