"الحماقات الخمس" التي يرتكبها ترمب في أسلوب قيادته
أعتقد أن الناس تغاضوا عن بعض الإشارات التي تنذر بالمخاطر التي كانت بادية منذ الوهلة الأولى، ولم يلتفتوا إليها بحجة أنه مسؤول من ذوي الخبرة التنفيذية، يمكنه أن يتولى المنصب في واشنطن ويحقق تقدم سريع في حل القضايا الهامة التي تواجه بلدنا، غير أن الأشهر القليلة الأولى من عهده كانت عبارة عن كارثة مطلقة من حيث طريقة توليه القيادة، أدت إلى وضع أقرب إلى الفوضى. دعونا ننظر إلى إخفاقات ترمب الخمسة في مجال القيادة لاتخاذها دروسا يجب تجنبها لكل من كان في مركز القيادة.
لقد ركز المرشح ترمب حملته الانتخابية حول بضعة ملفات سياسية ذات أولوية، غير أنه لم يضع خطة إستراتيجية تدعم جهوده لتحقيق أي هدف من تلك الأهداف. يلاحظ بدلًا من ذلك، تذبذب سياسات ترمب، وتغير اتجاه نقاط تركيزه بشكل يومي، مما يربك موظفيه والكونغرس، ويضعهم في موقع رد فعل بدلًا من وضع استباقي.
الدرس المستخلص: عندما يجهل الجميع الخطة، فمن الصعب تحقيق أي شيء ذي مغزى. وكلما زاد تخطيطك، كلما زادت نظرتك الاستشرافية في التصدي للمشاكل وحل الملفات، وقل رد فعلك. جوهر أسلوب ترمب في إدارة السلطة التنفيذية يربك مستشاريه، ويدفعهم إلى محاولة ابتكار سياسة تستند إلى تغريدات الرئيس وليس إلى فلسفته في الحكم أو أهدافه.
لكن ما الذي تعلمناه من الرئيس ترمب؟ إذا وقع فشل في تنفيذ السياسة، يلقى باللوم تلقائيًا على الموظفين. تفضي الإدارة الجزئية والمشاجرات بين أفراد الطاقم، إلى انهيار الروح المعنوية، والتطاحن الداخلي، والتنافس على السلطة، على حساب فعالية التواصل وتنفيذ السياسات، وفرص النجاح بشكل عام. وفي ظل رئاسة ترمب، نشهد حالة من الفوضى المتنامية.
الدرس المستخلص: لن يستمر أحد في العمل معك والوفاء لك، إذا كنت ستلقي عليه باللوم على كل خطأ يحدث في العمل، وهو السبب الذي يجعل البيت الأبيض يواجه صعوبة في ملء شواغر المناصب رفيعة المستوى. كن صادقًا، وصريحًا ووفيًا للعاملين معك، وسيعاملونك بالمثل.
مائة وأربعون حرفًا، غير كافية لرسم خطة ومنح فرصة لتبليغ سياسة محددة – فهي ليست أكثر من مجرد عنوان. إن نشر تغريدات على مدار الساعة، دون مراجعتها أو تدقيقها من قبل الموظفين، مكتوبة بنبرة تفتقر إلى مستوى روح القيادة، تهاجم باستمرار الناس عمومًا والسلطة الرابعة بشكل خاص، مآلها الفشل في جلب الدعم أو الحلفاء، أو المضي قدمًا في تحقيق أي بند من بنود جدول أعمال.
تسود الفوضى وسط موظفي الرئيس المعنيين بقطاع الاتصال، لقد غادر مدير اتصالاته منصبه. برامج محاكاة "ساترداي نايت لايف" الساخرة، تؤكد الاقتتال الدائر وسط طاقم الرئيس والفشل في خلق علاقات داخلية أو مع هيئة الصحافة في البيت الأبيض. جلسات الإحاطة التي ينبغي أن تكون بمثابة منبر مناسب وقوي للدفع نحو تحقيق أهدافه، تسفر عن نتائج عكسية، فتزيد من الارتباك وخلط الأوراق ونشر الغموض وسط الجمهور وصناع القرار.
الدرس المستخلص: لا فائدة ترجى من الفوضى، ولا تساعد على نقل شركة أو حكومة إلى الأمام. يحتاج الموظفون والزبائن والموردون إلى قيادة مستقرة، أما الفوضى لا تشكل الأرضية المناسبة لزرع الثقة.
لقد هاجم ترمب دولًا مُجاورة لنا، نتعامل معها ولنا تبادلات تجارية معها تقدر بمليارات الدولارات، من السلع والخدمات. وقد هدد ترمب قادة الشركات ويعادي المجتمع التعليمي، وما يقوم به إزاء البيئة ينفر حلفاءنا، ويتفق معظمهم أن هذه السياسات ستلحق أضرارا بالاقتصاد الطويل الأجل الذي سيعتمد على الطاقة المتجددة، أما الرسائل المزدوجة حول حلف شمال الأطلسي، فهي تتم بشكل عشوائي لا يأخذ بمشورة أكثر موظفيه دراية في هذا المجال وتحير حلفاء الولايات المتحدة. ماذا سيحدث إذا احتاجت الولايات إلى مساعدة أصدقائنا وحلفائنا؟
لا يمكن لأي شركة أن تعمل في فراغ، يجب على القادة التفكير في المستقبل حول الاستعانة بمصادر خارجية، والموردين، والاستشاريين، وفي مجال التسويق – وضمان الحفاظ على سمعتهم وتنمية العلاقات معهم، لتتمكن من تحقيق النجاح في القرن الـ 21. بلدنا لا يختلف عن غيره من البلدان، نحن بحاجة إلى حلفائنا ليس فقط للمساعدة في الحفاظ على سلامتنا ولكن لضمان الازدهار الاقتصادي.
الدرس المستخلص: يمكن للعلاقات في كثير من الحالات أن تعزز مشاريع الأعمال أو تقضي عليها بحسب نوعيتها، ومن ثم ليس من الذكاء والحنكة تنفير أو تهديد زبائنك وحلفائك الرئيسيين، وليس بمثل هذه الطريقة تبرم الصفقات.
لكن استمرار ترمب في شن الهجمات الشخصية والانتقاد الحاد والعلني ضد القيود، وضد المنافسين، أو ضد الموظفين، يظهر للعالم أنه لا يفهم المحيط الذي يعمل فيه. والأسوأ من ذلك، يكاد يكون من المستحيل إحراز تقدم لتحقيق الأهداف عندما تُجهل أسس القضايا، وعندما لا تكون على دراية بما يحدث ولا تقوم بما يجب عليك فعله.
الدرس المستخلص: لا ينبغي أن تكون جاهلًا بما يدور حولك، لأن مثل هذا الوضع يشكل أنسب أرضية لاتخاذ قرارات فظيعة. ثانيًا لا تختلق الأمور ثم تحاول تمريرها باعتبارها حقائق، إذا قمت بذلك، فلن يثق بك أحد، ومن دون مصداقية، لا يمكنك أن تقود. وقد استخلص القادة دروسًا، ولسان حالهم يقول، لنا في ترمبترمب، درسًا حيًا على ما لا يجب القيام به كقادة.
_________________________________
المقال مترجم عن: الرابط التالي